بوابة الوفد:
2024-11-16@02:48:50 GMT

دولة المماليك

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

كانت العلاقة بين المصريين بأعراقهم المختلفة والمماليك، عدائية نظرا لتمييز أنفسهم وانعزالهم عن المصريين، فقد ظل المماليك طوال فترة حكمهم التى امتدت لمدة قرنين ونصف تقريبًا (1250 – 1517) مجتمعًا مغلقًا، لم يختلطوا بالمصريين، وظلوا بمعزل عنهم مترفعين عليهم، محتفظين بجنسهم وعاداتهم، وكان التحدث باللغة التركية شرطًا أساسيا فى الانتساب إلى الطبقة الحاكمة.

تميز العصر المملوكى بالعديد من الانتصارات العسكرية وكثير من الآثار الإسلامية التى ما زالت شاهدة حتى الآن على تقدم فنون البناء والعمارة والزخرفة فى ذلك العصر.

وفى المقابل كان هناك كثير من الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والبذخ المادى والفساد الذى أطاح بدولتهم فى نهاية الأمر.

عسكريًا نجحت دولة المماليك فى الحفاظ على مصر ووحدة أراضيها من الاحتلال العسكرى سواء من المغول أو الصليبيين ولم تتعرض لاحتلال مماثل لما حدث فى الشام والعراق، كما نجحت دولة المماليك فى الوقوف أمام أطماع البرتغاليين التوسعية ومحاولاتهم للسيطرة على البحر الأحمر وطرق التجارة.

أما اقتصاديًا فقد فشل المماليك فى تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار المادى لعامة المصريين وعاشوا هم حياة البذخ والترف، وتعرضت مصر للعديد من المجاعات نتيجة إهمال المماليك للزراعة والصناعة، وترصد كتب التاريخ عدد المجاعات التى اجتاحت مصر من 1250م إلى عام 1517 والتى تجاوزت الـ20 مجاعة، كما رصدت حالات أكل لحوم بشر، بخلاف الأوبئة والجفاف والفيضانات وارتفاع أسعار السلع الغذائية التى كانت قاسمًا مشتركًا طوال فترة حكم المماليك.

وتشير كتب التاريخ إلى أن النظام الاقتصادى فى العصر المملوكى كان قائمًا على مبدأ الدولة الاحتكارية حيث يتركز الاقتصاد فى أيدى السلطان بداية من سك العملة والزراعة والصناعة والنقل المائى إلى احتكار المرافق العامة المنافسة للاستثمار الفردى فى الزراعة والتجارة والصناعة، واحتكرت دولة المماليك المواد الخام وأخذتها بالمجان، وعجزت الصناعات الفردية عن منافسة صناعة السلطان التى كانت تُعفى أيضاً من كافة الرسوم والضرائب.

ونتيجة للفشل فى الزراعة والصناعة لم يجد المماليك بديلًا عن الاعتماد على التجارة الخارجية باستغلال موقع مصر الجغرافى كمعبر لحركة التجارة بين الهند وأوروبا من خلال فرض الضرائب على البضائع التجارية أو تصدير التوابل والبخور الوارد من الهند، إلا أن الفساد الذى ساد فى أركان دولة المماليك وإسناد المناصب لأهل الثقة بدلًا من الكفاءات وانتشار الرشوة وشراء المناصب واحتكار السلطة والتجارة، وإقصاء المصريين وإهمال التعليم والبحث العلمى وقطاع الصحة، كل هذا أدى فى النهاية إلى تدهور الآلة العسكرية القوية للمماليك، وانهيارها على يد العثمانيين فى معركتى مرج دابق والريدانية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موقع مصر الجغرافي

إقرأ أيضاً:

حجارة أثرية تحسم الجدل حول تاريخ اختراع العجلة

عثر علماء آثار على مجموعة كبيرة من الأحجار الدائرية الصغيرة المثقوبة في المنتصف، يرجح أنها تعود إلى 12 ألف عام، ما جعل العلماء يعتبرون أنها تشكل دليلاً حاسماً على كشف تاريخ اختراع العجلة بشكلها المعروف في العصر الحالي.

وفيما يختلف العلماء حول تأريخ ظهور العجلة، أكدت هذه الدراسة أن الحجارة الجديدة المكتشفة هي أقدم  من كل الاكتشافات السابقة المرتبطة بتحديد سنة ابتكار الإنسان لأول عجلة في التاريخ، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك بوست".

وكان الكثير من علماء الآثار قد ربطوا العجلة الأولى بـ "عجلة الخزف" الكنعانية، التي عثر عليها في العراق، ويبلغ عمرها 5500 عام، حيث استخدمت في حضارة بلاد ما بين النهرين لصنع الفخار في مدينة أور السومرية.

فيما اعتقدت دراسات أخرى أن أول دليل على وجود مركبة ذات عجلات يعود  إلى حوالى 500 عام بعد العصر البرونزي، وهو العصر الذي يمتد من قرابة 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد.


حلقات حجرية مخصصة للغزل

وبحسب الدراسة، التي أعدتها البروفيسورة ليئور غروسمان بالتعاون مع خبراء آخرين من الجامعة العبرية في القدس، اكتشف الباحثون المئات العجلات المصنوعة من الحجر الجيري في الموقع الأثري "ناحال عين الثاني"، وتتميز بأنّها مثقوبة في الوسط كحال العجلات الأولى في الشكل والوظيفة.
هذه الثقوب الوسطية دفعت العلماء إلى الاعتقاد بأنها كانت حلقات خاصة بمغزل، أي عبارة عن أشياء دائرية تعلق بعصا المغزل، وتتخذ شكل العجلة الذي يساعد المغزل على الدوران بشكل أسرع وأطول، وهذا بدوره يسرع عملية جمع الألياف، مثل الصوف وتحويلها إلى خيوط.


التكنولوجيا الحديثة تكشف الماضي

قالت ليئور غروسمان: "الأهم من ذلك أن هذه "العجلة والمحور" أحدثتا ثورة في التاريخ التكنولوجي البشري، من خلال تحويل الحركة الخطية إلى الحركة الدوّارة، والتسبب في تحرك أجزاء من الأجهزة".
ولاختبار ما إذا كانت هذه الصخور المثقوبة هي عجلات، قام العلماء ببناء نسخ طبق الأصل من القطع الأثرية، ثم أعطوها "دوّامة" عن طريق غزل الكتان معهم، فانتهت التجربة بنجاح.
وكتب الباحثون في دراستهم: "الجانب الأكثر أهمية في الدراسة هو كيف تسمح لنا التكنولوجيا الحديثة بالتعمق في لمس بصمات حرفيي ما قبل التاريخ، ثم تعلم شيء جديد عنهم وابتكارهم".
 

 

مقالات مشابهة

  • حجارة أثرية تحسم الجدل حول تاريخ اختراع العجلة
  • فتح آفاق التعاون والتبادل التجاري مع بلغاريا
  • وزير النقل والصناعة: نعمل على تسهيل الإجراءات للمصانع المتعثرة
  • وزير النقل: إطلاق منصة مصر الصناعية لاتاحة جميع الخدمات
  • إصابة وزير التجارة والصناعة الإيراني خلال رحلته إلى كردستان
  • دولة عربية تحتل المركز الثالث عالميا في تجارة «الماس».. تعرف عليها
  • دولة عربية بالمرتبة الثالثة عالميا في تجارة الماس
  • الحالة “الترامبية”.. مجنون العصر!!
  • وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار تنظم فعالية بذكرى الشهيد
  • أردوغان يعلن قطع التجارة والعلاقات مع دولة الاحتلال