تعاطف شعبي كبير مع غزة في مصر لا يترجم في الشوارع لهذا السبب
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتبة أهداف سويف قالت فيه إن مجموعة من حوالي مئة شخص وقفوا على سلالم نقابة الصحفيين في وسط القاهرة مساء الخميس الماضي حيث حملت امرأة ملصقا يظهر ثمانية أطفال: أربعة ملفعين بقماش أخضر، وأربعة في حفاظاتهم فقط، كلهم ماتوا. المرأة التي تقف بجانبها كانت تضم رضيعها إلى صدرها وتضرب برجلها وتصرخ: "افتحوا معبر رفع.
وقالت سويف إن 100 شخص لا يبدو شيئا مقارنة بالآلاف المؤلفة من الناس الذين يتظاهرون في المدن في جميع أنحاء العالم. لكن في مصر، تم حظر الاحتجاجات في تشرين الثاني/ نوفمبر2013؛ ويوجد حاليا 57 شخصا شاركوا في الاحتجاجات بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر رهن الاحتجاز على ذمة التحقيق. كان كل من كان على الدرج يتظاهر من أجل غزة، وفي الوقت نفسه يطالب بالحق في الاحتجاج، وكانت هتافاتهم تضخم ما تسمعه باستمرار في المنازل وفي الشوارع.
وأكدت أن المشاعر السائدة في البلاد قوية، حيث انتشرت مقاطع فيديو على "تيك توك" و"إنستغرام" من غزة على نطاق واسع: امرأة تبحث عن "صبي صغير جميل ذو شعر مجعد"، وجد يحمل جسد حفيدته الهامد، ومثلث أحمر يحوم على الشاشة لتوجيه عينك إلى دبابة ميركافا إسرائيلية مستهدفة على وشك الانفجار، وأطفال مبتسمون يرفعون شارة النصر على الركام.
وقالت إن سائقي سيارات أوبر يطفئون عداداتهم عندما ينقلون الركاب الفلسطينيين. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، تتدفق التبرعات على المراكز الخاصة التي أقيمت على عجل لاستقبالها. وتم التجاوب مع نداء توفير السكن لثلاث عائلات تمكنت من الوصول إلى القاهرة خلال دقائق.
لكن الكاتبة شددت أن كل هذا التضامن المدني لا يمكن أن يعالج سوى الجانب الإنساني من معاناة الفلسطينيين. ولا يمكن معالجة الظروف السياسية التي أدت إلى ظهورها إلا من قبل الدول والمنظمات الدولية.
وقالت إنه على مدى 16 عاما ونحن نشعر بالذنب تجاه تواطؤ مصر. على مدار 16 عاما، قامت مصر بتشغيل معبر رفح الحدودي بما يتماشى مع السياسة الإسرائيلية. وأن الهتافات شملت: "هنا مصر، هناك فلسطين / لكن مفتاح المعبر مع مين؟". و"مصر دولة ذات سيادة/ وهذه حرب إبادة". و"قل للزومبي الذين يحكموننا: / أنتم تجعلونا نموت من العار!" ويقولون: "القنابل أمريكية / الخيانة عربية"
وأشارت إلى أن الانتفاضة الثانية في فلسطين في عام 2000، بعد عقدين من حكم حسني مبارك، هي التي أشعلت من جديد الرغبة المصرية في الحرية والديمقراطية وبدأ تنظيم الاحتجاجات في الشوارع. استغرق هذا الفتيل عقدا من الزمن لينفجر في ثورة 2011 (المعروفة أيضا بالربيع العربي). وتذكر أنها كتبت حينها: "في كل دولة عربية ينتفض شعبها للمطالبة بحقوقه، فإنه يطالب باتخاذ إجراءات بشأن حقوق الفلسطينيين أيضا". ويعلم الناس أن حقوق الفلسطينيين لا يمكن فصلها عن حقوق بقية العالم العربي. والآن، بعد هزيمة الثورة ووجود أكثر من 60 ألف سجين سياسي في السجون المصرية، تأتي ثورة فلسطينية أخرى لتوعية جيل جديد وإزعاج من هم في السلطة.
وقالت إنه في الواقع، ربما للمرة الأولى منذ 12 عاما، يبدو أن الشعب المصري وحكومته متفقان على عدم تهجير الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الكافية إلى غزة، ووضع حد للقصف الإسرائيلي. لكن أبعد من ذلك، يريد الشعب رفع الحصار بشكل كامل، وأن تكون رفح حدودا «ناعمة» بين الأصدقاء.
ووصفت سويف كيف يوجد هناك الكثير من الألم في رفح، المدينة التي قسمت إلى نصفين في اتفاق السلام عام 1979 الذي أعاد سيناء من "إسرائيل" إلى مصر؛ وتم فصل العائلات في رفح بالأسلاك الشائكة، وتم تجريف الحقول والبساتين لإقامة الحدود. والآن، على الرغم من أن المعبر يسيطر عليه مبنى رسمي للمطار، إلا أن الدافع المستمر من الجانبين هو اختراقه وتضميد التمزق: "بيننا وبين عائلاتنا معبر / لماذا يجب أن يتحكم الصهاينة في معبرنا؟"
وقالت إنه لم يتفاجأ أحد هنا من حرب "إسرائيل". والمفاجأة هي مدى سهولة توافق الولايات المتحدة وأوروبا مع هذا الوضع، وكيف يستمران على المسار مع ارتفاع عدد الضحايا وسقوط المدن. رد الفعل هنا جعل من كلمة "المقاطعة" كلمة مألوفة. يحتاج الناس إلى القيام بشيء ما، والمقاطعة شيء يمكن للجميع القيام به. وفي مجموعات "الفيسبوك"، وفي المحلات التجارية ومراكز التسوق، يبحث الناس عن بدائل محلية لما كانوا يشترونه من قبل.
وبيّنت أن ما أدركه الجنوب العالمي منذ 100 عام، يفهمه سكان الشمال العالمي الآن: أن الصهاينة يريدون كل الأرض، دون أي جزء من الشعب الفلسطيني، ولن يتوقفوا عند أي شيء للحصول عليها. لقد أصبح الناس يدركون أن حكوماتهم المنتخبة ديمقراطيا ظلت لعقود من الزمن تساعد وتحرض "إسرائيل" على تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم، في حين قامت وسائل الإعلام الخاصة بهم بالتشويش على ذلك. ماذا يخبرهم ذلك عن أنظمتهم والقيم التي يعلنونها؟
وقالت إنه في هذا الوقت الذي يتسم بالخطر الجسيم، عندما يحشد الكبار والصغار من أجل المناخ ضد المصالح القوية، عندما تستولي الحكومات اليمينية على السلطة، عندما يخون اليسار قيم اليسار - إذا أظهرت إسرائيل أنه لا توجد عواقب للفصل العنصري والإبادة الجماعية والتهجير القسري، كيف يمكن لأي شخص أن يشعر بالأمان؟ ويبدو أن الناس الآن، أخيرا، أدركوا أن الحقوق الفلسطينية لا يمكن فصلها عن حقوق العالم أجمع.
ودعا نشطاء اتحاد الصحفيين المصريين إلى اجتماع قافلة دولية هي ضمير العالم في القاهرة وتقطع مسافة 230 ميلا إلى رفح. وقد استجاب المئات. لكن حتى الآن ليس من المؤكد أنه سيتم السماح للقافلة بمغادرة القاهرة. تعتقل الحكومة المصرية مواطنيها بسبب احتجاجهم على قضية تؤيدها. فهل يمكنها أن تتسامح مع انضمام مواطني الدول الأخرى إليها على الأرض للضغط من أجل هذه القضية؟ وعلى درجات سلم الاتحاد، رفعت لافتة تقول: "لا تعيقوا ضمير العالم!".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة مصر غزة معبر رفح مصر غزة معبر رفح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقالت إنه لا یمکن
إقرأ أيضاً:
الزمالك يرفض مدافعا مغربيا لهذا السبب
كشف الناقد الرياضي خالد طلعت كواليس صفقة الزمالك الجديدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك.
وكتب خالد طلعت :الزمالك كان معروض عليه شاب (20 سنة) مميز جدا اسمه محمد الجديدي بيلعب في شباب المحمدية المغربي ، الزمالك أول امبارح رفض التعاقد مع اللاعب بحجة ان مستواه متواضع !!
و اضاف :النهاردة نادي الوداد البيضاوي تعاقد مع الجديدي مقابل (80 ألف دولار) يعني حوالي 4 مليون جنيه فقط وده مبلغ قليل جدا رغم ان الزمالك اشترى احمد حسام مدافع الجونة بـ11 مليون جنيه وقبله كان جاب مصطفى الزناري مقابل 15 مليون جنيه !!
ويستعد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك لمواجهة صعبة أمام بيراميدز اليوم الجمعة، في إطار منافسات الجولة الحالية من الدوري الممتاز "دوري نايل" للموسم 2024-2025.
تُعتبر هذه المباراة من أبرز المواجهات في الدوري، حيث يسعى الفريقان لتحقيق النقاط الثلاث لتعزيز موقعهما في جدول الترتيب.
غيابات الزمالك:
يعاني الزمالك من غيابات كبيرة في هذه المباراة، حيث يفتقد الفريق لسبعة لاعبين أساسيين، أبرزهم:
محمود عبد الرازق "شيكابالا": قائد الفريق، الذي يغيب بسبب إصابته بنزلة برد.
حمزة المثلوثي: يعاني من تمزق في الرباط الصليبي.
أحمد حمدي: يخضع للمرحلة الأخيرة من التأهيل بعد إصابة مماثلة.
محمد حمدي: يعاني من شرخ في الضلعين.
مهاب ياسر: تم استبعاده لأسباب فنية.
مصطفى الزناري وناصر ماهر: غير جاهزين فنياً للمشاركة.
موعد المباراة والقنوات الناقلة:
الموعد: اليوم الجمعة، الساعة 7:00 مساءً بتوقيت القاهرة.
المكان: ملعب الدفاع الجوي.
القنوات الناقلة: قناة ON TIME SPORTS 1 المفتوحة.
استعدادات الزمالك:
يدخل الزمالك المباراة بدعم جماهيري كبير على ملعب الدفاع الجوي، حيث يُعتبر الحضور الجماهيري عاملاً محفزًا للاعبين لتحقيق الفوز.
من جهة أخرى، حذر المدير الفني للزمالك، السويسري كريستيان جروس، لاعبيه من التهاون أمام مرمى بيراميدز، مؤكدًا على أهمية استغلال الفرص المبكرة لتسجيل هدف يعزز من معنويات الفريق.
استعدادات بيراميدز:
من جانب بيراميدز، يعتمد الفريق على خبرة لاعبيه المخضرمين، ويخوض المباراة بدون ضغط جماهيري، مما قد يمنحه مزيدًا من الهدوء والتركيز داخل الملعب.
كما يتمتع بيراميدز بقائمة قوية من اللاعبين المؤثرين في جميع الخطوط