لجريدة عمان:
2024-11-23@13:59:47 GMT

الخفض الطوعي لإنتاج النفط

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

يعد الخفض الطوعي لإنتاج النفط إحدى الأدوات الفاعلة لاستقرار أسواق الطاقة عبر إيجاد توازن بين العرض والطلب والاستجابة في حال حدوث متغيرات طارئة على أسواق الطاقة، إضافة إلى ضمان سوق نفط مستقرة ومتوازنة، ولتحقيق ذلك لا بد من التزام الدول المشاركة بكميات الخفض الطوعي لإنتاج النفط المقررة والمتفق عليها من قبل الدول الأعضاء في منظمة أوبك بلس لتحقيق المصالح المشتركة بين الأعضاء ودعم أسواق الطاقة وامتصاص أية صدمات ربما يتعرّض لها السوق.

والخفض الطوعي عموما هو إجراء احترازي يمنح أعضاء منظمة أوبك وحلفاءها من الدول الأخرى المرونة في المشاركة في عملية الخفض أو عدم المشاركة وفقا لظروفها، وعادة تتصدر الدول الأكثر إنتاجا للنفط مسؤولية خفض الإنتاج للحفاظ على استقرار سوق النفط، ورغم أن 7 دول من المنظمة أقرّت سابقا تخفيضا طوعيا بمقدار 1.571 مليون برميل يوميا يستمر حتى نهاية ديسمبر 2023م، فإن دول المنظمة ارتأت مجددا تخفيضا طوعيا آخر خلال الربع الأول من العام القادم لتعزيز الجهود الاحترازية الداعمة لاستقرار أسواق الطاقة وتوازنها والحد من التحديات المحتمل مواجهتها خلال الأشهر المقبلة. ويبدو أن الخفض الطوعي الأخير جاء بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط عالميا إلى أقل من 80 دولارا أمريكيا في بعض الأيام وارتفاعه طفيفا إلى 81 دولارا مما يشير إلى حاجة أسواق الطاقة لدفعة كبيرة لدعم ارتفاع الأسعار لتعود إلى مستويات الـ90 والـ100 دولار كما كانت قبل عام من الآن. وربما تشهد أسواق الطاقة ارتفاعا في أسعار النفط خلال الأيام القادمة بسبب قرار التخفيض الطوعي الإضافي وذلك لانخفاض كمية النفط المعروضة في السوق شريطة وجود ارتفاع فعلي في الطلب على النفط مما سيمثّل صدمة إيجابية لأسواق الطاقة بارتفاع الطلب مقارنة بالعرض وربما يصل سعر برميل النفط لمستويات قياسية، وأرى أن تبنّي دول منظمة أوبك بلس سياسة الاحتراز عبر التخفيض الطوعي يعد أمرا إيجابيا لدعم أسواق الطاقة ورصد المتغيرات التي يشهدها السوق لمنع حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط، ويشارك في الخفض الطوعي الإضافي كل من المملكة العربية السعودية والكويت والجزائر والإمارات العربية المتحدة والعراق وسلطنة عُمان التي أعلنت عن خفض طوعي إضافي بـ42 ألف برميل يوميا ليصبح إجمالي التخفيض الطوعي حتى نهاية مارس 2024م نحو 82 مليون برميل يوميا ويستمر التخفيض الطوعي السابق حتى نهاية ديسمبر 2023م، ويبدو أن المملكة العربية السعودية ستواصل تخفيض إنتاجها طوعيا بمليون برميل يوميا حتى نهاية شهر مارس المقبل، فيما ستخفّض جمهورية روسيا الاتحادية 500 ألف برميل، ودولة الكويت بمقدار 135 ألف برميل يوميا، وجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية ستخفّض بمقدار 51 ألف برميل يوميا وجمهورية كازاخستان الديمقراطية بمقدار 82 ألف برميل يوميا، فالخفض الطوعي لإنتاج النفط هو إجراء استثنائي مؤقت يهدف إلى دعم أسعار الطاقة ويعزّز من النمو الاقتصادي العالمي وكذلك يعالج تراكم المخزونات العالمية الكبيرة للنفط، والأهم من ذلك فإن تقليل كميات النفط المعروضة في السوق يحسّن من دخل المنتجين ويعظّم إيراداتهم المالية جراء ارتفاع الأسعار؛ إذ من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي بنسبة 4.5% عام 2024م في الصين والهند، وهي فرصة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر تقليل الانبعاثات الغازية من استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة مثل تعزيز تطبيقات الاقتصاد الأخضر، وتعزيز كفاءة الطاقة وتجويد استهلاكها.

كثير من المتابعين والمراقبين لأسواق الطاقة يتساءلون عن أسباب عدم ارتفاع أسعار النفط عالميا رغم تخفيض منظمة أوبك بلس في يونيو 2023م إنتاج النفط بنحو مليون ونصف المليون برميل يوميا؟ وفي رأيي إن التوقعات السابقة ببرد قارس هذا العام سيزيد من الطلب العالمي على الطاقة لم يتحقق، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الطاقة عموما وكذلك طلب الصين -التي هي أحد كبار مستهلكي النفط عالميا- لم يكن أكثر من التوقعات، وهناك مخاوف من المنتجين باستمرار انخفاض الأسعار إلى أقل من 80 دولارا أمريكيا خلال الأشهر القادمة، ما لم تتدخل دول المنظمة في اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة لمنع هبوط الأسعار إلى مستويات قياسية كما حدث في عام 2014م، وبالتالي يمكن القول إن الخفض الطوعي الإضافي الأخير كان خطوة استباقية لدعم أسعار النفط في ظل المتغيرات والتوقعات التي يشهدها سوق الطاقة حاليا، وبما أن الدول التي اتخذت قرار التخفيض الطوعي ستواجه انخفاضا بنسب متفاوتة في الصادرات النفطية، مما سيؤثر على الميزان التجاري؛ فإن التقليل من الاعتماد على سلعة النفط هو إحدى الأدوات الفاعلة والممكنة لتعويض تأثر الميزان التجاري وذلك عبر تعزيز الجهود الوطنية للتنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل الأخرى، وسلطنة عُمان تعد إحدى الدول التي تعمل جاهدة لتحقيق ذلك مما أثمر ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية إلى 12% في الميزانية العامة للدولة وانخفاض الاعتماد على النفط في الإيرادات العامة للدولة إلى 67%، فأصبح الاقتصاد العماني يستطيع مواجهة المتغيرات في أسواق الطاقة وتحدياتها بفضل السياسات الاقتصادية الفاعلة المتخذة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخفض الطوعی لإنتاج النفط ألف برمیل یومیا أسواق الطاقة أسعار النفط منظمة أوبک حتى نهایة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنعين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات؛ ، وذلك بين وزارة الصناعة المصرية، مُمَثلة في مركز تحديث الصناعة، وشركتي: "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية" (Global South Utilities)، و"جيه إيه سولار الصينية"، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، ومعالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووقع مُذكرة التفاهم كلًا من: دعاء سليمة، المُدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، وعلي الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية"، ولو شو ويه، الرئيس التنفيذي المُشارك في شركة "جيه إيه سولار الصينية".

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة المصرية تمنح ملف الصناعة أولوية متقدمة على أجندة العمل، انطلاقا من أن نمو هذا القطاع يعتبر ضمانة مهمة لتحقيق مستهدفات خطة التنمية المستدامة، وتوفير احتياجات السوق المحلية، وتعزيز الصادرات الوطنية، ودعم الاقتصاد القومي، لافتا إلى أن الحكومة تواصل السعي لتوفير مختلف المقومات الداعمة لنمو القطاع الصناعي، تنفيذاً التكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للنهوض بالصناعة الوطنية، وتذليل مختلف أشكال المعوقات؛ بهدف تحقيق الاستفادة المُثلى من إمكانات مصر في هذا القطاع.

وأضاف أن  مذكرة التفاهم تُسهم في تعزيز تنفيذ استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2035؛ لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحسين الكفاءة والتحول نحو الطاقة المتجددة وتعزيز أمن الطاقة، بالإضافة إلى الإسهام في تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة، كما تسعى إلى توفير حلول فعّالة لتخزين الطاقة تلبي احتياجات السوقين؛ المحلية والإقليمية، مما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية.

وعلى هامش التوقيع قال الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إن دور مركز تحديث الصناعة في مذكرة التفاهم يتمثل في تقديم الدعم في توفير البيانات والمعلومات المتعلقة بإنشاء مصنعَين، أحدهما لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، والآخر لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 2 جيجاوات، بما في ذلك الحوافز الاستثمارية، والضرائب، والمرافق، وتوفير سلاسل التوريد المحلية، وتقديم الدعم في الترتيبات والمناقشات مع الشركاء والموردين المحليين المحتملين، وكذا تقديم الدعم في المناقشات مع الجهات ذات الصلة بشأن الحوافز المطلوبة.

وأكد الوزير حرص الحكومة على تعزيز جهود كفاءة استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لتلبية احتياجات الدولة وفي اطار خطة وزارة الصناعة لتشجيع الصناعات الخضراء لتمثل نسبة ٥٪؜ في الناتج المحلي بحلول ٢٠٣٠ وتعميق التصنيع المحلي لمستلزمات إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.  

وأشار إلى أنه بموجب مذكرة التفاهم تلتزم شركة جلوبال ساوث يوتيليتيز الإماراتية بتقديم مختلف سبل الدعم اللازم لشركة "جيه إيه سولار" الصينية لاستكمال دراسة الجدوى، وكذا التنسيق بين مركز تحديث الصناعة والشركة الصينية بشأن جميع الحوافز الحكومية المطلوبة لإقامة المنشأتين الصناعيتين المُشار إليهما. 

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية أنه بموجب مذكرة التفاهم ستعمل الشركة الصينية المتخصصة في الطاقة المتجددة على الانتهاء من دراسة إنشاء مصنعين لإنتاج الخلايا الشمسية، الأول بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات بغرض التصدير بإجمالي استثمارات متوقعة تصل إلى 138 مليون دولار، والثاني بطاقة إنتاجية تصل إلي 2 جيجاوات لتوفير احتياجات السوق المحلية (على أن يتم البدء بتجميع ألواح الطاقة الشمسية ومن ثم زيادة المكون المحلي من الزجاج والألومنيوم) بإجمالي استثمارات تصل إلى 75 مليون دولار.

بدوره، نقل معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر تحيات قيادة وحكومة وشعب دولة الإمارات إلى الدولة المصرية الشقيقة، مشيراً إلى أن توجيهات القيادة في دولة الإمارات تدعم استكشاف فرص التعاون والاستثمار المشترك في مجالات حيوية من ضمنها الصناعات المتقدمة والمستدامة، والبنية التحتية، والطاقة المتجددة،  بما يعود على البلدين الشقيقين بالنمو والازدهار، ويدعم استدامة ومرونة سلاسل الإمداد، ويُعزز الاكتفاء الذاتي.

مقالات مشابهة

  • العراق يصدر لأمريكا أكثر من 62 مليون برميل من النفط الخام ومشتقاته
  • اجتماع أوبك: التأكيد على أهمية استقرار أسواق النفط والطاقة
  • إجتماع أوبك: التأكيد على أهمية استقرار أسواق النفط والطاقة
  • بسبب حرب أوكرانيا..ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوتر الجيوسياسي
  • سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 54 سنتا ليبلغ 73.78 دولار
  • إنشاء مصنعَين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية والألواح بقدرة 4 جيجاوات
  • توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنعَين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاوات
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مصنعين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية
  • توقيع اتفاقيتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1200 ميجاوات
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقيتين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية