ديسمبر 4, 2023آخر تحديث: ديسمبر 4, 2023

رامي الشاعر

كاتب ومحلل سياسي

حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في  كلمة ألقاها في  منتدى ريغان للدفاع الوطني المنعقد في كاليفورنيا، إسرائيل من أنها قد تواجه “هزيمة استراتيجية” إذا لم تعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الجمعة الماضية، تجدد القتال بشكل رسمي، فيما تحدثت مصادر عن مقتل ما يزيد عن ألف شهيد، منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي.

وقد بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة حوالي 20 ألف أكثرهم من النساء والأطفال منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وأسفر الهجوم عن نزوح حوالي مليون ونصف من مواطني غزة  نحو جنوب القطاع.

أشك في أن تكون تصريحات الوزير الأمريكي هي “استفاقة” أو “استيقاظ  لضمير الكاوبوي الأمريكي”، إلا أنها، وفي الوقت نفسه تطرح سؤالا واضحاً أمام المجتمع الدولي: من المسؤول إذن عن مقتل هؤلاء الـ 20 ألف إنسان أكثرهم من الأطفال والنساء؟ من يدفع فاتورة الشهداء؟!

إنها جريمة تقع في القرن الحادي والعشرين، على مرأى ومسمع  من جميع الكاميرات والمراسلين والمراقبين والمحللين والخبراء والسياسيين والقادة والزعماء ورؤساء الوزراء والوزراء والعالم أجمع. تصفية عرقية لمدنيين عزل، وإبادة جماعية تقليدية وفقا لتعريف القانون الدولي، ولا يمكن توصيفها بغير ذلك. وتصريحات وزير الدفاع الأمريكي  ليست سوى تهرب من مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية ألمشاركة بالتدريب والتمويل والإمداد بالأسلحة والذخيرة والدعم المستمر بـ “الفيتو” الأمريكي على جميع القرارات المنصفة للشعب الفلسطيني، والاستمرار في مخطط تهجير الشعب الفلسطيني كاملاً من فلسطين، وهو ما يعيد  إلى الذاكرة ما نشرته صحيفة الدستور الأردنية على صفحتها الرئيسية في 11 آذار عام 1970 بمانشيت “بدء تفريغ قطاع غزة من السكان”، حول مخطط إسرائيلي لتهجير 200 ألف فلسطيني من قطاع غزة، فما أشبه اليوم بالبارحة.

إن تصريح الوزير الأمريكي يدل على خلاف ما بين العسكريين الأمريكيين  والإدارة الأمريكية، ولا أظن أن تصريحاً على هذا القدر من الخطورة يمكن أن يصدر عن مسؤول رفيع كهذا دون أن يكون هناك خلاف في وجهات النظر بين العسكريين، الذين يرون الوضع بموضوعية وحسابات باردة، وبين السياسيين المرتبطين بمصالح وتوازنات وعلاقات مع اللوبي الصهيوني  داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما على أعتاب عام الانتخابات الرئاسية، ومع المؤسسات الاقتصادية والإعلامية التي تديرها مجموعات قريبة من الأوساط الصهيونية حول العالم.

على صعيد آخر، اعترف المستشار السابق لمكتب زيلينسكي، أليكسي  أريستوفيتش بخطأ حسابات القيادة السياسية في وقف مفاوضات السلام بإسطنبول مارس 2022، حيث قال: “لقد كنت عضواً في فريق التفاوض بإسطنبول، وحتى الآن لا أعرف كيف حدث وقررنا وقف المفاوضات”، مشيراً إلى أن شروط هذه المفاوضات كانت “جيدة جداً” على حد تعبيره، وقد جاءت تعليمات  وقف التفاوض من واشنطن، من نفس الجهات الأمريكية التي فرضت على ألمانيا وفرنسا عدم إحراز أي تقدم بخصوص اتفاقيات مينسك الخاصة بالأزمة الأوكرانية، والمماطلة لكسب الوقت لتعزيز خطة “الناتو” ضد روسيا.

وأضاف أريستوفيتش: “الآن أين (الناتو)؟ هل يقبلنا أم لا؟ وهل  سيقبلنا بالأساس؟ لكن الآن، وإذا ما كنا قبلنا بالتفاوض، لكان 200-300 ألف جندي أوكرانيا لا زالوا على قيد الحياة”.

الآن يفيق أريستوفيتش، وتفيق بعض القيادات الأوكرانية إزاء ما ارتكبوه من جرم، باختيارهم أن يكونوا “رأس حربة” لـ “الناتو” ضد روسيا، وأن يكونوا “معول هدم” لروسيا. الآن يفيقون بعد ضياع ما يقول إنهم “200-300 ألف جندي”، فيما تقول التقديرات أنهم ربما ضعف هذا الرقم، حيث تدل بعض المؤشرات والتقديرات على أنه إذا استمر الوضع  في أوكرانيا على هذا المسار، فبنهاية العام القادم لن يتبقى في أوكرانيا رجال يصلحون للخدمة العسكرية.

في نفس السياق، يتهم أريستوفيتش وآخرون في أوكرانيا الغرب  بـ “التخلي عن أوكرانيا”، فيما يقول إعلامي مرموق إن الغرب “قد لا يرغب في خسارة أوكرانيا الحرب، إلا أنه، وفي الوقت نفسه، لا يريد أن تخسر روسيا”، ولهذا السبب، وفقا له، لا يمد أوكرانيا بالأسلحة الكافية، في الوقت المناسب. بعد كل هذا التمويل والدعم بالأموال والمعدات  والذخيرة، “لا يفعل الغرب ما يكفي لانتصار أوكرانيا”.

الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ يقول على الجانب الآخر  إن الدول الأوروبية تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة، ولا يمكنها توسيع إنتاج الأسلحة لتلبية احتياجات أوكرانيا، ويدعو إلى إيجاد حل لمشكلة تشتت صناعات الدفاع الأوروبية. ويعترف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن الاتحاد الأوروبي لن يتمكن من الوفاء بوعده لنظام كييف في الوقت المحدد، بعد أن كان وزراء الخارجية والدفاع بدول الاتحاد قد اتفقوا على خطة تنص على توريد مليون ذخيرة إلى أوكرانيا بحلول مارس 2024. (تمكن الاتحاد من نقل 300 ألف قذيفة فقط).

إن هذه التصريحات من المسؤولين رفيعي المستوى في البنتاغون والناتو هي إعلان واضح عن بداية وقف الولايات المتحدة والناتو عن تزويد إسرائيل وأوكرانيا بالدعم العسكري، وهو ما يشي بنهاية القيادات في البلدين وعجزهم عن الاستمرار في سياساتهم الإجرامية، بعد أن عاث نظام كييف في دونباس وحكومة نتنياهو المتطرفة في غزة فساداً وإجراماً.

وأعتقد أن تلك هي بداية الانفراج للبدء في مرحلة جديدة في أجواء العلاقات الدولية التي قد توقظ الحدود الدنيا من الضمير الإنساني.

إن هزيمة إسرائيل الاستراتيجية واضحة المعالم، فلا يمكن أن تستمر تلك الآلة اللاإنسانية في تحدي العالم أجمع وتقتل الأطفال والنساء بهذه البشاعة والوحشية، ولا يمكن أن يمر كل هذا دون حساب، في الوقت الذي تصنف فيه أغلبية شعوب العالم نتنياهو اليوم بمجرم الحرب قاتل الأطفال والنساء، وهو ما ينطبق وسينطبق على كل حاكم يتجاهل  تحذيرات وزير الدفاع الأمريكي.

إن نتيجة المواجهات الإسرائيلية والهجوم الأوكراني المضاد  أصبحت واضحة للجميع، وقد خسرت إسرائيل كما خسرت أوكرانيا، وتبين للجميع خواء المضمون السياسي لكل من زيلينسكي ونتنياهو على حد سواء. وكل ما سعى إليه زيلينسكي للإطاحة بـ “نظام بوتين”، ويسعى إليه نتنياهو لـ “تدمير حماس” ليس سوى تقديرات سياسية رديئة مبنية على معلومات  مضللة من أجهزة استخبارات فاشلة تعجز عن رؤية الحقائق على الأرض.

أما من يدفع الثمن، فهم عشرات ومئات الآلاف ممن يساقون إلى  المذبح باسم “القضايا الكبرى” من قبل قيادات سياسية فاشلة، تريد حل مشكلاتها الداخلية، والوصول إلى مصالحها السياسية الضيقة، على جثث الأبرياء والمخلصين، وعلى حساب الكراهية والغل والحقد بين الشعوب.

لقد ضربت دولة الاحتلال، ولا زالت، جميع المواثيق الدولية  وقرارات ونصوص القانون الدولي الإنساني بعرض الحائط، وهو ما يلزم جميع الدول والمنظمات الدولية ونشطاء حقوق الإنسان بالعمل على تطبيق آليات المحاسبة الدولية بحق الجرائم التي اقترفها الاحتلال في اعتدائه الأخير الغاشم والإجرامي، بدءا من المادة 18 من اتفاقية جنيف  لعام 1948 التي تمنع “الهجوم على المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى”، ومرورا بجريمة الإخلاء أو الإبعاد القسري للسكان المدنيين سواء كان دائماً أو مؤقتاً، والذي وصفته اتفاقيات جنيف الأربع في البروتوكولين الإضافيين لعام 1977 بأنه جريمة حرب، وانتهاء بما وصفته محكمة العدل الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة تحت بند “الجرائم المرتكبة بحق مجموعة عرقية” بأنه “إبادة جماعية”.

سيحاسب التاريخ كل هؤلاء، وسيحصل كلاً على ما يستحقه، ولن يمر مقتل كل هؤلاء مرور الكرام. وسوف يلطخ اسم نتنياهو وزيلينسكي بكل عار وخزي جراء ما اقترفوه في حق شعوبهم قبل أعدائهم. إلا أنه يتعين علينا قبل ذلك، ويتطلب منا بشأن تصريح وزير الدفاع الأمريكي، كصحفيين ومحللين وسفراء ورؤساء وأمراء وملوك الدول، البدء فوراً بحملة للمطالبة بمحاسبة قتلة الأطفال الفلسطينيين والنساء الفلسطينيات بدم بارد.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: وزیر الدفاع الأمریکی فی الوقت قطاع غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

تامر عبدالمنعم بعد رئاسة الفنون الشعبية: مش جاي آخد اللقطة.. ووضعت يدي على الأمور التي تهدر الوقت والمال العام

كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار: - "لو غيرت المديرين الدنيا هتفرط.. ومش هافتح عرض إلا بعد حجز 170 تذكرة مش 6"
- "أنا جاي اكسب.. ولو عملت عرض وفشل محدش هيسمي عليا"
- "أقسم بالله العظيم دخلة البالون زي القبر.. والكافيتريا شبه مراكز الشباب بالمحافظات الحدودية"
- "عندي وزير فريش وداعم للتجربة لازم نستفيد منه ونخطط صح"
-السيرك القومي ناجح بكل المقاييس ولو فتح في أي مكان سينجح.. وأتمنى البيت الفني كله يحقق إيرادات مثله
- دخلنا زمن العولمة والذكاء الاصطناعي ومفهوم الفنون الشعبية يجب أن يتطور

أسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد تولي الفنان تامر عبدالمنعم، رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، - الذي وصفه الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بأنه مروض أسودـ، فهذا المكان متخم بالمشاكل المزمنة التي تحتاج إلى تعامل خاص معها، وفقاً لطبيعته وإمكانياته وأسلوب العاملين به، من هنا كان غريبا أن يتولى أموره فنان سينمائي، من خارج حقل الفنون الشعبية، فكيف سيتعامل مع هذا الواقع الشائك، وما هي خطته لإدارة الأمور، هل سيقتحم المعوقات ويذللها، أم سيسعى لإمساك منتصف العصا حتى لا يستعدي أحدا على تجربته الوليدة؟.. من هنا يأتي هذا الحوار، باعتباره إبحارا في عقل رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الجديد، والذي جاءت إجاباته جريئة وعفوية وكاشفة.

كانت عقارب الساعة تشير إلى تمام الساعة الخامسة، عندما حان موعد إجراء هذا الحوار في قصر السينما، وكان أول سؤال، حول سر اختيار هذا المكان لإجراء حوار عن الفنون الشعبية في موقع زاخر بمقتنيات سينمائية تراثية، فأجاب تامر قائلاً: لقد توليت رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية بجوار عملي وهذا المكان عزيز علي، فضلا عن أن مسرح البالون مكان فني تواجدي فيه يكون إما لإجراء بروفات أو حضور عرض فني، وليس مكتبا للعمل، ولذا رأيت أنه من الأنسب إجراء الحوار هنا.

سألته، ألم تقلق أو تتردد من اختيارك لإدارة البيت الفني، فقال: "أنا مباقلقش"، ولم أخشى قبول هذا المنصب لأنني أعشق التحديات ولا أحب المهام السهلة، وفي الحقيقة فإنني وجدت 85% مما قيل عن العاملين في البيت الفني غير حقيقي، وكلام "طفش"، وظللت أدرس ملفات البيت الفني بالكامل نحو شهرين ونصف، قبل أن أتولى منصبي الحالي.

وأضاف لمصراوي: وجدت في هذا المكان فنانين كبار على قدر عال من الموهبة، ووجدت عددا من الأماكن والمواقع تحتاج إلى رفع كفاءة.

وأكمل: أول شيء لفت نظري أن السيرك القومي يحقق إيرادات عالية جدا، وبالورقة والقلم هو مكان ناجح بكل المقاييس، صحيح أن هناك مشاكل داخلية وإدارية لكن يمكن حلها بسهولة.

وواصل: السيرك القومي إذا فتح في أي مكان سيحقق إيرادات كبيرة جدا، وهذا أعتبره مشروعاً استثماريا مثاليا، وبه فنانون جيدون جدا ويعرضون أنفسهم لمخاطر كبيرة جدا، فمن يستطيع أن يقف بجوار أسد أو يستطيع المشي على حبل معلق أعلى حلبة السيرك.

"وزير فريش"..

وحول خطته أكد عبد المنعم، أن أول شيء سيقوم به هو رفع كفاءة المسارح التي يعمل بها، ومحاولة صنع جذور للفرق الفنية مثل فرقة رضا الاستعراضية والفرقة القومية الاستعراضية والسيرك القومي بإنشاء مدارس لهذه الفرق العريقة، لأنه لا يعقل أن يكون أقل راقص لديه 36 عاما، كما يجب أن يتم الاستفادة من الكفاءات الكبيرة الموجودة وعلى رأسهم الفنانة العالمية فريدة فهمي.

وأكد أنه يجب أن يتم استثمار البيت ماديا بشكل جيد دون المساس بثوابته، وهناك مليون طريقة يتم بها ذلك ولكن قبل أن نفعل ذلك يجب أن نرفع كفاءة البنية التحتية والفنانون العاملون في المكان، وفق رؤية شاملة وجديدة تتضمن تطوير مفهوم الفنون الشعبية نفسه.
وأضاف عبد المنعم: يجب بعد أن تتجه عيوننا إلى الغرب عبر البحر المتوسط، أن نتجه شرقا ناحية البحر الأحمر وندرس التعاون مع دول مثل السعودية والإمارات وسلطنة عمان وقطر وغيرها، كما يجب أن نتجه إلى عمق القارة الإفريقية لأن لديهم رقصات شعبية مختلفة ومبهرة أيضا، وذلك يتم بنظرة كلية تراعي هوية البيت الفني ومتطلبات المرحلة، ولا يجب أن نتوقف عند النجاح الذي حققته الفرق في الماضي.

وأكمل رئيس الفنون الشعبية: "مش جاي أخد اللقطة، أنا خدت لقطات كتيرة أوي، لكن جاي أضيف لمكان عنده إمكانيات كبيرة جدا، وميزانيات نقدر نستغلها بشكل جيد، وعندي وزير فريش جدا وداعم للتجربة لو لم أستفد من هذه المعطيات وأطور الفرق الفنية فلا أستحق أن أكون هنا".
واستطرد: "يا راجل أنا رحت لقيت صور على مسرح البالون الشمس كلتها، كما وجدت صورا لفرقة رضا فقط، أين بقية الفرق؟ مش لازم تموت علشان نحط لها صور، بالعكس لازم نخلق انتماء للفرق دي لأنهم بيستمدوا روح فرقة رضا والنجاح العظيم الذي حققه الفنانين محمود رضا وعلي رضا في الخمسينيات من القرن الماضي، ومنذ أسبوع فقط بدأت عملي في هذا المكان ووضعت يدي على الأمور التي تهدر الوقت وتهدر المال العام".

رفع كفاءة المسارح..

وتابع عبدالمنعم: عندما رأيت قاعه صلاح جاهين وجدتها سيئة جدا وأنا كفنان لا يمكن أن أعرض على خشبة هذه القاعة، كما أن مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية وهو مسرح مهم جدا، ويحقق إيرادات عالية جدا في جميع عروضه نظرا لمكانه الرائع لا يعمل إلا ثلاثة أشهر فقط في الصيف ويغلق باقي العام، المنطق هنا يحتم علي رفع كفاءة هذه المسارح لأعمل طوال العام، مضيفا: علينا أن نعلم أن هناك عامل آخر وهو أنه يجب أن يعمل الجميع في البيت الفني مثلما يعمل السيرك القومي الذي يحقق إيرادات منقطعة النظير في جمصة، وفي كل موقع يقدم عروضه فيه لأنه يقدم عروضا جبارة تحقق الإقبال الجماهيري، وهو يحتاج بعض "التظبيطات"، ولن تأخذ وقتا حتى ننتهي منها.

سيرك مايو..

وحول مستجدات إقامة مسرح وسيرك جديد، في مدينة 15 مايو قال عبدالمنعم: لا أعرف سر اختيار هذا المكان تحديداً لإقامة السيرك والمسرح، إذا كانت الدولة تذهب إلى المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين وزايد والتجمع، ولذا فإن لدي مشكلة نفسية بسبب هذا الموقع.
وتساءل عبدالمنعم: هل كان الاختيار صحيحا منذ سنوات مضت؟ وهل من المنطقي إنفاق كل هذه الملايين على هذا الموقع؟ وما سر التأخير في إنشاء المسرح منذ سنوات طويلة وإلى الآن؟
وأضاف عبدالمنعم: كل هذه الأسئلة وغيرها تجعل من إنشاء سيرك في مدينة مايو علامة استفهام كبيرة بالنسبة لي.

كافيتريا أم غرزة؟

ووصف عبدالمنعم، كافيتريا مسرح البالون بأنها أشبه بكافيتريا مراكز الشباب في منطقة نائية بإحدى المحافظات الحدودية، وهذه الكافيتريا لا تليق بتاريخ ولا بمستوى بيت الاستعراض في مصر، رغم أن كافيتريا السيرك القومي أفضل منها كثيرا ومكان محترم للجمهور فلماذا لا نقوم بتطويرها الفترة المقبلة.
وأضاف: هناك فارق بين الغرزة وبين الكافتيريا، وفارق بين المتحف وبين القبر، "أقسم بالله العظيم دخلة البالون زي القبر"، هذا المكان له تاريخ عريق لو هضمت تاريخه وفهمته، وخططت جيدا لمستقبله، ستعرف كيف تدير هذا المكان بكفاءة منقطعة النظير.

تغيير نمط الإنتاج..

وأكد رئيس البيت الفني للفنون الشعبية أن خطته الفنية تعتمد على الكيف وليس الكم.
وتساءل عبدالمنعم: لماذا أنتج هذا الكم من الأعمال المسرحية وبجواري البيت الفني للمسرح معني بإنتاج مثل هذه العروض؟
وأضاف عبدالمنعم: من هنا سوف أعتمد على إنتاج عروض مبهرة تتوافق مع هوية البيت الفني للفنون الشعبية، وتحقق نجاحا جماهيريا واستثمارا ماليا، مؤكدا أن عرض "مش روميو وجولييت" للمخرج عصام السيد تعرض على المسرح القومي، تتوافق تماما مع هوية البيت لأنها تعد أوبرا شعبية، وعرض غنائي استعراضي.
وأكمل: أنا رجل "بتاع إنتاج يعني صرفت كام وجبت كام"، وأيضا أنا جئت من قصور الثقافة التي تقدم أعمالها بشكل خدمي ومجاني، وما أفهمه أنه طالما لدي شباك تذاكر فالمسرح يهدف للربح، إلا في بعض المناسبات الوطنية مثل نصر أكتوبر الذي نقدم من خلاله عرض للفنان علي الحجار، على عكس حفلة يمكن تقديمها في رأس السنة، وهذه يمكن أن نكسب منها "كويس جدا".

عروض أجنبية..

وتساءل عبد المنعم متى يستقبل مسرح البالون عرض أجنبي مثل شبح الأوبرا وهو لا يقل كفاءة عن أي مسرح أجنبي إذا تم رفع كفاءته بالشكل اللائق، ولماذا يظل التفكير دائما في الفنون الشعبيه باعتبارها المزمار والتنورة فقط؟ وهذا فقط نوع واحد من أنواع الفنون الشعبية والاستعراضية فأين باقي الأنواع وقد أصبحنا في زمن العولمة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وهذه تقنيات حديثة جدا يجب علينا أن نواكبها، وقد نجحنا وكنا روادا في فترة من الفترات علينا أن نستكمل المسيرة وفق المعطيات الجديدة.

مهرجان دولي..

وحول إقامة مهرجان دولي للفنون الشعبية قال عبدالمنعم: إذا أردت إنشاء مهرجان كهذا فسيكون موقعه الصحيح في مدينه الأقصر وهي واحدة من أهم 10 مدن سياحية في العالم وبها نحو ثلث آثار العالم وبها أقيم أهم استعراض فني سينمائي وهو "الأقصر بلدنا"، ويمكن أن يتم تسويق هذا المهرجان سياحيا بشكل فعال وعلى هامشه يتم بيع اكسسوارات وأزياء فرقة رضا والعصا وغيرها.

إهدار مال عام..

لابد من تطوير شامل لمفهوم الفنون الشعبية والاستعراضية ورفع كفاءه البنية التحتية والاستغلال الجيد للميزانية وهي ميزانية تكفي وزيادة، ولكن تحتاج لتخطيط جيد وإنتاج رشيد، وكثيرا ما أسمع جملة مثل: "أنا مسرحيتي جابت مليون جنيه"، وأتساءل أمام هذا المليون جنيه كم أنفقت على إنتاجها؟ وفي الحقيقة يمكن أن أنفق على مسرحية واحدة 3 مليون جنيه، وتحقق إيرادات 10 مليون جنيه، بينما يمكن أن أنفق على مسرحية 400 ألف جنيه، ولا تحقق سوى 2000 جنيه، وما أكثر هذه الأعمال في هذا البيت الفني، "وكل ده عشان عايز تفرح وتعزم ابن خالتك"، وهذا أعتبره إهدار للمال العام، ولهذا سوف ألغي فكرة تشغيل المسرح بحجز ست تذاكر فقط، وسأفعل مثل كل المسارح في العالم، ولن أفتح العرض إلا بعد حجز نسبة 20% من مقاعد المسرح، وإذا كان مسرح البالون 865 كرسي فيجب أن يكون لدي 170 تذكرة في متوسط 100 جنيه، لأن هناك فارق كبير بين قصور الثقافه وبين مسرح البالون، وإذا كان لدي شباك تذاكر سعر التذكرة 200 جنيه، فهذا معناه "أنا جاي اكسب ولو عملت عرض وفشل محدش هيسمي عليا، وبرضو محدش مغسل وضامن جنة، ممكن تعمل مسرحية كبيرة وفيها نجوم وتسقط"، وليس معنى نجاح أول عشرة أيام أن يستمر العرض، فالتخطيط الجيد أساس كل نجاح وأنا أعرف جيدا متى أوقف العرض، ومتى أعرض في الإسكندرية أو جمصة أو يتجول في المحافظات، ومتى أذهب بالعرض إلى حلايب وشلاتين، لأقدم لهم رقص شعبي يتناسب معهم.

وواصل: يجب أن تعمل الفرق في البالون مع نجوم كبيرة، مثل العرض الذي نقدمه احتفالا بنصر أكتوبر، فالفنان الكبير علي الحجار يعمل مع فرق رضا، والاستعراضية، وأنغام الشباب، وتحت 18 والموسيقى الشعبية، والنتيجة أنه تم حجز 40% من تذاكر المسرح، قبل أن يبدأ العرض، ولذا أريد فرصة حتى رأس السنة، يتم خلالها رفع كفاءة البنية التحتية وإعادة هيكلة الفرق الفنية، ثم نبحث موضوع الإنتاج من العام الجديد، ولك أن تتخيل أن كفاءة الصوت عندي في مسرح البالون لا تصلح أن تغني عليها فرقة هواه، فما بالك بكبار النجوم مثل علي الحجار، هل هذا يليق بمسرح كبير مثل البالون يحظى بإقبال جماهيري كبير وله موقع متميز للغاية؟!

تغييرات..

وحول تغيير مديري الفرق الفنية، قال عبدالمنعم: لا أفكر في تغيير مديري الفرق في هذا الوقت ويجب أن أحكم عليهم خلال الفترة المقبلة من واقع عملهم على الأرض، وكل مدير منهم يأخذ فرصة واثنين وثلاثة، ثم لا يلوم إلا نفسه، فمديرو الفرق هم أعمدة المكان، و"الدنيا هتفرط أكتر ماهي فارطة لو تم تغييرهم بشكل مفاجئ"، وفي كل الأحوال يجب أن يتم اختيار مدير الفرقة بشكل علمي، وأنا ليس لدي أي مواقف مستقبة من أحد فيهم، والفيصل بيننا هو العمل من خلال رؤيتي الجديدة ولابد أن أحكم بعيني على عملهم.

مقالات مشابهة

  • تامر عبدالمنعم بعد رئاسة الفنون الشعبية: مش جاي آخد اللقطة.. ووضعت يدي على الأمور التي تهدر الوقت والمال العام
  • إعلام إسرائيلي: البيت الأبيض يخشى من تأثر سعر النفط بالهجوم على منشآت إيرانية
  • حظك اليوم السبت| توقعات الأبراج الترابية.. وقت العلاقات الرومانسية
  • البيت الأبيض يصف الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل بـ"اليوم الأليم"
  • أكسيوس: البيت الأبيض يحاول الاستفادة من الضربة الإسرائيلية ضد حزب الله للدفع باتجاه انتخاب رئيس لبناني جديد في الأيام المقبلة
  • البنتاغون يعلق على مشاركته في إسقاط الصواريخ الروسية فوق أوكرانيا
  • البيت الأبيض مطبخ القرار الأميركي
  • لبنان.. جيش الاحتلال يقصف "الباشورة" بالفوسفور الأبيض المُحرَّم دوليا
  • البيت الأبيض يعزي أسرة مقيم قُتل في لبنان بغارة
  • البيت الأبيض: بايدن وزعماء مجموعة السبع ناقشوا فرض عقوبات جديدة على طهران