أول تعليق من أمريكا علي إصدار إسرائيل طلبات إخلاء لسكان جنوب غزة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الإثنين، إن واشنطن راقبت إسرائيل وهي تصدر طلبات أكثر تحديدا لعمليات الإخلاء في جنوب قطاع غزة.
أوضحت الخارجية الأمريكية، أن “عمليات الإخلاء المحددة التي تنفذها إسرائيل في غزة تمثل تحسنا مقارنة بإبلاغ مدينة بأكملها بالإخلاء”.
ولفتت إلي أن “واشنطن تتوقع سقوط ضحايا مدنيين في غزة وهذا صحيح للأسف في جميع الحروب”.
و قالت وزارة الخارجية الأمريكية، بأنه من السابق لأوانه إجراء تقييم نهائي حول ما إذا كانت إسرائيل تستجيب للنصيحة الأمريكية لحماية المدنيين في عملياتها العسكرية.
وأفادت أمس القناة الـ12 العبرية، بأن إسرائيل عدلت خططها القتالية في جنوب قطاع غزة بناء على طلب الإدارة الأمريكية.
لسد الفجوة التمويلية.. قطر تعلن تقديم 65.7 مليون ريال للأونروا في غزة قطع جميع خدمات الاتصالات والإنترنت في غزةوفي ظل الخلافات مع أمريكا، قال مسؤول سياسي إسرائيلي، للقناة الـ12 العبرية، إن “طلبات الإدارة الأمريكية من إسرائيل لم يتم تجاهلها وسوف تنعكس بوضوح على القتال في الأيام المقبلة".
وأضاف: “قد لا يحظى تقديم المساعدات الإنسانية بشعبية لدى الإسرائيليين، لكنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، لدرء الضغوط العالمية”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخارجية الأمريكية غزة واشنطن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تناقضات الإدارة الأمريكية
ملحمة ومشهد عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، كان أبلغ رد على دعوات التهجير التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنها تعنى ببساطة تمسك هذا الشعب بأرضه، ولا شىء آخر غير الأرض والوطن، بعد أن فقد كل مقومات الحياة، وكل ما يملك من مسكن أو أثاث أو مرافق أو خدمات، وأبسط مقومات المعيشة، بسبب الحرب البربرية التى استمرت لأكثر من عام، وكان هدف الاحتلال الإسرائيلى من شنها القضاء تمامًا على مدينة غزة، وتحويلها إلى ركام يستحيل العيش فيها، واجبار الفلسطينيين على هجرها.. ومع كل هذا جاء هذا المشهد الذى شكل واحدًا من ملامح الصمود الفلسطينى على اعتبار أن جميع العائدين على يقين بأنهم عائدون إلى ركام وحياة شبه مستحيلة وأيام صعبة، إلا أنهم قطعوا عشرات الأميال على أقدامهم فى فرحة وتهليل وتكبير للعودة إلى موطنهم، حتى وإن كان العيش فيه مضنيًا، وهو أمر بالتأكيد كان له مردود إيجابى على كل الدول التى تدافع عن الحق الفلسطينى، وتقف فى مواجهة مخطط التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأس هذه الدول مصر والأردن، نظرًا لتأثير عمليات التهجير على أمنهما القومى.
الحقيقة أن مصر قالت كلمتها بوضوح فى مخطط التهجير الفلسطينى، وسجلت موقفها التاريخى والراسخ عندما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر لن تشارك فى ظلم الفلسطينيين وترفض عملية التهجير، وهو موقف نابع من خبرات مصر المتراكمة فى هذا الملف، على اعتبار أن عملية التهجير ليست حلاً للقضية التى دامت سبعين عامًا، ولن يكون سببًا فى تأمين إسرائيل والعيش بسلام فى المنطقة.. بل إن عملية التهجير ستكون سببًا فى تفجير الأوضاع وزيادة الصراع ونقله إلى مناطق أخرى، بعد أن أكدت التجربة نفسها سابقًا أن عمليات التهجير التى حدثت فى عام 1948 وما بعدها كانت سببًا فى عدة حروب بين إسرائيل والعرب، واستمرار الصراع فى الداخل الفلسطينى الإسرائيلى، حتى جاءت الخطوة الشجاعة من الرئيس الراحل أنور السادات بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل كان أساسها الأرض مقابل السلام، وهى التجربة التى أكدت نجاحها بعد مرور أكثر من نصف قرن عليها، وهى أيضًا نفس التجربة التى فحت الباب لطرح مبادرة السلام التى أطلقها العاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى قمة بيروت عام 2002 على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وإقامة علاقات معها مع كل الدول العربية، إلا أن الرفض الإسرائيلى والاستمرار فى استخدام القوة وضم المزيد من الأراضى كان سببًا فى استمرار هذا الصراع.
للأسف الموقف الأمريكى بات يشكل أهم معوقات حل القضية الفلسطينية، بسبب الانحياز الأعمى للجانب الإسرائيلى والدعم غير المحدود عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، ولم تكن دعوة الرئيس الأمريكى ترامب لتهجير الفلسطينيين إلا استمرارًا لهذا النهج المعكوس الذى يتسبب فى مزيد من تعقيد هذه القضية التى تشكل قنبلة موقوتة لمنطقة الشرق الأوسط، ولها مردود سلبى على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب سياستها المتناقضة مع كل قواعد وقرارات القانون الدولى والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وأيضًا مع موقف الولايات المتحدة نفسها فى تعاملها مع قضية المهاجرين إليها وإعلان حالة الطوارئ للقبض على المهاجرين وإعادتهم على طائرات عسكرية إلى أوطانهم سواء فى المكسيك أو كولومبيا وغيرهما من الدول، ورفض إقامتهم على الأراضى الأمريكية.. وفى ذات الوقت يدعو الرئيس ترامب إلى تهجير شعب بأكمله من أرضه ووطنه إلى دول مجاورة، ومطالبة هذه الدول بقبول المهجرين من أجل تأمين دولة تحتل وتغتصب أرض هذا الشعب! وهو تناقض غريب وتحد سافر لكل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ويجب على الإدارة الأمريكية أن تعود إلى الخبرات المصرية والقاعدة التى رسختها مصر - الأرض مقابل السلام - إذا أرادت أن تحل هذا النزاع وتحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل وكل منطقة الشرق الأوسط.
حفظ الله مصر