باب المندب يغلى على نار غزة
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
رغم التحذيرات المتلاحقة من خطورة حرب الإبادة التى تحدث فى غزة وما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون من ويلات بعد انهيار الهدنة الإنسانية على يد قوات الاحتلال، والدول المعاونة التى أصبحت تشارك بصورة واضحة دون خجل، حيث قرر الاحتلال وأعوانه الاستمرار فى خططهم الشيطانية لمحاصرة القطاع والضرب فى كل اتجاه برا وبحر وجوا حتى زلزلت الأرض زلزالها.
الفلسطينيون لن يسلموا أرضهم حتى آخر نفس، ولا خيار ثالثًا لديهم، فإما أرضهم إرث أجدادهم أو الارتقاء إلى السماء شهداء أوفياء فى جنة الخلد.
والحقيقة أن كل الأصوات العاقلة والمحبة للسلام شددت على ضرورة وقف الحرب فى غزة حتى لا تنفجر براكين الصراع فى المنطقة، وتتسع المعركة، وتدور رحاها من بؤرة إلى أخرى خارج السيطرة.
انعكس ما يحدث فى غزة من انفراد قوة غاشمة بأهالى عزل يواجهون ترسانة الاحتلال المسلحة بصدور عارية، إلى إشعال مياه باب المندب للمرة الثانية، مما ينذر بتطورات خطيرة فى شريان مائى رئيسى يعد الأهم فى العالم.
الحوثيون أعلنوا استهداف سفينتين إسرائيليتين فى المضيق أمس الأول الأحد بطائرة مسيرة وصاروخ بحرى، وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن هجمات على سفينة تابعة لها وسفن تجارية فى البحر الأحمر.
وجاء بيان الحوثيين المدعومين من إيران، أنهم نفذوا عملية الهجوم داخل الممر البحرى الإستراتيجى الذى يربط البحر الأحمر بخليج عدن.. وواصلوا تهديداتهم باستهداف السفن الإسرائيلية بل أكدوا أن الاستهداف سوف يشمل السفن التابعة لحلفاء إسرائيل أثناء عبورها من باب المندب.
تلك التطورات تنذر بأننا على أبواب مرحلة جديدة لكنها ليست سعيدة، وسيكون لها آثارها السلبية التى تنعكس على المنطقة بأكملها وربما امتدت إلى العالم أجمع.
المجتمع الدولى سوف يدفع ثمن تأييده الأعمى للمحتل المدلل الابن غير الشرعى للولايات المتحدة التى تستخدم سلاح الفيتو والتأثير على دول العالم بما تملكه من أدوات ضغط ومصالح لتغمض أعينها، والأخطر أن هذه الضغوط وصلت إلى دول فى قلب المنطقة لتتغاضى عما يحدث فى غزة مكتفية ببيانات تصدر أحياناً وعلى استحياء.
الأمور ستخرج عن السيطرة وسوف يدفع العالم أجمع فاتورة باهظة ثمنا للانقياد الأعمى وتعطيل أعمال القانون، والكيل بمكيالين فى عالم ظالم تحكمه التكتلات الاقتصادية والمصالح ولا مكان فيه للضعفاء.
عموماً الأيام المقبلة سوف تشهد اتساع بؤرة الصراع وسقوط المزيد من الضحايا فى أماكن متفرقة بهدف تخفيف الضغط على أهالى غزة، ولأننا فى الأيام بل فى الساعات الحاسمة لنزع فتيل الأزمة، فإن المجتمع الدولى مطالب بالعودة إلى قواعد العدالة والاحتكام إلى القوانين والمواثيق الدولية، وتحويل ما يحدث من جرائم فى الأرض المحتلة إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ القصاص اللازم تجاه العدو المتجبر.
وفى المقابل فإن الدول العربية والإسلامية مطالبة هى الأخرى بالتكتل على قلب رجل واحد دفاعا عن الأشقاء، إحقاقا للحق وحفاظا على الأرض والعرض من الدنس تحت أقدام محتل غاصب.
باختصار.. الأمور تتطور بسرعة، والصراع على أرض غزة التى ضاقت بما رحبت، وتتعرض لتسونامى إنسانى لم تشهد له البشرية مثيلًا، سوف يتحول من كثرة الضغوط إلى بركان ثائر وقوده ملايين البشر، ردا على تجاوزات وصلت عنان السماء على مسمع ومرأى من عالم أصابه الصم والبكم والعمى وأدار ظهره إرضاء وكرامة لأمريكا وفتاها المدللة ليسعوا فى الأرض فسادا.
وتبقى كلمة.. أكثر المتضررين من تفجير الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، هم أهل الشرق أنفسهم، فمنذ وعد بلفور المشؤوم الذى زرع السرطان فى أوصال الوطن العربى ونحن ندفع الثمن ولا حل أمامنا إلا التكتل والضغط بقوة بما نملكه من ثروات وبترول وعدة وعتاد، ومصالح مع دول العالم أجمع لوقف هذه الحرب فورا، فنارها لا تعرف وطنًا ولا تردعها حدود، والردع سلاح الأقوياء لإقرار سلام الشجعان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
صدقونى الوقت بات متأخرا جدا، ورغم ذلك أن تبدأ متأخرا خير من ألا تبدأ أبدا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القدس الشرقية الدولة الفلسطينية غزة باختصار قوات الاحتلال فى غزة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علاقات دولية: العالم العربي يمد يده بالسلام في سبيل حل الدولتين
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن منطقة الشرق الأوسط أمام مفترق طرق تاريخي بين خفض التصعيد والسعي لوقف شامل لإطلاق النار ثم الانطلاق إلى تنفيذ مبدأ حل الدولتين باعتباره المرجعية الرئيسة سواء للأمم المتحدة أو قرار مجلس الأمن ذو الصلة.
وأضاف «فارس»، خلال مداخلة عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تسعى إلى أن يكون التصعيد بشكل أشمل سعيًا لتكريس واقع جديدة في المنطقة وليس فقط العمل على وقف إطلاق النار في غزة.
نص كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية السيسي يلتقي العاهل الأردني على هامش أعمال القمة العربية الإسلاميةوأكد أن دائرة الصراع اتسعت لتشمل لبنان لإقامة منطقة عازلة في الجنوب اللبناني وأصبحت المنطقة بين التصعيد من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي والدعم المطلق الذي يقدم لها في ظل أن العالم العربي والإسلامي مد يده بالسلام أكثر من مرة في سبيل تنفيذ مبدأ حل الدولتين وأن تخرج المنطقة أو العالم من هذه الحلقة التي لم تحقق الأمن والسلام.
وواصل: «أرى أن أمن إسرائيل مرتبط ارتباط وثيقا بإقامة دولة فلسطينية، والقمة تؤكد على حرص الدول العربية والإسلامية لتوحيد المواقف العربية وصولا لمخرجات هذه المرة ستكون قوية».