مسلسل "قبضة الأحرار".. حماس تكشف تفاصيل "طوفان الأقصى" قبل عام من التنفيذ!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
هل تصدّق أنّ حركة المقاومة الاسلاميّة حماس كشفت عن مخطّط “طوفان الأقصى” قبل عام من تنفيذه وفي أكثر من مناسبة؟ قد يكون هذا ضربا من الخيال، ولكنّ الخيال يتحوّل مع حماس إلى واقع.
حماس التي جرحت كبرياء “الجيش الذي لا يقهر” ومرّغت أنفه في التراب بعد صدمة السابع من أكتوبر الماضي، حين استيقظ العالم على أحداث اختراق مجاهدي حماس للحاجز الأمني على الحدود واجتياح مستوطنات غلاف غزّة وقتل المئات وأسر العشرات، هي نفسها حماس التي كشفت علنا عن مخطط لاستهداف الاحتلال من خلال خطابات قيادة الحركة وعبر العمل الدرامي “قبضة الأحرار” عرض السنة الماضية.
مسلسل قبضة الأحرار وطوفان الأقصى فقد أعاد روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، نشر لقطات من حفل تكريم أبطال مسلسل “قبضة الأحرار” عام 2022، الذي تمّ بحضور رئيس حركة المقاومة “حماس” في غزة يحيى السنوار، مشيرين إلى أنّ العمل الفني الفلسطيني تطرّق إلى كثير من تفاصيل خطة معركة “طوفان الأقصى” قبل حدوثها.
وخلال التكريم، قال السنوار إنّ “العمل الفني لا ينفك ولا ينفصل أبدا عن إعداد كتائب القسام واستخباراتهم ومجالات عملهم المختلفة”، واصفا المسلسل بـ “الجهد الجبار”، مضيفا أنّ للمسلسل بصورة خاصة تأثيرا كبيرا على وعي الشعب الفلسطيني والأمة، لافتا إلى أنّه يأتي ضمن الجهود الفلسطينية للتحرير والعودة إلى الأراضي المحتلة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من المسلسل وكلمة السنوار على نطاق واسع، حيث أشاروا إلى العديد من الأحداث التي رواها العمل الفلسطيني وحدثت بالفعل خلال عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق.
يشار إلى أن “قبضة الأحرار” صُوّر العام الماضي بتمويل من دائرة الإنتاج الفني في حركة حماس، بهدف تقديم رواية فلسطينية مضادة لروايات الاحتلال الإسرائيلي، من أجل التأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ومواصلة المقاومة حتى نيل حقوقه كاملة. ويروي المسلسل أحداث عملية عسكرية قام بها المقاومون الفلسطينيون وراء خطوط الاحتلال، محقّقين نصرا باختراق أنظمة المراقبة الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات قبل أن يتمكّنوا من أسر العديد من الإسرائيليين، في ضربة موجعة للاحتلال شبيهة بما خطه مقاتلو الفصائل الفلسطينية من انتصار كشف عن فشل إسرائيلي كبير في السابع من أكتوبر الماضي.
السنوار هدّد إسرائيل بـ”طوفان هادر” علنا العودة إلى الخلف لم تقتصر على مسلسل “قبضة الأحرار” ولكن شمل أيضا خطابات وتصريحات سابقة لقيادات حماس ولعل أبرز خطاب عاد إليه روّاد منصات التواصل الاجتماعي وتداولها بكثرة مؤخّرا خطاب لقائد حماس في غزّة يحيى السنوار الذي هدّد الاحتلال بضربة شديدة.
ففي كلمته التي ألقاها يوم 14 ديسمبر العام الماضي، قال السنوار إنّه سيغرق إسرائيل “بطوفان هادر وصواريخ دون عد”. ليتبيّن بعد ذلك أنّ كلمات قائد حماس كانت نذيرا لما سيأتي، وهو عمليّة “طوفان الأقصى” التي انطلقت فجر السابع من أكتوبر. خطاب السنوار الذي اعتقد الاحتلال أنه مجرّد خطاب لاستدرار عطف الجماهير اكتشف، وبعد أقل من عام، أنه لم يكن مجرّد تهديد أجوف، بعد أن اخترق مجاهدو حماس سياج غزة وقتلوا نحو 1400 مستوطن واحتجزوا أكثر من 250 أسيرا.
الاحتلال حصل على الخطّة قبل عام أيضا كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي حصل على تفاصيل لخطة عملية طوفان الأقصى قبل أكثر من عام على تنفيذها، لكنه اعتبرها سيناريو خياليا غير قابل للتطبيق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين القول أنهم حصلوا على وثائق ورسائل بريد إلكتروني، ومقابلات تكشف الخطة الكاملة للعملية قبل أكثر من عام، وأطلقوا عليها اسم “سور أريحا”، لكنّ المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين رفضوها، ووصفوها بأنها طموحة، لكن من الصعب جدا على حماس تنفيذها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الوثيقة تتألف من 40 صفحة، وتتضمن تفصيلات بالنقاط لنوع الهجوم، وهو ما حصل بعد أكثر من عام على وقوعها بيد جيش الاحتلال.
وقالت إنّ الخطة لم تحدّد موعدا للهجوم، لكنّها تضمّنت تفصيلات منهجية، بهدف التغلب على التحصينات المحيطة بقطاع غزة، والسيطرة على مدن إسرائيلية، واقتحام قواعد عسكرية رئيسية خاصة بفرقة غزة.
وأشارت إلى أنّ حماس اتبعت المخطط بدقة مذهلة، الذي بدأ بوابل كبير من الصواريخ لافتتاح الهجوم، وطائرات دون طيار لتدمير الكاميرات الأمنية والمدافع الرشاشة الآلية على طول الحدود، وتدفق المقاتلين إلى داخل الأراضي المحتلة بشكل جماعي، عبر طائرات شراعية ودراجات نارية ومشاة، وكل ذلك حدث في يوم 7 أكتوبر.
ويعترف المسؤولون سرّا بأنه لو أخذ الجيش هذه التحذيرات على محمل الجدّ، وأعادوا توجيه تعزيزات كبيرة إلى الجنوب، حيث هاجمت حماس، لكان بإمكان إسرائيل أن تخفّف الهجمات أو ربما حتى تمنعها.
وقالت الصحيفة: “بدلا من ذلك، لم يكن الجيش مستعدا لمواجهة تدفّق المجاهدين من قطاع غزة، لقد كان اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، واعترف مسؤولون أمنيون إسرائيليون بالفعل بأنهم فشلوا في حماية البلاد، ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بتشكيل لجنة لدراسة الأحداث التي أدت إلى الهجمات”.
وأشارت إلى أنّ وثيقة “سور أريحا” تعبّر عن سلسلة أخطاء استمرت لسنوات، وبلغت ذروتها بالعملية، ويعتبرها المسؤولون أسوأ فشل استخباراتي إسرائيلي منذ حرب أكتوبر 1973.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: طوفان الأقصى أکثر من إلى أن من عام
إقرأ أيضاً:
بدء الحساب في الداخل الصهيوني:طوفان الأقصى يطيح برئيس أركان جيش الاحتلال وقائد «المنطقة الجنوبية».. ومطالبات باستقالة نتنياهو وحكومته
الثورة / متابعات
أعلن رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، قراره الاستقالة من منصبه في شهر مارس المقبل، اعترافا بمسؤوليته عن فشل الجيش في موجهة أحداث 7 أكتوبر.
وعزا هاليفي استقالته إلى تحمله المسؤولية عن فشل الجيش الاحتلال في منع هجوم “حماس” على مستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر 2023.
وقال في بيان “أبلغت وزير الدفاع (يسرائيل كاتس) بحكم اعترافي بمسؤوليتي عن فشل الجيش الإسرائيلي في 7 أكتوبر سأطلب إنهاء مهامي في 6 مارس 2025”.
وأضاف هاليفي: “في الوقت المتبقي (من قيادته للجيش) سأستكمل التحقيقات وأحافظ على آليات الجيش الإسرائيلي في مواجهة التحديات الأمنية” حسب قوله.
ويشير بذلك إلى تحقيقات داخلية يجريها جيش الاحتلال بخصوص “إخفاق” 7 أكتوبر 2023، من المقرر أن تنتهي أواخر يناير الجاري.
وقال هاليفي: “سأنقل قيادة الجيش بشكل نوعي وكامل إلى خليفتي (لم يعلَن عن شخصيته بعد)، وأرسلت رسالة إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء بخصوص هذا الموضوع”.
وكان عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين الصهاينة أعلنوا أنهم يتحملون مسؤولية شخصية عن الإخفاق في منع هجوم 7 أكتوبر.
وحتى اليوم، يرفض رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحمّل أي مسؤولية عن الهجوم.
وسبق أن قدّم عدد من المسؤولين استقالاتهم على خلفية الإخفاق أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش أهارون هاليفا.
من جهته، أعلن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان مساء أمس استقالته، وهي الثانية في غضون ساعات بعد إعلان استقالة رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي وذلك في اليوم الثالث من وقف لإطلاق النار
وقال الجيش، في بيان: “أبلغ قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان رئيس هيئة الأركان (هرتسي هاليفي) بقراره الاستقالة من منصبه”.
ونقلت إذاعة الجيش عن فينكلمان قوله في كتاب الاستقالة: “في 7 أكتوبر فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وهذا الفشل سيبقى محفورا في ذهني لبقية حياتي”.
وعلق وزير الحرب الأسبق زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض أفيغدور ليبرمان قائلا، عبر منصة “إكس”: “بعد استقالة رئيس الأركان، أدعو رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الآخرين إلى الاستقالة”.
وتتولى الحكومة اليمنية المتطرفة، برئاسة بنيامين نتنياهو، السلطة منذ أواخر ديسمبرويرفض نتنياهو منذ أكثر من عام دعوات المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة.
كما كتب زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر “إكس”: “تحية لرئيس الأركان هرتسي هاليفي، والآن فليتحمل رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها المسؤولية ويستقيلوا”.
وسبق أن أعلن مسؤولون صهاينة مسؤوليتهم عن الفشل الاستخباراتي والعسكري في مواجهة “حماس”، وقدّم رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش أهارون هاليفا استقالته.
في المقابل، يرفض نتنياهو تحمل أي مسؤولية عن هجوم “حماس”، ويتمسك بالاستمرار في منصبه.
وفي 21 نوفمبر أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وارتكبت دولة الاحتلال بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.