د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام " ببطون " المصريين !!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
عادة مصرية قديمة جدًا، منذ " الجدة " حتشبسوت الله يرحمها"، حينما كانت تهتم بإحتياجات الشعب من "تمور وخمور وفواكة غريبة" عن أرض "مصر"، ومع البخور والعطور، والبقول والمنشطات الطبيعية للحيوية، هكذا درسنا وشاهدنا فى المتحف المصرى، وكذلك المتحف الزراعى "بالدقى"، كل المنتجات التى إستزرعناها والتى إستوردناها، قديمًا !!
ومع ذلك لم تنسى أية حكومة مصرية، الإهتمام " ببطون " ومزاج المصريون، ففى العهد الناصرى كان المثل الذى ينتشر بين الناس، أن الرئيس "جمال عبد الناصر" ( الله يرحمه ) يسأل قبل النوم سكرتاريته الخاصة (الأستاذ سامى شرف ) أطال الله عمره، عن أخبار الغذاء وخاصة العيش والأرز والسكر والشاى !!
ولكن كان يعزينا فى الإهتمام الناصرى ببطون وأمزجة المصريين، أنه كان يضع فى أولويات إهتمامه وحكومته، مستقبل أبناء شعب "مصر"، فمن الإصلاح الزراعى إلى تأميم قناة السويس، إلى بناء مشروع السد العالى، إلى النهضة الصناعية الضخمة، التى أقامتها ثورة يوليو، وسميت بالقطاع العام، إلى مجانية التعليم، والسماح لكل شاب مصرى قادر على الإجتهاد بأن يكمل تعليمه الجامعى، وأنشأ التعليم الصناعى بمراحلة الإعدادى والثانوى والتعليم العالى!.
وشملت النهضة أيضًا التوسع فى الأراضى والزراعة فى واحات مصر الغربية الوادى الجديد، حتى عام 1967 حينما أصيبت الدولة بما عرفناه بأسم النكسة!
وجاء الإهتمام ( ببطون المصريين ) أيضًا أيام "الرئيس السادات"، حيث تردد فى أحاديثه المتعددة بأن من حق المصريين الإنفتاح على العالم فلأول مرة نرى فى
( السوبر ماركت ) بديلًا عن "البقال" الذى يجلب عشرات الأنواع من الجبن، وعشرات الأنواع من الشكولاته وعشرات مثلها من كل منتجات ( الفرفشة، والنعنشة ) التى "تفرغ" جيوب المواطنين، حتى وصلت إلى إستيرادنا "لأكل القطط والكلاب والعصافير أيضًا"، ولعل شهر رمضان هو الشهر الكريم الذى تهتم به الحكومة ببطون المصريين، ( إيشى ياميش، إيشى قمر الدين ) وأيشى أصناف وأنواع متعددة من "المكسرات" وغيرهم من إحتياجات المائدة المصرية فى الأفطار!!
وفى عصر "مبارك"، كانت "مصر" وكانها فى هذا الشهر الكريم "تكفر عن ذنوب كل من نهب البلد"، بفرد الطاولات فى الشوارع وليس جميعم "ناهبى البلد" بشكل ما ولكن كل من قصد أن يبرىء ذمته أمام الله وأن يفعل شيئًا يستحق عليه الثناء فى الحياة الدنيا، وربما فى "القبر" عند الحساب!!.
فُرِدَتْ السرادقات، وشُدَّتْ الطاولات، ووزعت الإعلانات عن "موائد الرحمن" وهكذا، إهتموا الخاصة ببطون المصريين لكن الجديد فى الأمر، أن الحكومة وهى تسعى لسد الفجوة فى "ميزان المدفوعات" ،وإعادة الموازنه العامة للدوله من رئيس الجمهورية لعدم رضائه عنها وللدعم الذى (ينحر) فى جسد المالية ووزارتها، وفى جسد الأمة، لمن يستحق ولمن لا يستحق سواء !!.
يالعجب العجاب نشاهد الدوله فى تصريحات على ألسنه كبار وزرائها ورئيسهم وغيرهم، بأنها تدفع مئات الملايين من الجنيهات لتوزيع علب وصناديق الغذاء على المصريين !!.
(شنطه رمضان) أو (صندوق رمضان ) أو(مائدة الرحمن ) كل هذا يجوز من العامة ومن المنظمات الأهلية ولكن من الدوله، والله عيب وأيضًا حرام، وأيضًا "اللى إختشوا ماتوا" !!.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
ونحن في أول يوم من شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يمنّ على بلادنا بالأمن والاستقرار والنصر المبين. ويدخل علينا هذا الشهر الفضيل للمرة الثالثة منذ أن غدر الجنجويد وآل دقلو بالسودانيين في رمضان 2023، حين كانوا يستعدون لاستقبال عيد الفطر، فحوّلوا حياتهم إلى معاناة ونزوح، وأظهروا حقدهم ومكرهم تجاه أهل السودان.
لكن، بحمد الله، استطاع شعبنا امتصاص الصدمة، وتمكن جيشنا من استعادة مواقعه وتجاوز آثار الغدر والخيانة. ونحن اليوم نستقبل شهر الانتصارات العظيمة، شهر بدر الكبرى وفتح مكة والفتوحات الإسلامية الخالدة.
لطالما كان رمضان شهر الحسم، حيث فشل مخطط آل دقلو الغادر في السيطرة على البلاد، وانهارت أحلامهم في الاستيلاء على السلطة واستباحة السودان. كما شهدنا خلال رمضان الماضي انتصارات عظيمة، أبرزها تحرير الإذاعة في وسط أم درمان. ومع دخول هذا الشهر، نمضي بثقة نحو النصر الكامل وتحرير البلاد من التمرد.
في ظل هذه الانتصارات، حاولت راعية الجنجويد، دولة الإمارات، تسويق هدنة خلال رمضان، لكن مساعيها باءت بالفشل، كما فشل مشروعها في دعم الانقلابيين. وهذه الهدنة المزعومة ليست إلا محاولة لإعادة تموضع مليشيا الدعم السريع بعد هزائمها المتتالية، كما فعلت في بدايات الحرب حين استغلت هدنة جدة لإعادة ترتيب صفوفها والعودة لاحتلال مواقع جديدة. لكن تكرار هذا السيناريو بات مستحيلاً اليوم، والطريق الوحيد هو استكمال حرب التحرير.
لقد بدأ الدجال حميدتي حربه في نهار رمضان، وقتل الأبرياء وهم صائمون، وجمع المرتزقة لحرق الخرطوم. بل هدد علنًا خلال أول ظهور تلفزيوني له باستسلام البرهان أو قتله، مؤكدًا أنه لا سبيل سوى الحرب أو الاستسلام. أما شقيقه الأرعن، عبد الرحيم دقلو، فقد كشف عن نواياهم الحاقدة حين صرح مؤخرًا خلال حواره مع قناة اسكاي نيوز ومذيعتها الجنجويدية تسابيح بأن المهجرين والنازحين بسبب الحرب “كيزان”، لا تعنيه معاناتهم في شيء! هكذا يتحدث الجنجويد عن السودانيين، في عنصرية مقيتة تستهدف أهل الشمال والوسط، متناسين أنهم وأسرهم كانوا أكثر ثراءً من الدولة نفسها قبل اندلاع الحرب. فأي ظلم هذا الذي يدّعون محاربته؟! ولكن عبد الرحيم وجماعته يستهدفون (الجلابة)!!
لكن ما لا يعلمه الجنجويد وأسيادهم هو أن شعب السودان قد استعد لهذه المعركة، وأن ملايين الشباب المقاتلين في كل أنحاء البلاد جاهزون للمعارك، ولم يعد السلاح وسيلة لابتزاز أحد، فقد تحول الشعب كله إلى جيش، وغالبية مقاتليه من الشباب تحت سن العشرين، ولقد رأى الجميع الشهيد خطاب اسماعيل، وعبد الرحمن عماد الدين وهم من جيل الألفينات يداوسون الجنجويد في المدرعات والمظلات إلى أن ارتقوا في بطولات تمثل كل هذا الجيل الذي شكله عدوان الجنجويد وظلمهم، وهو جيل من الفداء والتضحية مستعد لقتال الجنجويد وأسيادهم لسنوات طويلة قادمة إذا استمر عدوان الجنجويد وظنهم بإنهم قادرون على اختطاف السودان بسلاحهم.
رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، فلنجدد العزم بكل حزم لإنهاء العدوان والتمرد. وبإذن الله، مع نهايات هذا الشهر، ستعود الخرطوم إلى أهلها، وستُقام فيها صلوات التراويح، وتعود موائد الإفطار الجماعية في الشوارع، وترجع الحياة كما كانت وأفضل.
محمد أبو زيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب