يمانيون:
2025-04-17@01:07:41 GMT

العمليات البحرية ومشاريع التطبيع

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

العمليات البحرية ومشاريع التطبيع

يمانيون/ بقلم/ محمد الصالحي|

 

منذ عقود مضت احتدم التنافُسُ الدولي والإقليمي للتواجد في البحر الأحمر الذي يمتلكُ أهميّةً استراتيجيةً كبيرة؛ نظراً للموقع الجغرافي الذي يتمتع به؛ فهو يربط بين بحر العرب والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب؛ وهو ما جعله محلَّ أطماع القوى الدولية الطامعة في السيطرة على حركة الملاحة البحرية في العالم.

 

وقد ارتبط البحر الأحمر بالأمن القومي الإسرائيلي منذ نشأة الكيان، حَيثُ يقول بن غيريون أول رئيس وزراء للكيان: (إنني أحلُمُ بأساطيل داوود تمخَرُ عباب البحر الأحمر).

 

ولهذا الأهميّة كانت الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى أن يكون لها منفذ على البحر الأحمر فاحتلّ كيان العدوّ الصهيوني منطقة أم الرشْراش الفلسطينية (ميناء إيلات) عام 1949م.

 

وتهدف إسرائيل من تواجدها في البحر الأحمر إلى كسر الحصار عليها والخروج من عزلتها ولتدعيم أهميّة ميناء أم الرشراش (إيلات) المنفذ الوحيد لها على البحر الأحمر.

 

وقد اتخذ التواجد الإسرائيلي في منطقة البحر الأحمر أشكالاً مختلفة منها التواجد المباشر والتواجد غير المباشر من خلال تطبيع العلاقات مع دول القرن الأفريقي، فقد نجح في استثمار علاقته مع إثيوبيا قبل انفصال إريتريا عنها، بالحصول على جزيرة دهلك في البحر الأحمر عام 1975م ليقيم أول قاعدة عسكرية، وتلا ذلك استئجار جزيرتي «حالب وفاطمة»، ثم سنشيان ودميرا.

 

كما أن التواجد الإسرائيلي في البحر الأحمر يؤثر تأثيراً مباشراً على الأمن القومي للجمهورية اليمنية، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها بجيرانها من دول القرن الأفريقي خَاصَّةً، ففي عام 1995م وبإملاء ودعم من الكيان الصهيوني قامت إريتريا باحتلال جزيرة حنيش اليمنية، لتشهد بعدها منطقة جنوب البحر الأحمر نشاطاً عسكريًّا للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية؛ بهَدفِ إنشاء محطة مراقبة لاسلكية فيها لمراقبة السفن في الممرّ لما تملكه من موقع استراتيجي يضمن اتصالات بحرية وجوية بإفريقيا والشرق الأقصى.

 

وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، عززت الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها في منطقة البحر الأحمر بحجّـة حماية طرق الملاحة الدولية في إطار حملتها على ما سمّي (الحرب ضدّ الإرهاب)، فأصبح هناك تمركز صهيوني إلى جانب التمركز الأمريكي في أرض الصومال وجيبوتي.

 

ومع اللحظات الأولى لانتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر استشعر الكيان الإسرائيلي خطورةَ إحكام السيادة الوطنية على السواحل اليمنية وخَاصَّةً مضيق باب المندب.

 

لذَلك كان من الأهداف الرئيسية للعدوان على اليمن السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل والجزر اليمنية، لإقامة القواعد العسكرية في الجزر اليمنية وأبرزها أرخبيل حنيش وميون، وجزيرة سقطرى للسيطرة عسكريًّا ونارياً على الممر الدولي للملاحة البحرية بين شرق آسيا وإفريقيا.

 

ومع انطلاق عملية “طُـوفان الأقصى” وإمعان العدوّ الإسرائيلي في ارتكاب المجازر ضد أبناء قطاع غزة دخلت القوات المسلحة اليمنية على خط المواجهة لتغيير مجريات المعركة، فقد طالت الصواريخ اليمنية ميناء أم الرشراش وقامت القوات البحرية اليمنية بعمليات ملاحقة ومطاردة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر حتى تمكّنت من احتجاز سفينة نقل إسرائيلية.

 

وبذلك فَــإنَّ دخول اليمن لخط المواجهة المباشرة مع الكيان الإسرائيلي يزيد من المخاطر المتوقعة على تواجده في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ويصعب حركته البحرية بين المحيط الهندي والبحر المتوسط؛ مما يزيد من تكاليف نقل البضائع التجارية أضعافاً مضاعفه، ويصبح ميناء أم الرشراش (إيلات) مهدّداً بالإغلاق وسيضطر إلى استخدام الموانئ المطلة على البحر المتوسط والتي هي الأُخرى ليست في مأمن من أن تصلها صواريخ فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبالذي سيفرض حصاراً بحرياً على الكيان الإسرائيلي وذلك بخروج موانئه عن الخدمة؛ بسَببِ الاستهداف لها، مما سيؤدي إلى قبوله بشروط فصائل المقاومة الفلسطينية بفك الحصار عن قطاع غزة مقابل عدم استهداف موانئه.

 

كما أن تواجده العسكري في البحر الأحمر لن يكون ذا فائدة فلا هو استطاع حماية سفنه من الاستهداف ولا استطاع تأمين شريانه الحيوي ميناء أُمِّ الرشْراش (إيلات) المُطِلِّ على البحر الأحمر.

 

مما يؤدي إلى إصابة الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل؛ مما يجعل الكيان يبحث عن البدائل، والتي سيكون منها إن لم يكن أولها الممر الهندي الذي يتطلب تطبيع العلاقات بين إسرائيل وآل سعود.

 

*وكيل محافظة شبوة وباحث في العلاقات الدولية والإقليمية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر على البحر

إقرأ أيضاً:

اليوم.. "سياحة النواب" تبحث معايير الأمن والسلامة البحرية المطبقة على المراكب والغواصات السياحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعقد لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، اجتماعين اليوم الثلاثاء، عقب انتهاء الجلسة العامة برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، لمناقشة عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها.

ومن المقرر أن يقوم أعضاء اللجنة في اجتماعيهما المقرر عقدهما مناقشة معايير الامن والسلامة البحرية التي تطبق على المراكب والغواصات السياحية في محافظة البحر الأحمر، وذلك على ضوء غرق الغواصة السياحية "سندباد" في مدينة الغردقة في نهاية مارس الماضي، وتأثير هذا الحادث على سياحة سفاري الغوص والأنشطة البحرية في محافظة البحر الأحمر.

ويواصل مجلس النواب عقد جلساته العامة برئاسة المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إذ أنه من المقرر أن يلقي البيان المالي الدكتور وزير المالية عن مشروع الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2025 / 2026، إلى جانب بيان الدكتورة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن مشــروع خطـة التنمـية الاقتصادية والاجتماعية لعــام 2025 / 2026.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: “القدرات العسكرية اليمنية باتت لغزًا استخباراتيًا محيرًا”
  • الأمم المتحدة: الكيان الإسرائيلي قتل نحو 71 مدنيا في لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي
  • مدبولي: نعاني اليوم من أزمة أمنية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر
  • ترامب يناقش العمليات ضد الحوثيين مع سلطنة عُمان ويتوعد الحركة اليمنية
  • انفوجرافيك ـ السيد القائد:ميناء [إيلات] لا يزال مهجوراً، ولم يعد بإمكانية العدو الإسرائيلي أن يستفيد منه، وهذا نصرٌ عظيم..
  • أوتشا”: الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الكيان الإسرائيلي الحرب
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان دعمهما للحكومة اليمنية الشرعية وأهمية أمن الملاحة في البحر الأحمر
  • انسحاب البحرية الإيرانية من البحر الأحمر وخليج عدن
  • اليوم.. "سياحة النواب" تبحث معايير الأمن والسلامة البحرية المطبقة على المراكب والغواصات السياحية
  • شاهد |شبح العمليات اليمنية تخيم على “بن غوريون” والسياحة في كيان العدو