ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هناك بعض الناس عندما يدخل المسجد يصلي سنة الفجر بعد إقامة الصلاة لأنه يعلم أن الإمام يطيل في الركعة الأولى؛ فما حكم ذلك؟

ما السر في ذكر الصلاة الإبراهيمية في التشهد؟ دار الإفتاء توضح أفضل تطبيقات تذكير الصلاة المجانية.. حملها فورا

وقالت دار الإفتاء، في فتوى لها، إن مِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.

قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.

وذكرت أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".

وأوضحت، أن هذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في "بدائع الصنائع" لعلاء الدين الكاساني الحنفي (1/ 284، ط. دار الكتب العلمية)، و"مواهب الجليل" للإمام الحطاب المالكي (2/ 66-67، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي (4/ 7، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (2/ 93، ط. مكتبة القاهرة).

أما بخصوص مَن دخل المسجد لِصلاة الفجر وقد أقيمتِ الفريضة ولم يصلِّ سنة الفجر؛ فقد اختلف الفقهاء في دخوله مع الإمام للفريضة وأدائه سنة الفجر بعدها أو أدائه السُّنَّة قبل الفريضة.

وذهب الحنفية إلى أنه إذا خشي فوات الركعة الأولى وإتمام الركعة الثانية مع الإمام صلى السُّنَّة، وأما إن خشي فوات الركعتين معًا دخل مع الإمام.

قال برهان الدين المرغيناني في "الهداية" (1/ 71، ط. إحياء التراث): [(ومَن انتهى إلى الإمام في صلاة الفجر وهو لم يصل ركعتي الفجر، إن خشي أن تفوته ركعة ويدرك الأخرى: يصلي ركعتي الفجر عند باب المسجد ثم يدخل)؛ لأنه أمكنه الجمع بين الفضيلتين، (وإن خشي فوتهما: دخل مع الإمام)؛ لأن ثواب الجماعة أعظم، والوعيد بالترك ألزم] اهـ.

وقال الإمام الزيلعي في "تبيين الحقائق" (1/ 182، ط. الأميرية): [قال رحمه الله: (ومن خاف فوات الفجر إن أدى سنته ائتم وتركها)؛ لأن ثواب الجماعة أعظم والوعيد بتركها ألزم، فكان إحراز فضيلتها أولى. قال رحمه الله: (وإلا لا) أي: وإن لم يخش أن تفوته الركعتان إلى أن يصلي سنة الفجر فإن كان يرجو أن يدرك إحداهما لا يتركها؛ لأنه أمكنه الجمع بين الفضيلتين وهذا لأن إدراك الركعة كإدراك الجميع] اهـ.

وذهب المالكية إلى أنه إذا دخل المسجد وقد أقيمتِ الفريضة، فلا يصلي السُّنَّة، أما إذا كان خارج المسجد أو كان الإمام في الصلاة، فإن لم يخش فوات الركعة الثانية: صلى السُّنَّة، وإلا فلا.

قال الشيخ الدردير في "الشرح الصغير" (1/ 409، ط. دار المعارف) [(وإن أقيمت الصبح)، أي: صلاته، بأن شرع المقيم في الإقامة ولم يكن شخص صلى الفجر (وهو بمسجد) أو رحبته (تركها) وجوبًا ودخل مع الإمام في الصبح وقضاها بعد حل النافلة للزوال، (و) إن أقيمت الصبح وهو (خارجه)، أي: وخارج رحبته أيضًا (ركعها) خارجه (إن لم يخش) بصلاتها (فوات ركعة) من الصبح مع الإمام] اهـ.

وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه إذا أقيمت الصلاة، فإنه يدخل مع الإمام في الصلاة، سواء خشي فوات الركعة الأولى أم لا.

قال الإمام الجويني الشافعي في "نهاية المطلب" (2/ 342، ط. دار المنهاج): [المسبوق إذا دخل المسجد وصادف الإمام في فريضة الصبح، فلا ينبغي أن يشتغل بالسُّنَّة، بل يبادر الاقتداء بالإمام في الفريضة، ثم إذا فرغ منها، فليتدارك السُّنَّة] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (1/ 329): [وإذا أقيمت الصلاة، لم يشتغل عنها بنافلة، سواء خشي فوات الركعة الأولى أم لم يخش] اهـ.

وأشارت إلى أن المختار للفتوى: مشروعية الدخول في صلاة الفجر متى أقيمت الصلاة المفروضة، سواء خشي فوات الركعة الأولى أم لا؛ وذلك لما أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح" من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ».

ولما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يُرَغِّبُ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ حَتَّى قَالَ: «وَلَوْ رَكْعَةً»، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي وَالصَّلَاةُ تُقَامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَصَلَاتَانِ مَعًا؟» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير".
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المسجد إقامة الصلاة الركعة الإمام دار الإفتاء قال الإمام الإمام فی وآله و س ل سنة الفجر ال ف ج ر إلى أن الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 في القاهرة والمحافظات

يحرص عدد كبير من المسلمين بشكل مستمر على أداء فرائض الصلاة في وقتها المحدد، لتجنب تجميع الصلوات أو تفويت أحدهم، لذلك يرغبون في معرفة مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر 2024.

وترصد «الأسبوع»، لقرائها في السطور التالية، مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 في القاهرة والمحافظات، وذلك ضمن خدمة إخبارية شاملة تقدمها لزوارها في عدد كبير من الموضوعات المختلفة والمتنوعة على مدار الساعة، وللمتابعة اضغط هنـــــــــــا.

مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة اليوم في القاهرة

- موعد صلاة الفجر: 4:51 ص.

- موعد صلاة الظهر: 11:40م.

- موعد صلاة العصر: 2:38 م.

- موعد صلاة المغرب: 4:58م.

- موعد صلاة العشاء: 6:19م.

مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة اليوم في الجيزة

- موعد صلاة الفجر: 4:53 ص.

- موعد صلاة الظهر: 11:41م.

- موعد صلاة العصر: 2:39 م.

- موعد صلاة المغرب: 4:59م.

- موعد صلاة العشاء: 6:20م.

مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة اليوم في الإسكندرية

- موعد صلاة الفجر: 4:58 ص.

- موعد صلاة الظهر: 11:45م.

- موعد صلاة العصر: 2:41 م.

- موعد صلاة المغرب: 5:02م.

- موعد صلاة العشاء: 6:23م.

مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة اليوم في أسيوط

- موعد صلاة الفجر: 4:50 ص.

- موعد صلاة الظهر: 11:42م.

- موعد صلاة العصر: 2:44 م.

- موعد صلاة المغرب: 5:05م.

- موعد صلاة العشاء: 6:23م.

مواقيت الصلاة اليوم في أسوان

- موعد صلاة الفجر: 5:15 ص.

- موعد صلاة الظهر: 12:09م.

- موعد صلاة العصر: 3:16 م.

- موعد صلاة المغرب: 5:38م.

- موعد صلاة العشاء: 6:54م.

اقرأ أيضاًمواقيت الصلاة يوم السبت 16 نوفمبر 2024 في مدن ومحافظات الجمهورية

مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 في المدن والعواصم العربية

مقالات مشابهة

  • ما حكم إذا تذكر الإمام بعد الصلاة أنه لم يتوضأ والمأمومون يرفضون إعادتها؟ مفتي الجمهورية يجيب
  • موعد أذان العصر.. مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر بالمحافظات
  • كيف نصلي سنة صلاة الظهر قبل أذان العصر؟ دار الإفتاء تجيب
  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر بمختلف المحافظات
  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 في القاهرة والمحافظات
  • وفاة معتمر من الفيوم أثناء أداء العمرة
  • مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 15 نوفمبر في المدن والمحافظات
  • هل يجوز للزوجة الوقوف بجوار زوجها في صلاة الجماعة بالمنزل؟.. الإفتاء توضح
  • لهذا السبب يستحب الاستغفار بعد كل صلاة.. الإفتاء توضح فضلها
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 14 نوفمبر.. الظهر 11:39 مساءً في القاهرة