جهود الإمارات لحماية المحيطات.. مساهمات عالمية فاعلة لحفظ البيئة البحرية
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
دبي - الخليج
تعد حماية البيئة البحرية والحفاظ على استدامة مواردها الطبيعية إحدى أبرز الأولويات في استراتيجية دولة الإمارات منذ نشأتها، نظراً لارتباطها الوثيق بالموروث الثقافي العريق لأبناء الإمارات، وعلاقتهم الاقتصادية الوثيقة بالبحر من خلال رحلات الصيد والتجارة شرقاً وغرباً.
وعملت دولة الإمارات على مدى العقود الخمسة الماضية على تعزيز حماية البيئة البحرية عبر منظومة متكاملة من الجهود المتمثلة في تأهيل الموائل البحرية الطبيعية والحفاظ عليها، وتعزيزها بأنواع مبتكرة من الموائل الاصطناعية لرفع مستوى المخزون السمكي وحمايته من خطر النضوب والحفاظ عليه للأجيال القادمة، كما أحاطت جميع هذه المبادرات بمنظومة تشريعية متطورة وضعت حدوداً صارمة لمواجهة أخطار التلوث في البيئة البحرية، وتجنب أي شكل من أشكال الصيد الجائر.
وانضمت دولة الإمارات في عام 2019 إلى تحالف الطموح العالي، الذي يهدف إلى حماية ما لا يقل عن 30% من أراضي ومحيطات العالم بحلول عام 2030، كما انضمت في أكتوبر من العام 2020، من أجل تحقيق الهدف ذاته، إلى التحالف العالمي للمحيطات الذي أطلقته المملكة المتحدة بهدف تعزيز حماية المحيطات والبيئة البحرية عالمياً من الضغوط التي تواجهها كالتلوث والتغير المناخي والصيد الجائر لما تمثله من قيمة اقتصادية وبيئية مهمة لتحقيق الاستدامة على كوكب الأرض، حيث تعد الإمارات الدولة الأولى التي تنضم للتحالف في منطقة الشرق الأوسط.
ويدعو التحالف العالمي للمحيطات، الذي يضم في عضويته 32 دولة حتى الآن، إلى حماية 30% على الأقل من المحيطات حول العالم بحلول 2030 عبر التوسع في المناطق المحمية البحرية.
حضور عالمي
وتعزيزاً لحضورها العالمي في ملف حماية المحيطات، استضافت دولة الإمارات في عام 2019 القمة العالمية للمحيطات التي أقيمت للمرة الأولى في الشرق الأوسط بمشاركة أكثر من 500 شخصية شملت رؤساء دول وقادة بارزين وصناع قرار ورؤساء أعمال عالميين وعلماء وممثلين عن منظمات غير حكومية وأكاديميين من أكثر من 26 دولة، كما نظمت في سبتمبر 2020 وبالشراكة مع دول فيجي وكينيا والنرويج وبالاو والبرتغال والسويد «مؤتمر صحة المحيطات» ضمن أعمال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة حول حماية المحيطات وشارك فيه 15 وزيراً و15 مسؤولاً من منظمات ومؤسسات عالمية متخصصة في حماية البيئة إلى جانب خمسة ممثلين عن الشباب.
ويسعى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، إلى استعراض التحديات التي تواجهها البيئة البحرية، ووضع الحلول الناجعة التي تساهم في حمايتها من تداعيات التغير المناخي، وينسجم ذلك مع حملة «استدامة وطنية» والتي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات للمؤتمر، والهادفة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
مرتبة متقدمة
وتتبوأ دولة الإمارات مرتبة متقدمة على صعيد المؤشرات الدولية الخاصة بحماية وصحة المحيطات، فقد تصدرت دول القارة الآسيوية في تصنيف مؤشر صحة المحيطات للعام 2019، باعتبارها أكثر الدول الآسيوية العاملة على الحفاظ على صحة المحيطات، كما حلت في المركز ال 15 في مؤشر قلة تلوث المحيطات ضمن تقرير مؤشر الازدهار، والمركز ال 20 في هدف مؤشر صحة المحيط - المياه النظيفة، ضمن مؤشر أهداف التنمية المستدامة الصادر عن مؤسسة «بيرتلمان ستيفتينج» وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وحافظت أيضاً على ريادتها العالمية في فئة المناطق المحمية البحرية، حسب مؤشر الأداء البيئي «EPI» العالمي، عبر توسعها في المناطق المحمية البحرية لتصل إلى 16 منطقة ما يمثل أكثر من 12% من اجمالي المساحة الساحلية للدولة، مقارنة بنسبة لا تتعدى 7.5% هي المعدل العالمي.
كما حلت دولة الإمارات في المركز الأول على المستوى الخليجي والإقليمي للمنطقة العربية وقارة آسيا والمركز 15 على المستوى العالمي في مؤشر صحة المحيطات للعام 2022.
وكان للدولة جهود رائدة عالمية فيما يتعلق بإعادة تأهيل الموائل الطبيعية البحرية، حيث وظفت الابتكار في تجارب استزراع 24 نوعاً من الشعاب المرجانية المقاومة للحرارة وتأثيرات التغير المناخي وبناء أكبر حديقة للشعاب المرجانية في العالم والتي ستكون موطنا ل 1.5 مليون من الشعاب المرجانية، والزراعة المستمرة للألاف من أشجار القرم.
إلى ذلك، قامت دولة الإمارات بإيداع وثيقة تصديقها على اتفاقية دعم مصائد الأسماك التي اعتمدها المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في يونيو 2022، وبذلك تكون الإمارات بين أوائل الدول التي بادرت إلى المصادقة على الاتفاقية إيماناً منها بضرورة حماية المحيطات وحفظها واستخدامها على نحو مستدام.
وتندرج الاتفاقية في إطار الهدف 14 للتنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول 2030 الذي ينص على «حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة»، وجاء اعتمادها بعد 21 عاماً من المفاوضات، وصادق على الاتفاقية إلى جانب دولة الإمارات كل من سويسرا، وسنغافورة، وسيشل، والولايات المتحدة، وكندا، وآيسلندا.
مبادرات طموحة
وسعياً إلى تحقيق دولة الإمارات الهدف ال 14 من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والرامي إلى حفظ المحيطات والبحر والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة برنامجاً متكاملاً لرصد النفايات البلاستيكية في البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات عن طريق تنفيذ مجموعة من الدراسات العلمية والاستفادة من نتائجها في تعزيز الجهود المبذولة للحد من انتشار هذه النفايات وذلك ضمن جهودها في مجال الحفاظ على الموارد البحرية وجودة مياه البحر ونظافة الشواطئ وفي إطار عام الاستدامة.
ولرصد الملوثات البلاستيكية في مياه الدولة وشواطئها، قام فريق من إدارة مراكز أبحاث البيئة البحرية التابعة للوزارة بتنفيذ إحدى الدراسات بما يتوافق مع أفضل الممارسات والإجراءات المتبعة عالمياً في مجال قياس النفايات البحرية لعدد من المنظمات كبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة الدولية للملاحة البحرية، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات.
كما شاركت الوزارة في «القمة البيئية» التي نظمها المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في الشارقة للمرة الأولى بالتعاون مع الرابطة العالمية لمصوري الحفاظ على البيئة، تحت شعار «إنقاذ المحيطات»، بهدف حشد الجهود العالمية لرفع الوعي بخطر تلوث البحار والمحيطات، حيث استعرضت الوزارة جهودها لحماية البيئة البحرية من أشكال التلوث وتنظيم أنشطة الصيد والتوسع في استزراع الأحياء المائية وإقامة المحميات البحرية.
وشاركت وزارة التغير المناخي والبيئة كذلك، في مؤتمر الأمم المتحدة حول المحيطات الذي استضافته بشكل مشترك حكومتا البرتغال وكينيا في العاصمة البرتغالية لشبونة، تحت شعار «توسيع نطاق عمل المحيطات على أساس العلم والابتكار من أجل تنفيذ الهدف 14: التقييم والشراكات والحلول»، كما شاركت في الاجتماع رفيع المستوى حول المحيطات والمناخ الذي أقيم تحت شعار «من لشبونة إلى شرم الشيخ: تسريع وتيرة الحلول المناخية المبنية على المحيطات».
كما جدّدت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد»، المزود الرائد للخدمات اللوجستية المتكاملة الذكية على مستوى العالم، التزامها بحماية وتعزيز صحة المحيطات، من خلال التركيز على تعزيز واستعادة النظم البيئية البحرية، وتسهيل الحلول الفعّالة القائمة على الطبيعة والتي تحقق فوائد للمناخ والتنوّع البيولوجي والبشر.
وعلى الصعيد ذاته، كشفت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، خلال أكتوبر من العام الجاري، عن مبادرة «تنمية المحيطات»، وهي مبادرة عالمية طموحة للحفاظ على البيئة البحرية والعمل المناخي.
وتحدد المبادرة خمس نقاط ينبغي الوصول إليها بحلول عام 2030 وتشمل استثمار ما لا يقل عن 72 مليار دولار أمريكي لحماية ما لا يقل عن 30% من المحيطات، وتوليد ما لا يقل عن 380 جيجاوات من طاقة الرياح البحرية، وتوفير التمويل الميسر لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في البلدان النامية، وتحسين مهارات 450 ألف بحار، وإنشاء موانئ تتكيف مع المناخ، وتحقيق نسبة 5%من الوقود الخالي من الانبعاثات في مجال النقل البحري، وتوفير ما لا يقل عن 4 مليارات دولار أمريكي سنوياً لدعم النظم الغذائية المائية القادرة على الصمود لضمان إمدادات غذائية مستدامة وآمنة لثلاثة مليارات شخص.
كما دشنت هيئة البيئة – أبوظبي في يناير 2023 سفينة أبحاث تعتبر الأكثر تقدماً وتطوراً على مستوى الشرق الأوسط. وتعتبر سفينة الأبحاث الأحدث في المنطقة سفينة متعددة الأغراض ستستخدم لريادة الأبحاث التي تقوم بها الهيئة في علوم المحيطات ومصايد الأسماك في المياه العميقة وتتميز بكونها تستخدم تقنيات تحافظ على استدامة البيئة. وتعمل السفينة «جيّوَن» التي يقدر طولها ب 50 مترًا، في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة بالخليج العربي، وستتمكن الهيئة من خلالها من استكمال دراساتها للبيئة البحرية والثروة لسمكية في المياه التي تم دراستها مسبقاً، والتي يبلغ عمقها 10 أمتار وأكثر.
وتقوم الهيئة بتنفيذ برامج رائدة لإعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية في أبوظبي، والتي تم إدراجها ضمن قائمة برنامج الأمم المتحدة للبيئة لأفضل عشر مبادرات عالمية لتأهيل النظم البيئية، ومنها مبادرة القرم – أبوظبي والتي تهدف لتوفير منصة دولية لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.
وحرصت هيئة البيئة على وضع وتنفيذ خطط وبرامج متكاملة ساهمت في إنشاء «شبكة زايد للمحميات الطبيعية» والتي تضم 20 محمية طبيعية برية وبحرية وهي شبكة متكاملة وشاملة تأوي أفضل وأهم الموائل الطبيعية الغنية بالتنوع البيولوجي، وتمثل حجر الزاوية لحماية التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي والثقافي وتضم هذه الشبكة ست محميات بحرية تمثل 14% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتستهدف الهيئة زيادتها إلى 21% تحقيقاً لأهداف التنوع البيولوجي لعام 2030.
كما نجحت الهيئة في تحسين حالة المخزون السمكي مع تنفيذ القرارات والإجراءات المتعلقة بصيد الأسماك التي اتخذتها الهيئة لحماية المخزون، حيث أظهرت النتائج والمخرجات أن أبوظبي تسير على الطريق الصحيح، لتحقيق هدفها المتمثل في مصايد أسماك مستدامة بحلول عام 2030، فقد تم تحقيق تحسن في «مؤشر الصيد المستدام» للعام الرابع على التوالي حيث ارتفعت نسبة المؤشر من 8.9% في عام 2018 إلى 69.1% في نهاية عام 2022.
وأدت جهود الهيئة إلى المحافظة على سلامة مروج الأعشاب البحرية الأمر الذي ساهم في استقرار أعداد أبقار البحر في موائلها الطبيعية في الإمارة التي تعتبر موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر التي تصل أعدادها إلى أكثر من 3 آلاف بقرة بحر، وتعتبر الأعلى كثافة للمتر المربع بمنطقة الخليج العربي. كما أظهرت نتائج الدراسات تحسناً في أعداد السلاحف واستقرارها في الإمارة خلال السنوات الماضية، والتي تقدر أعدادها بنحو 5000 سلحفاة من سلاحف «منقار الصقر» والسلاحف «الخضراء» والسلاحف ضخمة الرأس. كما وفرت جهود الهيئة الحماية لثلاثة أنواع من الدلافين ونوع واحد من خنازير البحر، حيث تحتضن مياه الإمارة ما يزيد على 700 دولفين تعيش معظمها بمناطق المحميات البحرية، بما فيها أكبر مجموعة من دلافين المحيط الهندي الحدباء في العالم.
وضمن واحد من أكبر الجهود العالمية لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، نجحت هيئة البيئة - أبوظبي بالتصدي لتأثيرات التغير المناخي على الشعاب المرجانية من خلال مشروع لإعادة تأهيل المرجان في أبوظبي، والذي تمكن من زراعة 312,025 قطعة مرجانية في 4 مواقع مختلفة تغطي حوالي 71.8 هكتار. ويعتبر المشروع أكبر جهد لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في المنطقة على الإطلاق وواحد من أكبر الجهود في العالم.
تحذيرات أممية
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة كانت قد حذرت من تعرض المحيطات لضغوطاتٍ أخرى نتيجة التلوث بحلول عام 2050، حيث ستحتوي المحيطات على مواد بلاستيكية أكثر من الأسماك الموجودة فيها، وأن هناك جزيرة من النفايات البلاستكية في المحيط الهادئ تبلغ مساحتها نحو 1.6 مليون كيلومتر مربع تكونت بفعل حركة التيارات البحرية، والتي ستشكل تهديداً على الأحياء المائية الحية والمخزون السمكي والتنوع البيولوجي وعلى ممارسة الرياضات البحرية وأنشطة السياحة البيئية بشكل عام.
وتعتبر المحيطات المنظم الأكبر للمناخ، إذ تمتص نحو 30% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث، وأكثر من 90% من الحرارة الناتجة عن الاحتباس الحراري العالمي، وتمثل مصدراً حيوياً للمواد الغذائية والبروتينات لمليارات الأشخاص يومياً، كما تؤدي المحيطات التي تغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض، دوراً رئيسياً أيضاً في الحياة على الكوكب من خلال التخفيف من آثار تغير المناخ، وتسهم المحيطات في القضاء على الفقر عن طريق توفير فرص لسبل كسب العيش المستدام والعمل اللائق، ويعتمد أكثر من 3 مليارات نسمة على الموارد البحرية والساحلية كوسيلة لدعم الرزق.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة التنمیة المستدامة الشعاب المرجانیة البیئة البحریة التغیر المناخی دولة الإمارات للأمم المتحدة الأمم المتحدة حمایة البیئة لإعادة تأهیل ما لا یقل عن الحفاظ على بحلول عام أکثر من فی مجال عام 2030
إقرأ أيضاً:
«الجوجيتسو الإمارات» في 2024.. استدامة الإنجازات وريادة عالمية
أبوظبي (الاتحاد)
مع إسدال الستار على عام 2024، أصدر اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة بياناً يستعرض فيه حصاد العام الذي شهد إنجازات استثنائية على المستويات كافة، سواء على صعيد المنتخبات الوطنية أو أجندة البطولات المحلية والدولية التي تم تنظيمها واستضافتها.
وبرزت في مقدمة هذه الإنجازات استضافة النسخة الثامنة من بطولة آسيا للجوجيتسو، والنسخة الخامسة من بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين، وتنظيم النسخة الـ16 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي شهدت مشاركة قياسية وتفاعلاً عالمياً غير مسبوق، وإطلاق بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو إلى جانب البطولات القارية والعالمية الأخرى التي عززت مكانة الدولة والعاصمة أبوظبي وجهة رياضية عالمية فريدة لعشاق الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة.
وأشار البيان إلى أن عام 2024 حمل معه إنجازات مشرفة ستظل محفورة في الذاكرة، حيث نجح أبناء وبنات الوطن في حصد 178 ميدالية ملونة في مختلف البطولات القارية والعالمية، بما يعكس التطور المستمر لرياضة الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة في الدولة. كما شهد العام استقطاب نخبة المواهب من جميع أنحاء العالم عبر تنظيم واستضافة عشرات الفعاليات والبطولات التي جسدت تفوق أبوظبي عاصمة عالمية للرياضة.
وأكد البيان أن هذه النجاحات ترسخ ريادة الدولة في مجال الرياضة، وتعكس الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة في بناء أجيال من الأبطال، وتعزيز حضور الدولة على أرفع منصات التتويج العالمية، وتحقيق مكتسبات رياضية واجتماعية تلهم الأجيال القادمة وتدعم استدامة هذا النجاح خلال العقد القادم.
وبهذه المناسبة، أكد عبد المنعم السيد محمد الهاشمي، رئيس اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، أن الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عام 2024 هي ثمرة لدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مشيراً إلى أن التوجيهات الحكيمة بتوفير البيئة النموذجية الداعمة للنمو والتطور، وتوفير كل سبل الارتقاء بأداء الرياضيين، وضمان استدامة الإنجازات مهدّت الطريق لجيل جديد من الأبطال الطامحين للمجد، ورفع علم الدولة على منصات التتويج العالمية.
وقال: «عام 2024 محطة مضيئة في مسيرة الاتحاد، حيث شهد تنظيم واستضافة بطولات عالمية وقارية بارزة استقطبت مشاركة آلاف الرياضيين من مختلف دول العالم، ما يعكس المكانة المرموقة التي تتبوأها أبوظبي كعاصمة للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة. وقد حققت البطولات نجاحًا كبيراً، على صعيد المنافسات، وعلى مستوى تعزيز الشراكات الدولية، وترسيخ ريادة الدولة في تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الكبرى».
وتابع: «نختتم هذا العام الحافل بمزيد من الفخر والاعتزاز بما تحقق من إنجازات، ونتطلع إلى عام جديد يحمل في طياته مزيداً من الفرص لصناعة أبطال المستقبل وتتويج ريادة الدولة وجهة عالمية للرياضة، في الوقت الذي نجدد التزامنا بمواصلة العمل لتحقيق رؤيتنا في تطوير رياضتي الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، وتعزيز دورهما في المجتمع.»
ونجح اتحاد الجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة خلال موسم 2024، في تنظيم أكثر من 20 بطولة وفعالية محلية وعالمية من أبرزها النسخة الـ 16 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، واستضافة النسخة الثامنة من بطولة آسيا للجوجيتسو، والنسخة الخامسة من بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين، وإطلاق بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو بجولاتها الخمس، وتنظيم منافسات كأس صاحب السمو رئيس الدولة للجوجيتسو، وكأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة للجوجيتسو، وكأس «أم الإمارات» للجوجيتسو.
كما تضمنت قائمة بطولات الجوجيتسو جولات رابطة أبوظبي لمحترفي الجوجيتسو (AJP) والتي تحظى بأهمية كبيرة لدى المحترفين من جميع أنحاء العالم، كونها تدخل في التصنيف المعتمد لدى الرابطة وتقود إلى التأهل لجائزة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو. ومن أبرز البطولات أيضاً، بطولة أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو التي جمعت نخبة من أبرز نجوم اللعبة من القارات المختلفة.
وشهدت تلك البطولات مجتمعة مشاركة الآلاف من اللاعبين قي الفئات العمرية المختلفة والذين توافدوا مما يزيد على 140 دولة.
وشهدت البطولات زيادة في المشاركة تجاوزت 20%، وسط تنافسية عالية وتألق العديد من النجوم، وظهور أبطال واعدين، مع جوائز مالية تجاوزت 6 ملايين درهم، ما حفز اللاعبين لتقديم مستويات متميزة. كما استقطبت حضوراً جماهيرياً واسعاً من الأسر وعشاق الرياضة، مما عزز نجاحها.
وحققت البطولات أهدافاً استراتيجية شملت تعزيز التفاعل المجتمعي، والتشجيع على أنماط الحياة الصحية، ناهيك عن مواصلة تطوير رياضة الجوجيتسو، وتحفيز الأندية والأكاديميات على تحسين استراتيجياتها، بما يساهم في إعداد أجيال جديدة من الأبطال للالتحاق بالمنتخب الوطني.
أيقونة البطولات
كان إطلاق بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو أبرز المحطات خلال موسم 2024، في إنجاز فريد يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققتها الدولة في تنظيم الفعاليات الرياضية المحلية والقارية والعالمية.
شهدت البطولة خمس جولات أُقيمت في مختلف أنحاء الدولة، تضمنت منافسات لمختلف الفئات العمرية ضمن 3 جولات لفئة «البدلة» وجولتين لفئة «من دون البدلة».
الفنون القتالية
نظم الاتحاد 5 جولات من بطولة الفنون القتالية المختلطة للناشئين التي شكلت إضافة مهمة لأجندة فعاليات الموسم الرياضي 2024، ونجحت في استقطاب شريحة كبيرة من اللاعبين في ظل تنامي الاهتمام بهذه الرياضة والإقبال الكبير على ممارستها، خصوصاً من فئة الشباب.
كما نظم الاتحاد النسخة الخامسة من بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة للناشئين في مبادلة أرينا بمدينة زايد الرياضية بأبوظبي، وشهدت البطولة منافسات قوية وأداء رفيعاً للمواهب الإماراتية في الفئات المختلفة. واحتضنت البطولة التي أقيمت في مبادلة آرينا في أبوظبي مشاركة أكثر من 800 لاعباً ولاعبة من 47 دولة.
178 ميدالية
نجح أبطال المنتخب الوطني للجوجيتسو لفئة الشباب، تحت (16 و18 عاماً)، في حسم صدارة منافسات الجوجيتسو خلال دورة الألعاب الخليجية الأولى للشباب التي استضافتها بتحقيق 23 ميدالية ملونة ليتوجوا باللقب.
وأكد منتخبنا تفوقه مجدداً من خلال الحفاظ، للعام الرابع على التوالي، على لقب بطولة آسيا للجوجيتسو التي اختتمت في أبوظبي في شهر مايو الماضي، محققاً 18 ميدالية ملونة في فئة الكبار، بينما نجح منتخب الشباب والناشئين في تحقيق 41 ميدالية، كما تألق منتخب الكبار في بطولة الجائزة الكبرى في تايلاند 2024 بتحقيقه 15 ميدالية ملونة.
واختتم منتخبنا الوطني للجوجيتسو للشباب، مشاركته المميزة في بطولة كأس العالم للجوجيتسو في كرواتيا، محققًا 18 ميدالية ملونة في النسخة الثانية للبطولة. وتمكن أبطال منتخبنا الوطني للجوجيتسو من تحقيق 24 ميدالية ملونة في بطولة غرب آسيا للجوجيتسو التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمان.
وفي إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة الإنجازات المشرفة للدولة على صعيد رياضة الجوجيتسو، تمكن منتخبنا الوطني برعاية «شركة مبادلة للاستثمار» من الحفاظ على لقب بطولة العالم للجوجيتسو في فئة الكبار للعام الخامس على التوالي، خلال المنافسات التي أقيمت بمدينة هيراكليون في اليونان بتحقيق 9 ميداليات ملونة.
كما نجح منتخب الجوجيتسو لفئات تحت 16، و18، و21 عاماً في تحقيق 42 ميدالية ملونة في بطولة العالم للجوجيتسو في اليونان، فيما نجح منتخب الأشبال تحت 14 عاما في تحقيق 9 ميداليات ملونة.
تميز إداري
تقديراً لجهوده الدؤوبة وتميزه الإداري ومساهمته الفاعلة في الوصول برياضة الجوجيتسو إلى العالمية، أعيد تعيين عبد المنعم السيد محمد الهاشمي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي، نائباً أولاً لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو لفترة جديدة تمتد ل 4 سنوات، وذلك خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للجوجيتسو، الذي عُقد بالتزامن مع بطولة العالم للجوجيتسو في اليونان.
نسخة استثنائية
كانت النسخة الـ16 من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو واحدة من أهم المحطات التي شهدها عام 2024، حيث استقطبت مشاركةً قياسيةً لأكثر من 9 آلاف لاعب ولاعبة من 137 دولة.