الوطن:
2024-11-22@22:48:45 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. حق وواجب

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. حق وواجب

حب الوطن والاهتمام بشأنه والعمل من أجل مصلحته ورفعته فطرة فطر الله تعالى الناس عليها، والديانات السماوية لا تعارض ولا تصادم ما فطرت عليه الفطر السليمة، فالاهتمام بأمر الوطن إذن أمر فطرى ودينى..

وشأن مثل هذه الأمور أن يميل الإنسان إلى فعلها ولا يأبه فى سبيل ذلك بأية متاعب أو مصاعب..

وهذا هو ما رأيناه فى مشاركة أبناء مصر فى الخارج من خلال مشاركتهم الفعالة والإيجابية فى الانتخابات الرئاسية.

.

وتتجلى هذه الإيجابية فى اهتمامهم بشأن الوطن حتى وإن استقروا خارج أرضه، كما تتجلى هذه الإيجابية فى مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية رغم بُعد كثير منهم عن أماكن القنصليات والسفارات، ورغم برودة الأجواء..

هذا الحرص على المشاركة يدل على اهتمام بشأن الوطن، وانشغال بقضاياه، وحرص على التفاعل معها، وهذا كما قلنا أمر دينى، ويكفى هنا أن نذكر ذلك الحديث الشريف الذى يقول فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله (أى إذا أسند الأمر إلى من ليس بكفء له) فانتظر الساعة» [رواه البخارى]، والساعة هى القيامة، ومعنى (فانتظر الساعة) أن هذا إن حصل أدى إلى انقضاء الحياة على الأرض؛ لأنه يؤدى لخرابها؛ أى: على المرء أن يحرص على أن يسند كل أمر من الأمور إلى الشخص الكفء الكفى [الذى فيه كفاية]، وهذا يلزم الإنسان بأن يكون على وعى كافٍ، ومتابعة مستمرة بشئون وطنه وقضاياه وما يواجهه من تحديات، وما يضعه أعداؤه فى طريقه من معوقات..

وإذا كان الدستور قد كفل للمصرى حق المشاركة فى الانتخابات، فإن الدين يلزمه بأن يكون على قدر هذه المسئولية، واعياً بعبئها، قائماً بحقها، فصوته الانتخابى أمانة وهو مسئول عن وضع هذه الأمانة فى موضعها الصحيح وإلا كان مضيعاً لها، ومن شأن المؤمن أن يكون راعياً للأمانة والعهد قائماً بالشهادة قال الله سبحانه: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون} [المعارج: 32 و33].. فالمؤمن أمين يراعى الأمانة ويحرسها كما يحرس الراعى ما يرعاه ويصونه.. كما أنه مهتم بأمر الشهادة يؤديها على أتم وجه وأكمله وأعدله..

وكيف لا يكون كذلك وهو خليفة الله تعالى فى أرضه.. المسئول عن عمارتها؟!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حب الوطن حق المشاركة فى الانتخابات المصلحة العامة

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة

من مرويات الصحابة التي تدعو للتأمل والتدبر والاعتبار حكاية وقوف سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (أبو تراب) على تراب المقابر وحياها قائلا:

السلام عليكم يا أهل المقابر أما أموالكم فقد قسمت، وأما بيوتكم فقد سكنت، وأما أزواجكم فقد تزوجن غيركم هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟
ثم سكت قليلاً وقال:
أما والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا:
إن خير الزّاد التقوى.

لقد ذكرتني هذه الحكاية الموحية حالنا في الجزيرة المنكوبة الجريحة المستباحة شمالا وجنوبا شرقا وغربا حواضرا وقرى. وفي ظني أن حال القرى المنهوبة المهجرة المغتصبة تماثل حال المقابر إن لم تكن المقابر أشد سلامة منها وطمأنينة.

فلعمري لو مر ود تكتوك هذا العصر بمخيمات النازحين واللاجئين من هذه القرى التي كانت حتى بالأمس تضج بالحياة والأمل والإشراق، وقد أمسى ساكنوها الآن في عراء الله يتامى وأرامل، وفي أطراف المدن حفاة وعراة وحزانى يتكففون الزاد والأمن والخيمة والأسبرين لمداواة جراح الجسد وجراح الروح.

ولكأني بصوت الرجل يرتفع عالياً حتى يتردد صداه في الأعالي والبطاح: (يا أهل الجزيرة إن الأموال قد نُهبت وإن الأعراض قد أُهينت وإن العزة والشرف القديم قد مرغ بالتراب)
وإن بقي في الرسالة بقية فهي للجيش وللشعب وللمقاومة وللمستنفرين والفدائيين، ختام ما قاله الشيخ فرح:

يا هؤلاء “ابحثوا عن مهمة أخرى” غير استعادة مدن وقرى الجزيرة، فماذا يفعل الناس ببقايا الأشياء وأطلال المساكن؟ ابحثوا عن مهمة أخرى فإن دخول القرى والمدن بعد أن أخليت تماماً من كل شيٍ حتى مواقد الطعام وسرائر الأطفال وباقي الدين والعجين، هي ضرب من العبث واللامعقول.

“ابحثوا عن مهمة أخرى” لن يصفق الشعب لانتصارات وهمية في أمكنةٍ خلاء، وقرى مهجورة، وملايين من الحيارى فقدوا كل شئ، نعم كل شئ حتى بقية الدموع في قاع الأعين، وبقية النشيج في قاع الصدور.

نعم “ابحثوا عن مهمة أخرى” فإن الشئ الوحيد الذي بقي هو ذاك (الهوى) المهشم على قارعة الطريق، والهواء الآسن والمعفر برائحة الجثث والإثم وقهقهات القتلة واللصوص.
كل شئٍ هناك ساكن، صامت إلا نحيب العاصفة الممزوج بأسى الأطلال ونزيف الغناء القديم.
كل شئٍ مضى نازحاً إلا زامر الحي الدرويش فقد ظل وحيداً يردد معزوفته في أسىً بصوته الذبيح ونفسه المتلاشية:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على (أطلاله)
واروِ عني طالما (الدمع روى)
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المجلس العام الماروني: الإستقلالُ يكونُ بتحمُّل المسؤولية دفاعاً عن الوطن
  • حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة
  • عالمة أزهرية لـ«ياسمين عز»: خمسة وخميسة لمنع الحسد خرافات
  • المجلس العسكري في مالي يعين رئيسا جديدا للوزراء.. من يكون؟
  • رانيا يوسف تعيش أزمة نفسية بسبب "أوراق التاروت".. وهذا موعد عرضه
  • البطريرك ميناسيان: ندعو القوى السياسية إلى اختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • أحمد نجم يكتب : روحي وروحك حبايب
  • مصطفى عامر: أتذكّر ٢٦ مارس، ٢٠١٥م، جيّدًا!
  • حتى يكون الدعاء مستجاب.. داعية يكشف عن كلمات نبوية مأثورة