اختراع جلب لصاحبه المتاعب.. ما حكاية جاليليو مع التلسكوب؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أحدث العالم الإيطالي جاليليو جاليلي طفرة في علم الفلك في القرن السابع عشر، والتي غيَّرت فهمنا للكون ومكاننا فيه، وإلى الآن يحظى جاليليو بتقدير كبير ليس فقط بسبب أبحاثه الرائدة التي أجراها، ولكن بسبب براعته في تطوير أدواته البحثية، حيث أمس هو يوم ذكرى اختراع التلسكوب.
منذ عام 1621 نظر جاليليو إلى اختراع تلسكوب لينظره في إلى سماء ليكتشف أشياء تنسب فضلها إليه حتى الآن، ولكن لم يحظى جاليليو بالتقدير في حياته لاختراعاته، بل تمت محاكمته، بحسب ما ذكرته صحيفة «بريتانيكا» الموسوعة البريطانية.
أدى اختراع جاليليو للتلسكوب إلى محاكمته بسبب معارضة أفكاره للكتاب المقدس وفق كنيسة روما في القرن الـ17، إذ توصلت أبحاث جاليليو إلى أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس، لكن اعتبرت المؤسسة الكنسية التي كانت تؤمن بأن الأرض هي مركز الكون وبالتالي الشمس هي التي تدور حولها، بأن جاليليو قام بطعن الاعتقاد الكنسي وقتها، واتهمته بالهرطقة.
ولكن فيما بعد اعترفت الكنيسة بصحة أفكاره، وأهمية إسهاماته في الثروة العلمية ولقب بـ «أب العلوم الحديثة»، ولكن جاء ذلك بعد أن أجبر جاليليو على التراجع عن أقواله العلمية، إذ شهدت هذه الفترة محاكم التفتيش التي كانت تفرض عقوبات صارمة ومميتة لكل من يعارض الكنيسة.
وجاء نص ما قاله جاليليو في المحاكمة: «أنا المدعو جاليليو جاليلى، أقسم إننى آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما، وسأؤمن مستقبلا بكل تعاليمها وما تبشر به، وأعلن ندمي عن كل الأفكار والهرطقات التي أدليت بها مسبقا، وعن كل ما اقترفته فى حق الكنيسة، وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى، وأن أشهد أمام هذه الهيئة المقدسة ضد أي شخص يقترف فعل الهرطقة أو المساس بمعتقدات الكنيسة فور علمي بذلك».
وعلى الرغم من صعوبة ما قاله جاليليو وتراجعه عن كل ما يؤمن به، إلا أنه كان غير كاف لهيئة المحكمة، وتم الحكم عليه بالحبس المنزلي إلى أن فقد بصره وتوفى جاليليو فى 8 ديسمبر 1642.
تلسكوب جاليليوكان تلسكوب جاليليو أحدث ثورة في مجال الأبحاث الفلكية، فهو يُكبر الأشياء بمقدار 8 أضعاف حجمها الأصلي، ثم تم تحسينه وتطويره ليتمكن من تكبير الأشياء بمقدار 20 ضعف حجمها الأصلي، ويتكون التلسكوب من عدسة موضوعية محدبة و عدسة مقعرة موجودتين في أنبوب طويل، أو أسطوانة طويلة مجوفة.
على الرغم من أن مجال الرؤية ضيق جدا، لا يتجاوز نصف عرض القمر تقريبا استطاع جاليليو تأليف كتابه «رسالة فلكية Sidereus nuncius» وتسجيل العديد من استنتاجاته وأبحاثه بواسطة هذا التلسكوب.
والجدير بالذكر أن تلسكوب جاليليو معروض اليوم في متحف جاليليو بإيطاليا.
أهم اكتشافات جاليليو بالتلسكوبواستطاع جاليليو تسجيل عدد من الاكتشافات بالتلسكوب، وهي أن سطح القمر غير متساو وخشن ومليء بالتجاويف والنتوءات، وليس أملس ومصقولًا كما يبدو عند رؤيته عن بعد بالعين المجردة فقط.
اكتشف وجود 4 أقمار لكوكب المشتري توجد جميعها في خطٍ مستقيم، وتدور حوله كما يدور قمر الأرض حولها.
لاحظ أطوار كوكب الزهرة، واستطاع رؤيته أثناء تغيره من قرص ممتلئ إلى هلال.
لاحظ وجود مناطق مظلمة تبدو وكأنها تتحرك على سطح الشمس، والتي أصبحت تعرف باسم البقع الشمسية.
واكتشف أن مجرة درب التبانة تتكون من عدد لا حصر له من النجوم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التليسكوب
إقرأ أيضاً:
حكاية أطفال الأنابيب (٢)
يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم.
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.
SalehElshehry@