لن تحتاج بعد اليوم للذهاب إلى دجال أو مشعوذ لتحضير أرواح موتاك.. فعلى طريقة فيلم البيضة والحجر للراحل الفنان أحمد زكي، وفيلم يا انا ياخالتي للنجم محمد هنيدي، اللذان تناولا فيهما حياة السحر والشعوذة وتحضير الأرواح، يفاجئنا الذكاء الاصطناعي باختراق عالم الأرواح هو الآخر.

ومع تزايد تهديدات تقنيات الذكاء الاصطناعي، لم يعد قلق البشر قاصرًا على مصير ميراثهم الفكري والمادي بعد وفاتهم، بل بدأوا يقلقون حتى على سمعتهم وشخصياتهم، بعد أن فاجأتهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بإمكانية استنساخ صورة رقمية لأصواتهم وأشكالهم وسماتهم الشخصية، يمكن استخدامها فيما لا يرغبون.

محاورة شخصيات رحلت عن دنيانا

ولم تقف هذه التقنيات عند هذا الحد، بل أثارت جدلاً واسعًا ومخاوف لكونها تسمح بمحاورة شخصيات رحلت عن الدنيا، فوفقًا لموقع صحيفة «ديلي ستار» البريطانية، فإن التقنية الذكية التي أُطلق عليها «تقنية الحزن»، تعيد الموتى على شكل صور ثلاثية الأبعاد، مشيراً إلى أنه يتم تشجيع مستخدمي ذلك التطبيق على إجراء حوارات مع أحبائهم الذين ودَّعوا الحياة.

تقنيات الذكاء الاصطناعي تصل إلى عالم الأرواح

وأوضح الموقع أن الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف شديدة تجاه تلك الفكرة المدهشة، لافتًا إلى أنه بذلك لا يعطي مجالاً لأهالي الموتى بالتصالح مع حزنهم إلى الأبد.

من جانبهم، رأى بعض متخصصي التكنولوجيا أن استخدام مثل هذه التقنيات للاحتفاظ بذكريات الموتى على قيد الحياة يساعد أحباءهم الأحياء على التأقلم، مشيرين إلى أن للذكاء الاصطناعي القدرة على استعمال مقاطع الفيديو والصور والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي وكذلك الرسائل النصية لإعادة إنشاء نسخة من شخص عزيز بدقة عالية.

وأضاف المتخصصون، أن تلك التقنيات تتراوح من روبوتات الدردشة البسيطة إلى الصور الرمزية المتطورة التي تحاكي شكل المتوفي وصوته.

تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي تسمح بمحاورة الموتىالقلق من تقنية الحزن

ويترقب الخبراء، اجتياح العالم «تقنية الحزن»، لكن البعض يخشى أن تكون هذه التكنولوجيا ضارة، لأنها قد تدفع المستخدمين إلى الإدمان على تكرار التجربة.

وتساءلت سوزي تورنر جونز، من مؤسسة Grief Encounter: «أسيؤدي هذا إلى إطالة أمد اليأس أم الراحة؟»، مضيفةً: «أسيكون ذلك سبباً في تفهم الوفاة وأن الشخص المتوفى لن يعود أم سيزيد الشعور بالحزن والارتباك؟».

وتابعت: «يطرح الذكاء الاصطناعي مجموعة جديدة من التحديات التي يمكن أن تؤثر في هذا الأمر»، مؤكدةً أن «الذكريات شيء يجب الاعتزاز به، وربما لا ينبغي إعادة اختراعه بهذه الطريقة العميقة».

وقالت عالمة النفس ماري فرانسيس أوكونور، إن «تقنية الحزن» قد تعزز وتطيل الارتباط بالموتى، موضحةً أن «الحصول على صورة وفهم ذلك بوضوح هو شيء من الماضي».

وتحدثت: «أنه شيء آخر أن يكون لديك صورة رمزية أو صورة ثلاثية الأبعاد أو برنامج دردشة يتفاعل معك في الوقت الحاضر، تشعر وكأنك تحاول الاقتراب من تلك العلاقة، ولكن الروبوت ليس هو الشيء الذي تريده».

تقنية جديدة للذكاء الاصطناعي تسمح بمحاورة الموتىكيفية تحويل نسخة للميت ثلاثية الأبعاد

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن التكنولوجيا تتمكن من تحويل نسخة للميت ثلاثية الأبعاد، ويتم ذلك باستخدام جميع اتصالاته السابقة عبر الإنترنت وملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشفت إحدى الشركات الكورية الجنوبية، أنه بعد وفاة والديك، يمكنك مقابلتهم في السحابة من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، للتخفيف من آلام وفاة أحبائك، معقبة «عش في السحابة من خلال الذكاء الاصطناعي، عش في قلوب أحبائك».

وأكد أولئك الذين استفادوا من هذه الخدمات الجديدة أنها توفر وسيلة قيمة للحفاظ على الذكريات وتفاصيل الحياة ونقلها والتي كانت ستُنسى لولا ذلك.

موعد إطلاق التطبيق

ويتم تشفير جميع البيانات وحفظها بشكل آمن على السحابة، مع تعيين قريب أو صديق كـ «وصي» للوصول إليها عند وفاة الشخص، ومن المقرر إطلاق التطبيق في الربيع المقبل.

اقرأ أيضاًيعمل بالذكاء الاصطناعي.. ما هو نظام «جوسبيل» أحدث أساليب الاحتلال الوحشية في حرب الإبادة على غزة؟

بشرى سارة للمرضى.. تطوير عقار لمكافحة السرطان بالتعاون مع «الذكاء الاصطناعي»

آبل وجوجل تتعمدان إخفاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي من قائمة الأفضل في 2023

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: افضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الاصطناعي الذكاء الذكاء الاصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل يتفوق O3 على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي

حقق نموذج "o3" الجديد من شركة "أوبن إي آي" إنجازاً بارزاً في عالم الذكاء الاصطناعي، حيث سجل نسبة نجاح بلغت 87.5% في اختبار ARC-AGI، وهو معيار رئيسي يُستخدم لتقييم تقدم الأنظمة نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI).


تفوق النموذج بشكل لافت على الرقم القياسي السابق البالغ 55.5%، مما أثار إعجاب الباحثين وأعاد تسليط الضوء على التقدم السريع في هذا المجال، وفقاً لتقرير نشرته مجلة Nature العلمية.

 

 

 

اقرأ أيضاً.. «أوبن إي آي» تطلق ميزة الصوت المتقدم في «شات جي بي تي»



ما هو الذكاء الاصطناعي العام؟

الذكاء الاصطناعي العام يُعرف على نطاق واسع بأنه قدرة نظام حاسوبي على التفكير والتخطيط وتعلم مهارات بمستوى يعادل الإنسان.

ومع ذلك، يشير الباحث فرانسوا شولي، مصمم اختبار ARC-AGI، إلى أن تحقيق درجات مرتفعة لا يعني بالضرورة الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام. رغم ذلك، يُظهر "o3" إمكانيات مذهلة في التعميم والاستدلال، ما يجعله خطوة أقرب نحو تحقيق هذا الهدف.

 

 

 

تفوق "O3" في اختبارات متعددة


أداء "o3" لم يقتصر على اختبار واحد فقط، بل أظهر تفوقاً في عدة اختبارات صعبة، مثل اختبار FrontierMath. يعتمد النموذج على تقنية تُعرف بـ"سلاسل التفكير"، حيث يقوم بحل المشكلات عن طريق استعراض خطوات استدلالية متعددة للوصول إلى الحل الأنسب.

 

أخبار ذات صلة أبل تنضم إلى تحالف لتطوير تقنيات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد الذكاء الاصطناعي يفك شيفرة أصوات الطيور المهاجرة

ومع ذلك، فإن هذا الأداء المميز يأتي بتكلفة مرتفعة، حيث استغرقت كل مهمة نحو 14 دقيقة بتكلفة تُقدر بآلاف الدولارات، مما يثير تساؤلات حول استدامة استخدام هذه التقنيات، بحسب التقرير المنشور في مجلة Nature.

 

 

التكلفة والتحديات المرتبطة بالتقدم السريع


في الوقت الذي تُظهر فيه الاختبارات الحالية تقدماً هائلاً، تتزايد التحديات المتعلقة بتطوير معايير دقيقة لقياس ذكاء الأنظمة. على سبيل المثال، يشير باحثون إلى أن بعض النماذج قد تستغل التلميحات النصية بدلاً من استخدام استدلال حقيقي. لمواجهة هذا التحدي، يتم تطوير اختبارات جديدة مثل MMMU التي تقيم أداء الأنظمة في مهام معقدة متعددة التخصصات.

 

 

المستقبل يحمل الكثير من التحديات والفرص. يخطط الباحث شولي لإطلاق اختبار جديد باسم ARC-AGI-2 في مارس المقبل، والذي سيعتمد على معايير أكثر تعقيداً لتقييم قدرات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على تطوير اختبارات تقيس قدرة الأنظمة على التصرف كوكلاء مستقلين يمكنهم تنفيذ مهام معقدة تتطلب عدة خطوات دون إجابات واضحة.

اقرأ أيضاً.. صناع المحتوى يبيعون مقاطعهم غير المنشورة لشركات الذكاء الاصطناعي

التمييز بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي

 

رغم التقدم الكبير، يبقى التحدي الأكبر في تطوير اختبارات تبرز الفروقات بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي. ومع استمرار هذا السباق، قد نصل إلى نقطة يصبح فيها التمييز بينهما مستحيلاً، مما يشير إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي العام.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • آبل توقف ميزة ملخصات الإشعارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في المطبخ
  • هل تنقذ طفرة الذكاء الاصطناعي العقارات المتعثرة في نيويورك؟
  • 7 حيل مذهلة لروبوت الذكاء الاصطناعي Meta AI على واتساب
  • الذكاء الاصطناعي يتحدّث عن طفولته
  • لـ”قيادة العالم”.. بايدن يعلن خطة لتطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي
  • ماريتا تشينغ تناقش الذكاء الاصطناعي والتغيير الإيجابي
  • الذكاء الاصطناعي يسهم في حل الصعوبات بمواقع الإنشاء
  • تحسين لغة الإشارة عالمياً بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • هل يتفوق O3 على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي