عاجل : صحيفة عبرية تكشف تفاصيل خطة نتنياهو لتهجير الغزيين
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
سرايا - رصد - يوسف الطورة- ازاحت صحيفة عبرية الستار عن خطة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تستهدف تهجير قصري للغزيين سعيا تقليص سكان القطاع للحد الأدنى.
ورغم من وصف القيادة العسكرية، الخطة غير واقعية وليست قابلة للتطبيق، إلا أن طرحها في وسائل الإعلام العبري يعكس نوايا حكومة الاحتلال تهجير ابناء القطاع الفلسطيني وافراغها من السكان، إلى جانب إبادة مقومات الحياة باستهداف كافة تفاصيل البنى التحتية الخدمية، سعيا جعل القطاع غير صالحة لديمومة الحياة.
ويلفت أن سفير الاحتلال في الولايات المتحدة "رون ديرمر"، اصاغ تفاصيل الخطة، بتوجيه من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتستهدف الخطة تقليص السكان، تصفها القيادة الأمنية لحكومة الاحتلال، ضرب من الخيال الذي لا يمكن أن يتحقق، في حين يصر نتنياهو تنفيذها، متحدياً كافة المواقف الأمريكية والمصرية الرافضة، في حين تعتبر قابلة للتغير وفق متابعين.
وحرص مجلس الحرب، طوال فترة الهدوء بوصف ما جرى كان مؤقتاً، انشغل نتنياهو لتنفيذه خطته في اعقاب تكلف السفير "رون ديرمر" بصياغتها.
وتتجاوز الخطة تحفضات واشنطن، والرفض المصري، وتسعى لتجمع الفلسطينيين وإدخال أعداد كبيرة منهم إلى الأراضي المصرية، عبر شريط حدودي ضيق داخل القطاع يدعى "محور صلاح الدين أو محور فيلادفيا"، كما يسميه الاحتلال.
في الوقت الذي ذكرت الصحفية العبرية كافة التفاصيل التي تفرض التهجير القصري، أشارت إلى فرضية استغلال الولايات المتحدة حاجة القطاع للمساعدات الإنسانية لتمرير خطط أخرى، باشراف فريق بايدن، من خلال سيناريوهات لم تسميها، لتطبيقها، عوضاً عن خطة نتنياهو التي وصفتها "خيالية".
وتزعم الصحيفة العبرية، بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لن تتوقف حكومة الاحتلال عن حربها، وستواصل محاولة السيطرة على قطاع غزة، عسكريا ومدنيا، على الأقل في المستقبل المنظور.
وذكرت على الرغم من أن المعابر إلى الأراضي المحتلة ستبقى مغلقة، إلا أن هناك خيارات أخرى، في إشارة الى معبر رفح، رغم معارضة القاهرة.
وتبرر انتقال الغزيين من معبر تحت الأرض بين غزة ورفح المصرية، وأن البحر مفتوح أيضاً بضوء أخضر إسرائيلي لسكان القطاع الذين يودون الهجرة إلى الدول الأوروبية وإفريقيا.
وفي الشأن الداخلي لفتت الصحيفة العبرية، ثمة خلافات بين المسؤولين في الاحتلال، بوصف ما جرى في اعقاب طوفان الأقصى، خلق أزمة ثقة بين المستوطنين وحكومتهم، في مدى قدرتها على تحمل أي هجوم آخر قد يمتد نحو المستوطنات على غرار عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
باحثة إسرائيلية: خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين تتجاهل ارتباطهم العميق بأرضهم
شددت الباحثة الإسرائيلية نعومي نيومان، على أن أن الواقع الفلسطيني لا يتطابق مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير أهالي قطاع غزة، مؤكدة أن "الارتباط العميق للفلسطينيين بأرضهم لا يزال يشكل مكوناً أساسياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية".
وأوضحت نيومان، وهي زميلة زائرة في "معهد واشنطن"، أن رؤية ترامب التي استندت إلى اعتبارات اقتصادية بحتة، قوبلت بمعارضة واسعة من المجتمع الدولي والدول العربية، باستثناء إسرائيل، حيث يسعى الرئيس الأمريكي إلى "نقل مليوني فلسطيني إلى دول أخرى مثل مصر والأردن، وحتى إلى وجهات بعيدة كالمغرب وأرض الصومال"،
وأضافت في تقرير نشره موقع "معهد واشنطن"، أن "ترامب تصور غزة كـ’ريفييرا الشرق الأوسط’ حيث سيتم إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أكثر أمنا وجمالا".
وأضافت أن إدارة ترامب حاولت تقديم عملية التهجير على أنها "مؤقتة أو مرحلية"، حيث قال الرئيس الأمريكي "آمل أن نتمكن من القيام بشيء جيد لا يجعلهم يرغبون في العودة مرة أخرى”.
كما أشارت الباحثة الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية خططت للإشراف على مشروع "إعادة التأهيل"، بينما تتكفل دول أخرى بتمويله.
وأكدت الباحثة أن الفلسطينيين، بمختلف توجهاتهم السياسية، رفضوا الخطة بشدة، حيث اعتبرتها السلطة الفلسطينية "انتهاكا خطيراً للقانون الدولي"، وسارع رئيسها محمود عباس إلى "التنسيق مع مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة لبلورة موقف مشترك".
وفي السياق ذاته، شددت حركة حماس على أنها "لن تسمح بالتطهير العرقي وتهجير الفلسطينيين من غزة"، وأشارت الباحثة إلى تصريح لعضو المكتب السياسي للحركة، عزت الرشق، قال فيه إن "الخطة تعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة، غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأشارت نيومان إلى أن الفلسطينيين في غزة استقبلوا الإعلان عن الخطة بمشاعر من الغضب والرفض، حيث قالت إحدى الشابات الغزاويات لوسائل الإعلام: "نحن لسنا بناية مهجورة يمكن لأحد أن يدعي ملكيتها. نحن شعب، نحن ننتمي إلى هذه الأرض".
كما تساءل آخرون بسخرية عن سبب عدم عرض ترامب الولايات المتحدة كوجهة للهجرة الفلسطينية، بينما اعتبر العديد من المعلقين الفلسطينيين أن الخطة تمثل محاولة جديدة لـ”نكبة ثانية”.
ولفتت الباحثة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية شهدت موجة من الغضب ضد ما اعتبره المستخدمون "مؤامرة أمريكية إسرائيلية لمحو هويتهم الوطنية".
وأوضحت الباحثة أن خطة ترامب لم تكن الأولى من نوعها، فقد سعت إسرائيل، منذ احتلال 1967، إلى تشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة بوسائل مختلفة، لكنها لم تنجح في ذلك إلا على نطاق محدود. وأضافت أن "إسرائيل حاولت منذ عقود دفع سكان غزة إلى الرحيل، عبر التضييق على فرص العمل وتقليص إمكانيات العيش الكريم".
وأشارت إلى أن هذه السياسات لم تنجح في تحقيق الهدف المنشود، إذ لم يغادر إلا عدد محدود من الفلسطينيين، رغم فتح الحدود في بعض الفترات.
وفيما يتعلق بالموقف العربي، أكدت نيومان أن الدول العربية رفضت الخطة لأنها "افتقرت إلى عنصرين جوهريين: ضمان إبقاء جزء من الفلسطينيين في غزة لإثبات إمكانية إعادة التأهيل دون تهجير السكان، وإدراج العملية ضمن مسار سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضافت أن هذه الدول تحاول الآن "إظهار استعدادها للمساهمة من خلال تقديم مساعدات مالية ولوجستية، بل وحتى تشكيل قوة أمنية عربية مشتركة في غزة"، سعياً لحمل إدارة ترامب على "التخلي عن خطتها".
ولفتت الباحثة إلى أن "قطر وتركيا تبذلان جهودا لدمج حركة حماس في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية"، لكنها استبعدت نجاح هذه المحاولات بسبب "غياب حوار مباشر بين فتح وحماس"، مرجحة أن يقتصر الاتفاق على "إطار عام مثل إنشاء لجنة مدنية تحت مظلة منظمة التحرير".
واختتمت الباحثة بالقول إن “رؤية ترامب لهجرة الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى ريفييرا اقتصادية قامت على منطق اقتصادي بحت"، لكنها تجاهلت حقيقة أن "الصمود الفلسطيني يظل عنصراً جوهرياً من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن "غياب خطة إسرائيلية واضحة لليوم التالي في غزة ساهم في خلق فراغ سياسي تستغله مختلف الأطراف".
وأضافت أن "إسرائيل، في حال نجحت في صياغة خطة واضحة، فستتمكن من تشكيل الوضع السياسي في المنطقة، مع فتح الباب لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية".