ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل المقصود من الإسراع بالجنازة الوارد في الحديث الشريف الإسراع في تجهيز الميت والصلاة عليه ودفنه أو المقصود الإسراع بالميت بعد الصلاة عليه إلى الدفن؟

دعاء تثبيت الميت عند السؤال.. كيفيته وهل يقال سرا أم جهرا؟ هل يجوز دفن الميت ليلا؟ دار الإفتاء تحسم الجدل

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن الشرعُ الشريف استحبَّ الإسراعَ بالجنازة والمبادرةَ في حملها إلى قبرها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ؛ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» متفق عليه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ» أخرجه الطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وإسناده حسن؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري".

وعن أبي الصدِّيق الناجي أنَّه قال: "إن كان الرجل لينقطع شِسْعُهُ في الجنازة، فما يدركها أو ما كاد أن يدركها" رواه ابن أبي شيبةَ في "المُصنف".

وتابعت:  بل إنَّ الفقه الظاهري يرى أنَّ الأمر الوارد في الإسراع بالجنازة يقتضي الوجوب:
قال الإمام ابن حزم الظاهري في "المحلى بالآثار" (3/ 382، ط. دار الفكر): [ويجب الإسراع بالجنازة، ونستحب أن لا يزول عنها من صلى عليها حتى تدفن، فإن انصرف قبل الدفن: فلا حرج، ولا معنى لانتظار إذن ولي الجنازة.

أما وجوب الإسراع: فلِمَا رُوِّينَاهُ من طريق مسلم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أسرعوا بالجنازة، فإن كانت صالحة: قربتموها إلى الخير، وإن كانت غير ذلك: كان شرًا تضعونه عن رقابكم».

وهو عمل الصحابة، كما رُوِّينَا من طريق أحمد بن شعيب.. عن أبي بكرةَ قال: "لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنا لنكاد نَرمُلُ بالجنازة رَملًا"] اهـ.

وذكرت أن هذا الإسراع يقتضي المبادرة إلى تجهيز الميِّتِ بعد التيقن من موته، والصلاة عليه، والمشي به من غير شدَّة إسراعٍ أو تراخٍ يُخَافُ معهما حدوث مفسدةٍ بالميت، أو مشقَّةٍ على من يتبعها؛ ففي "الصحيحين" عن عطاء قال: حضرنا مع ابن عباس رضي الله عنهما جنازة ميمونة رضي الله عنها بسرف، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "هذه ميمونة، إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوه، ولا تزلزلوه، وارفقوا".
وفي "المُصنِّف" لابن أبي شيبةَ: أنَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أخبر أنَّ أباه أوصاه فقال: "إذا أنت حملتني على السرير، فامش بي مشيًا بين الْمَشْيَيْنِ، وكُن خلف الجنازة، فإنَّ مُقدِّمها للملائكة وخلفها لبني آدم".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الجنازة صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنهما دار الإفتاء عن أبی

إقرأ أيضاً:

حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة

يحتفل الشعب المصري والقوات المسلحة غدًا بذكرى انتصارات حرب 6 أكتوبر لعام 1973، وفي هذا السياق ورد سؤال إلى دار الإفتاء حول حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة؟ حيث يقول السائل: كلما مرت علينا ذكرى انتصار حرب أكتوبر اجتمعت العائلة واحتفلنا معًا بهذه الذكرى، خاصة أن لدينا في العائلة من شارك أو استشهد فيها، إلا أن بعض الأفراد يعترض علينا بفعل ذلك ويقول: إنه لا وجه له من الشرع. فهل الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر جائز شرعًا؟

حكم احتفال المسلم بيوم ميلاده.. الإفتاء تجيب متى يبدأ وينتهي قيام الليل.. دار الإفتاء توضح حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر 

 

قالت دار الإفتاء المصرية أن ما يقوم به الناس  بقصد الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة كما ورد في السؤال؛ هو أمر جائز شرعًا، ومستحسنٌ طبعًا؛ لما فيه من إظهار الفرح بنعم الله تعالى على البلاد بسواد أمنها واستقرارها.

 

وتابع الإفتاء أنه بالإضافة إلى الامتثال للأمر الشرعي بالتذكير بأيام الله ومن أعظمها أيام النصر، مع ما في هذه الاحتفالات من تجديد أبلغ معاني الوفاء والعرفان لمن بذلوا أرواحهم فداء الوطن بذكرهم وإكرام أهليهم، علاوة على استعادة سمات العمل الجاد ومقومات حب الوطن والإخلاص في رفع رايته عالية عزيزة مهابة.

حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة​​​​​​​

ووضحت دار الإفتاء أنه من الأمور المشروعة والمندوب إليها: الاحتفال بالمناسبات التي تَفَضَّلَ الله عز وجل بأن جعلها أحداثَ فرحٍ أو انتصار؛ بحيث كلما تداولتها الأعوام وتعاقبتها الأيام، تذكّر الإنسان ما كان بها من مآثر ومنن وإنعام؛ فيتجدّد لديه استحضار مشاعر فضل الله تعالى عليه، فيفرح لذلك في حينها كما كان فرحه أو فرح مَن سَلَفَهُ بها في يومها.

وانتهت دار الإفتاء المصرية أن يزداد ذلك الاحتفال مشروعية واستحسانًا إذا تعلّق بيومٍ وطنيّ مجتمعيّ؛ كيوم انتصار مصرنا الحبيبة والعالم العربي كله في حرب أكتوبر المجيدة؛ ذلك أنّ الفرح بذلك اليوم يتجاوز الفرد إلى المجتمع كله، حتى اعتُبر عيدًا قوميًّا مصريًّا يسعد فيه جميع المواطنين ويتذكرون بطولاتهم وبطولات مَن سَلَفَهم.

 

حرب أكتوبر المجيدة 

 

والجدير بالذكر أن حرب أكتوبر 1973 تعتبر من الحروب التي سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل ، لكن الإنحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة ، فتصدر نصر اكتوبر صدر عناوين مختلف وسائل الإعلام ، كما علق العديد من قادة العالم على الحرب ، وتبارى الأدباء فى تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها.

مقالات مشابهة

  • غارة إسرائيلية استهدفت منطقة النبي يونس في الجيّة
  • حكم الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة
  • وصف النبي في القرآن.. صدر مشروح وقلب أقوى من الجبال
  • جمعة يوضح دلائل الحب التي جرت أيام سيدنا النبي
  • فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها
  • كيف أبلغ النبي الصحابة بصيغة الصلاة عليه؟.. الشعراوي يوضح «فيديو»
  • على هدى النبي.. مواطن يُخاطر بحياته لإنقاذ كلب بعد رميه في بئر 15 متر (فيديو)
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • غدا غُرة ربيع الآخر.. دعاء النبي عند رؤية الهلال
  • جمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا ومفاتيح الجنة