بريق الذهب يخفت كويتياً... هجمة مرتدّة على البيع يقابلها 70 في المئة ركوداً بالشراء
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
فيما سجلت أسعار الذهب في السوق العالمي رقماً قياسياً جديداً أمس الإثنين لليوم الثاني على التوالي، حيث لامست الأسعار الفورية 2100 دولار، قبل أن تتراجع لاحقاً إلى 2062.8 دولار للأوقية، يبدو أن المعدن الأصفر خفت بريقه محلياً، بعد أن سجلت مبيعاته تراجعاً يقارب 70 في المئة قياساً بالمستويات المتداولة لدى تجار التجزئة في أكتوبر الماضي.
وحسب تجار ذهب تواصلت معهم «الراي»، شهدت السوق المحلية تباطؤاً إضافياً في حركة المبيعات، بدأ يتنامى منذ بداية الشهر الماضي وتحديداً عندما كان غرام الذهب الواحد عيار 18 يتداول عند حاجز 17.1 دينار، وصولاً إلى 18.1 دينار في تعاملات أمس، وذلك دون رسم المصنعية، فيما كشفوا أن سوق الذهب شهدت أخيراً هجمة مرتدّة على البيع شملت جميع الأنواع من حلي ومجوهرات وسبائك مدفوعين بقناعة أنه الوقت المثالي للبيع.
وقالوا إن الإقبال اللافت في الأشهر الثلاثة الماضية في سوق الذهب المحلية كان نحو شراء السبائك وأكثرية المبيعات من هذه السلعة لوزن الـ100 غرام، فيما يُقبل على شراء سبيكة الألف غرام الذين لديهم مخصصات شرائية للذهب تتجاوز 20 ألف دينار، مشيرين إلى أن شراء السبائك يأتي بغرض الادخار الممزوج بالاستثمار، مدفوعاً بتزايد حالة التشاؤم الجيوسياسي الذي ضرب المنطقة أخيراً، وتحديداً منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي والتي اندلع إثرها عدوان إسرائيلي على غزة. ولحظ تجار الذهب في الكويت أخيراً أنه بعد بلوغه مستويات سعرية قياسية يصعب معها تحقيق هوامش ربحية مغرية، تباطأت تداولات سوق الذهب، فيما استمرت مشتريات هذه السوق موجهة من أصحاب فوائض الأموال نحو السبائك، حيث بلغ سعر سبيكة الذهب أمس وزن 100 غرام نحو 2.030 ألف دينار، والألف غرام 20.4 ألف مقابل تزايد مبيعات المجوهرات والحلي والسبائك بوتيرة أعلى كثيراً من الشراء.
وارتفعت أسعار المعدن الأصفر لشهرين متتاليين مع تعزيز الحرب الإسرائيلية على غزة الطلب على أصول الملاذ الآمن، في حين قدّمت توقعات خفض أسعار الفائدة المزيد من الدعم. ويميل الذهب إلى الأداء الجيد خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي بسبب مكانته كمخزن موثوق للقيمة، حيث يجنح المستثمرون والمدّخرون في التعقيدات السياسية والمشاكل المالية نحو الملاذات الاستثمارية الآمنة، وكان ذلك سبباً في تنشيط هذه السوق محلياً، والتي يتوقع أن تشهد دعماً متزايداً في الأسعار إذا توافرت عوامل رئيسية تدعم سوق الذهب عالمياً وفي مقدمتها تخفيضات أسعار الفائدة، وضعف الدولار وارتفاع مستويات التوتر الجيوسياسي.
وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى إضعاف الدولار، في حين أن ضعف الدولار يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين الدوليين، ما يؤدي إلى زيادة الطلب.
وبالنسبة لمشتريات الذهب العادية «الحلي»، قال التجار إنها باتت تضيق كثيراً منذ نحو شهر، وتشهد ركوداً، فيما ترتكز غالبية مبيعاتها المسجلة على مشتريات الأعراس، بخلاف سوق الهدايا الذي سجل تراجعاً ملموساً في الفترة الأخيرة كمّاً وكيفاً.
وأشاروا إلى أن سلوك المستهلك في سوق هدايا الذهب تحوّل في الفترة الأخيرة إلى انتقائي، ولم تعد كثافة الشراء حاضرة بقوة مثل السابق، وتحديداً عندما كان سعر الغرام يتداول عند حاجز 15 أو 16 ديناراً.
2200 دولار سعراً متوقعاً للذهب بنهاية 2024
قال رئيس إستراتيجية الأسواق وأبحاث الاقتصاد العالمي والأسواق في «UOB»، هينغ كون هاو: «التراجع المتوقع في كل من الدولار وأسعار الفائدة عبر 2024 المحرّك الإيجابي الرئيسي للذهب». وتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى 2200 دولار بنهاية 2024.
ويتوقع رئيس إستراتيجيات السلع في شركة «TD Securities»، بارت ميليك، أن يبلغ متوسط أسعار الذهب 2100 دولار في الربع الثاني من 2024، حيث تعمل مشتريات البنوك المركزية القوية كمحفّز رئيسي في تعزيز الأسعار.
ووفقاً لدراسة حديثة أجراها مجلس الذهب العالمي، فإن 24 في المئة من جميع البنوك المركزية تعتزم زيادة احتياطياتها من الذهب في الأشهر الـ12 المقبلة، مع تزايد تشاؤمها في شأن الدولار كأصل احتياطي.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: أسعار الفائدة سوق الذهب
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع بدفعة من تراجع الدولار وتزايد الطلب على الملاذ الآمن
"رويترز": ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بتراجع الدولار وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط مخاوف من حرب تجارية عالمية بينما يترقب المستثمرون مزيدا من المؤشرات للتكهن بموقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من أسعار الفائدة.
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2914 دولارا للأوقية (الأونصة) ، في حين صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2920.10 دولار.
وحوم مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى في أربعة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي، مما جعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة للمشترين في الخارج.
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى كابيتال.كوم "هناك مخاطر سلبية متزايدة على النمو، في حين تشكل السياسة الخارجية الأمريكية أيضا مصدرا للضبابية، مما يعزز جاذبية الذهب".
وأضاف "أعتقد أن مستوى 3000 دولار هو المستوى الذي سنتجاوزه قريبا، ربما في غضون الشهرين المقبلين على أقصى تقدير".
وأحجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التنبؤ بما إذا كانت الولايات المتحدة ربما تواجه ركودا وسط مخاوف سوق الأسهم بشأن ما فرضه من رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين بسبب مخدر الفنتانيل.
وتسببت قرارات الرسوم الجمركية المتغيرة في اضطراب بورصة وول ستريت حيث يقول المستثمرون إن الإجراءات المتخبطة من إدارة ترامب بالتراجع عن فرض رسوم على الشركاء التجاريين تسبب ارتباكا بدلا من استقرار الوضع.
وفرض ترامب رسوما جمركية جديدة بنسبة 25 بالمئة على الواردات من المكسيك وكندا يوم الثلاثاء الماضي إلى جانب رسوم جديدة على السلع الصينية.
وقرر لاحقا إعفاء الكثير من الواردات من المكسيك وبعضها من كندا من تلك الرسوم لمدة شهر، مما أوجد حالة من الضبابية في الأسواق وأثار مخاوف بشأن التضخم والنمو في الولايات المتحدة.
وشكلت الرسوم الجمركية مصدر قلق رئيسي للمستثمرين، إذ يعتقد الكثيرون أنها يمكن أن تضر بالنمو الاقتصادي وتكون تضخمية.
ويترقب المستثمرون الآن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين المقرر صدورها يوم الأربعاء وبيانات مؤشر أسعار المنتجين المتوقع صدورها يوم الخميس.
وينظر إلى الذهب باعتباره وسيلة للتحوط في أوقات الاضطرابات السياسية والتضخم، إلا أن بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول يقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 32.45 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 963.37 دولار، واستقر البلاديوم أيضا عند 948.64 دولار.