«الصليب الأحمر»: المعاناة في غزة «لا تطاق»
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةيواجه الفلسطينيون النازحون في مخيمات الإيواء في قطاع غزة أزمات مركبة ومتعددة، أبرزها انتشار الأمراض الناجمة عن تلوث المياه والغذاء وتدني مستوى نظافة المرافق العامة. وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، أمس، إن المعاناة في قطاع غزة «لا تطاق»، وجددت نداءها العاجل بحماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات من دون عراقيل.
وحول زيارتها إلى غزة، قالت إيغر في تدوينة نشرتها المنظمة على منصة «إكس»: «وصلت إلى غزة حيث معاناة الناس لا تطاق، وأجدد نداءنا العاجل بحماية المدنيين التزاماً بالقانون الدولي الإنساني»، مشددةً على ضرورة السماح بدخول المساعدات إلى غزة من دون عراقيل. واختتمت إيغر حديثها بالقول: «يجب إطلاق سراح المحتجزين، والسماح لفرقنا بزيارتهم بأمان».
وفي السياق، قال متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» جيمس إلدر، أمس، إن الهجمات على جنوب غزة «لا تقل وحشية عما تعرض له الشمال»، موضحاً أن الوضع في جنوب القطاع يزداد سوءاً بالنسبة للأطفال والأمهات.
وأدان إلدر الصمت تجاه الهجمات، مضيفاً: «صوتك مهم، يجب أن نؤمن بأننا قادرون على أن نكون جزءاً من وقف الحرب على الأطفال، فالصمت تواطؤ».
بدورها، أعلنت الوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، نزوح نحو 1.9 مليون شخص في أنحاء قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت الوكالة في بيان، إلى «ارتفاع عدد قتلى موظفيها في قطاع غزة إلى 111 منذ بداية الحرب على القطاع منذ نحو شهرين».
وفي سياق متصل، دعا المتحدث باسم رئيس بلدية مدينة غزة إلى إمداد المدينة بالوقود بشكل عاجل، بعد أن بات نقصه يهددها بـ«أزمة عطش»، وأمراض نتيجة تناول مياه ملوثة.
وقال حسني مهنا في تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن «البلدية وصلت إلى مرحلة الصفر، نظراً لأنهم لم يتسلموا أي إمدادات من الوقود منذ بداية نوفمبر الماضي، وحتى في أثناء تنفيذ هدنة الـ 7 أيام».
ووفق تحذيره، فإن المدنيين الناجين في القطاع من القصف الإسرائيلي مهددون بمواجهة «أزمة عطش»، والإصابة بالأمراض نتيجة تناولهم المياه الملوثة.
وعن أسباب نقص المياه في مدينة غزة، أوضح مهنا أن القصف الإسرائيلي أثر على خطوط المياه الرئيسة المغذية للقطاع، ودمر العديد من مركبات توزيع المياه والخزانات فوق أسطح البنايات.
وقال: «لم يعد لدينا القدرة على تشغيل آبار المياه المتبقية نتيجة عدم توافر الوقود، ما يهدد بأزمة عطش».
وأضاف: «تحتاج بلدية غزة يومياً لما يزيد على 7 آلاف لتر من الوقود، فإن الكميات التي دخلت للقطاع بعد إعلان الهدنة محدودة جداً، ولم يصل للبلدية شيء منذ بداية نوفمبر».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة الصليب الأحمر اللجنة الدولية للصليب الأحمر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من مجاعة وتدهور صحي في غزة
شعبان بلال (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذرت منظمات حقوقية فلسطينية من «مجاعة واسعة النطاق» تضرب قطاع غزة جراء مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع، ما يؤثر بدوره على القطاع الصحي، ويهدد حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين.
وقالت المنظمات الحقوقية في بيان، إن «استمرار إغلاق المعابر أدى إلى انخفاض المخزون الغذائي بغزة لمستويات حرجة، ما يهدد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، خصوصاً في ظل فشل وصول المساعدات».
وكان برنامج الأغذية العالمي قال قبل أيام إنه لم يتمكن من نقل إمدادات غذائية لغزة منذ 2 مارس.
وأضاف البيان أن «80 بالمئة من المستشفيات العاملة في القطاع باتت خارج الخدمة، بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى لتوقف العمليات الجراحية الحرجة».
وأفاد بأن أكثر من «25 ألف مريض وجريح، بينهم 10 آلاف مريض سرطان، يواجهون الموت وتدهور أوضاعهم الصحية بسبب انقطاع وصول العلاجات، وفق ما أفادت به تقارير وزارة الصحة».
إلى جانب ذلك، فإن «انقطاع التيار الكهربائي، ومنع دخول الوقود المشغل للمولدات البديلة، وعدم توافر أجهزة الإنعاش، تهدد حياة الأطفال حديثي الولادة داخل الحضانات»، وفق البيان.
وتابع عن الأوضاع الصحية: «نقص المعدات الطبية يعوق علاج آلاف المصابين بجروح الحرق، ويتركهم عرضة للمضاعفات والالتهابات القاتلة».
كما حذر من خطورة غياب المياه الصالحة للشرب في وقت تتدفق فيه مياه الصرف الصحي في الشوارع، وتنتشر فيه القمامة، ما يرفع من احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض المعدية.
وأشار إلى أن تلك التداعيات الإنسانية والصحية تأتي في وقت تصعد فيه إسرائيل من هجماتها ضد أهالي القطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي السياق، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لم تنتهِ بعد، وإن الدعم الذي تم السماح بدخوله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار يمثل نقطة في بحر من الاحتياجات.
وأوضح مهنا في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القانون الدولي الإنساني يؤكد حق المدنيين في الحصول على الغذاء، والمياه، والرعاية الطبية والضروريات اللازمة لاستمرار الحياة والبقاء، ويتعين على جميع الأطراف تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين.
وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ملتزمة بتقديم المساعدات المنقذة للحياة، لكن الوصول دون عائق ضرورة لضمان القدرة على تنفيذ هذه المهمة، ويتحتم على إسرائيل كدولة احتلال أن تضمن وصول المدنيين لكل ما يلزم من أجل بقائهم على قيد الحياة.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن الهجمات على المرافق الطبية وجّهت ضربةً قاصمة لنظام الرعاية الصحية في غزة، وكشفت منظمة الصحة العالمية عن أن 23 من أصل 39 مستشفى خرجت من الخدمة، والبقية التي تعمل مكتظة بالمرضى، وتثقل كاهلها شدة الاحتياجات الطبية مع محدودية الإمدادات والموارد لتقديم العلاج لهم، فضلاً عن النازحين المقيمين فيها كمأوى آمن.
ومع تزايد الاحتياجات الصحية في القطاع، كررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعوتها لحماية المرافق الطبية بموجب القانون الدولي، إذ تعد المستشفيات ملاذاً للعلاج والحفاظ على الحياة البشرية، ويجب على جميع أطراف النزاع احترام البعثة الطبية وحمايتها، بما في ذلك البنية التحتية.