د. عبدالله حسين العزام في ظل التجربة الديمقراطية الجديدة والتحول نحو تأسيس حياة حزبية مطورة في المملكة، أعتقد أن النجاح سيكون تحصيل حاصل ما لم يتم استبعاد الشباب أو التغاضي عنهم كمرشحين سياسيين، تحت ذريعة نقص الخبرة. في الأردن، أغلب السكان الحاليين هم من فئة الشباب، إذ يتميز الأردن بأنه دولة فتية وتشكل الفئة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 40 عاماً ما يقارب 65٪ وأكثر بالمائة من إجمالي السكان بحسب القراءات الإحصائية.

ومع ذلك، فإن النسبة الأعلى من البرلمانيين الأردنيين وشاغلي المواقع السياسية في الدولة، عادة يكون أعمارهم ما بين ال 50-70 عاماً ونيف، والسؤال هل سنشاهد برلمانيين وسياسيين جدد بنسب عالية تتراوح أعمارهم ما بين 25- 40 عاماً في ظل التجربة الديمقراطية الجديدة. التمثيل الناقص للشباب تحت قبة البرلمان من ناحية و في المناصب السياسة من ناحية أخرى، وفي الأحزاب السياسية كذلك، يؤكد أن هناك احتكار للعمل السياسي، إذ يتم حصره في فئة معينة أو في طبقة من الطبقات أو يتم وفق سياسة التوريث “إبن الوزير وزير وإبن النائب نائب وإبن العسكري عسكري وإبن الحراث حراث”. ولعل ما يؤكد ذلك؛ ضعف آليات تحسين تمثيل الشباب في عملية صنع السياسات، علاوة على عدم وجود ضمانات بالنسبة إلى عمل النظام الانتخابي بالشكل العادل والقائم على الجدارة حتى الآن، فضلاً عن غياب رؤية سياسية مستقرة وداعمة للشباب من قبل الحكومة ومؤسساتها لانجاح التجربة الديمقراطية المحدثة. بصفتي أحد الشباب الأردني، أعتقد أنه لن يكون لدى الشباب القدرة والثقة للترشح للبرلمان بسبب العائق المادي من ناحية، سيما وأن دخل الفرد منخفض بدرجة كبيرة، والعائق الثقافي من ناحية أخرى، من حيث عدم اهتمام الأحزاب السياسية بالدور الطليعي السياسي للشباب. على أرض الواقع حتى الآن العلاقة بين الشباب الأردني والأحزاب السياسية ضبابية ومعقدة إلى حد كبير، باعتبار أن الأحزاب السياسية لغاية الآن لم تشتبك أو تتعامل مع الشباب أو لم تنظر في قضايا مواطنة الشباب أو المشاركة السياسية، بالمقابل ينظر الشباب للأحزاب السياسية بشكل متزايد إلى كونها نائية وغير شعبية ومحاولاتها لا زالت عرضية لاستقطاب الشباب للعمل الحزبي. علاوة على ذلك، فقد أثبت الشباب عزوفهم عن الإنضمام للأحزاب على الأرجح، من كونهم يشتكون من أن الأحزاب السياسية تتجاهل مصالحهم وتطلعاتهم سواء من حيث تشكيل السياسات أو الحصول على مواقع في الصفوف الأولى فيها، ما أدى ذلك إلى انفصال كبير بين الشباب والأحزاب السياسية ويتجلى ذلك بكل وضوح، من خلال هيمنة بعض الشخصيات الرسمية السابقة، وتنصيبها على الأحزاب وقيادة المرحلة في الأردن، الأمر الذي يشير إلى استخدام المشاركة الشبابية الحزبية كأداة للظهور والعبور والوصول فقط، ما انعكس ذلك سلبياً على أرض الواقع وأدى إلى تحقيق مستويات منخفضة من الإنضمام للأحزاب وصعوبة تحديد هوية الحزب الملائم للفئة الأكثر عدداً وتأثيراً في الاستحقاقات الانتخابية، إضافة إلى الإحجام المركب والمبكر عن الانضمام إليها أو العمل من أجلها أو القيام بحملات لصالحها في جميع أنحاء المملكة أو حتى المبادرة في حضور فعالياتها. كاتب من الاردن

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

وزير الرياضة يشيد بالدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي للرياضة والرياضيين والشباب

تقدم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بخالص الشكر والتقدير والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على دعمه المتواصل والمستمر للرياضة المصرية والرياضيين، ودعمه اللامحدود للشباب المصري لتعظيم إسهاماته وتحقيق ما يصبو إليه نشء وشباب وطننا العزيز من طموحات وتطلعات.


جاء ذلك عقب افتتاح نادي الهجن والفروسية الدولي في الخارجة بالوادي الجديد، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمحافظ والقيادات التنفيذية بالمحافظة.


وخلال كلمته، عبر وزير الشباب والرياضة عن سعادته الغامرة بالتواجد في محافظة الوادي الجديد، إحدى المحافظات الحدودية الغالية على قلوبنا جميعاً، والتي تلقى اهتماماً بالغاً من القيادة السياسية، كونها تمثل واحة من الخيرات والطاقات الشابة، مؤكدا أنها تتمتع بموقع استراتيجي وموارد طبيعية غنية، مما يجعلها قادرة على تحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات.


وقال الدكتور أشرف صبحي: "ما نراه اليوم بمحافظة الوادي الجديد هو تغييراً حقيقياً على الأرض يعكس حجم المشروعات المنفذة، لاسيما مشروعات البنية الأساسية في مختلف المجالات"، مؤكداً أن الشباب وطاقتهم الحيوية بمثابة الوقود لاسـتمرار تطـور المجتمعات التي يعيشون فيهـا، وهم أسـاس التنميـة المجتمعيـة، لذا أولــت الدولــة المصــرية اهتماماً بالغاً لهــم في إطـار البُعـد الاجتماعي لسياساتها التنموية؛ بهدف التأكيد على أهمية دورهم في المجتمع، وضـرورة مشـاركتهم فـي جميـع مجـالات التنميـة الشاملة التي تشهدها البلاد.


وأضاف الوزير: "انطلاقا مما سبق فإننا في وزارة الشباب والرياضة نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار في المستقبل، ولهذا السبب، فإننا نولي اهتماماً كبيراً بتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم، بهدف إعداد قادة للتغيير، لديهم القدرة على إحداث أثر في مجتمعاتهم المحلية والممتدة".


وخلال كلمته، سلط وزير الشباب والرياضة الضوء على الإنجازات التي تحققت في قطاع الرياضة بمحافظة الوادي الجديد، والتي تمثلت في وجود 3700 مشارك ومشارك في المبادرة القومية للياقة البدنية بمراكز الشباب والشوارع والمنتزهات ضمت جميع الفئات من الشباب والمرأة والرواد وذوي القدرات والهمم، بجانب 1000 مستفيد من مبادرة "دراجتك صحتك"، إضافة إلى ٤ آلاف مشارك في المهرجانات الرياضية للدراجات والمشي والمناسبات القومية. 


كما تضمنت الجهود والإنجازات التي تحققت مشاركة 1000 مشارك في دوري الساحات والشوارع بمدينتي الداخلة والخارجة، فضلا عن تنظيم 16 قافلة رياضية بالمناطق والقرى المحرومة، بالإضافة إلى 500 فتاة مشاركة في مشروع كرة القدم النسائية "ألف بنت ألف حلم"، وكذا 500 مشارك في مونديال "حياة كريمة" لكرة القدم.


كما ألقى وزير الشباب والرياضة الضوء على حجم الإنشاءات الشبابية والرياضية بمحافظة الوادي الجديد، حيث وصل إجمالي التكلفة الانشائية للمشروعات المنفذة في الخطة الاستثمارية بالمحافظة خلال السنوات الخمس الماضية نحو 433 مليون جنيه منها 141 مليون جنيه للمدينة الشبابية، كما تمت المساهمة مع المحافظة في مضمار الهجن بالخارجة بمبلغ 15 مليون جنيه، وتحملت وزارة الشباب والرياضة تكلفة إنشاء مضمار الدراجات بالكامل بمبلغ ٧ ملايين جنيه، كما تم ساهمت مع المحافظة في إنشاء مضمار الهجن ببغداد باريس بمبلغ 2.5 مليون جنيه من إجمالي 4.5 مليون جنيه، وبلغ إيراد المنشآت الشبابية والرياضية بالمحافظة للعام المالي 2023/ 2024 مبلغ 475,605 جنيه، كما بلغت قيمة الاستثمارات داخل نادي الوادي الجديد 2.819.520 جنيه، ويبلغ عدد مراكز الشباب بمحافظة الوادي الجديد 76 مركز شباب، 3 مراكز تنمية شبابية (الداخلة، الخارجة، الفرافرة).


وأضاف: "ويبلغ عدد أندية محافظة الوادي الجديد ١٣ ناديا، تم دعم عدد ٩ أندية بإجمالي مبلغ 498 ألف جنيه، بالإضافة إلى دعم نادى الوداي الجديد إضافياً بمبلغ 50 ألف جنيه، ومؤخراً تم إشهار عدد 3 أندية وهم "نادي الرماية والصيد، ونادي الهجن والفروسية بغرب الموهوب، ونادي الهجن والفروسية ببغداد".


وفي الوقت نفسه، أشاد وزير الشباب والرياضة بجهود القيادة السياسية والحكومة وحرصها على الارتقاء بالعمل الشبابي والرياضي وتعظيم إسهامات النشء والشباب في مختلف مسارات التنمية الشاملة التي يشهدها وطننا العزيز، مؤكداً حرص الوزارة على المضي قدما نحو المزيد من البناء والتنمية، رغم كل التحديات غير المسبوقة والظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها وطننا الغالي مصر.


واختتم وزير الشباب كلمته بالتقدم بخالص الشكر والامتنان والعرفان لرئيس مجلس الوزراء، والوزراء الحضور على الجهود المضنية التي يبذلونها لخدمة الشباب، متمنياً النجاح والتوفيق ولوطننا الرقى والتقدم والأمن والأمان، داعياً المولى عزّ وجلّ أن يوفق الجميع ويسدد على طريق الخير خطاهم لما فيه صالح وطننا الغالي مصر. 

مقالات مشابهة

  • التشكيل الرسمي لمباراة الشباب والأخدود في الدوري السعودي
  • في ثاني أيام منافساتها.. فوز كاك بنك وبنك اليمن والشباب في بطولة الشركات
  • وزير الرياضة يشيد بالدعم الذي يقدمه الرئيس السيسي للرياضة والرياضيين والشباب
  • «الجيل الديمقراطي»: الحوار الوطني أحدث زخمًا كبيرًا في الحياة السياسية والحزبية
  • محافظ الجيزة يشهد جلسة محاكاة لبرلمان الطلائع والشباب
  • محافظ الجيزة يشهد جلسة محاكاة لبرلمان الطلائع والشباب ..صور
  • السودان ما بين استبدال القوى السياسية أو استبدال الأمة السودانية
  • محاربة الشائعات ومساندة القيادة السياسية تتصدران اجتماع تحالف الأحزاب المصرية
  • شروط الاشتراك في دوري ريادة الأعمال.. بدعم الفاو والشباب والرياضة
  • محاربة الشائعات ومساندة القيادة السياسية يتصدران أجندة اجتماع 42 حزبا سياسيا