إذا كان القلم هو رصاص حي وباقٍ فإن الصورة عابرة للحدود وموثقة للذاكرة العادلة في عصر فقدت فيه الإنسانية معايير الحق والخير والصدق والشرف والحياة، أو في قول أكثر صدقاً فقدت فيه الإنسانية فحواها ومحتواها وصرنا جميعاً أسرى قوى كبرى تتحكم وتسيطر على البشر في كوكب على وشك الانقراض والانهيار والزوال ألا وهو كوكب الأرض.
تنظر إلى السماء فتشعر بأن هناك معركة دائرة مثل معارك الآلهة وأدخنة متصاعدة وألسنة لهب متشابكة بين قوى الشر وآلهة الدمار الذين أصدرنا الأمر لوكلائهم من شياطين الإنس والجن ومنحوهم قوتهم وآثامهم ليدمروا البيوت الأمنة ويقطعوا أوصال الأسر الملتفة حول رغيف خبز ساخن وكوب ماء بارد وأن ينزعوا الأجنة من أرحام الأمهات الحبلى ويمنعوا الهواء عن الرضع الذين بقرت بطون أمهاتهم وأن يسكبوا النيران في جوف الأباء والأجداد يحرمونهم من روح الروح أبناء وبنات وأن يفطروا قلوب الأمهات وقد فقدن الضنا ونور العين، ولا ينسون في حربهم الشيطانية أن تكون دماء الصغار هي التي تروي عطشهم وتمدهم بوقود تلك الحرب المستعرة في سماء الكون بين الشر وأعوانه وشياطينه وبين الحق وملائكة الخير والرحمة.
الإعلام الجديد والتقنيات الحديثة والمنصات الفضائية استطاعت أن تعبر وتسجل وتصور وتجعلنا نعيش تلك الحرب المستعمرة، وصارت الصور والفيديوهات المسجلة بالصوت والصورة واللون والرائحة المعبأة بالموت والخوف والدمار تنتقل إلى كل بقاع الكون والأرض فندرك أننا ضعفاء غير قادرين على الفعل وعلى التحرك وأن كل ما نقوم به هو البكاء والعويل والصراخ والتنديد والشجب والرفض.. بعد أن سقط القناع الزائف عن المدنية والحضارة والمنظمات الدولية القانون الدولي وعن معتقدات مثل العروبة ووحدة الدين واللغة حتى وحدة الإنسانية والمشاعر البشرية التي تجمع هذا الجنس المنقرض الذي يسمى بشراً.. جميعها أثبتت عجزها وفشلها أمام قوة الشر وآلهة الدمار.. ومع كل هذا فإن السلاح الفتاك الذي هز عرش تلك الآلهة الشيطانية ووكلائها من أنس وجن هو ذلك الإعلام الجديد.. ليس بالكلمة وليس المقال وليس بالخبر في جريدة أو مجلة وإنما لحظات يصور فيها المراسل أو الصحفي أو حتى الطفل الصغير أو الشاب أو الفتاة ما يجري .. تفاصيل صغيرة متراكمة وتعليقات ومنصات تنشر وتترجم إلى لغات متعددة الكل يرى ويشاهد ويتابع ويتعايش ويثور ويرفض وتتحول السماء إلى معركة مضادة أشتبك فيها الإعلام الفضائى معركة تشارك فيها بشر مازالوا يحملون جينات ذلك الجنس المنقرض يحاربون حرباً إنسانية بعد أن عجزت أجهزة دولهم ومنظماتهم وقوانينهم الوضعية الدولية المحلية في الفعل وفي وقف آلهة البشر عن إستكمال تدمير للبشرية والإنسانية.. الإعلام الشعبي الجديد فيس بوك.. تيك توك.. إنستجرام.. X أو تويتر بث مباشر على الفضائيات.. يوتيوب.. تليجرام إعلام مختلف.. بلوجر – إنفلونسر.. صحفي – مراسل – يوتيوبر.. مسميات جديدة تختلف عن الصحفي الإعلامي والمذيع.. أدوات إعلامية -رقمية -لغوية لغة صورة.. ولغة تعبير.. ولغة أداء ولغة بث.. ولغة نقل... ولغة قادرة على الجذب والتغير …هذا هو الإعلام وقد صار سلاحاً في حرب كونية دمرت الحضارة والتقدم وعلى وشك القضاء على الجنس البشرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجنس البشري كوكب الأرض
إقرأ أيضاً:
وزير الاعلام الباكستاني:لن نعترف بإسرائيل تحت أي ظرف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار على وقوف الأمة الباكستانية صفًا واحدًا في قضية فلسطين وأدان الأعمال الوحشية التي ترتكب بحق الفلسطينيين الأبرياء في غزة.
وزير الاعلام الباكستاني: لن نعترف أبدًا بإسرائيل
أكد تارار خلال مشاركته في نقاش حول القضية الفلسطينية في الجمعية الوطنية دعم باكستان الثابت للفلسطينيين ومطالبتها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيًا على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد أن باكستان لطالما رفعت صوتها في كل المحافل الدولية ضد الفظائع الإسرائيلية المستمرة في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وتنتهك جميع القوانين الدولية.
وأشاد تارار أيضًا بجنوب أفريقيا لرفعها دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، واصفًا إياها بموقف جريء ومبدئي. كما سلّط الضوء على دعم باكستان الفعّال لقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وذكر أن وزارة الخارجية أصدرت بيانًا سياسيًا واضحًا يدين الإبادة الجماعية في غزة.
وأكد أن باكستان لا تزال ثابتة في دعمها للشعب الفلسطيني المظلوم، وستواصل رفع صوتها ضد الظلم في كل محفل عالمي.
وقال إن قضية فلسطين ليست مجرد مسألة سياسة خارجية، بل هي مرتبطة بهوية باكستان وضميرها الأخلاقي. إن ارتباطنا بأرض فلسطين المقدسة يسري في دمائنا.
أكد الوزير أن باكستان لن تعترف أبدًا بإسرائيل تماشيًا مع رؤية القائد الأعظم محمد علي جناح.
وشدد على أن هذا المجلس يجب أن يسمو فوق الخلافات السياسية ليقف متحدًا من أجل فلسطين وشعب غزة المضطهد.
كما سلط الضوء على الجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة، قائلًا إنه تم إجلاء أكثر من 200 طالب طب فلسطيني بنجاح من غزة ونقلهم إلى باكستان.
وأضاف: كانت هناك تهديدات بشن غارات جوية على كليات الطب في غزة وقد تكفل رئيس الوزراء شهباز شريف شخصيًا بسلامة وصولهم هؤلاء الطلاب مسجلون الآن في المؤسسات الطبية الباكستانية، وقد وفرت لهم جميع المرافق بما في ذلك السكن الداخلي.
وأشاد الوزير بوزارة الصحة لدورها في دعم الطلاب الفلسطينيين وأعرب عن امتنانه لكرم الضيافة الذي حظوا به. وأشاد بجهود المجتمع المدني الباكستاني والمنظمات الدينية وخاصة الجماعة الإسلامية ومؤسسة الخدمات، لإرسالها شحنات متعددة من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف: "الأمر لا يتعلق بالسياسة، بل يتعلق بالإنسانية.
وزير الإعلام الباكستاني: جواز سفرنا يعكس موقفنا المبدئي من إسرائيل
وأشاد بالتعاون بين الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث ووزارة الخارجية والسفارتين الباكستانيتين في الأردن ومصر، مما سهّل إيصال آلاف الأطنان من مواد الإغاثة إلى غزة، رغم الصعوبات اللوجستية وانقطاع الطرق البرية. وأضاف: باكستان من الدول القليلة التي نجحت في إرسال مساعدات واسعة النطاق عبر الطرق البرية عبر الأردن ومصر.
وسلط الضوء على الأهمية الرمزية لجواز السفر الباكستاني، قائلًا: جواز سفرنا فريد من نوعه، فهو ينص بوضوح على أنه صالح لجميع الدول باستثناء إسرائيل ويعكس هذا التميز سياستنا الخارجية المبدئية.
وأضاف: نحن فخورون بجواز سفرنا الأخضر وأشاد تارار بوسائل الإعلام الدولية لتغطيتها الشجاعة للفظائع الإسرائيلية في غزة وقال: لولا هم، لما فهم الكثير منا تمامًا الأهوال التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
باكستان تؤكد دعمها الثابت لفلسطين وتتعهد بإيصال رسالتها عبر الإعلام الدولي
كما أشاد بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في تغطية الصراع وتعهد الوزير ببذل جهود لنشر لقطات من وقائع الجلسة البرلمانية اليوم عبر وسائل الإعلام الدولية حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من رؤية دعم باكستان الثابت. وأكد قائلًا: نريدهم أن يعرفوا أن باكستان ليست صامتة وشعب هذا البلد يقف إلى جانبهم وبصفتي وزيرًا للإعلام، سأضمن وصول هذه الرسالة إليهم.