حقائق عن أزمة زواج في لبنان.. التفاصيل مهمّة جداً!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
نشرت منصة "بلينكس" الإماراتية تقريراً تحت عنوان: "أزمة زواج" في لبنان"، وجاء فيه: الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان منذ العام 2019، لم تؤثر فقط على القدرات المالية للمواطنين، بل انسحبت على تفكيرهم في الإقدام على خطوة الزواج.
في الواقع، المسألة هذه ليست عادية، وهي تطال فئة الشباب بشكل خاص الذين باتوا يجدون في الأزمة الحالية عائقاً أمام انتقالهم إلى عالم الحياة الزوجية.
"راتبي لا يشتري خاتماً"
يتحدث الشاب محمود دمج (26 عاماً) عن تجربتهِ في التفكير بالزواج، مشيراً إلى أن هناك عوائق كثيرة تمنعه في تأخير التفكير بتلك الخطوة الآن، لا وبل حذفها تماماً من باله.
يقول دمج لـ"بلنينكس "إن "الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد لا تحفزنا للمبادرة باتجاه الزواج الذي يُعتبر مسؤولية كبرى"، ويضيف: "بكل بساطة، يعد الدخول في عالم الارتباط وسط الظروف المالية المتردية مُجازفة كبرى".
ويُتابع: "الرواتب لا تساوي شيئاً، ولا يمكن لأي شاب اليوم لا يتقاضى راتباً جيداً أن يبني منزلاً.. أنا أتقاضى 300 دولار كراتب شهري. إذا أردت شراء خاتم الزواج فإنني بحاجة إلى مبلغ إضافي فوق الذي أتقاضاه، وحقاً راتبي لا يشتري خاتماً واحداً.. فكيف لي أن أفكر بالزواج؟ لا شيء يشجعنا على ذلك".
العُرس.. للمقتدرين فقط
التفكير بخطوة الإرتباط الأبديّ تعني بناء منزلٍ وتجهيزه وتأمين كافة المستلزمات الخاصة به، وأيضاً إقامة حفل زفاف. بالنسبة للأمر الأخير، فقد بات "منسياً" بالنسبة للكثيرين نظراً لتكلفته الباهظة.
سالم (33 عاماً) وهو شاب تزوّج في شهر أيلول الماضي، يروي لـ"بلينكس" تجربة إقامة حفل زفاف في مثل هذه الأوضاع، ويقول: "حتى وصلت إلى يوم الفرح، واجهت الكثير من الصعوبات المالية. في الحقيقة، اخترنا حفل زفافٍ محدود بناء لقدرتنا المادية. في أي صالة اليوم، أي حفل زفاف تبدأ تكلفته من 5 آلاف دولار صعوداً. المبلغ هذا يحتر في ليلة واحدة، وهو يساوي راتبي على 25 شهراً.. أيّ واقع هذا؟ حقاً، الزفاف بات للمقتدرين فقط وهذا أم محسوم ويعلم به الكثير من الشباب أمثالنا".
أزمة "إسكان".. والإيجارات "نارية"
الأزمة التي يعاني منها الشباب حرمتهم أيضاً من امتلاك منزلهم الخاص. حالياً، لا قروض من أجل شراء منزل، كما أن التكاليف باهظة وآليات التسديد باتت بالدولار، علماً أن الرواتب لم تشهد تحسناً لاسيما بالنسبة لموظفي القطاع العام الذين يعانون من تآكل قدرتهم الشرائيّة. إضافة إلى ذلك، يتبين أيضاً أن تكاليف الإيجارات "نارية" جداً.
عن هذا الأمر، يقول هشام (36 عاماً) وهو مواطن يسكن منزلاً بالإيجار في ضواحي بيروت: "شهرياً، نضطر لدفع 600 دولار بين الإيجار والخدمات الأخرى. المبلغ هذا لا يشمل أياً من المصاريف الأخرى التي نحتاج إلى تسديدها خلال الشهر".
ويُكمل: "أنا وزوجتي نعمل، ومن أجل تأمين المستلزمات الحياتية، نسعى لحرمان أنفسنا.. من ليس لديه منزل.. كيف يمكنه التفكير بالزواج؟ ماذا عساه أن يفعل؟ الإيجارات مؤذية جداً ونارية والمشكلة أنها تزدا بشكل دوري".
الأرقام.. ماذا تقول عن "الزواج" في لبنان؟
في 8 آذار من العام الجاري، كشف مدير شركة "الدولية للمعلومات" جواد عدرة في منشور عبر منصة "إكس" أنّ معدلات الزواج في لبنان بين 2018 و2022 تراجعت بنسبة 18 في المئة.
كذلك، بيّنت أرقام نشرتها صحيفة "الأخبار" أن نسبة الطلاق باتت 26.5% في العام 2022 مقارنة 23% في العامين 2020 و 2021 و 20% في الـ2019 و19.8% في الـ2018.
الصّحيفة نقلت أيضاً تفاصيل عن دراسات أطلقها مركز "أمان" للإرشاد السلوكي والاجتماعي، إذ تبين أن متوسط عمر الزواج قبل الطلاق يُراوح بين الـ5 والـ6 سنوات، وهو "العمر الشائع عالمياً. فمنذ السنة الأولى للزواج تظهر المشاكل، ثم نتيجة تجاهلها ورفض الحوار أو طلب المساعدة، تتراكم لتنفجر بعد بضع سنوات".
أزمة الزواج في عين الخبراء
المعالجة النفسية ومديرة معهد "T.E.A.C.H" للصحة النفسية دينا حامد، تقول لبلينكس إنّ عدم إقدام الشباب على الزواج يتأثر بعوامل كثيرة، أبرزها الظروف الإقتصادية والوضع النفسي والقيم والعادات الثقافية.
حامد تلفت إلى أنّ الأزمة الاقتصادية ليست وحدها المسببة بعدم إقبال الشبان على الزواج، إذ أن هناك عوامل أخرى تتداخل هنا مثل وجود مشاكل نفسية من بينها عدم القدرة على الالتزام بعلاقة زوجية، أو الخوف من خطوة الارتباط.
تضيف "كل العوامل النفسية بحاجة إلى علاج وهذا الأمر يحصل عبر التدريب".
ترى حامد أنّ المسائل المالية لا تؤثر بشكلٍ كبير على قرار الزواج، وتقول "هناك أشخاص كُثر لديهم قدرات مالية لكنهم لا يختارون الزواج.. المسألة تختلف وتتحدد بالنسبة لثقافة كل شخص والقيَم التي يتمسكّ بها".
ما قالته حامد يتوافق مع أفكار عديدة طرحها فؤاد الديراني، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، إذ قال لبلينكس إنّ "المضي بخيار الزواج يتأثر بالثقافة ولا يمكن حصره فقط بالأزمة الاقتصادية"، مشيراً إلى أن متطلبات الحياة الكثيرة باتت تفرض نفسها على قرار الزواج.
ولفت إلى أنّ "الشروط المادية للزواج تغيرت عن السابق وباتت معقدة، فهي ترتبط بإعداد منزل مستقل وتجهيزه فضلاً عن أمور أخرى، ولهذا السبب يرى الشاب أنه غير قادر على إتمام هذه الخطوة في ظل الأزمة التي تلعب دوراً محورياً".
ديراني أشار أيضاً إلى أن الأولويات بالنسبة للشخص تلعب دوراً كبيراً في اتخاذ قرار الزواج، ويضيف "اليوم، الشابة تطمح لتحسين دراستها ومستواها التعليمي، وهذا الأمر يجعلها أكثر إستقلالية وبالتالي يجعلها تؤخر اللجوء إلى خيار الزواج كون لديها أولوية ذاتية تسعى لتحقيقها".
وحذر ديراني في حديثه من عادات عديدة باتت تطغى على مفهوم الزواج ترتبط بـ"الانحراف"، معتبراً أن تلك العادات تعطي ملامح في المجتمع لم نكن نشهدها من قبل. (بلينكس - blinx)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان حفل زفاف
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى لبنان: معاناة الأطفال التي لا تنتهي بين نارين
عندما وصلت عائلة ظريفة نوفل إلى بيروت مع ابنتها حليمة لإجراء عملية جراحية في رأسها، كانت أول رغبة لها هي التوجه إلى البحر الأبيض المتوسط. بالنسبة لها، كان البحر رفيقاً دائماً في حياتها في غزة قبل أن تجتاحها الحرب.
اعلانوقالت ظريفة: "في اللحظة التي شممت فيها رائحة البحر، شعرت بالسلام الداخلي، كما لو كنت في غزة". لكن سرعان ما تحولت هذه اللحظات الهادئة إلى مذكرات مريرة عن الدمار الذي جلبته الحرب إلى حياة الطفلة ومن حولها.
وأما حليمة، التي كانت في السابعة من عمرها، كانت قد أصيبت بشظايا صاروخية شديدة في غزة. وعندما تم نقلها إلى المستشفى، ظن الأطباء أنها قد فارقت الحياة. كانت حالتها مروعة: جمجمتها مكسورة، وجزء من دماغها مكشوف. لكن بعد أيام من الاحتجاز في المشرحة، اكتشفت العائلة أنها على قيد الحياة، رغم الجروح البالغة. ثم تم نقلها لاحقاً إلى لبنان لتلقي العلاج، حيث أُجريت لها عملية جراحية ناجحة في المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت.
أطفال من غزة ينضمون لمخيم صيفي في لبنانBilal Husseinومع تحسن حالتها في لبنان، بدأ الوضع يتدهور في هذا البلد أيضاً. فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023، مما جعل العائلات الفلسطينية التي كانت تأمل في العثور على السلام في لبنان، تجد نفسها في حرب جديدة. قالت ظريفة: "لبنان ليس مجرد بلد آخر بالنسبة لنا، إنه أخت لغزة. نحن نعيش أو نموت معاً." كان أطفال غزة، الذين كانوا يهربون من الحرب، يجدون أنفسهم مرة أخرى في خضم صراع لا يرحم.
في تلك الأيام، بدأت عائلة نوفل وأطفال آخرون يعانون من الضغط النفسي الناتج عن القصف المستمر بالهرب إلى غرفة المعيشة في الفندق لحماية أنفسهم من الزجاج المتناثر بفعل الانفجارات. وكانت أصوات القصف تُعيد لهم ذكريات الحرب في غزة، مما جعلهم يتنبهون إلى ما هو قادم، لكنهم كانوا عاجزين عن الهروب من هذا المصير. حليمة، التي كانت قد بدأت في التكيف مع حياتها الجديدة، عادت لتعيش الخوف ذاته الذي عاشت فيه في غزة.
حصيلة ضحايا الحرب في غزة بحسب تقرير يعود للأمم المتحدةورغم هذه الظروف الصعبة، تمسك الأطفال بحلم العودة إلى حياة طبيعية. ومن خلال دعم الأطباء اللبنانيين، الذين كانوا يتعاملون مع جروحهم بكل خبرة، بدأ الأمل يعود إلى قلوب هؤلاء الأطفال المكلومين. قالت ظريفة: "في بيروت، كان لدينا الأمل في الشفاء، لكن الوضع في لبنان أصبح صعباً جداً. كنا نريد فقط أن نعيش بسلام".
ومع تصاعد القتال في لبنان، توقفت حملة العلاج التي كان يقودها الدكتور غسان أبو سيتة، وهو جراح بريطاني فلسطيني، من أجل علاج أطفال غزة. قال أبو سيتة: "الجروح التي يعاني منها الأطفال في لبنان تشبه تماماً تلك التي عانوا منها في غزة. الحرب لا تستثني الأطفال".
أطفال غزة يتلقون العلاج في لبنانHussein Mallaفي الوقت عينه، استمرت العائلات الفلسطينية في بيروت في التمسك بالأمل، عازمة على البقاء في لبنان رغم كل ما يواجهونه، عسى أن يعود السلام يوماً ما.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أطفال غزة للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس والحرب تُلقنهم دروس البقاء وسط حالة طوارئ وحرب مدمرة.. أطفال غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال في خان يونس غزةضحاياإسرائيلجرحىأطفاللبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانغزةروسياالحرب في أوكرانيا معاداة الساميةحكم السجنمحكمةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024