هل من مبرر لاستمرار قتل الفلسطينيين الأبرياء؟!!
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
بالرغم من أن إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية رغبتا معا في التوصل إلى هدنة إنسانية لوقف الحرب الهمجية الإسرائيلية ضد غزة، فإن الجانبين كانا مترددين في تمديد مدة الهدنة ليوم أو يومين حتى يمكن تمديده بما يسمح بما يكفي بتبادل بمزيد من المحتجزين. غير أن القلق بشأن العملية وما قد تتعرّض له في أية لحظة من فشل -وهو ما كاد يحدث فعلا أكثر من مرة- لم يشجعهما على المضي قدما للتوصل إلى هدنة جديدة برغم ما ظهر لدى كل منهما من رغبة في بحث تمديد الهدنة بشروط جديدة من جانب إسرائيل وحماس أيضا.
ثانيا، إنه في الوقت الذي حبذت فيه الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية، تمديد الهدنة وحتى التفاوض على شروط جديدة لإتاحة فرصة أمام مبادلة مزيد من المحتجزين وتخفيف معاناة ذويهم، فإن ما يفضح حقيقة هذه المواقف أنها اقتصرت في الواقع على البعد النظري أو الشفوي، بمعنى أنها اتسمت عموما بالدعوة النظرية أو مناشدة المجتمع الدولي بدعم ومساعدة الفلسطينيين ودعوة الإسرائيليين إلى التوقف عن العنف والالتزام بحماية المدنيين ومراعاة قواعد القانون الدولي الإنساني المنحاز إلى جانبها بتأييد ما يسمونه حقها في الدفاع عن النفس في مواجهة حماس مع دعوة إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والتخفيف من معاناة المدنيين كنوع من ذر الرماد في العيون، إذ إن التنفيذ العملي قضية أخرى والأمثلة العملية في هذا المجال كثيرة ومتكررة داخل المنطقة وخارجها، وعلى ذلك تمارس العديد من الدول ازدواجية المعايير وعمليات الخداع العلني دون أن تقلق من هذا الخداع. حتى كادت تختفي الدعوة المخلصة لوقف القتال بشكل دائم في إطار الأمم المتحدة وحل الدولتين.
ثالثا، إذا كانت إسرائيل واليمين الإسرائيلي قد حررا نحو نصف الأسرى المختطفين، ومن ثم تخفف نتانياهو من قدر غير قليل من الضغوط على الصعيد الداخلي لإطلاق سراح المتبقين لدى حماس، فإن استئناف الحرب من جانب إسرائيل ضد حركة حماس، من شأنه أن يطلق يدها بشكل بشع ضد حماس خلال الفترة القادمة، للوصول بحجم الخسائر المحققة إلى مستويات غير مسبوقة في التدمير لقطاع غزة وللضغط على سكانه للدفع بهم نحو الحدود كخطوة قد يمكن توظيفها بشكل أو آخر لخدمة مخططات إسرائيل في المستقبل، وهو ما تقف مصر بقوة وحزم من أجل الحيلولة دون أي نوع من التعاطف من أي نوع أو تحت أي ظرف أو مبرر؛ لأنه ببساطة يسعى إلى حل المشكلة الفلسطينية والدولة الفلسطينية على حساب الفلسطينيين والعرب. ومما له أهمية ودلالة أن مصر تمكنت بدعم ومساندة بعض الأشقاء من كسب تأييد بقوة لرفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم ورفض الخروج من غزة حتى لا تتكرر نكبة 1948 مرة أخرى في نكبة أسوأ.
على أية حال، فإن الإعلان عن استمرار الحرب ضد حماس وقطاع غزة، واحتمالات استمرار الحرب مدة غير قليلة هي في جانب منها حرب نفسية ضد الفلسطينيين ومحاولة للتأثير في تصميمهم وإرادتهم للقتال وللحفاظ على أرضهم وانتزاع حقوقهم الوطنية، التي لن يتركوها مهما كانت التضحيات اليوم أو غدا حيث يقترب بشكل أكثر فأكثر من صراع صفري، ومع ازدياد هذه السمة في الصراع في غزة يوما بعد آخر سيزداد الصراع دموية وعنفا وعلى نحو يصعب السيطرة عليه سوى بمزيد من الخسائر والتضحيات لهذا الجيل والأجيال القادمة، وعلى نحو يصبح القتل في فلسطين خارج عن السيطرة على نحو مخيف. فهل من طريق لوقف القتال واستعادة أمل السلم للجميع وعلى أساس عادل للجميع أيضا؟.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تمدید الهدنة إلى هدنة بشکل أو أکثر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
توتر في الشمال.. إسرائيل ترفع حالة التأهب خوفا من تصعيد حزب الله قبل الهدنة
نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، إنه بعد تقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي، تم إبلاغ المستوطنين في الشمال أن حزب الله من المتوقع أن يستغل الأيام الأخيرة للحرب ويكثف ضرباته الصاروخية خلال الأيام القادمة، وذلك بعد أنباء عن التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار علي لبنان الأيام القادمة.
غضب من نتنياهووشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليمات علي المستوطنين في البلدات القريبة من الحدود مع لبنان والجولان، حيث قررت السلطات في نهاريا إغلاق المدارس، والعمل بكافة الاحتياطات خوفًا من ضربة لحزب الله، بينما أعرب رؤساء المستوطنات عن غضبهم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلين لا يجب أن نسمح بأن ننجر إلى حالة ركود يروج لها أصحاب المصالح في العالم.
حالة تأهب قصويوأكد الإعلام الإسرائيلي إنه رغم قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تبقى إسرائيل في حالة تأهب قصوى خوفا من تشديد الضربات من لبنان، وسط تقارير من الصحف الإسرائيلية عن إمكانية إعلان هدنة خلال ساعات، ورفع الشمال مستوى الاستعداد لمواجهة القصف المتوقع.
تشديدات أمنيةواستعدادًا لضربة حزب الله المتوقعة، أعلن المتحدث باسم الجيش عن تشديد التعليمات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية والتي تتمثل فيما يلي
تصعيد مستوى التأهب في مناطق خطوط المواجهة، من الشمال ومن الجنوب.
حظر النشاطات التعليمية، وعدم التجول في الشوارع بعيدا عن أماكن الاختباء.
السماح بالتجمعات لما لا يزيد عن 10 أشخاص في الأماكن المفتوحة، وحتى 100 شخص داخل المباني.
ووقف العمل والتحول من حالة النشاط الكلي إلي العمل بشكل جزئي.
السماح بالعمل فقط في المواقع التي يمكن الوصول منها بسرعة إلى مناطق محمية.
وتستمر العملية التعليمية في حيفا والمنطقة المحيطة، عن طريق النمط الأصفر، أي تنفيذ جميع الأنشطة التعليمية بالقرب من الملاجئ المحمية، لضمان سلامة المستوطنين في حالة الإنذارات.