غزة : إلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تتجاهل حلفاءها؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
إعداد: نورس يكن | كريستين فاخر فخري | سارة عياش | توفيق مجيد 1 دقائق
تجددت الحرب في غزة وتغيرت نبرة الدول التي وقفت وتضامنت مع إسرائيل بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في أكتوبر. الإختلافات في المقاربة جاءت على لسان وزير الدفاع الأمركي لويد أوستن ونائب الرئيس كامالا هاريس الذين أعربا عن تحفظهما الكبير حيال الطريقة التي تشن فيها إسرائيل عملياتها العسكرية وما خلفته من ضحايا.
يمكن لإسرائيل أن تتجاهل الانتقادات الفرنسية ولكن هل يمكنها ان تتجاهل حليفها الأمريكي، هل يمكن لنتينياهو أن يجازف بالقتال وحيد رغم معارضة بقية دول العالم؟ ماذا عن خطر فقدان ثقة الرأي العام الإسرائيلي والعالمي؟
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة الغارات على غزة فلسطين إسرائيل الولايات المتحدة فرنسا فرنسا إسرائيل هجوم النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب بين حماس وإسرائيل الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
باحثة إسرائيلية: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين تتجاهل ارتباطهم العميق بأرضهم
شددت الباحثة الإسرائيلية نعومي نيومان، على أن أن الواقع الفلسطيني لا يتطابق مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير أهالي قطاع غزة، مؤكدة أن "الارتباط العميق للفلسطينيين بأرضهم لا يزال يشكل مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية".
وأوضحت نيومان، وهي زميلة زائرة في "معهد واشنطن"، أن رؤية ترامب التي استندت إلى اعتبارات اقتصادية بحتة، قوبلت بمعارضة واسعة من المجتمع الدولي والدول العربية، باستثناء إسرائيل، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى "نقل مليوني فلسطيني إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، وحتى إلى وجهات بعيدة كالمغرب وأرض الصومال"،
وأضافت في تقرير نشره موقع "معهد واشنطن"، أن "ترامب تصور غزة كـ’ريفييرا الشرق الأوسط’ حيث سيتم إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أكثر أمنا وجمالا".
وأضافت أن إدارة ترامب حاولت تقديم عملية التهجير على أنها "مؤقتة أو مرحلية"، حيث قال الرئيس الأمريكي "آمل أن نتمكن من القيام بشيء جيد لا يجعلهم يرغبون في العودة مرة أخرى”.
كما أشارت الباحثة الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية خططت للإشراف على مشروع "إعادة التأهيل"، بينما تتكفل دول أخرى بتمويله.
وأكدت الباحثة أن الفلسطينيين، بمختلف توجهاتهم السياسية، رفضوا الخطة بشدة، حيث اعتبرتها السلطة الفلسطينية "انتهاكا خطيراً للقانون الدولي"، وسارع رئيسها محمود عباس إلى "التنسيق مع مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة لبلورة موقف مشترك".
وفي السياق ذاته، شددت حركة حماس على أنها "لن تسمح بالتطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين من غزة"، وأشارت الباحثة إلى تصريح لعضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، قال فيه إن "الخطة تعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة، غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأشارت نيومان إلى أن الفلسطينيين في غزة استقبلوا الإعلان عن الخطة بمشاعر من الغضب والرفض، حيث قالت إحدى الشابات الغزاويات لوسائل الإعلام: "نحن لسنا بناية مهجورة يمكن لأحد أن يدعي ملكيتها. نحن شعب، نحن ننتمي إلى هذه الأرض".
كما تساءل آخرون بسخرية عن سبب عدم عرض ترامب الولايات المتحدة كوجهة للهجرة الفلسطينية، بينما اعتبر العديد من المعلقين الفلسطينيين أن الخطة تمثل محاولة جديدة لـ”نكبة ثانية”.
ولفتت الباحثة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية شهدت موجة من الغضب ضد ما اعتبره المستخدمون "مؤامرة أمريكية إسرائيلية لمحو هويتهم الوطنية".
وأوضحت الباحثة أن خطة ترامب لم تكن الأولى من نوعها، فقد سعت إسرائيل، منذ احتلال 1967، إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة بوسائل مختلفة، لكنها لم تنجح في ذلك إلا على نطاق محدود. وأضافت أن "إسرائيل حاولت منذ عقود دفع سكان غزة إلى الرحيل، عبر التضييق على فرص العمل وتقليص إمكانيات العيش الكريم".
وأشارت إلى أن هذه السياسات لم تنجح في تحقيق الهدف المنشود، إذ لم يغادر إلا عدد محدود من الفلسطينيين، رغم فتح الحدود في بعض الفترات.
وفيما يتعلق بالموقف العربي، أكدت نيومان أن الدول العربية رفضت الخطة لأنها "افتقرت إلى عنصرين جوهريين: ضمان إبقاء جزء من الفلسطينيين في غزة لإثبات إمكانية إعادة التأهيل دون تهجير السكان، وإدراج العملية ضمن مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضافت أن هذه الدول تحاول الآن "إظهار استعدادها للمساهمة من خلال تقديم مساعدات مالية ولوجستية، بل وحتى تشكيل قوة أمنية عربية مشتركة في غزة"، سعياً لحمل إدارة ترامب على "التخلي عن خطتها".
ولفتت الباحثة إلى أن "قطر وتركيا تبذلان جهودا لدمج حركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية"، لكنها استبعدت نجاح هذه المحاولات بسبب "غياب حوار مباشر بين فتح وحماس"، مرجحة أن يقتصر الاتفاق على "إطار عام مثل إنشاء لجنة مدنية تحت مظلة منظمة التحرير".
واختتمت الباحثة بالقول إن “رؤية ترامب لهجرة الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى ريفييرا اقتصادية قامت على منطق اقتصادي بحت"، لكنها تجاهلت حقيقة أن "الصمود الفلسطيني يظل عنصراً جوهرياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن "غياب خطة إسرائيلية واضحة لليوم التالي في غزة ساهم في خلق فراغ سياسي تستغله مختلف الأطراف".
وأضافت أن "إسرائيل، في حال نجحت في صياغة خطة واضحة، فستتمكن من تشكيل الوضع السياسي في المنطقة، مع فتح الباب لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية".