عبد الرحيم علي يكتب: «البوابة»..البيت الكبير
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
على هذه الأرض ما يستحق الحياة، دعوات أمي، عظام أبي في تربته، أسرتي، والبيت الكبير.. البوابة، نعم.. ذلك الحلم الذى ظل يراودني ثلاثين عامًا أو يزيد، عندما كنتُ أواجِه مع عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة قوى الظلام المرتدية عباءة الدين فى مدن الصعيد المنسية فى المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا.
لم أفقد بوصلتي يومًا، ولم أنحنِ للريح.
لم أنظر يومًا من ثقب الباب إلى وطنى لكننى كنت أنظر دائمًا من قلبى المثقوب، وأميز ما بين الوطن الغالب والوطن المغلوب، وكنا شبابًا لم تتعدَّ أعمارنا منتصف العشرينيات.. كنت أصغرهم سنًّا وأشدهم حماسًا، وانطلاقًا وإيمانًا بحلمي وهدفي.
ثلاثون عامًا أو يزيد من المعارك المتواصلة لم يهدأ لى بال، حتى عندما وصلت قوى الظلام إلى قمة السلطة فى مصر، ورأى البعض، بل الأغلب الأعم، أننا وصلنا لنهاية السباق.. كان يقينى فى الله.. كنت أدرك أننا لم نزل فى وسط الصراع بل فى بدايته وأن ساعة الحسم لم تأتِ بعد.. كنت مؤمنا أشد الإيمان أن فى الأعمار بقية، وأن الأيام حُبلى بالانتصار؛ لذا كان قراري واضحًا منذ اليوم الأول، قلتها بصوت مجلجل عالٍ، المواجهة هى الحل، بالقلم، بالصوت وبالصورة، وعندما حانت اللحظة الحاسمة كانت الحركة فى الشوارع والحارات، فى المكاتب والبيوت. لم يهدأ لى بال حتى رحلوا غير مأسوف عليهم.
أتذكر الآن الحكاية، الحلم منذ بداياته فى شارع محمود بسيونى فى وسط البلد عام ١٩٩٦ مرورًا بشارع شمبليون، وهدى شعراوى، و٣ مصدق، وأخيرًا ٥٧ من نفس الشارع.
رحلة طويلة تعدت الربع قرن من البحث عن «إنجى» بتاعتي، فكرتى لبناء مؤسسة مدنية بحثية وكيان صحفى يتصدى بالفكر ويتسلح بالوعى والكلمة الحرة فى مواجهة قوى الظلام وسارقى الأوطان ودعاة الفوضى.
لم تهن عزيمتي يومًا، والبعض يصوب لي السهام من كل صوب وحدب، حتى أقرب الناس إليَّ لم يتركونى أشد رحالى نحو حلمى فى سلام، كانوا يشدوننى للخلف تارة ويناوشوننى لأدخل معهم فى معاركهم الوهمية تارة أخرى، لكننى لم أستجب أبدًا، كان هدفي واضحًا منذ البداية، أن أنتصر لوطني وفكرتي وحلمي.
والآن والحلم يدخل عامه العاشر، هل لى أن أفخر قليلًا بما حققته ومعي زملائي وإخوتي وأبنائي، فى تلك السنوات القليلة منذ عام ١٩٩٦ وحتى الآن عندما كان الحلم لا يعدو مكتبًا صغيرًا يضم ثلاثة من الأصدقاء المقربين حتى تحوَّل إلى صرح كبير يدافع عن الوطن وقيمه النبيلة.
صرح يتجه بثقة ليمسك بزمام الريادة باعتباره أول كيان مصرى يسعى لإنشاء مراكز بحثية له فى الخارج «فى باريس وهامبورج ولندن» يواجه قوى الظلام وحلفاءها، ويدير حوارًا بنَّاء مع مفكرى الغرب وسياسييهم، ينشر الوعى بخطورة تلك الاتجاهات الظلامية فى الفكر الإسلامى التى حاولت سرقة أوطاننا فى وضح النهار، والآن تحاول أن تنفث سمومها فى المجتمعات الغربية لتقضى عليها فى وضح النهار وبمساعدة البعض من أبنائها.
نبرح الآن عامنا التاسع متجهين بثقة فى الله إلى الأمام، لا تحدنا عوائق، ولا تحرف مسيرتنا قوة، مهما بلغت شراستها، نعتبر أنفسنا ضمير الوطن، كما كنا دائمًا، ندق ناقوس الخطر إذا لاحت بوادره، نعمل لصالح شعبنا وأهالينا من البسطاء ولا نريد جزاءً ولا شكورًا. اللهم سوى مزيد من حب الناس الذى هو تاج على رؤوسنا، منه نستمد القدرة على الاستمرار والعطاء.
كل عام و«البوابة» وكل زملائى الذين شاركونى الحلم بألف خير ومحبة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوابة مؤسسة البوابة البوابة نيوز الكاتب عبدالرحيم علي
إقرأ أيضاً:
«الثقافة» تنتدب عبد الرحيم كمال رئيسا للرقابة على المصنفات الفنية
أصدر الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، قرارًا بانتداب الكاتب عبد الرحيم كمال لبيب علي، للعمل مساعدًا لوزير الثقافة لشئون رئاسة الرقابة على المصنفات الفنية.
ويأتي هذا القرار في إطار الرؤية التي تسعى وزارة الثقافة لتحقيقها بهدف تطوير العمل الرقابي على المصنفات في مصر، معربًا عن تطلعاته بأن هذا الاختيار يسهم بشكل كبير في تعزيز دور الرقابة على المصنفات الفنية، بما يضمن الحفاظ على القيم المصرية الثقافية والاجتماعية وتوفير المناخ الداعم لمجالات الإبداع والابتكار الفني.
وأعرب الكاتب عبد الرحيم كمال، عن تقديره لهذه الثقة من وزير الثقافة، مؤكدًا العزم على بذل قصارى جهده إزاء تطبيق أعلى معايير الجودة في الرقابة، مع مراعاة احترام حرية التعبير وحقوق الملكية الفكرية.
من هو عبدالرحيم كمال؟عبد الرحيم كمال لبيب علي، كاتب سيناريو وروائي وصحفي وناقد فني، وُلد في عام 1971 بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، تخرج من المعهد العالي للسينما – قسم السيناريو عام 2000، ومنذ ذلك الحين أسس مسيرته المهنية في كتابة السيناريو والقصة القصيرة والرواية والمسرحية، وهو عضو في اتحاد الكُتّاب المصريين ونقابة المهن السينمائية، مما أكسبه خبرة واسعة ومكانة مرموقة في الوسط الفني المصري.
في مجال الأدب، أصدر عبد الرحيم كمال عدة أعمال منشورة، من أبرزها رواية «كل الألعاب للتسلية ورواية موت العالم – المعروفة بمذكرات محمود غزالة وكتاب مصر الحال والأحوال بالإضافة إلى رواية أبناء حوره ومجموعات قصصية ونصوص صوفية مثل قصص بحجم القلب، ومنطق الظل، وظل ممدود.
وامتدت إسهاماته إلى الشاشة الصغيرة ، حيث كتب سيناريوهات مسلسلات تلفزيونية بارزة مثل الحشاشين، وجزيرة غمام، ونجيب زاهي زركش، والقاهرة كابول، وأهو ده اللي صار، والخواجا عبد القادر، وشيخ العرب همام، بالإضافة إلى مشاركاته السينمائية في أفلام مثل خيال مآتة والكنز وعلى جنب يا اسطى، كما ألف مسرحيات على خشبة المسرح القومي، منها قمر العشاق وفى مديح المحبة
وشارك كعضو في لجان تحكيم لمهرجانات سينمائية وثقافية محلية ودولية، وحصد عددًا من الجوائز التقديرية مثل جائزة الدولة التقديرية للتفوق في الآداب لعام 2024، وجائزة أفضل مؤلف من مهرجان القاهرة للدراما لعام 2022، وغيرها من الجوائز المرموقة.