نشر موقع إنترسبت (The Intercept) الإخباري الأميركي مقالا بعنوان "ترامب يحيي حظر المسلمين بينما يغازل الحزب الجمهوري الناخبين المسلمين قبل انتخابات 2024" استغرب فيه كاتبه إصرار الرئيس السابق دونالد ترامب في جولته الرئاسية الانتخابية لعام 2024 على الأمر التنفيذي الذي أصدره بداية حملته عام 2016 بـ "حظر جميع المسلمين" من دخول الولايات المتحدة، وأنه بذلك يجعل كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) واضحة وصريحة.

ويرى مرتضى حسين، مراسل الموقع لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية، أن الحرب الثقافية المستعرة في كل أنحاء السياسة الأميركية خلفت مؤخرا تحالفا غير متوقع بين الحزب الجمهوري وبعض الأميركيين المسلمين المحافظين.

وأضاف أن المسلمين بعد أن كان يسخر منهم الكتاب بوصفهم طابورا خامسا من الإرهابيين، انضم عدد متزايد من المسلمين إلى قاعدة الحزب الجمهوري في احتجاجات معارضة لبرامج التثقيف الجنسي والجنساني في المدارس العامة، حتى إن العديد منهم كسبوا تعاطفا في وسائل الإعلام مثل شبكة فوكس نيوز.

تناقض صارخ

واعتبر الكاتب هذا التحول تناقضا صارخا مع العلاقات العدائية بين الجمهوريين والمسلمين على مدى العقدين الماضيين، فضلا عن اندماج العديد من الأميركيين المسلمين الشباب مؤخرا في السياسة التقدمية.

تواصل الحزب الجمهوري مع المسلمين يأتي في وقت يشدد فيه المرشح الرئاسي الجمهوري الحالي على السياسة الحكومية الأكثر معاداة للمسلمين في تاريخ الولايات المتحدة فيما يسمى بحظر المسلمين

وقال إن تواصل الحزب الجمهوري مع المسلمين يأتي في وقت يشدد فيه المرشح الرئاسي الجمهوري الحالي على السياسة الحكومية الأكثر معاداة للمسلمين في تاريخ الولايات المتحدة، فيما يسمى حظر المسلمين.

فقد وعد ترامب في خطاب حملته الانتخابية بولاية أيوا -يوم الجمعة الماضي- بأنه سيعيد السياسة المثيرة للجدل قائلا "عندما أعود إلى المنصب، سيعود حظر السفر أكبر وأقوى بكثير من ذي قبل".

تناقض محرج

ولفت الكاتب إلى أن ترامب أوضح في خطابه أن هدف سياسته سيكون المسلمين، وأنه خلط بين الإسلام والإرهاب والتطرف. وقال ترامب وسط تصفيق الجمهور "في ظل إدارة ترامب، فرضنا تدقيقا شديدا وحظرا قويا على السفر لإبعاد الإرهابيين والجهاديين الإسلاميين المتطرفين عن بلادنا".

وأردف أن تصريحات ترامب تسلط الضوء على تناقض محرج. فمن ناحية يتمتع بعض الأميركيين المسلمين، الملتزمين بالقيم الاجتماعية المحافظة، بفترة من العلاقات الدافئة مع الحزب الجمهوري والناشطين والمحافظين الذين يشاركونهم معارضتهم لتعليم "مجتمع الميم" بالمدارس. وفي الوقت نفسه يتعهد ترامب علنا بإحياء سياسة تهدف لتقليص وجود المسلمين في الولايات المتحدة بالكامل.

وختم المقال بأن تصريحات ترامب في ولاية أيوا أشار فيها إلى أنه قد يفرض قيودا أخرى على هجرة المسلمين، وكانت تصريحاته تستهدف الإرهابيين المتطرفين مثل تلك المتعلقة بملكية المزارع عندما قال "لا نريد أن يفجر الناس مراكز التسوق عندنا، ولا نريد أن يفجروا مدننا، ولا نريد أن يسرقوا مزارعنا. ولن يحدث ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحزب الجمهوری

إقرأ أيضاً:

معركة قادمة حول السياسة المالية داخل فريق ترامب

في الأعوام الأخيرة ظلت نزاعات «حافة الهاوية» تتكرر كلما حاول الكونجرس رفع سقف الدَّين العام الأمريكي وذلك لأن أصوات الجناح اليميني تهدد بإغلاق الحكومة ما لم يستجاب إلى مطالبها.

وها نحن نشهد ذلك مجددا. ففي هذا الشهر حاول مايك جونسون رئيس مجلس النواب الجمهوري تمرير اتفاق مؤقت لرفع سقف الدين بموازنة تبلغ 6.75 تريليون دولار. لكن محاولته أفشلها الرئيس القادم دونالد ترامب ومؤيدوه بمن فيهم ايلون ماسك وفيفيك راماسوامي. فقد طالب ماسك في غضب على منصة «إكس» بعدم إجازة مشروع قانون هذا الاتفاق وأشعل بذلك مفاوضات اللحظة الأخيرة وسط تهديدات بإغلاق الحكومة.

على المستثمرين أن يضعوا في بالهم ثلاث نقاط. أولا، انتصار ترامب الكاسح في انتخابات الشهر الماضي يعني أن المعركة السياسية المهمة في عام 2025 لن تكون بين الجمهوريين والديموقراطيين في الكونجرس لكن ستدور رحاها داخل الحزب الجمهوري نفسه.

ثانيا، ستكون معركة الجمهوريين مع الجمهوريين صعبة. فرجال من شاكلة ماسك وراماسوامي يريدون إسماع أصواتهم بمهاجمة الجمهوريين في الكونجرس من أمثال جونسون عديم الحيلة.

ثالثا، ستكون السياسة المالية نقطة اشتعال مبكرة في هذه المعركة خصوصا بالنظر إلى القفزة في عائدات السندات هذا الشهر عقب تراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن توقعاته بشأن تخفيضات سعر الفائدة في عام 2025.

ستكون واشنطن ميدانا لهذه المعركة. ولكن أيضا منتجع «مارا لا جو» الذي يتخذه فريق دونالد ترامب مقرا له ويعبِّر فيه الآن مرشحوه لمناصب إدارته القادمة عن وجهات نظر مختلفة بوضوح حول كيفية معالجة الدين القومي الحالي لأمريكا والذي يبلغ 36 تريليون دولار.

البعض لا يرى حاجة للذعر بشأن ركام هذا الدين ويحاجون بأن مكانة الدولار كعملة احتياط ستجبر المستثمرين الدوليين على الاستمرار في شراء سندات الخزانة الأمريكية. ترامب كثيرا ما يبدو مناصرا لهذا المعسكر. بل طالب قبل أيام بإلغاء سقف الدين.

لكن هنالك آخرون حوله أكثر توجُّسا مثل ستيف بانون كبير الاستراتيجيين السابق بالبيت الأبيض. سبب ذلك أن وزارة الخزانة سيتوجب عليها إعادة تمويل سندات بقيمة حوالي 9 تريليون دولار في العام القادم وفي وقت يشهد تصاعدا في الضغوطات التضخمية.

تعهدَ ترامب بإجراء تغييرات في السياسة المالية من شأنها إضافة عدة تريليونات أخرى للدين وفي ذات الوقت هدد بإضعاف الدولار وتقويض استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي.

هذا خليط «من السياسات» بالغ السوء ويدرك ذلك جيدا سكوت بيسنت مرشحه لتولي وزارة الخزانة. بل ما هو أسوأ أن صناديق التحوط التي يمكن أن تهرب باستثماراتها لديها دور متنام في سوق أوراق الخزانة الأمريكية. أيضا الصين، التي يمكنها اتخاذ مواقف عدائية، تمتلك رافعة نفوذ في هذه السوق.

علينا فقط أن ننظر إلى قرار بكين مؤخرا بإصدار سندات سيادية بقيمة بليوني دولار في المملكة العربية السعودية. هذا الإصدار ضئيل لكنه «وَخزَة رمزية في العين» بالنسبة لواشنطن ليس أقله لأن العائد على هذه السندات كان شبيها بعائد السندات الأمريكية.

الخلاف الثاني في «مارا لا جو» حول الضرائب. لقد تعهد ترامب مرارا بجعل قانون التخفيضات الضريبية والوظائف الذي سنَّه في عام 2017 تشريعا دائما بإعفاءاته الضريبية الضخمة على الدخل والتركة. من شأن ذلك أن يحقق مكاسب كبيرة للأمريكيين الأثرياء بمن فيهم بليونيرات عديدين في فريقه الرئاسي.

كما يريد ترامب أيضا خفض ضرائب الشركات من 21% إلى 15% في أمريكا وإنهاء الضرائب على مدفوعات الضمان الاجتماعي والبقشيش والعمل الإضافي وتمديد الائتمان الضريبي لرعاية الأطفال.

قيل لي إن بيسنت وآخرين أخبروا ترامب بأن الفجوة المالية التي تنشأ عن ذلك يمكن سدها بالنمو السريع وإيرادات الرسوم الجمركية وخفضٍ في الإنفاق الحكومي بحوالي تريليوني دولار وعد به إيلون ماسك. كما هنالك أيضا دعوات بزيادة الضريبة على المؤسسات الثرية.

لكن سيكون من المستحيل تقريبا إجراء خفض كبير في الإنفاق الفيدرالي بدون تقليص الإنفاق على الضمان الاجتماعي والدفاع والذي يبدو ترامب مترددا في القيام به. كما أن حجم أي ايراد من الرسوم الجمركية غير واضح. وقد يفضل ترامب استخدام الرسوم كوسيلة تهديد جيوسياسي أكثر من أي شيء آخر.

إلى ذلك، من المستبعد أن يسدَّ النمو لوحده الفجوة المالية. ومن الممكن أن تكون تكاليف خدمة الدين أعلى من المتوقع بالنظر إلى إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبطاء تخفيضات سعر الفائدة.

هذا يدفع ستيف بانون إلى الدعوة لمزيد من الإجراءات الجذرية بما في ذلك رفع الضرائب. فقد خاطب حفل عشاء للجمهوريين مؤخرا بقوله «سيتوجب عليكم رفع الضرائب على الأثرياء... لكي تُحكِموا السيطرة على الدَّين المنفلت.» نعم قال ذلك حقا. والسبب؟ يعتقد بانون أن اغتيال رئيس تنفيذي لشركة تأمين مؤخرا يكشف عن غضب كبير ضد النخبة المتنفذة الآن بحيث إذا ضغط ترامب على الطبقة الوسطى مفضلا عليها الأثرياء سيكون ذلك انتحارا سياسيا من جانبه. ويعتقد أن تجاهل أسواق السندات سيكون خطيرا بالقدر نفسه.

وهكذا، يقول بانون إن على المحافظين الجدد النيوليبراليين تحمُّل العواقب السلبية لسياساتهم. (المحافظون الجدد النيوليبراليون مَن يجمعون بين السياسات الخارجية والاجتماعية للمحافظين الجدد والسياسات الاقتصادية لليبراليين الجدد- المترجم). وهو يعني بذلك وجوب أن تكون الغلبة في إدارة الأمور للقوميين الشعبويين على الجمهوريين التقليديين.

حجة بانون حول الغضب الشعبوي صحيحة تماما. لكن مشكلة ترامب هي أن رفع الضرائب سيروع الجمهوريين «التقليديين» في الكونجرس. كما سيثير سخط العديد من رواد الأعمال الأثرياء الذين دعموا ترشحه للرئاسة.

لذلك سؤال الدين العام الأمريكي (36 تريليون دولار) الذي يلوح في الأفق لا يتعلق ببساطة بمن سيفوز في هذه المعركة: هل البلوتوقراط (الأثرياء أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي) أم الشعبويون؟ إنه يتعلق بما إذا كانت سوق السندات ستظل هادئة إلى أن ينجلي الغبار وتتضح الأمور.

بكلمات أخرى المناوشة التي دارت حول سقف الدَّين قبل أيام يمكن أن تكون مجرد مقدمة وتمهيد لمعارك أكبر في عام 2025. لذلك ينبغي الاستعداد لأوقات صعبة قادمة.

مقالات مشابهة

  • المهاجرون الصينيون في الولايات المتحدة يعتزمون تسليم رسالة لترامب
  • معركة قادمة حول السياسة المالية داخل فريق ترامب
  • هل تعود إيفانكا ترامب إلى السياسة؟
  • صحيفة أمريكية: شراء غرينلاند أكبر عملية استحواذ في تاريخ الولايات المتحدة
  • تجهيز 150 عروسا بالجيزة.. الشعب الجمهوري: نواصل دور الحزب المجتمعي
  • انتخابات غيرت خريطة السياسة العالمية في 2024.. أبرزها وصول ترامب للبيت الأبيض
  • فيديو| محتجون في بنما يحرقون صور ترامب وعلم الولايات المتحدة
  • تعيين محمد بهنس أمين إعلام محافظة القاهرة بالشعب الجمهوري
  • محتجون في بنما يحرقون علم الولايات المتحدة وصور ترامب
  • محمد بهنس أمينا لإعلام القاهرة بحزب الشعب الجمهوري