الوطن:
2025-04-23@07:20:14 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. حق وواجب

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

د. يوسف عامر يكتب.. حق وواجب

حب الوطن والاهتمام بشأنه والعمل من أجل مصلحته ورفعته فطرة فطر الله تعالى الناس عليها، والديانات السماوية لا تعارض ولا تصادم ما فطرت عليه الفطر السليمة، فالاهتمام بأمر الوطن إذن أمر فطرى ودينى..

وشأن مثل هذه الأمور أن يميل الإنسان إلى فعلها ولا يأبه فى سبيل ذلك بأية متاعب أو مصاعب..

وهذا هو ما رأيناه فى مشاركة أبناء مصر فى الخارج من خلال مشاركتهم الفعالة والإيجابية فى الانتخابات الرئاسية.

.

وتتجلى هذه الإيجابية فى اهتمامهم بشأن الوطن حتى وإن استقروا خارج أرضه، كما تتجلى هذه الإيجابية فى مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية رغم بُعد كثير منهم عن أماكن القنصليات والسفارات، ورغم برودة الأجواء..

هذا الحرص على المشاركة يدل على اهتمام بشأن الوطن، وانشغال بقضاياه، وحرص على التفاعل معها، وهذا كما قلنا أمر دينى، ويكفى هنا أن نذكر ذلك الحديث الشريف الذى يقول فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله (أى إذا أسند الأمر إلى من ليس بكفء له) فانتظر الساعة» [رواه البخارى]، والساعة هى القيامة، ومعنى (فانتظر الساعة) أن هذا إن حصل أدى إلى انقضاء الحياة على الأرض؛ لأنه يؤدى لخرابها؛ أى: على المرء أن يحرص على أن يسند كل أمر من الأمور إلى الشخص الكفء الكفى [الذى فيه كفاية]، وهذا يلزم الإنسان بأن يكون على وعى كافٍ، ومتابعة مستمرة بشئون وطنه وقضاياه وما يواجهه من تحديات، وما يضعه أعداؤه فى طريقه من معوقات..

وإذا كان الدستور قد كفل للمصرى حق المشاركة فى الانتخابات، فإن الدين يلزمه بأن يكون على قدر هذه المسئولية، واعياً بعبئها، قائماً بحقها، فصوته الانتخابى أمانة وهو مسئول عن وضع هذه الأمانة فى موضعها الصحيح وإلا كان مضيعاً لها، ومن شأن المؤمن أن يكون راعياً للأمانة والعهد قائماً بالشهادة قال الله سبحانه: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم بشهاداتهم قائمون} [المعارج: 32 و33].. فالمؤمن أمين يراعى الأمانة ويحرسها كما يحرس الراعى ما يرعاه ويصونه.. كما أنه مهتم بأمر الشهادة يؤديها على أتم وجه وأكمله وأعدله..

وكيف لا يكون كذلك وهو خليفة الله تعالى فى أرضه.. المسئول عن عمارتها؟!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حب الوطن حق المشاركة فى الانتخابات المصلحة العامة

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر

كل شىء فى السودان إنهدم تحت الحرب هذه وتبدل
الناس … المجتمع … رؤيتنا لكل شيء … الساسة …. المقاييس. ال … ال ….
ونقرأ أفكار السنوات الخمسين الأخيرة .. وأرباب السفير دون قصد … يؤجز ….
وفي فقرة عابرة يشير إلى نجوم سماء السودان الدبلوماسي في نصف القرن .. وحول حادثة يسرد الأسماء
…. ومرتضى أحمد إبراهيم والعجباني والريح والطيب عبد الرازق وبخيت مكي ومامون بحيري وعلي التوم ويحى عبد المجيد وعبد الله محمد إبراهيم و … عشرة عشرون اسماً
كان مايجمعهم يومها هو أنهم كانوا كلمات في كتاب السودان الدبلوماسي
وسبدرات يحشد مئات الاسماء… وزراء ورؤساء و…
وما يجمع الجميع هو أنهم كلهم الآن …. تحت التراب
والصورة تحت الثراب … والأمجاد تحت التراب
وزمانهم صورته الآن هي صورة بيوت النازحين التى أحتلها الجنجويد زماناً
(( بعد حين يبدل الحب دارا
والعصافير تهجر الاوكارا
وديارا كانت زمانا ديارا
سترانا..كما نراها قفارا))
………
سودان ما بين يناير 1956
وحتى 15 أبريل بداية الحرب الحالية …. ينهدم كله …. ويكنس الآن ….
……..
وسودان ما بعد الحرب سوف تكون بدايته هى
… رواية البوسطجي ليوسف إدريس تتحول إلى فيلم
وفيه مشهد .. هو
البوسطجى الذى كان يقوم بتوزيع الخطابات إلى البيوت …. يسام … ويرقد فى حجرته
والخطابات المكتوبة تتحول كلماتها كلها إلى أصوات … وتنطلق فى سماء الغرفة .. … عاصفة من كل الأصوات واللهجات والموضوعات و…
الأحداث القادمة فى السودان سوف يكون لها المشهد ذاته فى غرفة السودان المغلقة
…….
واحدهم … فى بلد هناك يقول
الولد لدغ بثعبان … نعرف أنه يقتل بعد ربع ساعة ان لم نصل به الى المستشفى
لكن المستشفى كان يبعد نصف ساعة
وهكذا جعلنا الثعبان يلدغه مرة أخرى…
أصوات كثيرة فى صناعة السودان القادم سوف تعالج السودان بالأسلوب هذا…

إسحق أحمد فضل الله
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حسين خوجلي يكتب: أيام الله السبعة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • اليمن.. يوسف بين إخوته
  • ظاهرة الكرم المصور
  • مفتي الجمهورية يكتب: عَرَضٌ يَزُولُ وَيَبْقَى الإِمَام الطيب
  • التيار يريد التفاوض...
  • رانيا يوسف: الحياة الزوجية مشاركة.. والاهتمام لا بد أن يكون بين الطرفين
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: البَلَدُ الأَميِنُ
  • البلديات... معركة الثنائي الشيعي الهادئة
  • مصدر سياسي:الصراع داخل البيت السني هو صراع السلطة والنفوذ والمصالح