المليشيا الانقلابية تدشن موجة جديدة من التعسفات ضد قطاع التعليم في مناطق سيطرتها
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
أجبرت جماعة الحوثي المدارس الحكومية والأهلية في محافظة إب اليمنية على تخصيص برامج وأنشطة ذات صبغة طائفية تستهدف عقول الطلبة ضمن احتفالات الجماعة بالذكرى السنوية لتمجيد قتلاها، وذلك بالتوازي مع حملة واسعة للجباية من أجل دعم المجهود الحربي.
جاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر تربوية لـ«الشرق الأوسط» عن ارتكاب الجماعة الحوثية موجة جديدة من التعسفات ضد قطاع التعليم العام في المحافظة (193 كيلومترا جنوب صنعاء)، من بينها اقتحام مدارس وطرد تربويين وإجبار طلبة وتربويين على تقديم تبرعات تحت أسماء متعددة، وترديد «الصرخة الخمينية».
وألزم القيادي الحوثي محمد الغزالي المعين مديراً للتعليم في إب فروع مكاتب التربية ومديري مراكز التعليم والمدارس ومسؤولي الأنشطة في 22 مديرية تتبع المحافظة بتسخير جهودهم وطاقاتهم من أجل الاحتفال بما يسمى ذكرى «أسبوع الشهيد»، وتكثيف البرامج والأنشطة ذات المنهج الطائفي وإقامة معارض لصور القتلى وتنظيم زيارات جماعية إلى مقابرهم.
تهديد بالعقوبة
المصادر التربوية، أفادت بأن تحرك الجماعة الحوثية في إب جاء تنفيذاً لتعميمات أصدرها يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة المعين وزيرا للتعليم بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها إلى مكاتب التربية في إب وبقية المحافظات، مع توعد الجماعة بإجراءات عقابية بحق التربويين والمدارس الرافضة للتعليمات.
وقوبل التعميم الحوثي الذي يترافق مع موعد بدء الفصل الدراسي الثاني بحالة من الاستنكار والرفض الشديدين من قبل مسؤولين تربويين ومعلمين وطلبة مدارس وأولياء أمورهم.
وكشف مدير مدرسة حكومية في إب، طلب إخفاء اسمه، عن أن الجماعة أجبرت مديري المدارس بالقوة على تحشيد الجميع بمن فيهم المعلمون المضربون عن التدريس وأسر وذوو الطلبة والطالبات من أجل الحضور والمشاركة في الفعاليات التعبوية التي تقيمها الجماعة.
وطلبت الجماعة من مديري المدارس في إب الرفع بأسماء المدرسين الرافضين المشاركة بفعاليات الاحتفال بالذكرى السنوية لتمجيد قتلاها، حتى يتسنى لها اتخاذ التدابير العقابية تجاههم، رغم تجاهلها المطالب بدفع مرتباتهم المنقطعة منذ أكثر من سبع سنوات.
وأفاد مدير المدرسة لـ«الشرق الأوسط»، بقيام مشرفين حوثيين بزيارات ميدانية إلى المدارس للحض على ضرورة التخفيف من الحصص الدراسية اليومية وتكثيف البرامج والأنشطة ذات الطابع التعبوي.
تعسفات متكررة
على صعيد تعسفات الجماعة الحوثية بحق التربويين في إب، اقتحم القيادي الحوثي محمد الغزالي المعين مديرا للتعليم في المحافظة برفقة مسلحين تابعين له مدرسة «أروى للبنات» بمدينة إب وتهجم على وكيلة المدرسة نادية القاضي، مع الإساءة إليها ثم طردها من المدرسة.
وسبق للقيادي الحوثي طرد مدير مدرسة «الشهيد الصباحي» أثناء لقاء جمعه بمديري مدارس مديرية الظهار وسط إب، كما طرد مدير «مدرسة الثورة» بمديرية جبلة، بعد اتهامهما بالمشاركة مع معلمين آخرين بتنفيذ إضرابات تطالب بالرواتب.
وكان البنك الدولي سلط، في تقرير سابق له، الضوء على مزيد من تدهور جودة التعليم في اليمن جراء استمرار الصراع الدائر في البلد منذ عدة أعوام.
وبحسب البنك الدولي فقد أدى الصراع المستمر إلى تدهور مزيد من جودة التعليم في اليمن وقاد إلى تسرب الطلاب، مؤكدا أن التعليم عالي الجودة بات يمثل مشكلة في اليمن. ولفت التقرير إلى مواجهة كثير من الأسر اليمنية صعوبات كبيرة لديهم في إرسال أطفالهم إلى المدارس.
وكشف التقرير عن وجود أسباب رئيسية قادت للتدهور الملحوظ في الجودة والتسرب من التعليم؛ مؤكدا أن بعضها تمثل في النقص بتوفر المعلمين، ونقص الكتب المدرسية المطبوعة، وأوجه القصور في البنية التحتية، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتدهور دخل الأسر، والمسافة إلى المدارس، وعدم توفر خيارات النقل.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بالتنسيق مع حماس.. الحوثي تفرج عن طاقم سفينة إسرائيلية بعد 14 شهرا من احتجازهم
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية الأربعاء، الإفراج عن طاقم السفينة "غالاكسي ليدر" الإسرائيلية بعد مرور 14 شهرًا من احتجازهم.
وأعلن المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة في بلاغ صحفي الأربعاء، الإفراج عن طاقم السفينة "غالاكسي ليدر"، التي تم احتجازها بتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 في إطار معركة إسناد غزة.
وأوضح المجلس السياسي الأعلى أنه و"بتواصل مع حركة حماس وجهود الأشقاء في سلطنة عمان أفرجت الحكومة اليمنية في صنعاء عن طاقم السفينة التي تم احتجازها في إطار معركة إسناد غزة".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 سيطرت جماعة الحوثي على السفينة الإسرائيلية، في إطار منعها الملاحة للسفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها نصرة لغزة التي تعرضت لحرب إبادة جماعية بشعة.
وحينها، بثت الجماعة لقطات مصورة تظهر رجالا مسلحين ينزلون من طائرة مروحية ويسيطرون على سفينة الشحن المملوكة جزئيا لرجل أعمال إسرائيلي وتشغلها شركة يابانية، ويقتحمون غرفة قيادتها دون أي مقاومة من الطاقم.
وقالت الجماعة إنها استولت على السفينة نصرة لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.