لجريدة عمان:
2025-04-25@04:30:08 GMT

هل من مبرر لاستمرار قتل الفلسطينيين الأبرياء؟!!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

بالرغم من أن إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية رغبتا معا في التوصل إلى هدنة إنسانية لوقف الحرب الهمجية الإسرائيلية ضد غزة، فإن الجانبين كانا مترددين في تمديد مدة الهدنة ليوم أو يومين حتى يمكن تمديده بما يسمح بما يكفي بتبادل بمزيد من المحتجزين. غير أن القلق بشأن العملية وما قد تتعرّض له في أية لحظة من فشل -وهو ما كاد يحدث فعلا أكثر من مرة- لم يشجعهما على المضي قدما للتوصل إلى هدنة جديدة برغم ما ظهر لدى كل منهما من رغبة في بحث تمديد الهدنة بشروط جديدة من جانب إسرائيل وحماس أيضا.

وإذا كانت إسرائيل هي التي طلبت الهدنة في المرة الأولى عن طريق وزير الخارجية الأمريكي بلينكن خلال جولته المكوكية في المنطقة للتوصل إلى هدنة بين الجانبين، فإن نتانياهو الذي حبذ إمكانية نية تمديد الهدنة بالفعل حول هذه المسألة يوم الجمعة الماضي ليوم أو يومين، بل وأرسل وفدا من المخابرات الإسرائيلية (الموساد) إلى قطر للتباحث حول هذه المسألة ولكنه سرعان ما تراجع عن موقفه وقرر مكتبه سحب الوفد الإسرائيلي من قطر وعودته إلى إسرائيل في اليوم ذاته، متعللا بجمود المحادثات في قطر والتي ربما لم تكن قد بدأت عمليا بعد. وهو ما ينطوي على دلالات بالغة الأهمية فيما يتصل بتردد نتانياهو حول إجراء المفاوضات مع حماس حول ما اتسمت به من تحجر في محادثات لم تستأنف بالفعل حسبما كان يأمل نتانياهو الذي دخل في خلاف مع معارضيه في مجلس وزرائه. لا يعود فقط إلى مجرد انتهاء الهدنة ولكنه يعود في الواقع إلى سببين، أولهما: تعلل نتانياهو بأن حماس لم تفِ بالتزاماتها التي التزمت بالإفراج عن النساء والأطفال الذين تعهدت بإطلاق سراحهن ضمن المحتجزات العشر اللاتي تعهدت بالإفراج عنهن ضمن الصفقة الجديدة، وهي بذلك تريد أن تحمِّل حماس مسؤولية تعثر الصفقة الجديدة بعد أن أكدت حماس أن إسرائيل هي التي رفضت كل مقترحاتها لتمديد الهدنة. يضاف إلى ذلك أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير لعب على مخاوف نتانياهو وقلقه من احتمال حل الحكومة، حيث أكد بن غفير أكثر من مرة وبشكل علني أن تمديد نتانياهو للهدنة مع حماس سيكون معناه حل الحكومة، وبالطبع لا يريد نتانياهو ذلك، كما أنه لا يريد أن يوصف بأنه هو الذي دعا إلى هدنة مع إسرائيل أكثر من مرة وهو ما يحسب ضده عندما يحين وقت حسابه، ولعل ذلك هو ما عجّل بقرار استدعاء نتانياهو لوفد الموساد وإعادته من الدوحة في نفس يوم سفره إليها ومن ثم إعادته إلى العاصمة القطرية بعد ساعات من وصولها. وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة باختصار شديد إلى عدد من الجوانب، لعل من أهمها أولا، أنه من المعروف أن الحروب والمواجهات المسلحة تشهد العديد من المناورات والخدع العسكرية بين الأعداء وخاصة ما يتصل بتكديس الأسلحة أو تخزينها أو إعادة ترتيب القوات أو استكمال معدات أو غير ذلك من الأعمال التي تسعى القوات إلى استكمالها وحرمان العدو من القيام بها لصالحه بشكل أو بآخر، وإذا كانت القوات الإسرائيلية قد أخذت على حين غرة في السابع من أكتوبر الماضي وارتبكت حركتها بشكل أو بآخر، ومع زيادة ضغوط أهالي المحتجزين الأسرى لدى حماس وعدم قدرة القوات الإسرائيلية على إطلاق سراحهم عسكريا، فإنه من المرجح أن فكرة الدعوة الإسرائيلية للهدنة مع حماس إنما جاءت كخطوة لإنقاذ إسرائيل أو التخفيف من محنتها والبحث عن ثغرة للنفاذ منها وإنقاذها برغم القصف الهمجي والعشوائي ولعل ذلك يفتح ثغرة ما للوصول إلى الملاجئ أو اكتشافها. وإذا كان التفكير لدى إسرائيل يوجد مثيله لدى حماس بشكل أو بآخر، فإنه من المؤكد أن مناورات واستعدادات يوجد مثلها لدى غزة، ومن هنا كان الحرص متبادلا مع فارق القوة لدى إسرائيل، يضاف إلى ذلك أنه لم يكن مصادفة أن يحرص الإسرائيليون والفلسطينيون على الاستفادة قدر الإمكان من الأنفاق في غزة وعلى توظيفها بشكل مفيد لصالحهم سواء قبل الهدنة أو بعدها ومن ثم لم يكن صدفة أن يزيد الجيش الإسرائيلي عمليات القصف وأن يزيد غاراته ويؤكد استمرار القصف ويعيد استخدام أساليب عمليات طرد السكان من أحياء عديدة من غزة من بيوتهم إلى جنوب القطاع، وزيادة الضغوط واستمرار حرمانهم من الماء والغذاء والوقود في إعادة محاكاة لممارساتهم الهمجية اللاإنسانية القصيرة، وبالتالي عادت إسرائيل إلى ممارساتها السابقة بعد أن تمكنت من تحرير أكثر من مائة محتجز تابعين لها دون أن يكون منهم عسكريون وهو مكسب جزئي حتى تتحسن شروط مبادلة الأسرى بين حماس وإسرائيل.

ثانيا، إنه في الوقت الذي حبذت فيه الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية، تمديد الهدنة وحتى التفاوض على شروط جديدة لإتاحة فرصة أمام مبادلة مزيد من المحتجزين وتخفيف معاناة ذويهم، فإن ما يفضح حقيقة هذه المواقف أنها اقتصرت في الواقع على البعد النظري أو الشفوي، بمعنى أنها اتسمت عموما بالدعوة النظرية أو مناشدة المجتمع الدولي بدعم ومساعدة الفلسطينيين ودعوة الإسرائيليين إلى التوقف عن العنف والالتزام بحماية المدنيين ومراعاة قواعد القانون الدولي الإنساني المنحاز إلى جانبها بتأييد ما يسمونه حقها في الدفاع عن النفس في مواجهة حماس مع دعوة إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والتخفيف من معاناة المدنيين كنوع من ذر الرماد في العيون، إذ إن التنفيذ العملي قضية أخرى والأمثلة العملية في هذا المجال كثيرة ومتكررة داخل المنطقة وخارجها، وعلى ذلك تمارس العديد من الدول ازدواجية المعايير وعمليات الخداع العلني دون أن تقلق من هذا الخداع. حتى كادت تختفي الدعوة المخلصة لوقف القتال بشكل دائم في إطار الأمم المتحدة وحل الدولتين.

ثالثا، إذا كانت إسرائيل واليمين الإسرائيلي قد حررا نحو نصف الأسرى المختطفين، ومن ثم تخفف نتانياهو من قدر غير قليل من الضغوط على الصعيد الداخلي لإطلاق سراح المتبقين لدى حماس، فإن استئناف الحرب من جانب إسرائيل ضد حركة حماس، من شأنه أن يطلق يدها بشكل بشع ضد حماس خلال الفترة القادمة، للوصول بحجم الخسائر المحققة إلى مستويات غير مسبوقة في التدمير لقطاع غزة وللضغط على سكانه للدفع بهم نحو الحدود كخطوة قد يمكن توظيفها بشكل أو آخر لخدمة مخططات إسرائيل في المستقبل، وهو ما تقف مصر بقوة وحزم من أجل الحيلولة دون أي نوع من التعاطف من أي نوع أو تحت أي ظرف أو مبرر؛ لأنه ببساطة يسعى إلى حل المشكلة الفلسطينية والدولة الفلسطينية على حساب الفلسطينيين والعرب. ومما له أهمية ودلالة أن مصر تمكنت بدعم ومساندة بعض الأشقاء من كسب تأييد بقوة لرفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم ورفض الخروج من غزة حتى لا تتكرر نكبة 1948 مرة أخرى في نكبة أسوأ.

على أية حال، فإن الإعلان عن استمرار الحرب ضد حماس وقطاع غزة، واحتمالات استمرار الحرب مدة غير قليلة هي في جانب منها حرب نفسية ضد الفلسطينيين ومحاولة للتأثير في تصميمهم وإرادتهم للقتال وللحفاظ على أرضهم وانتزاع حقوقهم الوطنية، التي لن يتركوها مهما كانت التضحيات اليوم أو غدا حيث يقترب بشكل أكثر فأكثر من صراع صفري، ومع ازدياد هذه السمة في الصراع في غزة يوما بعد آخر سيزداد الصراع دموية وعنفا وعلى نحو يصعب السيطرة عليه سوى بمزيد من الخسائر والتضحيات لهذا الجيل والأجيال القادمة، وعلى نحو يصبح القتل في فلسطين خارج عن السيطرة على نحو مخيف. فهل من طريق لوقف القتال واستعادة أمل السلم للجميع وعلى أساس عادل للجميع أيضا؟.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تمدید الهدنة إلى هدنة بشکل أو أکثر من وهو ما

إقرأ أيضاً:

4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة

حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 بدائل وصفتها بالقاتمة أمام تل أبيب للتعامل مع قطاع غزة تمثلت في حكم عسكري مطول أو تهجير السكان أو إقامة حكم فلسطيني "معتدل" أو بقاء الوضع القائم.

وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان "البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة" إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.

وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.

جميع الخيارات أمام إسرائيل باتت معقدة (غيتي) بدائل "قاتمة"

وترى الدراسة أن إسرائيل "تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة".

إعلان

أما البديل الثاني فهو "احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل".

وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة "إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة".

كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو "استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها".

وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.

إستراتيجية ثنائية الأبعاد

وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي "جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري".

ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية "تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي".

وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو "أفق استقلال وسيادة محدودين".

إعلان

أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.

واعتبرت الدراسة أن "هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى".

إسرائيل دمرت قطاع غزة لكنها فشلت في تحقيق أهداف الحرب التي وضعتها (الأناضول) حماس متجذرة

ولفتت الدراسة إلى أنه "من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه"، وفق تعبيرها.

وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.

وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.

وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.

واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.

ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.

وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات "حماس" وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • 4 بدائل قاتمة تنتظر إسرائيل في غزة
  • توقعات بمغادرة وفد جديد إسرائيل لإجراء مفاوضات الهدنة
  • كلاب مُدربة من هولندا.. وسيلة إسرائيل الجديدة لتعذيب الفلسطينيين | شهادات من الجحيم
  • القاهرة تؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من جنوب لبنان
  • ترامب يؤكد وقوفه إلى جانب نتانياهو على جميع الصعد
  • صحيفة إسرائيلية تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت
  • ‏حماس: مرور 50 يوما على إغلاق معابر غزة كارثة إنسانية مستمرة تهدد حياة مليوني إنسان في ظل عجز دولي غير مبرر
  • صحيفة اسرائيلية تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت
  • صحيفة جيروزالم بوست تهاجم البابا الراحل بشكل حاد.. بوصلته الأخلاقية تعثرت
  • هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين