مسقط- الرؤية

عقدت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة شؤون المرأة، لقاءً حواريًا لطلبة وطالبات كلية عمان للسياحة حول "واقع التشريعات والآليات الداعمة للمرأة"، وذلك ضمن الحملة التوعوية "قرّي عينا" التي أطلقتها الوزارة في نسختها الرابعة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بدول مجلس التعاون الخليجي.

ويأتي ذلك بالتزامن مع النشاط العالمي لحملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي انطلقت في الـخامس والعشرين من شهر نوفمبر وتستمر حتى الـعاشر من شهر ديسمبر الجاري.

ويهدف هذا اللقاء الذي احتضنته كلية عمان للسياحة إلى رفع الوعي لدى طلبة وطالبات الكلية بشأن القوانين والآليات المكفولة في سلطنة عمان للمرأة من خلال التعريف بالحقوق المكفولة للمرأة في التشريعات العمانية، وإبراز جهود وممكنات وزارة التنمية الاجتماعية في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية المستدامة.

وشهد اللقاء تقديم عرض مرئي يعكس واقع المرأة العمانية وسبل تمكينها في مختلف المجالات، وتقديم ورقة عمل حول "دور التشريعات العمانية في دعم ومساندة المرأة"، وأشارت خلالها سندس بنت محمد الرحيلية باحثة قانونية بوزارة التنمية الاجتماعية إلى أهمية سن التشريعات والقوانين المساندة للمرأة كالنظام الأساسي للدولة، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون الجزاء، وأثر وعي المرأة بحقوقها القانونية.

كما قدمت عايدة بنت ناصر السيابية المديرة المساعدة بدائرة شؤون المرأة بالوزارة ورقة "واقع ممكنات المرأة العمانية في وزارة التنمية الاجتماعية"، استعرضت خلالها الركائز التي اعتمدتها سلطنة عُمان في مجال تمكين المرأة والتعريف باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو"، والآليات الوطنية التي شكلتها سلطنة عمان لحماية المرأة، والإجراءات المؤسسية الأخرى، وتعاون وزارة التنمية الاجتماعية مع الجهات الأخرى والأليات الوطنية المعنية بحماية المرأة كاللجنة العمانية لحقوق الإنسان، واللجنة العمانية لمكافحة الاتجار بالبشر.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المرأة والتسامح... تفعيل قيم الأمن المجتمعي

قد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة

لقد كان غياب العدالة والمساواة بين الجنسين في المجتمعات المسلمة مدعاة للظلم والجور بحق الأفراد والشعوب، ما تسبّب مع الوقت في حالة من الاحتقان داخل المجتمع ولّد الكراهية والشحناء، وضيّق من معايير التسامح للمرأة على الخصوص، وبات هذا المناخ مجالاً خصباً للتطرّف والتعصّب والانحدار الأخلاقي وانتشار الجرائم. وفي السياق ذاته، لا تعتبر قيم التسامح  مجرد واجب ضمن النسق الأخلاقي فقط، إنما أيضاً إلزام تشريعي رباني ومن ثم سياسي وقانوني.
لا نغالي إن قلنا إنّ من الخصائص الغنيّة التي تختبئ وراءها بوارق التنمية المستدامة أن تكون القيم المجتمعيّة تكرس الاهتمام بالمرأة والاحترام والتقدير لمكانتها. هناك ثمة تفهم في مكونات المجتمع لقدرات المرأة أفضت إلى قناعة مجتمعية نيرة أضاءت طريقها، تلك الخصوصية الثقافية التي بها لا بغيرها استطعنا أن نحقق ما كان مستحيلاً، أنها الخمائر الأولى لتقدمنا، فليس عبثاً أنّ النجاح الكبير الذى حققته المرأة، ومشاركة الرجل لها العطاء لصالح المجتمع، لأنها أيضاً تستقي أولاً وأخيراً مُثُلَها وأخلاقياتها من هذا الوعي القيمي المنسجم مع الدين الوسطي، ولهذا تحقق التمكين للمرأة الإماراتية في فترة وجيزة، كما نال هذا الإنجاز الاهتمام المحلي والعالمي.
كثيراً ما أعزو انتصار الإمارات وتميزها في تفعيل قيم التسامح إلى نجاحها مع المرأة لكي تتفوق حيث تم الاستثمار في طاقاتها وتوفير نظام تعليمي لها من الطراز الأول والنهوض بإمكانياتها، وتعزيز روح القيادة والريادة. ويمكن قياس ذلك والتعرف عليه سواء من التعليم الجامعي ودراسات عليا وتدريب مهني، لهذا تم إرساء واقع حضاري خلاق يتوافق مع ثقافة الدولة وانفتاحها وتطوّرها.
الإصلاح الذي يُوجبه علينا ديننا يأتي بالأساس من تفعيل القيم داخل الأوطان التي تبدأ في الأساس بإقامة العدل وإرساء مبدأ المساواة بين الجنسين، ومن ثم تأتي السماحة تباعاً، كما يأتي التعويل مبدئًيا على احترام وإكرام المرأة كإنسانة، والإسهام مع نضال المرأة التاريخي في مقاومة الأفكار البالية، والموروثات السلبية والعادات والتقاليد والنظم الاجتماعية التي قللت من شأنها وهمّشت دورها وأخضعتها للتمييز في إطار ثقافة غير عادلة، اعتمدت في قرارتها على الازدواجية والانتقائية في تطبيق القيم الإنسانية الكبرى -المساواة والعدل والتسامح. لذا كان لزاماً تأسيس ثقافة التسامح للمرأة لأننا بهذه الرؤية نستطيع الانسجام من داخل الاختلاف، واحترام التنوع ، والاعتراف بحريات الآخرين.
التسامح ينمي الشعور بالرضا والثقة والسعادة، ويجعل المرأة أكثر إيجابية في التفكير، وأكثر ثقة واعتزازاً بذاتها، وكفاءة بحيث تتصاغر أمامها الصعاب. وقد يسمح التهديد لمفهوم التسامح بسيادة الظلم والغبن تجاه المرأة في أيّ مكان، لأنّ عوائق القهر والظلم للمرأة تبعث الشقاء وتجلب التعاسة، وأنفى للاستقرار بين الأفراد والجماعات. ويصبح التسامح في أرقى صوره وأنضج مستوياته، عندما تستشعر المرأة قيمتها في وطنها، وإستحسان أدوارها، والحاجة إلى التربية على موروث ديني غني بإنسانيته ومعتدل بقيمه، ووطن يحسن العمل على تعزيز خطط واعدة تتلاءم مع متغيرات الحياة، وتأبى للمرأة فيه أن تذل أو تهان أو تتسم بالجهل والجمود.
وهو حتماً نابع من أدبيات وأصالة شعبنا ومبادئه الهامة ذات الخصوصية العريقة، وجذور وميراث قيم مجتمع الإمارات، وهي قيمة احترام المرأة والإمعان في ضمان حقوقها. وازدادت هذه النوعية من الثقافة الصديقة للمرأة نموّاً، ونضج مفهوم التسامح واتسعت رقعته، وترسّخت روح المساواة على أساس الوحدة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع سفيرة البحرين بالقاهرة تعزيز التعاون بين البلدين
  • مسئول بـ«الثقافة العمانية»: معرض الكتاب فرصة لتعريف المصريين بفنوننا
  • مسئول بـ"الثقافة العمانية": معرض الكتاب فرصة لتعريف المصريين بفنوننا
  • مسؤول بـ«الثقافة العمانية»: معرض الكتاب فرصة لتعريف المصريين بفنوننا
  • الثقافة العمانية تشعل معرض القاهرة للكتاب بالأسئلة وتفتح حوارات التاريخ والأدب
  • سلطنة عمان في عيون الخبراء..وجـهة عـالمية رائــدة للســــــياحة
  • ماذا تحتاج السينما العمانية لتكون صورة ناطقة عن إرث عُمان الحضاري؟
  • سلطنة عمان وتركيا تبحثان تعزيز التعاون الثنائي
  • مباحثات أمنية بين سلطنة عمان وتركيا
  • المرأة والتسامح... تفعيل قيم الأمن المجتمعي