بوابة الوفد:
2024-11-22@02:25:19 GMT

باب المندب يغلى على نار غزة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

رغم التحذيرات المتلاحقة من خطورة حرب الإبادة التى تحدث فى غزة وما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيون من ويلات بعد انهيار الهدنة الإنسانية على يد قوات الاحتلال، والدول المعاونة التى أصبحت تشارك بصورة واضحة دون خجل، حيث قرر الاحتلال وأعوانه الاستمرار فى خططهم الشيطانية لمحاصرة القطاع والضرب فى كل اتجاه برا وبحر وجوا حتى زلزلت الأرض زلزالها.

الفلسطينيون لن يسلموا أرضهم حتى آخر نفس، ولا خيار ثالثًا لديهم، فإما أرضهم إرث أجدادهم أو الارتقاء إلى السماء شهداء أوفياء فى جنة الخلد.

والحقيقة أن كل الأصوات العاقلة والمحبة للسلام شددت على ضرورة وقف الحرب فى غزة حتى لا تنفجر براكين الصراع فى المنطقة، وتتسع المعركة، وتدور رحاها من بؤرة إلى أخرى خارج السيطرة.

انعكس ما يحدث فى غزة من انفراد قوة غاشمة بأهالى عزل يواجهون ترسانة الاحتلال المسلحة بصدور عارية، إلى إشعال مياه باب المندب للمرة الثانية، مما ينذر بتطورات خطيرة فى شريان مائى رئيسى يعد الأهم فى العالم.

الحوثيون أعلنوا استهداف سفينتين إسرائيليتين فى المضيق أمس الأول الأحد بطائرة مسيرة وصاروخ بحرى، وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن هجمات على سفينة تابعة لها وسفن تجارية فى البحر الأحمر.

وجاء بيان الحوثيين المدعومين من إيران، أنهم نفذوا عملية الهجوم داخل الممر البحرى الإستراتيجى الذى يربط البحر الأحمر بخليج عدن.. وواصلوا تهديداتهم باستهداف السفن الإسرائيلية بل أكدوا أن الاستهداف سوف يشمل السفن التابعة لحلفاء إسرائيل أثناء عبورها من باب المندب.

تلك التطورات تنذر بأننا على أبواب مرحلة جديدة لكنها ليست سعيدة، وسيكون لها آثارها السلبية التى تنعكس على المنطقة بأكملها وربما امتدت إلى العالم أجمع.

المجتمع الدولى سوف يدفع ثمن تأييده الأعمى للمحتل المدلل الابن غير الشرعى للولايات المتحدة التى تستخدم سلاح الفيتو والتأثير على دول العالم بما تملكه من أدوات ضغط ومصالح لتغمض أعينها، والأخطر أن هذه الضغوط وصلت إلى دول فى قلب المنطقة لتتغاضى عما يحدث فى غزة مكتفية ببيانات تصدر أحياناً وعلى استحياء.

الأمور ستخرج عن السيطرة وسوف يدفع العالم أجمع فاتورة باهظة ثمنا للانقياد الأعمى وتعطيل أعمال القانون، والكيل بمكيالين فى عالم ظالم تحكمه التكتلات الاقتصادية والمصالح ولا مكان فيه للضعفاء.

عموماً الأيام المقبلة سوف تشهد اتساع بؤرة الصراع وسقوط المزيد من الضحايا فى أماكن متفرقة بهدف تخفيف الضغط على أهالى غزة، ولأننا فى الأيام بل فى الساعات الحاسمة لنزع فتيل الأزمة، فإن المجتمع الدولى مطالب بالعودة إلى قواعد العدالة والاحتكام إلى القوانين والمواثيق الدولية، وتحويل ما يحدث من جرائم فى الأرض المحتلة إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ القصاص اللازم تجاه العدو المتجبر.

وفى المقابل فإن الدول العربية والإسلامية مطالبة هى الأخرى بالتكتل على قلب رجل واحد دفاعا عن الأشقاء، إحقاقا للحق وحفاظا على الأرض والعرض من الدنس تحت أقدام محتل غاصب.

باختصار.. الأمور تتطور بسرعة، والصراع على أرض غزة التى ضاقت بما رحبت، وتتعرض لتسونامى إنسانى لم تشهد له البشرية مثيلًا، سوف يتحول من كثرة الضغوط إلى بركان ثائر وقوده ملايين البشر، ردا على تجاوزات وصلت عنان السماء على مسمع ومرأى من عالم أصابه الصم والبكم والعمى وأدار ظهره إرضاء وكرامة لأمريكا وفتاها المدللة ليسعوا فى الأرض فسادا.

وتبقى كلمة.. أكثر المتضررين من تفجير الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، هم أهل الشرق أنفسهم، فمنذ وعد بلفور المشؤوم الذى زرع السرطان فى أوصال الوطن العربى ونحن ندفع الثمن ولا حل أمامنا إلا التكتل والضغط بقوة بما نملكه من ثروات وبترول وعدة وعتاد، ومصالح مع دول العالم أجمع لوقف هذه الحرب فورا، فنارها لا تعرف وطنًا ولا تردعها حدود، والردع سلاح الأقوياء لإقرار سلام الشجعان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

صدقونى الوقت بات متأخرا جدا، ورغم ذلك أن تبدأ متأخرا خير من ألا تبدأ أبدا.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القدس الشرقية الدولة الفلسطينية غزة باختصار قوات الاحتلال فى غزة

إقرأ أيضاً:

القيصر الروسي في عزلته المجيدة

الرأي اليوم

صلاح جلال

القيصر الروسي في عزلته المجيدة

(1)

???? بالأمس فى اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة كشر الدب الروسى العجوز عن أضعف أسلحته الصدئة حق النقض (الفيتو)، وهو سلاح من مخلفات الحرب العالمية الثانية من حيث القِدم بينما كان الرئيس بوتين قبل اسبوعين يتحدث فى مؤتمر الشراكة الروسي الإفريقي فى سوتشى نفاقاً، عن ضرورة إنتاج نظام عالمى جديد بلا هيمنة ويعم فيه الخير والسلام، والآن فى نيويورك تمارس روسيا البلطجة الدولية فى أبهى صورها ضد وقف إطلاق النار وتحقيق السلام فى دولة أفريقية مزقتها الحرب، مشروع القرار المشترك البريطانى السيراليونى الذى يهدف لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتنفيذ مقررات جدة لحماية المدنيين، وتوصيل الغذاء والدواء للمحتاجين من النازحين واللاجئين، وإدانة إنتهاكات طرفى الحرب وعدم الإفلات من العقاب بتوسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل الإنتهاكات الجسيمة فى كل أنحاء السودان الناتجة من هذه الحرب العبثية، *وكان واسطة عقد المشروع ضرورة اعتماد آلية امتثال ومراقبة لوقف إطلاق النار ولتنفيذ مقررات (جدة) 11 مايو 2023م لضمان حماية المدنيين*

(2)

???? وقفت روسيا القيصرية بكل صلف مستخدمة آخر سلاح لها حق النقض (الفيتو) لتعطيل مشروع القرار الدولى، لقد فضح القرار الموقف الروسى المخزى من الحرب فى السودان كما فضح العزلة العالمية التى تعيشها روسيا حيث صوت مجلس الأمن بالإجماع على القرار عدا روسيا التى وقفت منفردة أمام الإجماع العالمى لتأكيد عزلتها المجيدة ومتاهتها على المسرح العالمى، وقفت بمنطق غريب *أنها ضد توسيع نطاق محكمة الجنايات الدولية ICC فى السودان* وهى ذات روسيا القيصرية المتخلفة عن روح العصر، عصر سيادة الشعوب وقيم السلام التى وقفت مع قرار مجلس الأمن بإحالة قضايا دارفور لمحكمة الجنايات الدولية قرار (1593) بتاريخ 31 مارس 2005م ولم تعترض عليه، *(شِن جدة على المخدة)* الدب العجوز هل فقد الذاكرة أم أنه التخبط على المسرح الدولى من وطأة شدة العزلة التى تعيشها روسيا *نتيجة لغزوها الغاشم على دولة أوكرانيا المستقلة فى إنتهاك صريح لسيادتها ولكل القوانين الدولية ذات الصلة بالعدالة والإنصاف الدولى، *من تقف مناصرة له روسيا القيصرية خاسر لا محالة فى عالم متحد ومتماسك ضد البلطجة الروسية*.

(3)

???? رسالة لحكومة الأمر الواقع فى بورتسودان ووزارة خارجية (ود إبراهيم) التى أصدرت بيان مباركة وتأييد للموقف الروسى فى مجلس الأمن، لتأكيد استمرار الحرب وتعزيز الإفلات من العقاب وتوسيع وديمومة معاناة الشعب السودانى فى اللجوء والنزوح وتحت فتك الأوبئة والأمراض والحاجة الماسة للطعام

نقول لهم ما أشبه الليلة بالبارحة فى العام 2018م تمت دعوتنا للتشاور بالخارجية البريطانية فى لندن لقاء شارك فيه الرفيق ياسر عرمان وعسكورى وشخصى انحصر النقاش فى موضوعين الأول تنسيق المواقف فى مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لإبقاء الإنقاذ تحت المراقبة الدولية فى ملف حقوق الإنسان والثانى ما تقدمت به بريطانيا معبرة عن إنزعاجها الشديد من منح نظام الإنقاذ قاعدة روسية (لفاغنر) فى منطقة أم دافوق بغرب السودان ويقوم الروس بتدريب عناصر مليشيا سيلكا لتغيير النظام فى أفريقيا الوسطى ويخططون للتوسع فى منطقة الساحل والصحراء وقد أُبُلِغنا بتشكيل لجنة دولية تشمل دول الترويكا وفرنسا وألمانيا لمتابعة هذا الأمر الذى يعتبر تجاوز خطير للتوازنات الدولية وان الدول المعنية لن تقف مكتوفة الايدى لهذا التدخل الروسى فى منطقة الساحل والصحراء بمعاونة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير

نقول للفريق البرهان لقد دخلت عش الدبابير برجليك روسيا وإيران لهم أطماع فى تأسيس قواعد فى البحر الأحمر لتهديد السلم والأمن الدوليين ما أشبه الليلة بالبارحة *انتهى العبث بالبشير رئيس مخلوع ومطلوب للجنائية الدولية ومن سار على ذات الدرب وصل*.

(4)

???? الفيتو الروسى اليوم مهم Wake Up Call لتأكيد عجز صيغة مجلس الأمن الراهنة لحفظ الأمن فى العالم

والموقف اليوم مفيد للشعوب والدول المحبة للسلام وإنهاء الحروب *للبحث عن تفعيل خيارات جبربة خارج مجلس الأمن الدولى من خلال المنظمات الإقليمية الاتحاد الاأريقى والاتحاد الأوروبى والنيتو*

وهناك تجارب فى العراق وليبيا للحظر الجوى ومراقبة تدفق السلاح ومنعه بالحصار البحرى والجوى ومن خلال تأسيس تحالف الراغبين فى وقف الحرب من بقية دول العالم المحبة للسلام

لابد من تجاوز مجلس الأمن الدولى لفرض السلام وضمان حماية الشعوب، *روسيا دولة فاسدة ومتسلطة تقود شعبها لتأسيس شمولية وأوتوقراطية قاهرة* لا تقدم أى نموذج لقدوة أو إلهام لشعوب العالم الأخرى روسيا تسعى لتأسيس نادى جديد  للديكتاتوريات فى العالم

لابد من قطع الطريق أمام هذه التصرفات الخطرة وغير المسؤولة التى تجعل العالم مكان غير آمن للحياة.

(5) ???????? ختامة

نحن مع شعبنا وطموحاته فى السلام والتنمية والتقدم ومع الاستمرار فى البحث عن الشراكات الذكية مع الشعوب والحكومات لتقاسم الثروات الطبيعية وتطويرها لخير الإنسانية ورفاهيتها واستقرارها، نعمل على توسيع التضامن الدولى مع *القوة الديمقراطية والمحبة للسلام فى العالم فهى حليفنا* من أجل المستقبل  للتعاون الإقليمى والدولى، نحن فى القوى الديمقراطية المدنية السودانية سنعمل على جعل القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط مركز لتبادل المنافع بين كل دولها وحماية الأمن والسلم الدوليين *وتحقيق التعايش  والسلام الذى تأمر به وتعززه رسالة  الأديان الإبراهيمية الثلاثة* [الإسلام- المسيحية- اليهودية]، *شعب السودان سينتصر على كل قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية* ونغنى مع محجوب الشريف كما غنينا بالأمس فى ندوة إسفيرية عطرها الشعراء العظام أ. فضيلى جماع وأزهرى محمد على ووئام كمال وعالم عباس على منصة تمدن نهر النيل:

*حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى*

*وطن شامخ وطن عاتى*

*وطن خير ديمقراطى*

#لاللحرب

#لازم_تقيف

18 نوفمبر 2014م

الوسومالاتحاد السوفيتي البرهان السودان القيصر بريطانيا روسيا سيراليون صلاح جلال عمر البشير مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • أكبر منطقة كهوف جليدية تحت الأرض في العالم.. تشكلت قبل 100 مليون سنة
  • فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى
  • محافظ دمياط يتفقد المنطقة الصناعية الحرة
  • محافظ دمياط يرأس اجتماعًا مع المستثمرين بالمنطقة الحرة العامة
  • «نيتنياهو» يحرق المنطقة
  • وكيل صحة سوهاج يستقبل رئيس المنطقة الأزهرية بمديرية الصحة
  • القيصر الروسي في عزلته المجيدة
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
  • قانونية مستقبل وطن: مشاركة مصر بقمة العشرين يؤكد مكانتها ودورها المحورى بالمنطقة