دبي: «الخليج»

أكدت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن التغيّر المناخي يمثل تحدياً عالمياً يواجه جميع الحكومات، نظراً لتأثيره في مختلف القطاعات المجتمعية والاقتصادية، ويمس وظائف معظم موظفي القطاع الحكومي البالغ عددهم 200 مليون موظف حول العالم، مشيرة إلى أن اكتساب المهارات الجديدة هو المفتاح لمعالجة فجوة المهارات الحكومية الخضراء للمضي قدماً في الممارسات المستدامة للوصول إلى هدفنا بحكومات خضراء في جميع عملياتها، وقطاعاتها.

جاء ذلك خلال طاولة مستديرة بعنوان: «بناء حكومات قادرة على التعامل مع تغير المناخ»، التي نظمها مكتب التطوير الحكومي والمستقبل بالشراكة مع صندوق بيزوس للأرض و(Apolitical)، ومجموعة القيادة المناخية للمدن (C40) ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات.

وتعهد ممثلو سبع جهات ومنظمات حكومية، من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، وكندا، خلال اجتماع الطاولة المستديرة، بالعمل على بذل المزيد من الجهود لتطوير قدرات موظفيها على المهارات الخضراء، بما يتيح لهم تصميم البرامج والسياسات والمبادرات اللازمة لمعالجة تداعيات التغيّر المناخي.

وأعلن على هامش الطاولة المستديرة عن إطلاق التحالف الحكومي الدولي للمهارات الخضراء بالتعاون بين حكومة الإمارات ممثلة في مكتب التطوير الحكومي والمستقبل وشركة (Apolitical)، إدراكاً للدور الحاسم الذي يلعبه الموظفون الحكوميون في تشكيل وتنفيذ سياسة المناخ، حيث أظهرت بيانات استبيان أجرته شركة «Apolitical» أن 8 من كل 10 موظفين حكوميين في العالم، لا يملكون الأدوات أو التدريب اللازم لاتخاذ الإجراءات المناخية المطلوبة.

ومن المتوقع أن يسهم التحالف في تزويد 200 مليون موظف حكومي في العالم، بالمهارات اللازمة لدفع الاستدامة البيئية، والقدرة على التكيف مع تغيّر المناخ.

وقالت عهود الرومي: «يمثل التحالف منصة عالمية للتعاون المشترك لسد الفجوة في المهارات الخضراء على مستوى العالم، من خلال تمكين الحكومات الأعضاء في التحالف من دمج المهارات المناخية والبيئية في برامج تعليم الإدارة الحكومية، لتوسيع نطاق المهارات الخضراء بين موظفي القطاع الحكومي في العالم، وتسهيل تبادل أفضل الممارسات وأساليب التعلم المبتكرة».

وأضافت: «تدرك حكومة دولة الإمارات المسؤولية التي يتحملها كل موظف حكومي تجاه العمل المناخي، ونتفهم الحاجة إلى الاستثمار في المهارات الخضراء كمفتاح لإطلاق العمل المناخي الفعال. لذا أطلقنا هذا العام مسار الاستدامة في مبادرة (جاهز) لتعزيز جاهزية الموظفين الحكوميين بمهارات المستقبل».

وأكدت أن منصة «جاهز» منحت أكثر من 250 ألف شارة في المهارات الخضراء، ما أدى لتحويل موظفي الحكومة إلى شريك في العمل المناخي الفعال، مشيرة إلى أن إطلاق التحالف الدولي للمهارات الخضراء، يعد شهادة على التزامنا باستدامة موظفينا وحكومتنا، ودعت الحكومات إلى الانضمام للتحالف.

وناقش المشاركون أهمية تشجيع الحكومات على قيادة الجهود لتحقيق الاستدامة ومعالجة تداعيات التغير المناخي، إضافة إلى بناء حكومات عالمية مرنة قادرة على التعامل مع التغيّر المناخي.

واستعرضت الطاولة المستديرة تجارب عدد من الحكومات الرائدة في التدريب الحكومي على تطوير المهارات الخضراء لموظفيها، إضافة للتعهد المشترك ببناء القدرات المناخية من قبل عدد الحكومات بينها دولة الإمارات والبرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وغيرها.

من جهته، تناول أندرو ستير الرئيس التنفيذي لصندوق بيزوس للأرض، الحاجة الملحّة لبناء حكومات قادرة على التعامل مع تغيّر المناخ باعتبارها أداة رئيسية لدفع العمل المناخي في ظل هذه الظروف الحرجة، موضحاً أهمية تشجيع المؤسسات غير الحكومية على دعم الحكومات في توسيع نطاق التدريب على المناخ والبيئة، منوهاً بأنه لأول مرة ضمن مؤتمر الأطراف، يحتل رأس المال البشري أهمية كبيرة، نظراً لدوره في صنع قرارات تعالج تحديات التغيّر المناخي.

فيما عبّرت آنا توني، الأمين العام للتغيّر المناخي في وزارة التغير المناخي والبيئة في البرازيل، عن التزام بلدها بقيادة العمل المناخي باعتبارها نموذجاً عالمياً يحتذى في التعهد بجعل التدريب على الاستدامة والمناخ متاحاً على نطاق واسع، لجميع الموظفين الحكوميين على المستويين، الفيدرالي والمحلي.

وقال روبين سكوت الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة (Apolitical)، إن الحاجة إلى سد «فجوة المهارات الخضراء» الحكومية أمر ملحّ وضروري، ويتضح ذلك من خلال نتائج المسح العالمي للمهارات الحكومية الخضراء لعام 2023، والذي أشار إلى أن 65% من موظفي القطاع الحكومي يقولون إنهم لم يتلقوا أي تدريب في مجال المناخ، فيما يؤكد 73% إنهم سيستفيدون من هذا التدريب عند توفره.

وتناولت مداخلات من المشاركين في الطاولة المستديرة، مواضع عدة، بينها مبادرة لتقديم التدريب على المناخ والاستدامة لجميع الموظفين الحكوميين الجدد، قدمها ممثل حكومة ويسترن كيب، وتحدث ممثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن أهمية بناء قدرات الموظفين الحكوميين لدفع جهود العمل المناخي، فيما ركز ممثل مكتب الكومنولث والتنمية الخارجية بالمملكة المتحدة على ضرورة إشراك الموظفين الدبلوماسيين في العمل المتعلق بمهارات المناخ والطبيعة.

وتحدث عمداء مدينة كولومبيا الأمريكية ومدينة هاليفاكس الكندية، عن ضرورة إشراك جميع موظفي القطاع الحكومي في التدريب المناخي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الموظفین الحکومیین الطاولة المستدیرة المهارات الخضراء التغی ر المناخی العمل المناخی

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. تعاون بين وزارة الطاقة و"سيمنس" لتعزيز الطاقة الخضراء

وقعت وزارة الطاقة والبنية التحتية وشركة سيمنس للطاقة، مذكرة تفاهم، اليوم الثلاثاء، بهدف التعاون والتنسيق المشترك بين الطرفين لتعزيز مستقبل صناعة الطاقة الخضراء والنظيفة في الإمارات، وتقليل التحديات المستقبلية المتعلقة بالبنية التحتية للشبكة ومجال الطاقة، إضافة إلى تعزيز التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، واستكشاف الفرص التكنولوجية المحتملة التي تهدف إلى الانتقال إلى الطاقة المستدامة وتشغيل الشبكة بشكل موثوق.

وتتضمن بنود المذكرة، التي وقعها كل من المهندس شريف العلماء وكيل الوزارة لقطاع الطاقة والبترول، وخالد بن هادي الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للطاقة، على هامش فعاليات النسخة الثالثة من "المؤتمر العالمي للمرافق"، الذي تستضيفه شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" ويختتم أعماله غداً الأربعاء، التنسيق المشترك لتعزيز الابتكار، وتطوير البحث، ومشاركة المعرفة، مع تعزيز روح التعاون في السعي نحو مستقبل أنظف وأخضر لصناعة الطاقة.

حلول مبتكرة

وتعزز مذكرة التفاهم تبادل المعرفة وإقامة ورش عمل فنية وجلسات عصف ذهني، وتقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات والاستراتيجيات والتجارب التي تتعلق بتوسيع الشبكات وموثوقيتها، والتطوير الصناعي، ومشهد الطاقة، والتوسعات المستقبلية، بجانب استكشاف فرص التعاون مع الجامعات المحلية والمعاهد البحثية حول مواضيع انتقال الطاقة وتطوير خبرات الشباب في مجال انتقال الطاقة.
كما تستهدف المذكرة استكشاف خيار تقديم تقييم للبنية التحتية الحالية للشبكة، لدمج الطاقة المتجددة والاستراتيجيات المتعلقة بالانتقال المستدام للطاقة، وتوسيع الشبكة، وتحليل سلسلة قيمة الهيدروجين بما في ذلك إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع وتخزينه، وتأثيره على مشهد الطاقة والاقتصاد الصناعي في الإمارات.

التنمية المستدامة

وأكد المهندس شريف العلماء، أن "هذه الشراكات تلعب دوراً كبيراً في دعم مستهدفات الإمارات في مجالات الطاقة، وخاصة النظيفة منها، كما ستمهد الطريق لتحقيق الأهداف المشتركة في تعزيز استخدام الطاقة النظيفة ودعم الجهود لتحقيق التنمية المستدامة".

من جانبه، أكد خالد بن هادي:"سنعمل بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، على دعم الرؤية الطموحة للإمارات، والسعي لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في تطوير حلول تكنولوجية مستدامة لدفع عجلة التحول الطاقي، ومكافحة التغير المناخي".

مقالات مشابهة

  • اتفاق على تزويد أفريقيا بلقاح مضاد لـ«جدري القردة»
  • خالد عبد الغفار: مبادرة «بداية» تؤهل الشباب لسوق العمل وتقدم برامج لرفع المهارات
  • العمل: أكثر من 5 آلاف موظف في كردستان يتلقون الإعانة بشكل غير قانوني
  • تعاون بين «الطاقة» و«سيمنس» لتعزيز صناعة الطاقة الخضراء
  • أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو
  • أذربيجان تعلن أهدافا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29
  • التمويل المناخي وتخزين الطاقة.. الإعلان عن أهداف "كوب29"
  • الإمارات.. تعاون بين وزارة الطاقة و"سيمنس" لتعزيز الطاقة الخضراء
  • مؤشر الأحمال الكهربائية يستقر في المنطقة الخضراء
  • أبوظبي تستضيف «المؤتمر الدولي لصحة اللاجئة في ظل التغير المناخي»