د. محمد سالم: الملف الاقتصادي يشغل الجميع في الانتخابات الرئاسية حول العالم
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
قال الدكتور محمد سالم، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ممثل حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، إن أي انتخابات رئاسية في العالم، يكون دائمًا الملف الاقتصادي هو الشغل الشاغل للجميع، مضيفًا أن الرئيس القادم يواجه تحديات كبيرة على رأسها مستويات تضخم في الغذاء التي تصل لـ ٧٤٪ مقارنة بعام ٢٠٢٢.
جاء ذلك خلال مشاركته في صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الذي عقد بعنوان "التنسيقية تناقش أهم التحديات الاقتصادية لرئيس مصر القادم".
وأضاف أن فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية كانا سببًا في الأزمة الاقتصادية الحالية ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن لدينا أيضًا مشكلات أخرى مزمنة مثل الفجوة بين الصادرات والواردات، وهو ما يؤثر على زيادة معدلات الدين الخارجي، وكذلك مشكلات تتعلق بالإنتاجية وتسرب العملة الصعبة خارج الجهاز المصرفي، والثقة بالحكومة، مشيرًا إلى أن هناك أمور صعبة ستكون خارجة عن إرادة أي رئيس قادم لمصر، خاصة في ظل تأخر المراجعة الدورية لبرنامج صندوق النقد.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت استثمارات في البنية التحتية بشكل كبير، ولكن هناك مشكلات في الأولويات، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى إعادة التنافسية للقطاع الخاص.
أدار الحوار خلال الصالون؛ آدا جاد، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في الصالون كلا من؛ الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ممثل عن حملة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، والدكتور محمد سالم، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وممثل حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، والدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، ممثل حملة المرشح الرئاسي عبد السند يمامة، والدكتور إبراهيم المناسترلي، ممثل حملة المرشح الرئاسي حازم عمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تنسیقیة شباب الأحزاب والسیاسیین ممثل حملة المرشح الرئاسی
إقرأ أيضاً:
كيف تستفيد أي تنسيقية مدنية من الكفاءات المدنية المستقلة؟
المقدمة
في خضم الحرب الأهلية التي تمزق السودان، تبرز تنسيقيات مدنية جامعة للقوى المدنية السودانية الساعية لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو كيفية توحيد الجهود مع الكفاءات المهنية المستقلة خارج نطاقها، خاصة تلك غير المنتمية لأحزاب سياسية، ولكنها تمتلك خبرات علمية وعملية كبيرة يمكن أن تساهم في إنقاذ البلاد.
فكيف يمكن لها أن تنسق مع هذه القوى وتوظف إمكانياتها لتحقيق السلام والاستقرار؟
1. إشراك الخبراء في صنع القرار: من التهميش إلى التمكين
تزخر السودان بالعديد من الكفاءات الأكاديمية والإدارية والفنية التي ظلت لعقود خارج دوائر صنع القرار بسبب هيمنة العسكر والأحزاب التقليدية. اليوم، يمكن للتنسيقية المدنية أن تعوض هذا الإقصاء عبر:
- تشكيل مجالس استشارية تضم خبراء في الاقتصاد، الصحة، الإدارة، والعدالة الانتقالية.
- إشراكهم في وضع خطط إنقاذ سريعة لإعادة الخدمات الأساسية في المناطق الخارجة من الحرب.
- الاستعانة بهم في صياغة سياسات طويلة الأمد لإعادة الإعمار.
لكن من المهم التنبيه إلى نقطة أساسية: إشراك الخبراء لا يعني أن الحلول تأتي من طرفهم منفردين، بل الأهم هو توفير مناخ صحي يقبل الاختلاف في وجهات النظر، ويسمح بتفاعل مثمر بين الخبراء والسياسيين، بما يؤدي إلى حلول ذكية ومستدامة لا مجرد وضع "ضمادات على جرح الوطن المعتل".
الذكاء الجمعي القائم على الاختلاف الخلّاق وتعدد الزوايا في النظر إلى القضايا هو ما نفتقده في العمل العام، وهو ما يجب أن تسعى التنسيقيات المدنية إلى تبنيه كأساس لأي شراكة مع الكفاءات المستقلة.
لا يمكن بناء سودان جديد بمنظومة قرار قديمة.. إشراف الخبراء المستقلين ضرورة وليس رفاهية.
2. النقابات المهنية: قوة ضغط ودعم ميداني
تمتلك النقابات المهنية (كالأطباء والمهندسين والمحامين) تاريخاً نضالياً وتنظيمياً يمكن أن يكون عوناً للتنسيقيات المدنية في:
- تنظيم قوافل إغاثية للمناطق المتضررة.
- توثيق انتهاكات الحرب عبر شبكات المهنيين من المحامين والأطباء وغيرهم من المستقلين.
- تقديم الدعم الفني في إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة.
مثال حي:
في بداية الحرب، لعبت نقابة الأطباء دوراً محورياً في إنشاء خدمات ميدانية. فلماذا لا يتم تعميم هذه التجربة عبر تنسيق أوثق مع التنسيقيات المدنية؟
3. الأكاديميون والباحثون: عقول تُهمَّش بينما الأزمة تحتاجها
الجامعات ومراكز الأبحاث السودانية تضم كفاءات قادرة على تحليل الأزمات وطرح الحلول، لكنها غالباً ما تُستبعد من عملية صنع القرار. هنا يأتي دور التنسيقيات المدنية في:
- توظيف الباحثين لرصد آثار الحرب (النزوح، الجوع، انهيار التعليم).
- الاستفادة من الدراسات الأكاديمية في وضع خطط التنمية.
- إشراك الأساتذة في تصميم برامج التوعية المجتمعية.
---
4. منصات تنسيقية جامعة: تجمع الجهود بدلاً من تشتيتها
إحدى مشكلات العمل المدني السوداني هي التشرذم، ولتجاوز ذلك يمكن:
- إنشاء منصة رقمية تجمع كل المبادرات المستقلة تحت مظلة تنسيقية واحدة.
- عقد مؤتمرات دورية تجمع التنسيقيات المدنية مع الكيانات المهنية لتوحيد الرؤى.
---
5. الضغط الدولي: صوت موحد أقوى
الكفاءات المستقلة تتمتع بمصداقية دولية عالية، ويمكن للتنسيقيات المدنية أن تستفيد منها في:
- إصدار تقارير مشتركة تعرض معاناة السودان للعالم.
- تنظيم حملات ضغط على المنظمات الدولية بخطاب مهني غير حزبي.
---
الخاتمة: شراكة وطنية لا استقطاب سياسي
السودان لا ينقصه الكفاءات، بل ينقصه الإطار الذي يتيح لها العمل المشترك في بيئة تُقدّر التنوع وتُرحّب بالاختلاف.
التنسيقيات المدنية أمام فرصة تاريخية لقيادة تحالف مدني حقيقي، لا يقوم على استقطاب سياسي ضيق، بل على الذكاء الجمعي وروح الشراكة الوطنية. المطلوب هو فضاء مشترك يتفاعل فيه السياسي مع الخبير، والأكاديمي مع الميداني، على قاعدة واحدة.
الخروج من الأزمة لن يكون بقرارات فردية، بل بشراكة وطنية تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.
كلمة أخيرة:
الوقت ليس في صالح السودان.. كل يوم حرب يُفقد البلاد جزءاً من مستقبله.
التعاون بين التنسيقات المدنية والقوى المهنية المستقلة ليس خياراً، بل هو ضرورة للنجاة.
dr.elmugamar@gmail.com