أنقرة- أخبرت الطفلة أسماء "9 أعوام" والدها أثناء التسوق في متجر إلكترونيات "دعنا لا نشتر جهاز حاسوب من علامة "هيلويت باكارد" "HP"، فصاحبه يدعم إسرائيل"، وبحسب تحليل ميداني، ما جعل أسماء واعية بذلك هو انتشار حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في تركيا.

وشعر الناس في تركيا بالغضب عند مشاهدة أخبار عن شركة "ماكدونالدز" وكيف أنها ترسل وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين، مما جعل حملة المقاطعة التي أطلقت رداً على ذلك تبلغ حجماً غير مسبوق.

وأظهر كل من المواطنين الأتراك والمؤسسات في تركيا اهتماماً كبيراً بحملات المقاطعة الدولية التي أطلِقت ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ولم يسبق أن شهدت تركيا حملة مقاطعة بهذا الحجم، بمشاركة عشرات البلديات والجامعات والمؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية ومئات الآلاف من المواطنين.

ورغم وجود بعض المشاكل في الحملة، فإنها تشهد تأثيرا كبيرا في الولايات التركية الوسطى والشرقية، ووفقًا لبيانات غير رسمية لوزارة التجارة، فقد انخفضت إيرادات شركات "ماكدونالدز" و"ستاربكس" في تركيا بنسبة تصل إلى 20%، تزامناً مع انخفاضات كبيرة في أسعار أسهم الشركات التي تدعم إسرائيل على مستوى العالم.

حزب العدالة والتنمية نظم مهرجاناً حاشداً لتأييد الفلسطينيين في إسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمشاركة 1.5 مليون شخص "الفرنسية" التفاف شعبي واسع

وساهم في انتشار الحملة بشكل مؤسسي دعمها من قبل حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان، و أعلن رؤساء بلديات 45 مدينة تابعة للحزب في بيان مشترك أن المنتجات الإسرائيلية ومنتجات الشركات التي تدعم إسرائيل لن يتم بيعها في جميع الشركات والمراكز التابعة للبلديات، كما أعلنت المؤسسات الحكومية المستقلة، بما في ذلك البرلمان التركي والخطوط الجوية التركية والجامعات، أنها لن تبيع المنتجات المعروفة بصلتها مع إسرائيل.

وعملت الجمعيات الطلابية والجمعيات الخيريّة ومؤسسات الوقف على تنظيم نفسها وإجراء حملات المقاطعة، وتم توزيع قوائم تضم أسماء عشرات المنتجات، وتم تداولها بشكل منشورات أو في مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي مثل واتساب وفيسبوك، لتتسع حملة المقاطعة.

كما انضمت للحملة رئاسة الشؤون الدينية التركية، التي تشرف على جميع المساجد وآلاف المعاهد الدينية في تركيا، ودعت في خطبة الجمعة، التي تُلقى في حوالي 90 ألف مسجد في أنحاء تركيا، إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية لدعم غزة.

وتعمل مجموعة من الصحفيين المقربين من حزب العدالة والتنمية منذ فترة على إنشاء منصة مقاطعة، وقال الصحفي والناشط إسماعيل خاليس إنهم "بدأوا بالعمل على توسيع حملة المقاطعة التي بدأت في تركيا لتمتد وتتمكن من الانتشار على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم".

وأضاف خاليس "إن المقاطعة في تركيا كانت حملة أطلقها الشعب من تلقاء نفسه، وانتشرت من خلال وسائل الإعلام، ومع ذلك؛ نحن نعمل على جعل الحملة أكثر تنظيماً تحت مركز واحد، حيث كانت متفرقة إلى حد ما في مراكز مختلفة، والأهم من ذلك أننا نرغب في انتشار المقاطعة بشكل خاص في العالم الإسلامي وفي جميع البلدان، لذلك ننظم اجتماعات، وسننشر قريباً أعمالنا على نطاق أوسع".

التحديات أمام الحملة

يواجهه المشاركون في حملة المقاطعة مشكلة عدم القدرة على تحديد الشركات التي تمتلكها إسرائيل أو التي تدعم إسرائيل تماماً بسبب هيكلها الرأسمالي المعقد، ومع انتشار المعلومات المضللة، فإن أسماء بعض الشركات قد تدخل أيضاً في قائمة المقاطعة دون وجه حق، على غرار شركة "محمد أفندي"، إحدى أقدم شركات إنتاج القهوة في تركيا، التي اضطرت لبذل جهود كبيرة لشرح أنها لا تدعم إسرائيل.

ويعد الانقسام السياسي من بين أسباب عدم اهتمام المعارضة والقطاعات العلمانية بحملة المقاطعة، حيث يشارك فيها المسلمون المحافظون بشكل أساسي، كما لم تخل الحملة من بعض المشاكل الاجتماعية والتجاوزات، فعلى سبيل المثال، قام مجموعة من الشباب الذين يقاطعون متاجر "ستاربكس" بأخذ أكواب القهوة من أيدي من يشربونها وسكبوها على الأرض، مما أثار ردود فعل غاضبة كبيرة.

وتواجه حملة المقاطعة مشاكل تتعلق باستدامتها، ويقول الخبراء بضرورة أن تكون الحملة طويلة الأمد كي تكون فعالة، وأن تركز على منتجات معينة، ويؤكد الخبراء أيضا على ضرورة أن تنفذ المقاطعة في العديد من البلدان في وقت واحد.

من جهة أخرى، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور مراد تورغوت أن تأثير حملة المقاطعة محدود، حيث قال "حملة المقاطعة الشعبية خلقت تأثيراً جزئياً في تركيا، ولا ننسى أنها شركات متعددة الجنسيات، قامت بإغلاق ثغراتها على الفور، حيث قامت بزيادة مبيعاتها من خلال إطلاق حملات خصومات كبيرة وكسرت المقاطعة جزئياً".

ونصح تورغوت من أجل نجاح المقاطعة "من الضروري تطبيق مقاطعات مؤسساتية واسعة النطاق، فعلى سبيل المثال، إذا شاركت سلاسل السوبرماركت الكبيرة جداً في هذه المقاطعة، فقد تتعرض الشركات المذكورة لأضرار جسيمة، وإن كنت أعتقد أنه في الوقت الحالي كان لها تأثير محدود، لكنني أعتقد أيضاً أن مقاطعة منظمة على مستوى العالم ستخلق تأثيرا أكبر".

مقاطعة مجموعة "زورلو"

تبذل "حركة مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" "بي دي إس" العالمية جهودا مكثفة من أجل دعم فلسطين ونشر حملة المقاطعة، وتبحث عن المؤسسات والشركات التي تدعم إسرائيل، ويوجد ممثلون لهذه الحركة في تركيا، حيث تنشط الجماعات الاشتراكية فيها بشكل أساسي.

وزعمت الحركة أن مجموعة "زورلو" القابضة التركية من بين الشركات التي تنتج 7% من احتياجات الكهرباء في إسرائيل، عن طريق مشاركتها في محطات توليد للطاقة تنتج أكثر من 1000 ميغاوات من الكهرباء سنوياً، وهو ما دفع حركة "بي دي إس" إلى القيام باحتجاجات أمام مباني هذه المجموعة، طالبة منها إيقاف أعمالها.

وبينما يُمنع الفلسطينيون في غزة من الحصول على الكهرباء والوقود، الأمر الذي جعل المستشفيات غير قادرة على تقديم الرعاية الصحية، تقول حركة المقاطعة إن مجموعة "زورلو" تتركز أنشطتها في المناطق المحيطة بقطاع غزة مثل عسقلان وأسدود وصحراء النقب "مما يوفر الدعم الاقتصادي واللوجستي لقوات الاحتلال حتى تتمكن من مواصلة هجماتها".

ودعت "بي دي إس" إلى مقاطعة الشركات التابعة لمجموعة "زورلو" وبيع أسهمها، وعدم الذهاب إلى الأماكن التجارية والثقافية والفنية التابعة لها، وقالت "كما ندعو الفنانين والعاملين في مجال الثقافة والفن إلى عدم الظهور على خشبة المسرح في مركز زورلو للفنون المسرحية، حتى تسحب المجموعة استثماراتها التي تقوي نظام الاحتلال".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التی تدعم إسرائیل حملة المقاطعة الشرکات التی فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

حملة “علّمني” تجمع أكثر من 65 مليون درهم خلال أسبوعين

حققت حملة “علّمني”، التي تنظمها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة المساهمات المجتمعية ـ معاً تحت شعار “علّمني حرفاً.. أكن سنداً”، مساهمات بلغت أكثر من 65 مليون درهم، وذلك بعد أسبوعين على إطلاقها، بهدف توجيه المساهمات المجتمعية لسداد الرسوم الدراسية المستحقة على الطلبة من الأسر ذات الدخل المحدود في أبوظبي.

وجاءت هذه الحصيلة من تبرعات كبار المساهمين والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، في تفاعل مجتمعي مع الحملة لتحقيق أهدافها في تمكين الطلبة من الحصول على تعليم نوعي.

دعم 6 آلاف طالب

وتواصل حملة “علّمني” استقبال مساهمات الأفراد والمؤسسات حتى 15 أكتوبر 2024 من خلال المنصة الإلكترونية لهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، أو أجهزة الصراف الآلي على رقم الحساب المعتمد AE130354031003988349007 في بنك أبوظبي الأول بالدرهم الإماراتي.

وتستهدف الحملة توجيه 100 مليون درهم من المساهمات المجتمعية من الأفراد والشركات، لدعم 6000 من الطلبة وتوفير المستلزمات الدراسية لهم، ومساعدتهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية، إضافة إلى تغطية مصاريف إدارة وتشغيل مدارس في دولة الإمارات.

تأثير إيجابي مستدام

وأكد سعادة محمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أن حملة عملّني تعكس حرص واهتمام المؤسسة بالتعليم ونشره بين فئات المجتمع كافة، ومساعدة غير القادرين على استكمال مسيرتهم تعليمهم، كجزء من رؤيتنا لبناء مستقبل مشرق لأجيال الحاضر والمستقبل.

وقال الخوري: “إن التفاعل الذي شهدته الحملة منذ انطلاقها يعكس روح العطاء التي يتمتع بها مجتمعنا ورغبة أفراده ومؤسساته في دعم الطلبة الذين يحتاجون إلى المساعدة، وهو ما يرسخ مكانة دولة الإمارات الرائدة في مجال العمل الخيري والإنساني”، معرباً عن تطلعه لمواصلة الجهود لتحقيق المزيد من الأهداف التي تساهم في تحقيق تأثير إيجابي مستدام على حياة الطلبة وتعليمهم.

ترسيخ العطاء

من جانبه أكد سعادة عبدالله حميد العامري، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية – معاً أن حملة علّمني تجسد رؤية الهيئة في إنشاء مجتمعات متعاونة تحقق الأثر الاجتماعي، وتمكين الأفراد والمؤسسات من المساهمة بشكل فعال وهادف، وترسيخ ثقافة العطاء، وهو ما ترجمه تفاعل أفراد المجتمع مع الحملة في مساندة جهودها لتعزيز الفرص التعليمية للطلبة من أبناء الأسر ذات الدخل المحدود.

وتوجه العامري بالشكر لكل من ساهم وشارك في حملة علّمني على جهودهم في تعزيز قدرة الحملة على توفير الموارد الضرورية للطلبة المستهدفين، وتحقيق طموحاتهم التعليمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم ليصبحوا مساهمين فاعلين في ازدهار مجتمعهم، وفتح آفاق جديدة لمستقبلهم المهني، مؤكداً أن “الحملة مستمرة في تلقي التبرعات والمساهمات من أفراد المجتمع ومؤسساته الراغبين في دعم أهدافها النبيلة لتعزيز التعليم للجميع”.

أهداف الحملة

وتهدف حملة علّمني إلى دعم الطلبة من الأسر ذات الدخل المحدود، ومنحهم الفرصة الكاملة لمواصلة تحصيلهم الدراسي، وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعهم، إضافة إلى تعزيز مكانة أبوظبي والدولة في مجال العطاء والعمل الإنساني، وإبراز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي الداعم لكل مبادرة تعود بالفائدة على أفراد المجتمع، وترسيخ قيم التعاون والمشاركة المجتمعية بما يعزز التماسك المجتمعي في الإمارات.

يذكر أنه يمكن تقديم طلبات الاستفادة من المبادرة من خلال رابط معاً – علّمني (maan.gov.ae) عبر منصة هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، إلى جانب التعاون مع الجهات الاتحادية والمحلية لاختيار المستفيدين.

 


مقالات مشابهة

  • ما هي الأطعمة التي تحتوي على السكر من الأفضل تجنبها؟
  • حملة لإزالة مخلفات البناء من الأماكن العامة بالمضيبي
  • رئاسيات تونس.. حملة انتخابية باهتة
  • حملة «100 يوم صحة» تقدم 102 مليون خدمة مجانية خلال 64 يوما
  • حصاد 64 يوما.. حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 102 مليون خدمة طبية مجانية
  • حملة “علّمني” تجمع أكثر من 65 مليون درهم خلال أسبوعين
  • حملة «علّمني» تجمع 65 مليون درهم خلال أسبوعين
  • حملة علّمني تجمع أكثر من 65 مليون درهم خلال أسبوعين
  • حملة "علّمني" تجمع 65 مليون درهم خلال أسبوعين
  • 99 مليون خدمة.. تعرف على حصاد حملة «100 يوم صحة» في 62 يوما