بوابة الوفد:
2025-01-24@11:08:09 GMT

دولة اليهود من نابليون إلى بلفور

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

فكرة إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين بدأت منذ أيام حملة نابليون بونابرت عام 1799، حيث دعا يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إلى حملته من أجل بناء مدينة القدس القديمة، وقد جنّد منهم عددًا كبيرًا فى جيشه، إلا أن هزيمة نابليون حالت دون ذلك. ثم بدأت الفكرة تظهر على السطح مرة أخرى، وبدأ العديد من زعماء الغرب وكبار اليهود يهتمون بها، ويؤسسون كثيرًا من الجمعيات المنادية لهذا الأمر، وبدأ التخطيط الفعلى من إصدار تيودور هرتزل الزعيم الصهيونى عام 1896 كتابه «الدولة اليهودية»، وجاء فى خطابه بهذا المؤتمر: «إننا نضع حجر الأساس فى بناء البيت الذى سوف يؤوى الأمة اليهودية»، ثم اقترح برنامجًا يدعو إلى تشجيع القيام بحركة واسعة إلى فلسطين، والحصول على اعتراف دولى بشرعية التوطين، وكان من قرارات ذلك المؤتمر: إنشاء «المنظمة الصهيونية العالمية» لتحقيق أهداف المؤتمر، والتى تولت أيضاً إنشاء جمعيات عديدة علنية وسرية، لتخدم هذا الهدف، ودرس اليهود حال المستعمرين، فوجدوا أن بريطانيا أنسب الدول لهذا الأمر التى تتفق رغبتها فى وضع داء فى وسط الأمة الإسلامية موالٍ للغرب، مع رغبة اليهود فى وطن قومى لهم، وكانت أكثر البلاد العربية تحت سيطرتها، فدبروا معها المؤامرة، وأخذوا بذلك وعداً من «بلفور» رئيس وزراء بريطانيا ثم وزير خارجيتها عام 1917 أعلن فيه: أن بريطانيا تمنح اليهود حق إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين، وأنها ستسعى جاهدة فى تحقيق ذلك.

وكان اليهود قد بدأوا الهجرة إلى فلسطين فى الوقت الذى كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطانى، فاستطاع اليهود بسبب الهجرة تكوين دولة داخل دولة، وكانت الحكومة البريطانية تحميهم من بطش المسلمين، وتتعامل معهم بكل التسامح، فى الوقت الذى تتعامل فيه مع المسلمين بكل شدة وتنكيل.

ولما أخفقت بريطانيا عن تحقيق أمانى اليهود أحالت الأمر إلى الأمم المتحدة التى بدورها استلمت الدور البريطانى فى المنطقة، فأرسلت الأمم المتحدة لجانها إلى فلسطين، ثم قررت هذه اللجان تقسيم فلسطين بتخطيط يهودى وضغط أمريكى، فأعلن قرار التقسيم لفلسطين بين المسلمين واليهود فى 29 نوفمبر 1947. فقررت الحكومة البريطانية بعده الانسحاب من فلسطين، تاركة البلاد لأهلها وذلك بعد أن تأكدت أن اليهود قادرون على تسلم زمام الأمر، فحال خروجها فى مايو 1948، أعلن اليهود دولتهم التى اعترفت بها أمريكا بعد إحدى عشرة دقيقة، وكانت روسيا قد سبقتها بالاعتراف، ثم استطاعت هذه الدولة اليهودية أن تقوم على قدميها، وأن تخوض ضد المسلمين عدة حروب، منى فيها المسلمون بهزائم، وما زالت هذه الدولة قائمة فى قلب الأمة الإسلامية، فاليهود منذ أزمان بعيدة وهم داء، أينما حلوا نشروا الفساد والشحناء والعدوان بين أهل البلاد التى يحلون فيها، وقد رأت الدول الغربية أنها ستكسب مكسبين عظيمين من إقامة هذا الكيان فى جسد الأمة الإسلامية!

أحدهما: أنها تسلم من شرور اليهود وسيطرتهم، وفسادهم وتحكمهم فى البلاد وثرواتها.

ثانيهما: أنها تضع فى قلب الأمة الإسلامية دولة حليفة لها، وهى فى نفس الوقت علة تستنزف قوى الأمة الإسلامية، وتضع بذرة الفرقة والخلاف بين أفرادها، حتى لا تقوم لها قائمة.

وهذا الوضع ما زال قائما، وفى كل يوم يظهر الهدف واضحا، وتظهر الشخصية اليهودية الحقيقية أكثر وأوضح، وما لم يقف العرب لهذا الواقع المرير، فإنه لن يتغير الحال، بل ستزداد الأزمات والمصائب، فإن تجمع العرب واتفاقهم على هدف واحد لصون وحدتهم مقدمة لتكون فلسطين حظيرة لليهود، ومؤذنة بفنائهم والقضاء على بذرتهم الخبيثة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن فلسطين رئيس وزراء بريطانيا مدينة القدس القديمة الأمة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

العلمانية والتضليل بإسم الدين

الرأى اليوم

صلاح جلال

(١)
???? أريد أن أقول شهادة صادقة مع نفسى وبنى وطنى حول جدل الدين والعلمانية الذى ترفعه مجموعات كقميص عثمان من أجل السلطة وسلاح للتعبئة ومواجهة الخصوم السياسيين ، أنا أعيش فى بلد علمانية منذ ما يقارب الربع قرن من الزمان أعتقد أن النظام العلمانى القائم فيها أكثر عدالة وكرامة وشفافية وأخلاقية فى الحكم النزيه ومحاربة الفساد ، من كل الدول الإسلامية التى أعرفها وعشت فيها .

(٢)
???? نظام علمانى لاقيود فيه على حرية الإعتقاد ولا حرية العبادة وطلاقة كاملة فى الحريات العامة والحقوق المدنية وحكم دولة القانون وتساوى الفرص ، يمكنك مقاضاة أى شخص داخل الدولة مهما كان منصبه أو موقعه أو حجم ثروته .
(٣)
???? من تجربتى الشخصية المذكورة فى ظل نظام دولة علمانية أشهد أن نظام الدولة العلمانية القائم حيث أعيش أقرب لمصالح العباد من أى خيار آخر
البعض سيأتى للمتاجرة بالدين والإستعراض المضلل للقرآن الكريم
الذى يستدلون به فى الحدود وغيرها من الأحكام المحدودة فى القران ، ويغفلون المعاملات كلها فهى أساس الدين والتدين التى تقوم على العدالة والمساواة وحكم القانون وتجريم الفساد ومحاربة المفسدين .

(٤)
???? القانون فى الدولة العلمانية لايقوم من فراغ إنما يقوم على تراث وتقاليد وقيم المجتمع من خلال برلمان منتخب يعبر عن إرادة الناس ورغبتهم وأعرافهم وتقاليدهم
نحن لانريد دولة لرجال الدين يحتكرون السلطة لننتظر نحن الفتوى فى قضايا لايفقهونها كما قال الرئيس الماليزى مهاتير محمد ، ولانريد دولة لتقنين العربدة والمجون والإنفلات عن القيم العامة والأخلاق السوية للإنسان ، نتطلع لتأسيس دولة للعلماء فى الزراعة والهندسة والإقتصاد والكمبيوتر وغيرها من العلوم المدنية والمعارف الإنسانية ، نتطلع لدولة مدنية لا يتوقف الحكم عليها بعنوان دستورها إسلامى أو علمانى
*دولة تقوم على دستور وظيفى* مهمته الرئيسية مكافحة الجهل والفقر والمرض وتحقيق النهضة والحياة الإنسانية لتوفير العمل الحلال وتساوى الفرص وتحقيق التعليم للجميع والسكن اللائق ولقمة العيش الضرورية والمشافى للعلاج ، كل هذه الحقوق على قدم المساواة بين مواطنيها لايحرمهم من حق دينهم أو عرقهم أو جهتهم ، لابد من وقف المزايدة بإسم الدين التى إنطلقت من منتصف الستينات إلى اليوم لا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت بل صار الدين من أدوات الهيمنة والصراع حول السلطة والثروة يرفع للمخاتلة المصحف الشريف ، حتى أصبح حوار الدين والدولة حوار ملغوم
قابل للإنفجار بين التكفير والتقديس .

(٥)
????????ختامة
أصحاب المصلحة فى تغبيش الوعى وتزييف الدين سيشرعون كافة أدواتهم الصدئة ويتحسسون مدافع المنجنيق تحت شعار من يحادون الله ورسولة ، نقول لهم نحن نعتز بأننا مسلمون نصوم ونصلى ونؤدى الزكاة ونحج ما إستطعنا إليه سبيلا ونشهد أن الله واحد ومحمد خاتم الأنبياء *ولكننا نرى مناقشة شئون الدنيا تحت مدفعية التدين الزائف مكيدة للهيمنة* *وليست إعلاء لشأن الدين* من طرف المتطرفين وتجار الدين ، يسعون لإستغلال مشاعر البسطاء ومحدودية معرفتهم بالدين وجهلهم بالدولة لتعبئتهم بالشعارات لتحويلهم لقنابل موقوته ضد الحياة والمستقبل وإقناعهم بأن الدولة هى وسيلتهم لدخول الجنة والتعبد بها، وهم من تجاربهم يستغلونها لمصالحهم الخاصة لنهبهم ، كما قال أحد القساوسة الأفارقة ومعهم الرهبان يرفعون الإنجيل فتنصرنا وأدخلونا الكنائس وتفرغوا لنهب خيراتنا ، لا نريد ان يتكرر هذا المشهد بإسم الإسلام .

٢٣ يناير ٢٠٢٥م  

مقالات مشابهة

  • العلمانية والتضليل بإسم الدين
  • وزير الثقافة يشيد بمشاركة فلسطين بمعرض القاهرة للكتاب في دورته الـ56
  • فلسطين تسلط الضوء على شهداء وخسائر القطاع الثقافي إبان حرب الإبادة الجماعية
  • وزير الثقافة يشيد بمشاركة دولة فلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • وزير الثقافة يشيد بمشاركة دولة فلسطين بفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • الجزائر.. الرئيس يصدر مرسوماً بشأن «مجلس الأمة» في البلاد
  • استمرار الحرب يقلص خيارات السودانيين في البحث عن لقمة العيش
  • لماذا تراجعت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
  • بسنت شوقي: الست بتتحمل الضغوط أكتر من الراجل |فيديو
  • مرغم: اتفاق الصخيرات أشد شؤمًا من وعد بلفور