إسرائيل وتأمين البحر الأحمر بمرتزقة الإمارات.. الغريق يتعلق بطارق
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يوم أمس، قال جدعون غلبا، مدير مينا إيلات، إن تهديدات صنعاء تؤثر على جميع السفن، سواء تلك التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط وإلينا في ايلات ومسؤولون بميناء ايلات: لا توجد أي سفن تقريبًا تزور الميناء.
وأوضح تقرير لموقع globes، المختص بالشؤون الاقتصادية: شهدت مصادر في الصناعة الاسرائيلية، أن ميناء إيلات ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل.
التقرير أكد أيضا قيام إسرائيل، بتحويل الاستيراد الذي كان يستقبله ميناء ايلات، إلى ميناء حيفا.
ـ مغامرة غير محسوبة:
وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل وبسبب قلة الحيلة، قررت القيام بمغامرة غير محسوبة، إن صح ما نشرته صحيفة معاريف من أن تل أبيب أرسلت عدة سفن حربية وغواصة متطورة إلى البحر الأحمر.
الصحيفة العبرية أشارت إلى أنه تم اتخاذ هذه الخطوة لمراقبة أنشطة إيران في المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تنسق تحركاتها مع الولايات المتحدة التي تتواجد سفنها في البحر الأحمر.
لكن إذا كانت البوارج والمدمرات الأمريكية التي قدمت إلى الشرق الأوسط مع بداية العدوان على غزة، قد عجزت عن حماية سفن الاحتلال، فإن إسرائيل ستكون عن حماية سفنها أعجز.
ومن غير المستبعد أن يكون ما نشرته صحيفة معاريف غير صحيح، وهدفه التهديد لاختبار ردة فعل الطرف الآخر، بدليل أن إسرائيل اتخذت قرارا بتغيير مسار سفنها، كما أن قطعها العسكرية لهجوم في البحر الأحمر يعني تأزيم وضعها أكثر.
ـ تجريب المرتزقة مجددا:
لكنَّ الأهم مما نشرته صحيفة ماعاريف، هو ما نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، والتي أكدت أن هناك مساعي جدية من الإمارات والولايات المتحدة لتسليح الفصائل المدعومة من أبو ظبي في اليمن لمواجهة عمليات حركة أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.
الصحيفة أوضحت أن البنتاغون قد يجهز المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح بالأسلحة، للمساعدة في وقف تحركات أنصار الله في مضيق باب المندب.
كما أشارت إلى أن احتمالية التسليح الإماراتي للانتقالي الجنوبي يمكن أن يقوض التوصل لاتفاق سلام في اليمن.
يأتي هذا بينما كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن في وقت سابق استعداده للتعاون في حماية المصالح الغربية في باب المندب، حال تقديم الدعم المناسب له وتأهيل القوات التابعة له.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر صحافية إن أبو ظبي لديها مخاوف من أن المصالحة بين السعودية وحركة الحوثي ستمنح الأخيرة الفرصة للسيطرة العسكرية الكاملة على جميع أنحاء اليمن في مرحلة ما، وستؤدي حتما إلى تعميق الصراع المسلح.
ومن جهتها، أوضحت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن خطة الإمارات هي تعزيز حلفائها "المجلس الانتقالي الجنوبي" و"قوات طارق صالح، لأنه بحسب تقديراتهم، فإن الصراع سيتجدد بغض النظر عن الصفقة التي ستبرمها السعودية مع مليشيا الحوثي.
غير أن التشكيلات اليمنية المسلحة التي أغرقت الإمارات والسعودية في مشاكلها طوال ثمان سنين من الحرب، لن تنقذ إسرائيل ـ على ما يبدو ـ من الغرق في البحر الأحمر وباب المندب.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: البحر الأحمر فلسطين المحتلة الكيان الصهيوني فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مصر تنضم رسميًا لتحالف أمريكا في البحر الأحمر.. بثمن باهظ
البحر الأحمر (وكالات)
في خطوة مثيرة للجدل وتحوّل لافت في مواقف القاهرة، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية رسمياً تسليم مصر قيادة "فرقة العمل المشتركة 153"، المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، لتصبح جزءاً فاعلاً من تحالف تم تأسيسه أساساً لحماية إسرائيل من الهجمات اليمنية.
هذا التطور يأتي وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر وازدياد الضغوط الأمريكية لاحتواء الضربات اليمنية التي تسببت بشلل واسع في حركة السفن الإسرائيلية وملاحتها الحيوية، حيث فشلت الحملة العسكرية المباشرة التي تقودها واشنطن، لتلجأ الآن إلى توسيع التحالف إقليميًا بمنح أدوار قيادية للقوى العربية.
اقرأ أيضاً توكل تشعل المعركة السياسية: الإصلاح لن يدعم الحرب ضد الحوثي إلا بهذا الشرط 10 أبريل، 2025 فقدت بياناتك بعد الفورمات؟: إليك 5 حلول سحرية لاستعادتها قبل فوات الأوان 10 أبريل، 2025وتأسست "فرقة العمل المشتركة 153" عام 2022 بهدف التنسيق الأمني لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، خاصة بعد تزايد عمليات استهدافها.
ومنذ أواخر 2023، أصبحت هذه الفرقة جزءًا من تحالف "الازدهار" الذي أعلنه وزير الدفاع الأمريكي السابق لويد أوستن من تل أبيب مباشرة، كرد على الحصار البحري الذي تفرضه قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل.
لكن اللافت هو توقيت منح القيادة لمصر، والذي تزامن مع:
اتصال مباشر بين الرئيسين بايدن والسيسي.
تصريحات السيسي حول خسائر مصر الاقتصادية التي بلغت 7 مليارات دولار بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر.
اجتماع ثانٍ بين وزيري دفاع البلدين، خُصص لبحث "تهديدات الحوثيين" على الملاحة.
خطوة سياسية لا عسكرية... لكن بثقل إقليمي:
رغم أن الفرقة المشتركة ليست قوة قتالية فعلية (يُقدر عدد أعضائها بـ44 ضابطاً فقط)، فإن تسليم قيادتها للقاهرة يحمل رمزية ضخمة:
يضفي شرعية "عربية" على التحالف الأمريكي الذي فقد الدعم الإقليمي تدريجيًا.
يمنح واشنطن غطاءً لتكثيف عملياتها في البحر الأحمر دون أن تظهر كقوة محتلة.
يكسر الموقف المصري التقليدي الرافض لعسكرة الممرات المائية من قبل أطراف غير مطلة، وهو تحول في السياسات المصرية تجاه البحر الأحمر.
الثمن: تنازلات أمريكية وورقة غزة:
بحسب مصادر مطلعة، فإن القاهرة رفضت مرارًا الانضمام لتحالف واشنطن البحري لحماية إسرائيل، رغم الإغراءات الاقتصادية والعسكرية. لكن يبدو أن الأمور تغيرت بعد:
موافقة أمريكية على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، وهي ورقة ضغط قوية استخدمتها القاهرة منذ بداية الحرب.
إدراك مصري بأن الغياب عن التحالف سيقلص من تأثيرها في المشهد الإقليمي المقبل، وخاصة مع دخول قوى مثل السعودية والإمارات بثقل عسكري واستخباراتي أكبر.
تحليل: هل جرّت أمريكا مصر إلى مستنقع الحرب؟:
يرى مراقبون أن واشنطن تسعى حاليًا إلى توزيع كلفة المواجهة البحرية مع اليمن على حلفاء إقليميين، بعد فشلها العسكري والسياسي في إيقاف الهجمات البحرية التي أوقفت فعليًا الملاحة الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب.
لكن انخراط مصر في هذا التحالف قد يحمل مخاطر استراتيجية:
إمكانية تحوّل الموانئ المصرية إلى أهداف مباشرة للردع اليمني.
تآكل الموقف الشعبي المصري الذي يُدين علنًا أي تقارب مع إسرائيل.
توريط الجيش المصري في صراع لا يخدم مصالحه الوطنية المباشرة، وقد يُحسب عليه لاحقًا كـ"انحياز لطرف الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية".