المنتزهات الوطنية تحكي قصة وطن
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
تتميز المنتزهات الوطنية بمساحاتها الشاسعة وتنوّع المناظر الطبيعية والنظم البيئية الموجودة فيها. قد تشمل هذه المناطق الغابات الشجرية والمروج والتلال والوديان والشواطئ والبحيرات والجبال. وتعتبر هذه المناطق موطنًا للعديد من النباتات والحيوانات المحلية البرية التي تعزّز الحفاظ على التنوّع البيولوجي (الأحيائي)، وهذا على خلاف مفهوم الحدائق العامة ومنظورها الحضري.
المنتزه الوطني هو منطقة طبيعية تحظى بحماية قانونية للحفاظ على التنوّع البيولوجي والثقافي والتاريخي للمنطقة، وتوفير فرص للترفيه للإستمتاع بالطبيعة وممارسة الأنشطة الترفيهية مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات ورحلات السفاري والتخّييم والتعليم والتثقيف البيئي من خلال مراكز الزوار والمعارض والجولات التوجيهية.
تهدف المنتزهات الوطنية إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية من جبال ووديان وشلالات وبحيرات وسواحل وتوفير فرص للإستمتاع بها والإستفادة منها بطرق مستدامة. وكما تسهم في دعم السياحة المستدامة لتكون وجهة سياحية رئيسية ومركزًا للترفيه في الهواء الطلق وتعزيز التنمية المحلية في المناطق المحيطة بالمنتزهات الوطنية من خلال الحفاظ على الممارسات الثقافية والحرف اليدوية والاحتفالات التقليدية، ممّا يعزّز الهويّة الثقافية للمجتمعات المحلية ويحافظ على تراثها الفريد.
وتعدّ المنتزهات الوطنية كذلك مصدرًا للتعليم والبحث العلمي من خلال تمكين الزوار والباحثين لإستكشاف البيئات الطبيعية ودراسة النظم البيئية والحياة البرية الموجودة في هذه المناطق من خلال الجولات التعليمية والمحاضرات والفعاليات التي تسلِّط الضوء على التاريخ والثقافة المتعلقة بالموقع، ممّا يساهم في نشر المعرفة والفهم العام للتراث التاريخي وتعّزيز الوعي بالبيئة وتعليم الزوار حول أهمية الحفاظ على الطبيعة والحياة البرية. وقد تمتلك بعض المنتزهات الوطنية المناطق الأثرية والتي تتركز أنشطتها على إجراء البحوث الأثرية لفهم تطور المجتمعات والثقافات التي كانت تعيش في تلك المناطق والتي بدورها تصبح كمتاحف مفتوحة للمهتمين ومناهج لاصفية للمراحل التعليمة المختلفة.
ويتم في الغالب تقييم جودة المنتزهات الوطنية على العديد من المعايير والمؤشرات التي تساعد في تحديد مدى جودة وفعالية هذه المنتزهات من خلال تقييم مدى توفر التنوع البيولوجي في المنتزه الوطني والحفاظ على الأنواع المهدَّدة بالإنقراض، وكذلك مدى فعالية تقييم إجراءات الحفاظ على الموارد الطبيعية في المنتزه وجودة البنية التحتية من مرافق الإقامة والتخّييم وشبكات الطرق والممرات ووسائل النقل العام ووجود مراكز زوار ومراكز توعية بيئية. وتعتبر معايير التجربة للزوار من وجود الأنشطة الترفيهية والتوجه السياحي والتعاون مع المجتمع المحلى وكثافة وعودة زيارة المرتادين وإستطلاعات الرأي كذلك ،من أليات تقييم جودة المنتزهات الوطنية.
تعزّز المنتزهات الوطنية الإستدامة البيئية والثقافية من خلال توفير الحماية للتراث الطبيعي والثقافي للإستمتاع به من قبل الأجيال الحالية والمستقبلية، فهي بصمة وطنية للمنطقة المتواجدة بها.
bahgethamooh@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الحفاظ على من خلال
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال هدفٌ سامٍ
اختتم برنامج شتاء صندوق الوطن فعالياته التي نظمها الصندوق على مدى أسبوع في كل من أبوظبي ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وأم القيوين والعين، وشارك فيها أكثر من 5000 من أبناء وبنات الإمارات من المدارس الحكومية والخاصة.
ونظمت الفعاليات برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن.
وركزت الأنشطة التي أقيمت بالتعاون مع المدارس والمراكز الإبداعية التابعة لوزارة الثقافة ومراكز وزارة الشباب والعديد من المؤسسات المحلية والاتحادية والخاصة، على تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة وتعريف الطلبة بالرموز الوطنية الإماراتية من خلال برنامج «قدوتي»، وبرنامج «لغة القرآن»، وحرص البرنامج على اكتشاف الموهوبين وتشجيع الابتكار والإبداع لدى الطلبة، إضافة إلى أنشطة تتعلق بالاستدامة والزراعة والذكاء الاصطناعي والحفاظ على البيئة واكتشاف المواهب.
وتم من خلال أكثر من 120 فعالية متنوعة، اكتشاف العديد من المواهب الطلابية سواء في مجال الكتابة أو الرسم أو التصميم، أو المشاركة بالأعمال الفنية، إذ شهد اليوم الأخير تنظيم معارض فنية في مقار البرنامج تبرز إنجازات الطلاب خلال مشاركتهم في الأنشطة وورش العمل، فضلاً عن تنظيم ورش لتعريف الطلاب بأساسيات العمل بالزراعة من خلال خبراء متخصصين، إضافة للعروض المسرحية التي طافت مقار البرنامج، وكذلك البرامج التراثية والألعاب الرياضية.
وعبر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن سعادته بالنجاحات الكبيرة التي حققها البرنامج في موسمه الثاني، مؤكداً أنه فخور بمستوى رضا الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين وضيوف البرنامج عن هذا الحدث من حيث أهدافه والمحتوى المعرفي الذي قدمه، والنظام الذي اتبعه، ومستوى الفريق الذي أشرف على الحدث تخطيطاً واستعداداً وتنفيذاً، مشيداً بتبني البرنامج تعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة باعتبارها هدفاً سامياً، وكذلك برنامج لغة القرآن الذي قدم مزيجاً من القيم الإسلامية الراسخة وجماليات وإبداعات اللغة العربية.
وقال إن صندوق الوطن حريص على عقد شراكة فاعلة مع المؤسسات كافة التي ترغب في دعم مبادراته في المجالات المختلفة لصالح أبناء وبنات الإمارات، مشيداً بدور المدارس في أبوظبي والعين ورأس الخيمة والمراكز الإبداعية لوزارة الثقافة في نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه كافة، ومعرباً عن سعادته بالتطور المستمر في المحتوى المعرفي والترفيهي والعلمي للبرامج، وتركيزه على الثقافة الإماراتية، وقيم المجتمع الإماراتي، والتاريخ والرموز الإماراتية، والاستفادة من التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات.
كما وجه الشكر للشركاء والمشرفين، والضيوف الذي أثروا البرنامج بخبراتهم ومواهبهم وقدراتهم الإبداعية وجهودهم المخلصة، معرباً عن سعادته بأن البرنامج استطاع من خلال أنشطته اكتشاف عشرات المواهب في الفنون واللغة والتراث والألعاب الرياضية، والتي يمكن تنميتها وتطويرها لتكون نجوماً في المستقبل.
من جانبه أكد ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، أن فعاليات البرنامج ركزت على أن تصل بقيم وعناصر الهوية الوطنية إلى المشاركين بكل صورها كاللغة والقيم والتراث، مشيراً إلى استخدام كل الإمكانات الممكنة لهذا الغرض ومنها، الفن والأدب، والذكاء الاصطناعي والابتكار، ووسائل الاتصال الحديثة، من أجل ترسيخ قيم الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة.
وأكد أن صندوق الوطن يضع تعزيز الهوية الوطنية بعناصرها كافة، كواحد من المجالات المهمة التي يركز عليها الصندوق خلال المرحلة الحالية، إضافة إلى تمكين أبناء وبنات الدولة في القطاع الخاص، وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار لدى الشباب، مؤكداً أن الصندوق برئاسة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، حريص على استدامة وتعزيز والحفاظ على اللغة وموروثنا الشعبي، باعتبارهما من أهم عناصر هويتنا الوطنية.
(وام)