نقص كميات دواء لخسارة الوزن إثر الإقبال عليه في أميركا
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
على غرار أميركيين كثر راغبين في إنقاص وزنهم، شعرت ماريسا مونتانينو بأنّ عليها تجربة حقن دواء «أوزمبيك» الشائع جداً في الولايات المتحدة والذي أحدث ثورة في مكافحة البدانة.
وتقول خبيرة التجميل، البالغة 36 عاماً «كنت أمارس الرياضة أحياناً ثلاث مرات في اليوم، وأعتمد نظاماً غذائياً صحياً، لكنّ وزني لم يتغيّر».
وتضيف «سمعت عن (أوزمبيك) ثم بدأت ألاحظ أشخاصاً كالمشاهير ينقصون أوزانهم بشكل سريع» جراء تناولهم الدواء الذي ابتكرته مختبرات «نوفو نورديسك» الدنماركية والمُرخَّص له منذ عام 2017 في الولايات المتحدة.
لكن مونتانينو كانت تخشى من خطر اضطرابات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تصاحب حقن «أوزمبيك» المضاد لمرض السكري.
وتقول «كنت خائفة وقلقة جداً. انا أخشى جداً فكرة أن يصيبني غثيان».
وعندما قررت أخيراً اتّخاذ الخطوة، لم يصف لها طبيبها «أوزمبيك» بل منتجات مركّبة تتضمن نفس الجزيء النشط الموجود في حقن الدواء، وهو «سيماغلوتيد» الذي يتمثل دوره في إرسال إشارات الشبع إلى الدماغ.
تُستخدم هذه البدائل، منذ مدة طويلة في الولايات المتحدة، عندما يعاني المريض حساسية تجاه أحد مركبات الدواء.
يعاني أكثر من 40% من الأميركيين من البدانة، في مؤشر إلى وجود أزمة صحية كبيرة وسوق ضخمة لهذه الأنواع الجديدة من الأدوية المماثلة لأوزيمبيك، نظراً إلى فعاليتها.
يقول الباحث والطبيب صامويل كلاين من جامعة واشنطن في سانت لويس، إن «المشكلة الرئيسية تتمثل في الصعوبة التي بات ينطوي عليها الحصول على العلاج»، مضيفاً «لا يوجد ما يكفي من الأدوية المُصنّعة».
وشهدت الأسواق الأميركية أخيراً نقصاً في حقن «أوزمبيك»، بعدما أثار هذا العلاج ضجة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه المرتبطة بإنقاص الوزن.
وصنّفت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) «سيماغلوتيد» و«تيرزيباتيد»، على أنهما في وضع «نقص» حالياً. أخبار ذات صلة عقاقير رخيصة ومعروفة تمنع الصداع النصفي مثل أدوية باهظة الثمن إجازة دواء للسكري لخسارة الوزن عقار "أوزمبيك"
- بدائل
من شأن هذا التصنيف أن يبدّد بعض القيود، مما يتيح للشركات تحضير منتجات «هي في الأساس بدائل من الأدوية المُجاز بيعها»، وفق إدارة الأغذية والعقاقير.
لذا، يلجأ عدد كبير من الأميركيين إلى هذه الخيارات، التي تكون أرخص أحياناً، مع العلم أنّ الخبراء والسلطات يحذرون من المخاطر التي قد تنطوي عليها.
تبدي أندريا كوفيلو الطبيبة المتخصصة في البدانة، في حديث صحفي، قلقاً في شأن مرضاها الذين يطلبون هذه البدائل عبر الإنترنت في أغلب الأحيان.
وتقول الأستاذة في جامعة نورث كارولينا «إذا نجح البعض في إنقاص أوزانهم، فنحن لا نعرف بالضبط ماذا استخدموا».
وتقول ماريسا مونتانينو التي يبلغ طولها 1,53 متر، إن وزنها كان 71,2 كيلوجرام وأصبح 58,9 كيلوجرام في أقل من ستة أشهر، بفضل الحقن التي كانت تستخدمها أسبوعياً. وتسعى حالياً ليصبح وزنها 56,7 كيلوجرام.
ويظهر مختلف الأشخاص، الذين تتواصل معهم ويتناولون أيضاً علاجات لإنقاص الوزن، «سعادة كبيرة»، فيما يستخدم واحد منهم دواء «ويغوفي» من «نوفو نورديسك» أيضاً.
ذكرت السلطات الأميركية في نهاية أكتوبر الفائت أن «المنتجات المركّبة تشكل خطراً متزايداً على المرضى مقارنة بالأدوية المُجازة من إدارة الأغذية والعقاقير»، لأنها «لا تخضع لتقييم ينظر في مدى سلامتها وفاعليتها وجودتها، قبل طرحها في الأسواق».وتشير إدارة الأغذية والعقاقير عبر موقعها الإلكتروني إلى أنها تلقت «تقارير عن مضاعفات واجهها البعض عقب استخدامهم سيماغلوتيد في بعض البدائل المركّبة»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
ويظهر بحث بسيط عبر الإنترنت أن شركات كثيرة توفّر بدائل للتنحيف تصل للزبون بالبريد، بأسعار أقل بكثير من الأدوية، لكنها ليست بالضرورة أرخص لمَن يحظون بتغطية صحية تشمل الأدوية المُجازة من إدارة الأغذية والعقاقير.
ودفعت ماريسا مونتانينو 300 دولار لعلاج يؤخذ على ثلاثة أشهر، لكن بما أنّ جرعاته تزداد تدريجياً قد تضطر لأن تصل إلى مرحلة تدفع خلالها 300 دولار شهرياً.
ورغم عدم الوضوح المحيط بهذه المنتجات، تعتزم مونتانينو الاستمرار في تلقي علاج إنقاص الوزن «مدى الحياة»، إن أمكن.
واحتفلت بإنقاص وزنها مع زوجها الذي خسر أيضاً 22 كيلوجراماً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدوية خسارة الوزن إدارة الأغذیة والعقاقیر الأدویة الم من الأدویة
إقرأ أيضاً:
الغذاء والدواء الأميركية توافق على استخدام أوزمبيك لمرضى الكلى
أعلنت شركة "نوفو نورديسك" الدانماركية أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد وافقت على استخدام عقار أوزمبيك لتقليل خطر تفاقم أمراض الكلى والفشل الكلوي (مرض الكلى في المرحلة الأخيرة، والذي يحتاج فيه المريض لغسيل الكلى أو زراعتها)، والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني ومرض الكلى المزمن.
ويعد ترخيص عقار أوزمبيك لأمراض الكلى إضافة كبيرة في مجال الرعاية الصحية بسبب محدودية الخيارات العلاجية المتاحة لمرضى الكلى.
ونشرت الشركة الإعلان على موقعها الرسمي في 28 يناير/كانون الثاني الجاري، وكتبت عنه صحيفة نيويورك تايمز.
وأوزمبيك هو الاسم التجاري للمادة الفعالة سيماغلوتيد، والذي ينتمي إلى فئة الأدوية التي تسمى "ناهضات الببتيد-1 الشبيهة بالغلوكاغون"، والذي يعمل عن طريق الارتباط بمستقبلات "الببتيد-1" الشبيهة بالغلوكاغون على تحفيز إفراز الإنسولين من البنكرياس عندما يحتاجه الجسم.
كما يساعد على تقليل كمية السكر التي يفرزها الكبد، ويبطئ خروج الطعام من المعدة، وتساعد هذه التأثيرات مجتمعة على خفض قياس السكر التراكمي في الدم، كما تحد من الشهية للطعام.
ويعتبر مرض السكري من النوع الثاني أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بمرض الكلى المزمن، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية في الكلى، مما يعيق قدرتها على تصفية الدم من الفضلات.
إعلان
كيف يحمي عقار أوزمبيك مرضى الكلى؟
يعمل عقار أوزمبيك كعلاج فعال، ويساهم في تقليل احتمالية تدهور حالة الكلى أو الإصابة بالفشل الكلوي لدى هؤلاء المرضى، وبالإضافة إلى ذلك قد يوفر الحماية من الوفاة الناتجة عن مشاكل القلب والأوعية الدموية.
ويقول الدكتور ستيفن جو -وهو النائب الأول لرئيس الشؤون الطبية العالمية في شركة "نوفو نورديسك" الشركة المصنعة لعقار أوزمبيك- في حديث لصحيفة نيويورك تايمز "على مدار الـ20 عاما الماضية ظل الباحثون يعملون جاهدين في هذا المجال، ولكن النتائج كانت محدودة للغاية، لذلك فإن التوصل إلى نتائج جديدة في هذا الصدد يعد أمرا مثيرا للغاية، مما سيقدم أملا جديدا للمرضى في المستقبل".
وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء في قرارها هذا على دراسات أظهرت أن استخدام مرضى السكري ومرضى الكلى المزمن هذا العقار يؤدي إلى انخفاض احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة مرتبطة بهذه الأمراض بنسبة 24% مقارنة بأولئك الذين تلقوا علاجا وهميا، ومن بين هذه المضاعفات التي تم تقليل خطرها بشكل ملحوظ الحاجة إلى غسيل الكلى أو زراعتها.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد لوحظ انخفاض في نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بين المرضى الذين استخدموا هذا العقار.
ولم يتم الكشف بشكل واضح عن الآلية الدقيقة لعمل عقار أوزمبيك في علاج أمراض الكلى، لكن الباحثين يرجحون أن العقار يعمل على تخفيف الالتهابات في مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك الكلى.