بوابة الوفد:
2025-01-03@11:15:58 GMT

مجرد رقم

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

عندما تنتهي سنة في عُمر الإنسان، يكون قد نضج عُمرًا كاملًا في عام، خصوصًا عندما يشعر بأن الدنيا لا تساوي شيئًا، أو يكتشفها على حقيقتها التي كان يتجاهلها، فيزداد يقينًا بأنها لا تستحق كل ما يفعله من أجلها!

لذلك يحتاج الإنسان دائمًا ـ مع كل عام ينقضي ـ إلى هُدنة مع العقل، ومراجعات دقيقة وشاملة، ووقفة متأنية مع النفس، أو بالأحرى لحظة تأمل صادقة وفارقة، بعد أن يكون قد اجتاز مرحلتي «ليس بالإمكان»، أو «لو كنتُ أستطيع».

في كل عام يمر برحلة أعمارنا القصيرة ـ بلحظاته السعيدة وأيامه المؤلمة الحزينة ـ يبقى العطاء مُتاحًا، خصوصًا أنه ليس مرتبطًا بعُمْر معين، ولذلك يظل الإنسان نابضًا بالحيوية المتجددة، طالما لديه القدرة على أن يحلُم، لكنه يتداعى بالشيخوخة عندما يبدأ مرحلة استحضار الذكريات.

عندما نتوقف أمام عام رحل، وآخر نبدؤه، فنحن بالتأكيد أمام حقيقة مفادها أننا يقينًا مازلنا على قيد الحياة، رغم الآلام والمرارات والأوجاع، المحملة بكثير من التفاصيل المزعجة، التي فَرَضَت نفسها بإملاءاتها المفروضة على حياتنا.

إذن، مَرَّ عام بمآلاته القاسية، لنستقبل آخر بدوافع متجددة، بعد أن تملَّكَنا شعور بتوقف كل شيء حولنا، أو انتهائه تمامًا، لكن ذلك الإحساس ربما يكون بداية حقيقية لمرحلة جديدة من حياتنا، خصوصًا أن مرارة الأيام لن تستمر إلى الأبد.

وهنا يجب أن تستوقفنا لحظات تأملٍ في كل ما يحيط بنا، حتى نتجنب الوقوع في تكرار المآسي، خصوصًا أنه «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة، وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل».

لعل رحيل عام بذكرياته الأليمة وتفاصيله البائسة ومشاهده العبثية، يكون بداية لسنة جديدة، لكنها تظل مُعَلَّقة على تصحيح المسار وعدم تكرار أخطاء الماضي.. ولذلك سوف تستمر الحياة، سواء أكنَّا نتمناها، أم لا نرغب في تحمل أعبائها، على أملِ تحقيق ما عجزنا عنه في عامنا السابق.

في بداية كل عام جديد، علينا الابتعاد عن الإحباط والمُحْبِطِين، وألا نُضَيِّع الحاضر بالتفكير بقلق بالغ للمستقبل، وأن نجتهد للوصول إلى «السعادة» كمعنى وحالة، علَّها تكون آخر محطات الحياة، خصوصًا إذا تَيَقَّنَّا أن اللحظات السعيدة التي نعيشها، تمر بسرعة فائقة، فيما تمر الأوقات الصعبة بطيئة جدًا، بكل ما تحمله من مرارات وأوجاع. 

أخيرًا.. نتصور أنه يجب النظر إلى ما مرَّ من العمر، كمجرد رقم، أو بدايات فقط لما هو آتٍ، حتى لا نشعر ببلادة الوقت، ونعيش مرحلة الشيخوخة المبكرة، التي نشعر معها فقط بأننا على قيد الحياة. 

فصل الخطاب: 

العمر لا يُقاس بعدِّ السنين، ولكن بعدَّاد المشاعر، وعلى الإنسان أن يعيش دائمًا بدوافع متجددة، والابتعاد عن الانزواء مع الأفكار المُحْبِطة أو مخالطة المُحْبِطين.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مراجعات مرحلة الشيخوخة السعادة محمود زاهر سنة جديدة خصوص ا

إقرأ أيضاً:

المرتزقة… خزائن الخيانة وسماسرة الذل

 

 

المرتزقة أولئك الذين لا يعرفون من الكرامة إلا اسمها، يعيشون على فتات موائد أسيادهم، باعوا كل شيء: الدين، الشرف، والوطن، واشتروا لأنفسهم بطاقات عبور إلى مزبلة التاريخ. هم أدوات رخيصة تُستخدم لتنفيذ أجندات خارجية، يبيعون أنفسهم في سوق المذلة بأبخس الأثمان ويتباهون بخيانتهم كأنها إنجاز.
بالأمس كانوا يتغنون بفلسطين، ويرفعون شعارات القدس، أما اليوم فقد أصبحوا حراسًا لبوبات الصهاينة، يباركون جرائمهم، ويحاربون كل من يقف في وجه مخططاتهم. لم تعد الشعارات تنطلي على أحد، فقد انكشف زيفهم أمام أعين العالم، وأضحوا رموزًا للعار والخذلان.
إن المرتزقة لا يعرفون قيمة الوطن ولا معنى الحرية، فهم لا يتحدثون إلا بالغة المال ولا يتحركون إلا وفقًا لرغبات أسيادهم. يرتدون أقنعة وطنية، لكنهم في الحقيقة مجرد خناجر في ظهور شعوبهم. يجلسون في مكاتب فخمة بعيدًا عن الميادين، يكتبون بياناتهم المسمومة بأيدٍ مرتعشة، ويطلقون تصريحاتهم المضللة لعلها تنال رضا أسيادهم، لكنهم في أعماقهم يدركون أنهم مجرد بيادق لا قيمة لها.
هؤلاء المرتزقة يرون الأحرار يقاتلون في الميدان، يرون صواريخ اليمن وهي تدك عمق تل أبيب، ويرون الملايين من أبناء الشعب اليمني يخرجون ليجددوا ولاءهم لوطنهم وقضيتهم، لكنهم لا يجيدون سوى التشويه. بياناتهم المليئة بالأكاذيب وتصريحاتهم التافهة لا تسعى إلا لإرضاء أسيادهم الذين يشترون ولاءهم بثمن بخس. إنهم يعيشون في عالم من الوهم، يظنون أن ولاءهم للصهاينة سيمنحهم حماية أو مجدًا، لكنهم في الحقيقة مجرد أدوات تُرمى عند انتهاء دورها.
إن الخيانة ليست مجرد فعل عابر يرتكبه الإنسان، بل هي انحدار أخلاقي لا نهاية له. المرتزقة اختاروا هذا الطريق بإرادتهم، وقرروا أن يبيعوا كل شيء مقابل مصالح شخصية زائلة. هم يعلمون أنهم لن يكونوا سوى صفحات سوداء في تاريخ أوطانهم، ومع ذلك يواصلون في غيّهم، غير مدركين أن نهايتهم ستكون مظلمة كخيانتهم.
لقد قالوا إنهم يحاربون من أجل الأمة، لكنهم لم يرفعوا أسلحتهم إلا ضد المؤمنين. لم يصرخوا إلا تأييدًا للظلم، ولم يتحركوا إلا لخدمة الصهاينة. أيها الخائنون، بأي وجه تتحدثون عن الشرف؟ وأي شرف تبقى لكم؟ أنتم مجرد عبيد في سوق السياسة، تُباعون وتُشترون بلا قيمة.
إن أفعالهم لن تُمحى من ذاكرة الشعوب، فهم جزء من مؤامرة كبيرة تسعى لتمزيق أوطانهم. باعوا أنفسهم وكرامتهم بثمن بخس، ووقفوا في صف أعداء أمتهم. يتجاهلون معاناة شعوبهم، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة لتدمير كل ما تبقى من أمل في الحرية والاستقلال.
أما الأحرار، فهم من يكتبون التاريخ بدمائهم، بينما أنتم تكتبون نهايتكم بعاركم. سيذكركم التاريخ كرموز للخيانة، وستبقى أسماؤكم مرادفة للذل. المرتزقة لا أمل لهم في النجاة، ولا مستقبل لهم إلا الخزي. أما أحرار اليمن، فهم الطوفان الذي سيقتلعكم من جذوركم، ويرميكم حيث تنتمون… في زوايا النسيان.

مقالات مشابهة

  • خاص 24.. أسلوب الكاتب يستحوذ على الإعجاب في 2024
  • استشاري جهاز هضمي: فيتامين" د" هرمون قبل أن يكون فيتامين
  • تل أبيب لم تعد آمنة
  • لحج وعدن تبدأ 2025 بلا كهرباء
  • حصاد 2024.. أجمل الكتب التي بقيت راسخة في ذاكرة المبدعين
  • عندما يكون”الغباء” موهبة : سياسي عراقي يُؤسس لجيش سري!
  • المرتزقة… خزائن الخيانة وسماسرة الذل
  • مجرد رقم.. «١»
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ تأتي بخمس
  • كيف تكشف لغة الجسد عن الحب: دليل شامل