غزة .. معاناة انسانية لا تطاق
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
غزة .عواصم ."وكالات": تواجه قوات العدوان الاسرائيلي مقاومة ضارية من أبطال المقاومة الفلسطينية (حماس) في أنحاء قطاع غزة، لصد محاولات الهجوم البري على جنوب القطاع المكتظ بالنازحين في الوقت الذي أدى فيه قصف إسرائيلي إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين وسط مؤشرات جديدة على تمدد النزاع في المنطقة مع تسجيل هجمات في العراق والبحر الأحمر.
ففي وسط غزة قطعت الدبابات الطريق بين خان يونس ودير البلح مما أدى فعليا إلى تقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء.ونشر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم بيانا على منصة إكس للتواصل الاجتماعي يتضمن أوامر جديدة ترغم سكان غزة على إخلاء نحو 20 منطقة أو مربعا سكنيا في قطاع غزة، مع وجود ثلاثة أسهم على خريطة تشير جميعها جنوبا إلى المكان الذي يجب أن يذهب إليه الناس.
وقال سكان إن قصف المدفعية والطائرات الحربية ركز أيضا على مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع فيما تواجه المستشفيات صعوبة بالغة في التعامل مع تدفق الجرحى وليلا أسفرت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة عن سقوط عدد من القتلى وفق وكالة الأنباء الفلسطينية وفا
واستشهد 50 فلسطينيا على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مدرستين تأويان نازحين في حي الدرج من مدينة غزة.
كما شن الجيش الإسرائيلي باكرا صباح اليوم عمليات في عدة قطاعات من الضفة الغربة المحتلة ولا سيما في جنين حيث انتشرت حوالى ثلاثين آلية عسكرية، وفق ما أوردت وكالة وفا.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 15 ألفا و899 في حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي إن أكثر من 320 فلسطينيا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية فيما لا يزال عشرات آخرين تحت الأنقاض.
وذكر القدرة أن عدد الجرحى في هجمات إسرائيل ارتفع إلى أكثر من 42 ألف، فيما 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء.
من جهة أخرى، أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية من انقطاع كامل في خدمات الاتصالات (الثابتة والخلوية والإنترنت) في مدينة غزة وشمالها نظرا لتضرر عناصر رئيسية من الشبكة في غارات إسرائيل.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر ميريانا سبولياريتش إن إيصال المساعدات الانسانية الكافية يعد أمرا غير ممكنا حاليا في قطاع غزة بسبب " الحصار العسكري".
وأضافت اليوم خلال زيارة للاراضي الفلسطينية " مستوى المعاناة البشرية لا يٌحتمل. من غير المقبول أن لا يكون لدى المدنيين مكان آمن يذهبون إليه في غزة، وفي ظل الحصار العسكري، لا يمكن إرسال مساعدات إنسانية كافية حاليا".ودعت سبولياريتش لحماية ومساعدة المدنيين في غزة. وطالبت " بالسماح بتدفق منتظم وبدون عوائق للمساعدات إلى غزة".
وعلى صعيد متصل بالعدوان الاسرائيلي على غزة أدت هجمات على سفن في جنوب البحر الأحمر اليوم إلى زيادة المخاوف من اتساع رقعة الصراع.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن ثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم من جماعة أنصار الله اليمنية في المياه الدولية بالبحر الأحمر،فيما قالت ان مدمرة أمريكية تعمل في المنطقة أسقطت ثلاث طائرات مسيرة استجابة لنداءات استغاثة.
وقال متحدث باسم جماعة أنصار الله إن البحرية التابعة لهم هاجمت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر بطائرة مسيرة وصاروخ الأحد.
ونددت الحكومة البريطانية اليوم بهجمات تعرضت لها سفن في البحر الأحمر متهمة إيران بسبب ضلوعها في دعم جماعة أنصار الله التي شنت الهجمات.وأكدت بريطانيا التزامها إزاء ضمان سلامة الملاحة في المنطقة.
وذكرت الولايات المتحدة أن الهجمات نفذت "بتمكين كامل من قبل إيران"، وهو نفس الرأي الذي رددته بريطانيا اليوم.وقالت بريطانيا "قدمت إيران منذ فترة طويلة الدعم العسكري والسياسي للمسلحين جماعة أنصار الله، وهي تتحمل المسؤولية عن تصرفات وكلائها وشركائها".
كما قتل خمسة عناصر على الأقل من فصيل عراقي موالٍ لإيران منضوٍ في الحشد الشعبي بـ"ضربة جوية" في محافظة كركوك، وسط تأكيد مسؤول عسكري أميركي تنفيذ ضربة اعتبرها "دفاع عن النفس".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جماعة أنصار الله قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سياسيون عرب لموقع أنصار الله: ما حدث في سوريا مؤامرة أمريكية “إسرائيلية” لإضعاف المقاومة
يمانيون ـ محمد المطري
الكاتبة الصحفية اللبنانية غنى شريف: سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا بهذه السرعة يخالف المنطق والعقلانية ويثبت حكم المؤامرة الدولية.
عضو الرابطة الدولية عدنان علامة: الجماعات المسلحة مارست القتل العشوائي ضد أبناء سوريا، وتمارس الاغتيالات للكوادر والنخب السياسية والأكاديمية، إضافة لتصفية بعض الخصوم.
بشكل متسارع وغير متوقع تمكنت الجماعات المسلحة من بسط سيطرتها على كافة الأراضي السورية وإسقاط النظام في فترة وجيزة جداً، جعلت من الأحداث السورية حديث العالم.
في بداية ديسمبر أعلنت الجماعات المسلحة بدء الهجوم على سوريا تحت عنوان ما يسمى “ردع العدوان” لتشهد المحافظات السورية سقوطا سريعاً، محافظة تلو أخرى إلى أن وصلت الجماعات المسلحة إلى العاصمة دمشق بعد سبعة أيام فقط من بدء التحرك المسلح، معلنة إسقاط النظام ليصنف بأسرع انقلاب عسكري شهده التاريخ في الماضي والحاضر.
وبالرغم من التعامل الدولي الإيجابي مع تلك الجماعات ومساعي داعميها لتلميع صورتها ومسح ماضيها الأسود المتمثل في الإرهاب والتكفير والتشديد ونشر الفوضى الخلاقة وزعزعة الأمن والاستقرار، إلا أن نزعتها العدائية لا زالت حاضرة وبقوة في وجدان ومشاعر تلك الفصائل المسلحة.
نصائح وتحذيرات كبرى وجهتها ثلاثي المؤامرة ( تركيا و”إسرائيل” وأمريكا) الداعمة للجماعات المسلحة في ضبط النفس والتعامل بشكل لائق أمام الجميع وذلك لنقل صورة للشعب السوري والرأي العام أن ما حدث ثورة شعبية للإطاحة بالنظام.
وعلى ضوء الأحلام الوردية التي يعيشها الشعب السوري الحالم بدولة سورية قوية وحرة تكفل حياة كريمة لكافة السوريين تواصل الدول الطامعة تنفيذ مؤامراتها التدميرية الهادفة لتقسيم سوريا وتحويلها إلى دويلات وجماعات متناحرة غير قادرة على صنع القرار.
وفي حين تسلط الماكينة الإعلامية الغربية وحلفائها الضوء على سجون النظام السابق مختلقة قصص ومآسي مفتعلة، يواصل العدو الصهيوني توسيع احتلاله للأراضي السورية متجاوزا الحد العازل في الجولان المحتل ليشمل القنيطرة وجبل الشيخ وصولاً إلى ريف دمشق.
ولا يقتصر الدور الإسرائيلي على الاجتياح للأراضي السورية وحسب وإنما قام طيران العدو الصهيوني باستهداف كل مقدرات الجيش السوري وذلك بغارات عسكرية وصفت بأكبر عمليات في تاريخ الكيان الصهيوني.
وأمام الاستباحة الإسرائيلية لسوريا ومقدراتها، يظهر “الجولاني” ليعلنها صراحة ودون خجل ولا حياء بأن مواجهة “إسرائيل” ليس في قاموس مهام “ثورته”، موضحا أن مهمته الأساسية هي مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني ليترجم بتلك التصريحات عملياً حديث “رئيس وزراء” الكيان الصهيوني المجرم “بنيامين نتنياهو” الذي وصف ما حدث بسوريا أنه “تاريخي وغير مسبوق و يخلق فرص نوعية وإيجابية لإسرائيل”.
لعبة خبيثة لاستهداف محور المقاومة
تؤكد الكاتبة الصحفية اللبنانية غنى شريف أن وصول الجماعات التكفيرية وسيطرتها على سوريا و ابتهاج الكيان بسقوط سوريا لم يكن إلا نتيجة لعبة خبيثة و خدعة استعملها أعداء المحور.
وتضيف في تصريح خاص لموقع أنصار الله “رأينا سابقا كيف هزمت هذه الجماعات في سوريا و كيف هزمت الغطرسة الإسرائيلية في جنوب لبنان على أيدي أبطال المقاومة”.
وترى أن ما حدث سوريا مؤامرة دولية كبرى نفذها الموساد الصهيوني بغرض إسقاط النظام المناهض لإسرائيل وتبديله بأدوات عميلة ومطبعة تنفذ أجندة الصهاينة والأمريكان.
وأوضحت أن حالة النشوة الصهيونية وفرحة المطبعين بتغيير النظام في سوريا لن يدوم طويلاً؛ وذلك كون أحرار وشرفاء سوريا العروبة والقومية لن يسمحوا بأن تكون دولتهم وبلدهم ضمن المطبعين مع الصهاينة.
وتوضح أن السقوط المدوي والمتسارع للنظام السوري وسيطرة الجماعات المسلحة على سوريا بشكل مخالف للمنطق والعقلانية يدلل بشكل قاطع على حجم المؤامرة التي حيكت من قبل الموساد الإسرائيلي لإسقاط سوريا، مبينة أن الموساد استغل الماكينة الإعلامية الهائلة لتصوير سقوط سوريا بأنه هبة شعبية وتغيير ثوري؛ وذلك لخديعة أهالي سوريا وخديعة الرأي العام، في حين أن المخطط يهدف إلى تطويع سوريا وجعلها ضمن الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني.
وتوضح أن النظام الحالي في حالة ثبت تورطه بخدمة الكيان الصهيوني فإن بقائه لن يدوم طويلا بسوريا وذلك لأن التاريخ أثبت على مدى الفترة الماضية بأن سوريا دولة عربية قومية مساندة وداعمة لمحور المقاومة وهي عصية على الكيان الصهيوني.
أسرع انقلاب شهده التاريخ المعاصر
بدوره يصف عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين عدنان علامة سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا وإسقاطها للنظام بأنه أسرع انقلاب عرفه التاريخ.
ويؤكد في تصريح خاص لموقع أنصار الله أنه وللمرة الأولى في التاريخ ينتهج الانقلابيون ومؤيديهم تدمير القوة العسكرية والطائرات وكافة الترسانة العسكرية للبلد.
ويوضح علامة أنه منذ الوهلة الأولى لسيطرة الجماعات المسلحة على سوريا أصبح البلد في حالة من الانهيار الأمني والفوضى الخلاقة لم تشهدها سوريا منذ عقود من الزمن، مبينا أن بعض الجماعات المسلحة مارست القتل العشوائي ضد أبناء البلد وتمارس الاغتيالات للكوادر والنخب السياسية والأكاديمية، إضافة إلى ممارستها التصفية البدنية لبعض الخصوم.
ويذكر أن تلك الجماعات كانت تلاحق جرحى الجيش للمستشفيات وتقوم بتصفيتهم وهم على أسرة المرض.
ويشير إلى أن الجماعات المسيطرة على سوريا تتعمد في تجاهل الاجتياح الإسرائيلي للأراضي السورية والتي احتلت أهم المواقع الاستراتيجية في سوريا كاحتلالها لجبل الشيخ وكامل الجولان والقنيطرة، إضافة إلى قيامها بأنزال مضلي في القلمون.
ويلفت إلى سيطرة العدو الإسرائيلي على الجنوب السوري يأتي بهدف محاصرة لبنان من جهة الشرق، موضحا أن العدو الصهيوني سيضع أجهزة إنذار ومراقبة على طول الحدود اللبنانية السورية.
وينوه إلى أن العدو الإسرائيلي قام بتنفيذ مئات الغارات مستهدفا الأسلحة الإستراتيجية لسوريا، تم خلالها تدمير كافة الصواريخ والدبابات، والتي لم تدمر تم نقلها إلى الدولة الحليفة للجماعات المسلحة تركيا.
ويشدد بأن الجماعات المسلحة تقوم بأعمال مروعة ومشوهة للدين الإسلامي الحنيف بغرض تشويهه أمام الرأي العام على مستوى الداخل والخارج.
ويلفت إلى أن ما يحدث بسوريا أمر خطير جدا. مؤكدا أن خطورة المرحلة تتصاعد من يوم لآخر.
وينوه إلى أن الموساد الصهيوني والإدارة الأمريكية عرفوا أن نظام بشار الأسد سيكون حجر عثرة أمام تنفيذ مشاريعهم الخاصة باستهداف وتدمير محور المقاومة؛ الأمر الذي دفع أمريكا و”إسرائيل” لتحريك حلفائهم من دول التطبيع صوب الإحاطة بنظام بشار الأسد واستبداله بجماعات يسهل تحريكها.
ويشدد علامة بأن الجماعات المسلحة حظيت بدعم كبير جدا؛ وذلك لإيصالها للدولة بعد أن بيضت الولايات المتحدة الأمريكية صفحتها الماضية التي كانت مصنفة ضمن قائمة الإرهاب؛ وذلك كون أمريكا تريد من هذه الجماعات أن تنفذ أجندتها بكل مرونة.