بريق الذهب يخفت كويتياً… هجمة مرتدّة على البيع يقابلها 70 في المئة ركوداً بالشراء
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
فيما سجلت أسعار الذهب في السوق العالمي رقماً قياسياً جديداً أمس الإثنين لليوم الثاني على التوالي، حيث لامست الأسعار الفورية 2100 دولار، قبل أن تتراجع لاحقاً إلى 2062.8 دولار للأوقية، يبدو أن المعدن الأصفر خفت بريقه محلياً، بعد أن سجلت مبيعاته تراجعاً يقارب 70 في المئة قياساً بالمستويات المتداولة لدى تجار التجزئة في أكتوبر الماضي.
وحسب تجار ذهب تواصلت معهم «الراي»، شهدت السوق المحلية تباطؤاً إضافياً في حركة المبيعات، بدأ يتنامى منذ بداية الشهر الماضي وتحديداً عندما كان غرام الذهب الواحد عيار 18 يتداول عند حاجز 17.1 دينار، وصولاً إلى 18.1 دينار في تعاملات أمس، وذلك دون رسم المصنعية، فيما كشفوا أن سوق الذهب شهدت أخيراً هجمة مرتدّة على البيع شملت جميع الأنواع من حلي ومجوهرات وسبائك مدفوعين بقناعة أنه الوقت المثالي للبيع.
وقالوا إن الإقبال اللافت في الأشهر الثلاثة الماضية في سوق الذهب المحلية كان نحو شراء السبائك وأكثرية المبيعات من هذه السلعة لوزن الـ100 غرام، فيما يُقبل على شراء سبيكة الألف غرام الذين لديهم مخصصات شرائية للذهب تتجاوز 20 ألف دينار، مشيرين إلى أن شراء السبائك يأتي بغرض الادخار الممزوج بالاستثمار، مدفوعاً بتزايد حالة التشاؤم الجيوسياسي الذي ضرب المنطقة أخيراً، وتحديداً منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي والتي اندلع إثرها عدوان إسرائيلي على غزة. ولحظ تجار الذهب في الكويت أخيراً أنه بعد بلوغه مستويات سعرية قياسية يصعب معها تحقيق هوامش ربحية مغرية، تباطأت تداولات سوق الذهب، فيما استمرت مشتريات هذه السوق موجهة من أصحاب فوائض الأموال نحو السبائك، حيث بلغ سعر سبيكة الذهب أمس وزن 100 غرام نحو 2.030 ألف دينار، والألف غرام 20.4 ألف مقابل تزايد مبيعات المجوهرات والحلي والسبائك بوتيرة أعلى كثيراً من الشراء.
وارتفعت أسعار المعدن الأصفر لشهرين متتاليين مع تعزيز الحرب الإسرائيلية على غزة الطلب على أصول الملاذ الآمن، في حين قدّمت توقعات خفض أسعار الفائدة المزيد من الدعم. ويميل الذهب إلى الأداء الجيد خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي بسبب مكانته كمخزن موثوق للقيمة، حيث يجنح المستثمرون والمدّخرون في التعقيدات السياسية والمشاكل المالية نحو الملاذات الاستثمارية الآمنة، وكان ذلك سبباً في تنشيط هذه السوق محلياً، والتي يتوقع أن تشهد دعماً متزايداً في الأسعار إذا توافرت عوامل رئيسية تدعم سوق الذهب عالمياً وفي مقدمتها تخفيضات أسعار الفائدة، وضعف الدولار وارتفاع مستويات التوتر الجيوسياسي.
وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى إضعاف الدولار، في حين أن ضعف الدولار يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين الدوليين، ما يؤدي إلى زيادة الطلب.
وبالنسبة لمشتريات الذهب العادية «الحلي»، قال التجار إنها باتت تضيق كثيراً منذ نحو شهر، وتشهد ركوداً، فيما ترتكز غالبية مبيعاتها المسجلة على مشتريات الأعراس، بخلاف سوق الهدايا الذي سجل تراجعاً ملموساً في الفترة الأخيرة كمّاً وكيفاً.
وأشاروا إلى أن سلوك المستهلك في سوق هدايا الذهب تحوّل في الفترة الأخيرة إلى انتقائي، ولم تعد كثافة الشراء حاضرة بقوة مثل السابق، وتحديداً عندما كان سعر الغرام يتداول عند حاجز 15 أو 16 ديناراً.
2200 دولار سعراً متوقعاً للذهب بنهاية 2024
قال رئيس إستراتيجية الأسواق وأبحاث الاقتصاد العالمي والأسواق في «UOB»، هينغ كون هاو: «التراجع المتوقع في كل من الدولار وأسعار الفائدة عبر 2024 المحرّك الإيجابي الرئيسي للذهب». وتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى 2200 دولار بنهاية 2024.
ويتوقع رئيس إستراتيجيات السلع في شركة «TD Securities»، بارت ميليك، أن يبلغ متوسط أسعار الذهب 2100 دولار في الربع الثاني من 2024، حيث تعمل مشتريات البنوك المركزية القوية كمحفّز رئيسي في تعزيز الأسعار.
ووفقاً لدراسة حديثة أجراها مجلس الذهب العالمي، فإن 24 في المئة من جميع البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطياتها من الذهب في الأشهر الـ12 المقبلة، مع تزايد تشاؤمها في شأن الدولار كأصل احتياطي.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: أسعار الفائدة سوق الذهب
إقرأ أيضاً:
جولد بيليون: الذهب يتعرض لضغط من ارتفاع الدولار
شهد سعر الذهب العالمي تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم الثلاثاء وذلك بعد انخفاض كبير يوم أمس بسبب عمليات البيع لتغطية خسائر المستثمرين في أسواق الأسهم، بينما تترقب الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يبدأ اليوم ويستمر ليومين لمعرفة مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وأسعار الفائدة.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي حالياً حول المستوى 2738 دولارا للأونصة بعد أن سجل أعلى مستوى اليوم عند 2745 دولارا للأونصة وأدنى مستوى عند 2737 دولارا للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند 2740 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.
و انخفض سعر الذهب العالمي أمس بنسبة 1% وهو أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من شهر ليسجل أدنى مستوى عند 2730 دولارا للأونصة قبل أن يقلص جزء من الخسائر ويغلق جلسة الأمس عند 2740 دولارا للأونصة.
الانخفاض الكبير في سعر الذهب العالمي يوم أمس كانت نتيجة عمليات البيع في أسهم التكنولوجيا بعد الإعلان عن نموذج DeepSeek AI الصيني منخفض التكلفة ومنخفض الطاقة والذي زاد من عدم اليقين حول مؤشرات الذكاء الاصطناعي التقليدية.
وساعد إغلاق الأسواق الصينية لعطلة رأس السنة القمرية الجديدة بشكل كبير على تراجع أحجام السيولة النقدية في الأسواق الأسيوية اليوم، ولكن هذا لم يمنع عمليات بيع الذهب لتغطية الخسائر التي تكبدها المستثمرون في بيع أسهم شركات التكنولوجيا.
وينصب الاهتمام الآن على اجتماع السياسة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يستمر يومين والذي يبدأ في وقت لاحق من اليوم على أن يتم الإعلان عن نتائج الاجتماع غداً، ومن المتوقع أن يترك صناع السياسات النقدية أسعار الفائدة دون تغيير لكن تترقب الأسواق رد فعل البنك الفيدرالي بعد مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد من البنوك المركزية خفض أسعار الفائدة.
إذا أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير فسيكون هذا أول توقف مؤقت في دورة خفض أسعار الفائدة التي بدأت في سبتمبر الماضي. بينما إذا أظهرت تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول الباب مفتوحا قليلا أمام خفض محتمل لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فقد يضغط هذا على عائدات السندات الحكومية الأمريكية شكل سلبي ويقدم دعم جديد لأسعار الذهب.
وبشكل عام يبدو الذهب مستعد لعام قياسي جديد بسبب عدم اليقين الاقتصادي المتزايد ومخاوف التضخم في ولاية ترامب الثانية بالإضافة إلى استمرار اقبال البنوك المركزية على شراء الذهب لتنويع الاحتياطي النقدي لديها.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال تداولات اليوم مقابل العملات الرئيسية ليبتعد عن أدنى مستوياته منذ 5 أسابيع التي سجلها يوم أمس، حيث لجأ إليه المستثمرون كملاذ آمن في ظل عملات البيع في أسهم التكنولوجيا.
ارتفاع الدولار الأمريكي زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب العالمي في ظل العلاقة السلبية بينهما، بالإضافة إلى كون ارتفاع الدولار يجعل سعر الذهب أقل بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي عن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، ليظهر انخفاضا بمقدار – 7.7 طن من الذهب وهو أكبر انخفاض في التدفقات منذ منتصف نوفمبر الماضي.
وقاد الانخفاض خروج تدفقات نقدية كبيرة من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب من أمريكا الشمالية بمقدار – 20.9 طن ذهب بينما في المقابل تزايدت التدفقات إلى الصناديق الأوروبية بمقدار 12.1 طن ذهب.
أسعار الذهب في مصر
يشهد سعر الذهب في مصر ضغطا سلبيا منذ تداولات الأمس وذلك بسبب الانخفاض الكبير في سعر الذهب العالمي بسبب ارتباط السعر المحلي خلال الفترة الحالية بحركة أونصة الذهب العالمي بدون وجود مؤثرات أخرى كبيرة على حركة السعر في السوق المحلي.
وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3820 جنيها للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 20 جنيها ليغلق عند المستوى 3825 جنيها للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3840 جنيها للجرام.
الانخفاض الحالي في سعر الذهب المحلي يأتي بسبب حركة البيع الكبيرة منذ بداية الأسبوع على أونصة الذهب العالمي، حيث يبقى السعر العالمي هو المحرك الأول لسعر الذهب في مصر، خاصة في ظل استقرار حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المصرية.
يأتي هذا بعد أن فشل الذهب المحلي في الاستفادة من السيولة النقدية الناتجة عن استحقاق شهادات البنوك والتي بدأت منذ بداية العام، وذلك في ظل ارتفاع سعر الذهب الذي قلل من اتجاه السيولة النقدية من البنوك إلى الذهب، بالإضافة إلى قيام المواطنين بإعادة الاستثمار في الشهادات البنكية بحثا عن العائد الدوري.
يبقى التركيز خلال الفترة الحالية على التطورات في الاقتصاد المصري وحركة سعر الصرف خاصة مع وجود تفاؤل بشأن عودة الملاحة البحرية في قناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية بعد اتفاق الهدنة في غزة، وهو الأمر الذي يحقق استقرار في السوق المحلي، وينعكس بالتالي على أسعار الذهب الذي يتحرك بشكل تدريجي ومستقر سواء في الصعود أو الهبوط بدون قفزات مفاجئة.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
شهد سعر الذهب العالمي تداولات ضعيف اليوم بعد انخفاض كبير خلال جلسة الأمس بسبب بيع المستثمرين للذهب لتغطية خسائرهم في أسواق الأسهم بعد عمليات البيع المفتوح على أسهم التكنولوجيا يوم أمس، بينما تترقب الأسواق لاجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي.
تراجع سعر الذهب المحلي ليتبع حركة السعر العالمي وذلك بعد انخفاضه يوم أمس حيث يستمر ارتباط السعر المحلي بالعالمي في التحكم بتحركاته في ظل استقرار حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية.
تراجع سعر الذهب العالمي يوم أمس إلى مستوى الدعم 2740 دولارا للأونصة الذي يمثل إعادة اختبار لخط المقاومة قصير الأجل الذي اخترقه الذهب خلال الأسبوع الماضي، واليوم يستكمل الذهب الهبوط وكسر هذا المستوى لتبقى تداولاته حتى الآن ضمن منطقة الدعم 2740 – 2730 دولارا للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فشل الذهب المحلي عيار 21 في تجميع الزخم الصاعد الكافي لاختراق المستوى 3850 جنيها للجرام مما دفع السعر إلى التراجع من جديد ليغلق تداولات الأمس عند المستوى 3825 جنيها للجرام.