دولة اليهود من نابليون إلى بلفور
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
فكرة إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين بدأت منذ أيام حملة نابليون بونابرت عام 1799، حيث دعا يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إلى حملته من أجل بناء مدينة القدس القديمة، وقد جنّد منهم عددًا كبيرًا فى جيشه، إلا أن هزيمة نابليون حالت دون ذلك. ثم بدأت الفكرة تظهر على السطح مرة أخرى، وبدأ العديد من زعماء الغرب وكبار اليهود يهتمون بها، ويؤسسون كثيرًا من الجمعيات المنادية لهذا الأمر، وبدأ التخطيط الفعلى من إصدار تيودور هرتزل الزعيم الصهيونى عام 1896 كتابه «الدولة اليهودية»، وجاء فى خطابه بهذا المؤتمر: «إننا نضع حجر الأساس فى بناء البيت الذى سوف يؤوى الأمة اليهودية»، ثم اقترح برنامجًا يدعو إلى تشجيع القيام بحركة واسعة إلى فلسطين، والحصول على اعتراف دولى بشرعية التوطين، وكان من قرارات ذلك المؤتمر: إنشاء «المنظمة الصهيونية العالمية» لتحقيق أهداف المؤتمر، والتى تولت أيضاً إنشاء جمعيات عديدة علنية وسرية، لتخدم هذا الهدف، ودرس اليهود حال المستعمرين، فوجدوا أن بريطانيا أنسب الدول لهذا الأمر التى تتفق رغبتها فى وضع داء فى وسط الأمة الإسلامية موالٍ للغرب، مع رغبة اليهود فى وطن قومى لهم، وكانت أكثر البلاد العربية تحت سيطرتها، فدبروا معها المؤامرة، وأخذوا بذلك وعداً من «بلفور» رئيس وزراء بريطانيا ثم وزير خارجيتها عام 1917 أعلن فيه: أن بريطانيا تمنح اليهود حق إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، وأنها ستسعى جاهدة فى تحقيق ذلك.
ولما أخفقت بريطانيا عن تحقيق أمانى اليهود أحالت الأمر إلى الأمم المتحدة التى بدورها استلمت الدور البريطانى فى المنطقة، فأرسلت الأمم المتحدة لجانها إلى فلسطين، ثم قررت هذه اللجان تقسيم فلسطين بتخطيط يهودى وضغط أمريكى، فأعلن قرار التقسيم لفلسطين بين المسلمين واليهود فى 29 نوفمبر 1947. فقررت الحكومة البريطانية بعده الانسحاب من فلسطين، تاركة البلاد لأهلها وذلك بعد أن تأكدت أن اليهود قادرون على تسلم زمام الأمر، فحال خروجها فى مايو 1948، أعلن اليهود دولتهم التى اعترفت بها أمريكا بعد إحدى عشرة دقيقة، وكانت روسيا قد سبقتها بالاعتراف، ثم استطاعت هذه الدولة اليهودية أن تقوم على قدميها، وأن تخوض ضد المسلمين عدة حروب، منى فيها المسلمون بهزائم، وما زالت هذه الدولة قائمة فى قلب الأمة الإسلامية، فاليهود منذ أزمان بعيدة وهم داء، أينما حلوا نشروا الفساد والشحناء والعدوان بين أهل البلاد التى يحلون فيها، وقد رأت الدول الغربية أنها ستكسب مكسبين عظيمين من إقامة هذا الكيان فى جسد الأمة الإسلامية!
أحدهما: أنها تسلم من شرور اليهود وسيطرتهم، وفسادهم وتحكمهم فى البلاد وثرواتها.
ثانيهما: أنها تضع فى قلب الأمة الإسلامية دولة حليفة لها، وهى فى نفس الوقت علة تستنزف قوى الأمة الإسلامية، وتضع بذرة الفرقة والخلاف بين أفرادها، حتى لا تقوم لها قائمة.
وهذا الوضع ما زال قائما، وفى كل يوم يظهر الهدف واضحا، وتظهر الشخصية اليهودية الحقيقية أكثر وأوضح، وما لم يقف العرب لهذا الواقع المرير، فإنه لن يتغير الحال، بل ستزداد الأزمات والمصائب، فإن تجمع العرب واتفاقهم على هدف واحد لصون وحدتهم مقدمة لتكون فلسطين حظيرة لليهود، ومؤذنة بفنائهم والقضاء على بذرتهم الخبيثة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن فلسطين رئيس وزراء بريطانيا مدينة القدس القديمة الأمة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
الطفلة «مليكة» تدعم قضية الدهر بـ«المقاطعة والهتاف».. «تعيشي يا فلسطين»
«بارسم علم فلسطين وأرفعه لفوق، ودايماً باقول إحنا معاكى يا فلسطين ليوم الدين»، تعبيرات بسيطة تعكس وعياً صغيراً ينمو تدريجياً بخصوص قضية الدهر الأولى «فلسطين»، لم تكن «مليكة أحمد»، صاحبة الـ7 سنوات، تعرف ما يحدث فى الأرض المحتلة قبل سنوات، فى عمرها تزهر الطفولة ويعيش الصغار هانئين في بيوتهم، لكنها ترى عبر شاشة التليفزيون وعبر الإنترنت صغاراً فى مثل عمرها يموتون قتلى ومرضى وجوعى، لا تعرف ماذا تفعل لمساعدتهم؟، فقط تهتف بصوت الحرية وتنادى بسلامٍ لفلسطين رغم صغر سنها.
طفلة الـ 7 سنوات كيف ترى أطفال فلسطين؟غيّرت الحرب كثيراً فى حياة «مليكة»، التى تدرس فى مدرسة هدى شعراوى بمنطقة الدقى، بدأت تشاهد وتسمع ما يحدث للصغار فى الأراضى المحتلة، لا تدرى ماذا تفعل؟ كانت الصغيرة تقف بجوار والدتها خارجة من مدرستها عندما تحدّثت لـ«الوطن» عن رؤيتها للحرب قبل وبعد 7 أكتوبر. وصفت بتعبيرات بسيطة كيف كانت ترى فلسطين، وقالت: «ماكنتش أعرف حاجة عنهم، بس باشوف أطفال بتموت بيصعبوا عليّا، باشوفهم وباعيط بيصعبوا عليّا، يا رب يبقوا كويسين».
مشاهد مؤلمة مرّت عابرة على الصغيرة التى بالكاد تبدأ عمرها وهى فى الصف الأول الابتدائى، لكنها منذ أن رأت صغاراً فى عمرها لا ينعمون بحياة مثلها تأثّرت بهم، وقرّرت دعمهم بطريقة فنية خاصة بها، كلما رأت مشاهد من فلسطين المحتلة هتفت بحد قول والدتها: «يا فلسطين يا فلسطين إحنا معاكى ليوم الدين، غير الشعارات اللى بتفضل تقولها، وبتكون مهتمة تشوف فيديوهات عن فلسطين، طبعاً باحاول أبعد عن مشاهد الموت والقتل علشان نفسيتها، بس باحاول أوضح لها بشكل بسيط تفهمه اللى بيحصل».
القصص والحكايات لها دور في وعي الطفلةوتحكى والدة «مليكة» لـ«الوطن» أنها تشترى لابنتها القصص القصيرة التى تدعم القضية الفلسطينية، ويكون بها أجزاء من التراث لتتعلم منه، نظراً لاهتمام الصغيرة الواضح بالرسم والفن، فهى تجيد، ولو بشكل بسيط، رسم الأعلام، فترسم علم فلسطين وتعلقه عالياً أو ترفعه فوق رأسها. الصغيرة أيضاً لم تكن قد شاركت من قبل فى حملات الدعم، لكنها تعلمت من الصغار حولها كيف تتجنّب منتجات المقاطعة.