وكالة الإمارات للفضاء تنظم “قمة قادة الفضاء للمناخ” الأولى من نوعها بمشاركة أكثر من 20 وكالة عالمية.
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
نظمت وكالة الإمارات للفضاء، “قمة قادة الفضاء للمناخ”، أول قمة من نوعها، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات، وبمشاركة أكثر من 20 وكالة فضاء من حول العالم.
جمعت الوكالة خلال قمة قادة الفضاء للمناخ، الجهات القيادية عالمياً في مجالات سياسات المناخ واستكشاف الفضاء تحت سقف واحد، بهدف مواجهة التحديات المناخية، حيث ركزت النقاشات بشكل خاص على برامج المناخ والمبادرات المبتكرة التي تسرع الوصول إلى هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.
التزام جماعي
وقالت معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: “تتطلب تحديات تغير المناخ حلولاً مبتكرة ومتكاملة، ومن خلال التعاون الدولي في قمة قادة الفضاء للمناخ، نسعى لتسخير قوة تكنولوجيا الفضاء لتعزيز جهود التكيف والحد من تغير المناخ العالمي بهدف تحقيق عالم مقاوم لتغير المناخ، بما في ذلك الرصد والاستجابة السريعة لارتفاع مستويات البحار والظواهر الجوية الشديدة وانبعاثات الغازات الدفيئة وغيرها من التحديات التي نواجهها على كوكب الأرض”.
وتابعت معاليها: “تعزز هذه القمة الالتزام الجماعي نحو فهم الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الفضاء في رصد تغير مناخنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة من خلال مشاركة البيانات وتقديم معلومات علمية توفرها فقط بيانات الأقمار الاصطناعية والتي تساعد المجتمع على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من تغير المناخ على كوكبنا”.
حدث استثنائي
من جانبه، قال سعادة سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، :”تمثل قمة قادة الفضاء للمناخ حدثاً استثنائياً يؤكد على الدور الحيوي لقطاع الفضاء في مواجهة التحديات المناخية وإيجاد حلول مبتكرة لدعم الاستدامة”.
وأضاف سعادته إن هذه القمة لا تمثل فقط منصة لتبادل الأفكار والخبرات، بل تعتبر أيضاً نقطة تحول في كيفية تفاعلنا واستجابتنا لتغير المناخ، مشيراً إلى أن القمة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تعاون دولي أكثر فعالية وتقدماً في استخدام تكنولوجيا الفضاء لحماية البيئة وتأمين مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.
نخبة من صانعي القرار
وشهدت القمة مشاركة نخبة من كبار المسؤولين وصانعي القرار على الصعيد الدولي من بينهم: السيناتور بيل نيلسون، مدير وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، والدكتور هيروشي ياماكاوا، رئيس وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، والدكتور لي سانغ ريول، رئيس المعهد الكوري لأبحاث الفضاء، وسعادة سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، والدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء البحرينية، و جوزيف أشباخر، رئيس وكالة الفضاء الأوروبية، و الدكتور محمد التميمي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية، إلى جانب العديد من وكالة الفضاء والمؤسسات المتخصصة في قطاع الفضاء.
وتطرقت القمة إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والناشئة في مجال الفضاء، مع التأكيد على ضرورة دعم الدول الأكثر عرضة لأضرار المناخ من خلال مشاركة البيانات والمعرفة لتحقيق تقدم ملموس في مجال المناخ، إلى جانب العمل على توسيع نطاق أبحاث المناخ عبر تخصيص موارد وتمويل للمبادرات البحثية ذات الصلة، وإنشاء برامج جديدة لمراقبة المناخ، بالإضافة إلى تعزيز العمليات الفضائية المستدامة لتقليل الأثر البيئي.
كما سلطت القمة الضوء، على ضرورة العمل على رفع الوعي حول تغير المناخ ودور التقنيات الفضائية والحلول التكنولوجية وريادة الأعمال في قطاع الفضاء ومواجهة التغير المناخي، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الخاص والابتكار في هذا المجال، واستكشاف الفرص المتاحة لتمويل برامج الفضاء والمناخ، وتأمين الدعم المالي الضروري لهذه المبادرات.
تعهدات جادة
واختتمت “قمة قادة الفضاء للمناخ”، أعمالها بتعهدات جادة لوكالات الفضاء المشاركة بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات التي تم الإقرار بها في اتفاق باريس عام 2015، بما يدعم الخروج بالتزام جماعي لدعم الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ.
يذكر أن وكالة الإمارات للفضاء، تقود تنظيم أول مشاركة لجناح الفضاء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، تحت شعار “الفضاء من أجل الاستدامة”، انطلاقاً من دورها الرائد كمُمكن لقطاع الفضاء.
ويستضيف جناح الفضاء، سلسلة عروض تقديمية وأكثر من 60 جلسة حوارية تركز على استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية، وتكنولوجيا الفضاء من أجل الاستدامة، والتخفيف والتكيف مع التغير المناخي، ومناقشة أحدث التقنيات المستدامة والمبادرات في قطاع الفضاء، وتمويل برامج المناخ في مجال الفضاء، إلى جانب مناقشة الميثان والغازات الدفيئة.
وتستعرض وكالة الإمارات للفضاء العديد من برامجها ومبادراتها ومشروعاتها في قطاعي الفضاء والاستدامة، إلى جانب الإعلان عن المرحلة التشغيلية لمجمع البيانات الفضائية، والمشاركة في جلسات نقاشية رفيعة المستوى حول الفضاء والمناخ، إلى جانب عرض أطلس الخسائر والأضرار.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخ
تواجه الدببة القطبية وضعا حرجا يؤثر على بقائها وتكاثرها نتيجة للذوبان المستمر لجليد القطب الشمالي والآثار الأوسع لتغير المناخ، مما يهدد هذه الحيوانات النبيلة وبيئتها الطبيعية.
ففي قلب اتساع القطب الشمالي، الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من أي مكان آخر على كوكب الأرض تقف الدببة القطبية رمزا مؤثر للتحديات البيئية في عصرنا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما العلاقة بين البراكين والتغير المناخي؟list 2 of 2دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقعend of listتُعرف هذه المخلوقات المهيبة علميا باسم (Ursus maritimus)، وهي ليست مجرد الحيوانات المفترسة الرئيسية في القطب الشمالي فحسب، بل هي أيضا مكونات أساسية لنظامه البيئي الهش.
ففرْوُها الأبيض الظاهر، المكون من أنابيب شفافة مجوفة إلى جانب طبقة كبيرة من الدهن، يؤهلها بشكل رائع للبقاء على قيد الحياة في عالمها البارد. وذلك الفرو، يبدو أبيض اللون ولكنه شفاف في الواقع، يعكس الضوء المرئي، بينما جلدها الداكن يمتص أشعة الشمس لزيادة دفئها.
تتيح هذه التكيفات الطبيعية، ليس فقط الدفء في البرد القارس ولكن أيضا التمويه ضد الجليد والثلج، مما يجعل الدببة القطبية من الصيادين الذين لا مثيل لهم في القطب الشمالي.
حسب تقرير لموقع "إيرث دوت أورغ" (Earth.org) تعد الدببة القطبية أكبر أنواع الدببة على كوكب الأرض، تتفاوت أحجامها بشكل كبير في نطاقها، حيث يصل وزن الذكور عادة إلى نحو 680 كيلوغراما والإناث إلى حوالي 363 كيلوغراما.
إعلانوتنتشر هذه الدببة عبر 19 مجموعة فرعية مميزة في القطب الشمالي، وترتبط حياتها وبقاؤها على قيد الحياة ارتباطا وثيقا بالجليد البحري، حيث تعتمد عليه للوصول إلى فرائسها الرئيسية وهي الفقمات.
ويضعها ذلك الاعتماد الكامل على هذا النمط من التغذية في وضع غير موات بشكل خاص مع تغير المناخ العالمي، حيث تؤدي اتجاهات الاحتباس الحراري إلى انكماش الغطاء الجليدي البحري في القطب الشمالي بنسبة 14% تقريبا كل عقد، وذوبان الجليد البحري المبكّر وتأخر تكوينه كل عام.
وبالمقارنة مع متوسط الغطاء الجليدي البحري المسجل بين عامي 1981 و2010، فقدنا تقريبا نحو 1.2 مليون كيلومتر مربع من الجليد بين عامي 2011 و2021.
وبالنسبة للدببة القطبية لا يقتصر هذا التغيير على تقصير مواسم صيدها فحسب، بل يقلل أيضا من وصولها إلى الموارد الغذائية الأساسية، مما يؤثر سلبا على صحتها ومعدلات تكاثرها، وفي النهاية على بقائها، إذ تعتمد على الجليد البحري لاصطياد الفقمات والراحة والتكاثر.
مخاطر وتهديدات
وبسبب فقدان الجليد البحري، يتعين على الدببة القطبية السفر لمسافات أطول للبقاء مع الجليد المتراجع بسرعة، ولا توجد إمدادات غذائية كافية خلال فصل الشتاء، كما أن الجليد البحري بات يذوب الآن في وقت مبكر من الربيع ويتشكل في وقت متأخر من الخريف، مما يعني أنها ستتضور جوعا لفترة أطول خلال هذه الأشهر.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الدببة القطبية عالميا يتراوح بين 22 ألفا و31 ألفا، وهو رقم يثير الكثير من القلق نظرا للفقدان المُستمر والسريع لموائلها الجليدية البحرية والانخفاض الحاد في أعدادها.
وتُظهر إعادة تقييم حديثة أن هناك احتمالا كبيرا لانخفاض أعداد الدببة القطبية عالميا بأكثر من 30% خلال الـ35 إلى 40 عاما القادمة إذا بقي الوضع المناخي ونسبة ذوبان الجليد كما هو عليه.
إعلانويصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الدببة القطبية على أنها معرَضة للخطر، ويواجه مستقبلها خطرا داهما، ليس فقط بسبب تغير المناخ، بل أيضا بسبب تزايد احتمالية الصراعات بين البشر والدببة مع تجولها في مناطق أبعد بحثا عن الطعام، حيث تعاني من ندرة الغذاء بشكل ملحوظ في موئلها الأصلي.
وغالبا ما تبوء جهود هذه الدببة في إيجاد قوت يومها أو البحث عن النباتات أو التوت، أو السباحة بحثا عن الطعام بالفشل إلى حد كبير، مما يبرز التحديات الجسيمة التي تواجهها في بيئتها المتغيرة تلك. ويتفاقم الوضع بسبب عجز الدببة القطبية عن تناول الطعام أثناء السباحة، مما يزيد من صعوبة سعيها للبقاء على قيد الحياة.
وحتى ما ينجو من المجاعة من الدببة سيعاني من سوء تغذية حاد، وخاصة الإناث مع صغارها، وهو ما يؤدي إلى انخفاض معدلات التكاثر والانقراض في بعض المناطق. وقد وجد العلماء أن السبب الرئيسي لنفوق الدياسم (صغار الدببة) يكون إما لنقص الغذاء أو نقص الدهون لدى الأمهات المرضعات.
وإلى جانب فقدان الجليد البحري الحيوي، تشمل التهديدات الأخرى التي تواجهها هذه الأنواع التلوث البيئي، واستكشاف الموارد الأحفورية، حيث يشكل تطوير صناعة النفط في القطب الشمالي تهديدا واسعا، بدءا من الانسكابات النفطية وصولا إلى تدمير الموائل والصيد الجائر أحيانا.
مهدت اتفاقية الدب القطبي لعام 1973، التي وقّعتها دول القطب الشمالي، الطريق لتنسيق جهود البحث والمحافظة عبر الحدود. وتركز جهود اليوم بشكل أكبر على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وإدارة النشاط البشري في القطب الشمالي بطرق لا تفاقم التهديدات التي تواجهها أعداد الدببة القطبية.
وتعد مبادرات الحفاظ على البيئة، التي تهدف إلى الحفاظ على الدب القطبي مبادرات شاملة ودولية النطاق، وتشمل حماية الموائل، وإستراتيجيات التخفيف من تغير المناخ، والجهود الرامية إلى تقليل الصراعات بين الدببة القطبية والبشر، لكنها تواجه أيضا صعوبات في التطبيق.
إعلانوتمثل ظروف الدببة القطبية في ظل التغيرات المناخية تذكيرا قويا بترابط النظام البيئي العالمي والحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ. ومع استمرار تقلص جليد القطب الشمالي، وهو ما يتطلب تدابير الحفظ الاستباقية، والالتزام العالمي بخفض الانبعاثات، لتتمكن هذه المخلوقات المميزة من مواصلة ازدهارها في موطنها القطبي.