"مدائن".. وتوطين فرص الاستثمار
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
علي بن بدر البوسعيدي
الإيجابيات الاقتصادية والتنموية للمناطق الاقتصادية والحرة، تجعلها تتخطَّى مرحلة كونها مُجرد تجمُّعات لعدد من المصانع في مكان واحد، إلى كونها أداة فاعلة في تحقيق التنويع الاقتصادي، ورافد أساسي لتوفير فرص العمل؛ وقيمة مضافة لمنظومة الاقتصاد الوطني لتلبية احتياجات السوق المحلية وتوطين فرص الاستثمار، بما ينتقل بالمجتمع من خانة المستهلك إلى خانة المنتج، وهو المطلوب لتلبية متطلبات وأهداف التنمية الشاملة والمستدامة.
وفي بلادنا ولله الحمد، وكإحدى الثمار اليانعة لعهدين نهضويين غاليين: عهد السلطان المؤسس -طيب الله ثراه- وسلطان البلاد المُجدِّد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فأينما يُولِّي العُماني شطره يجد منطقة حرة هنا وصناعية هناك، تعمل بكفاءة واقتدار على تحقيق التنمية المتوازنة بين محافظات وولايات سلطنة عمان.
فمنذ تأسيسها في العام 1993م، وتعمل المؤسسة العامة للمناطق الصناعية -والتي تعرف حاليا بـ"مدائن"- على توسيع رقعة المدن الصناعية في البلاد، حتى توزَّعت على مختلف محافظات السلطنة، في صور، وصحار، وريسوت، ونزوى، والبريمي، والرسيل، وسمائل، وعبري، والمضيبي، وواحة المعرفة مسقط كأول منطقة تقنية معلومات بالسلطنة، إضافة للمنطقة الحرة بالمزيونة ومجمعات مدائن الاستثمارية.
وقد أتيحت لي، قبل أيام، فرصة زيارة مبنى "مدائن"، ولكم فاجأني حقيقة حجم التطور الذي يشع به المبنى، ليس فقط على مستوى الشكل أو التصميم، وإنما على مستوى المهنية العالية، فأنت تشعر وكأنك في خلية نحل مليئة بالحيوية، فما إنْ تضع قدمك داخل المبنى حتى تجد حفاوة الاستقبال والترحيب تسبقك؛ الأمر الذي يعطي انطباعًا للزائر بأنه محل اهتمام وترحيب، وكذلك العاملون في "مدائن" ممن يسخِّرون كل إمكاناتهم لخدمة الناس الذين يأتون للتعرُّف على الخدمات والإمكانات الاستثمارية المطروحة، فلا يتوانون عن الإجابة عن أي استفسار؛ الأمر الذي يعكس أريحية في التعامل ورغبة في التواصل بشكل دائم واهتمام بمعرفة المزيد عن المزايا المقدمة.
كما تهتم "مدائن" ضمن برامج مسؤولياتها الاجتماعية بالمشاركة في مختلف الأنشطة والمحافل، كما تدعم الكثير من الفرص الاستثمارية أمام الشباب؛ كجزء من شعورها بالمسؤولية تجاه أبناء الوطن، فتكرِّس جهودها لتقديم كافة أشكال الدعم لضمان إنجاح المشاريع والفرص، والدفع بها نحو مساحة أرحب.
... إنَّ ما لمسته ويلمسه كل منصف من أداء عالٍ لـ"مدائن"، يجد نفسه وبشكل تلقائي يتطلع لمزيد من التضافر في الجهود التسويقية للمناطق الصناعية والحرة والاقتصادية، لانعكاسها المباشر على توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني والصناعات الإنتاجية لتعزيز المحتوى المحلي وتوطين الاستثمار في الصناعات التي يحتاجها السوق الوطني. وهي فرصة أيضًا للتأكيد على ضرورة مُواصلة "مدائن" جهودها في ظل تنافسية شبكة الموانئ الوطنية، ودعم الجهود اللوجستية الوطنية في ضوء مستهدفات رؤية "عمان 2040"، بما يحقق تنافسية قطاعنا الصناعي بالتكامل مع الخدمات اللوجستية، من أجل تسريع انسيابية حركة التصدير، وصولًا لاقتصاد وطني ديناميكي يستفيد من تكامل بُناه الأساسية وعلاقات بلادنا الدبلوماسية الطيبة مع دول العالم؛ بما يُعزز الثقة والأمان لرؤوس الأموال ويدعم نمو التبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استعراض الفرص الاستثمارية البيئية في البريمي
البريمي- ناصر العبري
ناقش المجلس البلدي لمحافظة البريمي عددًا من الموضوعات التنموية والخدمية المدرجة على جدول أعماله، ومن أبرزها استثمار الموارد الطبيعية لتعزيز السياحة البيئية، ومستجدات مشاريع البنية الأساسية في المحافظة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع للمجلس لهذا العام، الذي ترأسه سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي محافظ البريمي رئيس المجلس، بحضور الأعضاء. وأشاد سعادة رئيس المجلس بالجهود المبذولة من قبل القطاعات وما تحقق من مؤشرات إيجابية في مختلف المجالات، مؤكدا أهمية متابعة تنفيذ كافة المطالبات الخدمية بأسرع وقت ممكن.
وأشار سعادته إلى أن مشروع المحطة الواحدة (قاعة إنجاز) في طور التصميم النهائي، والتي ستسهم في تسريع إنجاز الأعمال صح المعاملات وتسهيل الوصول إلى الخدمات.
واستعرض محمد بن علي البادي عرضا مرئيا تناول الفرص الاستثمارية البيئية وأهمية الاستفادة من المقومات الطبيعية لدعم السياحة المستدامة في المحافظة، مع طرح فكرة تطوير واستثمار منطقة مضبة كمشروع سياحي بيئي، ومقترح تشجير المناطق المحيطة بالمحاجر والكسارات وإنشاء (حزام أخضر) بالأشجار المحلية المعمرة لدعم الغطاء النباتي الطبيعي، بالإضافة إلى مقترح استثمار مدخل ولاية البريمي لما تتمتع به المنطقة من مقومات طبيعية مميزة قد تسهم في تعزيز الجذب السياحي.
وتناول الاجتماع أيضًا عرضاً مرئياً قدمته إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة البريمي، استعرضت خلاله خطتها للعام 2025م ومشروع إنشاء المبنى الجديد للإدارة، الذي يهدف إلى تحسين بيئة العمل وتطوير الخدمات المقدمة.
واطلع المجلس ضمن جدول أعماله على أبرز المنجزات التي حققتها المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة البريمي خلال عام 2024م، والتي شملت رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وتطوير أنظمة الري الحديثة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية في ولايات المحافظة.
وتناول المجلس مستجدات الدراسة الاستشارية الجارية لمشروع تصريف مياه الأمطار في ولاية البريمي التي تنفذها شركة مختصة في هذا المجال، مؤكدين أهمية تحسين نظام تصريف المياه لضمان حماية الممتلكات العامة والحد من المخاطر الناتجة عن الفيضانات.
وأكد سعادة السيد الدكتور رئيس المجلس أن مشروع المركز الترفيهي بولاية البريمي سيسهم في توفير مرافق ترفيهية لجميع فئات المجتمع، مما يعزز جودة الحياة ويستقطب السياحة من داخل وخارج المحافظة، مصيفا أن هذه المشاريع ستفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتطوير أعمالها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخدم المجتمع بشكل عام.
واعتمد المجلس خلال الاجتماع عددًا من محاضر اللجان، شملت لجنة تطوير وتنمية المحافظة، ولجنة الشؤون الصحية والبيئية، ولجنة الشؤون الاجتماعية، كما استعرض المجلس رد مدير عام البلدية بشأن مقترح تجميل جانبي الطريق من دوار النهضة إلى بوابة البريمي، ورصف شارع اسفلتي بالولاية، إضافة إلى إمكانية زيادة المعدات والآليات بدوائر البلدية لتعزيز الخدمات.