شهد الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لكلية التربية بنين بجامعة الأزهر، والذي يعقد تحت عنوان "التربية وبناء الإنسان لعالم متغير: رؤية أزهرية استشرافية".

رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يواصل متابعة المعاهد المرشحة للجودة والاعتماد ختام الملتقى الفكري لطلاب وطالبات المعاهد الأزهرية ‏بسوهاج

وخلال كلمته في المؤتمر، أكد فضيلته، على أهمية التعليم الأزهري في بناء الإنسان السوي، وإعداده للمستقبل، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف يحرص على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، والعمل على إعداد طلابه ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات التي تفرضها العصر.

التوجهات الاستراتيجية لقطاع المعاهد الأزهرية في عصر الذكاء الاصطناعي

كما شارك الشيخ أيمن عبد الغني، في الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان "التوجهات الاستراتيجية لقطاع المعاهد الأزهرية في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث تناول في كلمته جهود القطاع في تطوير المناهج والبرامج التعليمية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم.

وفي ختام المؤتمر، قام فضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، بتكريم فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، على ما يبذله ويقدمه في خدمة العملية التعليمية بالأزهر الشريف.

وكيل الأزهر: مشاهد الترويع في غزة برهنت أن إنسانية الغرب ماتت

قال وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني ان مشاهد القتل والترويع لأهلنا في غزة برهنت على أن الإنسانية التي تدعيها الحضارة الغربية قد ماتت أو تأكد أنها إنسانية زائفة، ونحن نشاهد كل يوم  القتل والترويع للعزل والضعفاء والأبرياء من العجزة والأطفال والنساء من أهل غزة دون أن يتحرك ضمير الحضارة المعاصرة"

 

أكد وكيل الأزهر، خلال كلمته بافتتاح مؤتمر كلية التربية بنين القاهرة، بجامعة الأزهر أن بناء الأمم إنما يكون ببناء الفرد الذي هو نواة المجتمع، موضحا أنه لا سبيل إلى بناء هذا الفرد إلا من خلال التعليم؛ ولهذا فإن مؤسسات التعليم في أي مجتمع هي معيار قوته، ومقياس نهضته، وأن التعليم للإنسان يمثل صيانة العقل من الانجراف وراء الخرافة والوهم، والسد المنيع دون وقوع الجريمة، والدرع القوي من التخلف والفساد، والقلعة الحصينة من التطرف والغلو.

 

ونبه وكيل الأزهر على أن  هو صناعة ثقيلة في ظل ما يموج به العالم المعاصر من تغيرات وتقلبات في مجالات العلوم النظرية والتطبيقية على السواء، محذرا من أن التغيرات من حولنا تحاول أن تقتحم أفكارنا وعقائدنا واتجاهاتنا، وأنه في ظل هذا الاستهداف الطائش.

 

 

مشيرا الى انه من الواجب على مؤسسات التربية ومعاهد التعليم أن تتوخى الحذر، وأن تحتاط بالثوابت والأصول والأسس حتى لا تتأثر الأمة بكل طرح جديد تغري جدته الشباب، وبريقه الأحداث، فالواجب إذا أن يبنى الإنسان لعالم متغير لكن على أرض صلبة من العقيدة والتاريخ واللغة والقيم ومكونات الهوية جمعاء.

 

الحضارة الحديثة  استخدمت كل أدواتها وتقنياتها للوصول إلى ما تريد

 


وبين وكيل الأزهر أن الحضارة الحديثة  استخدمت كل أدواتها وتقنياتها للوصول إلى ما تريد، واستحلت في سبيل ذلك كل شيء، حتى زيفت المفاهيم الشريفة الراقية، وأن بعض المنظمات والدول تحاول دائما أن تعبث بأفكارنا باسم الحريات والحقوق، وأن يجعلوا القبيح حسنا، والحسن قبيحا، وقد بالغوا في ذلك جدا، حتى أرادوا أن يجعلوا الأرض لغير أهلها، وأن يستهدفوا عقول شبابنا بأفكار تأباها أحكام العقل وقواعد المنطق، موضحا أنه لم ينج من هذه المقولات الزائفة أطفالنا الأبرياء الأطهار، الذين أرادوا أن يفسدوا فيهم النقاء والطهر بأفكارهم الفاسدة، وكان من الطوام هذا الشذوذ الذي هونوا من ثقل اسمه فقالوا: «مثلية»؛ هروبا من بشاعة الوصف الذي يجب أن يكون.


وأكد الدكتور الضويني، أن الأزهر نبه وحذر وعمل جاهدا، على إظهار فساد هذا التمييع، تارة من خلال كتابات علمية وفكرية، وتارة من خلال مؤتمرات دولية، وغير ذلك، كاشفا عن أن السبيل لمواجهة هذه السيولة المفاهيمية، لا بد من  تفكيك المقولات التأسيسية التي بنيت عليها هذه المفاهيم، موضحا أن ذلك يكون بالتوازي مع حملات دولية توقظ في الناس فطرتهم السليمة، وتعزز مكانة الدين في المجتمع، وتعلي من قيمة الأسرة والتكوين الطبعي لها.


وشدد وكيل الأزهر على أن الإعداد لعالم متغير، يضع على المربين مسؤولية كبيرة في إعداد الأجيال، وبناء العقول، وتهذيب الأخلاق، وتنمية القدرات، والتعرف إلى مهارات الطلاب، واكتشاف المواهب الكامنة فيهم؛ للاستفادة منها وحسن توظيفها، مع صيانة بعقيدة راسخة وفهم سديد وإيمان ثابت، وإتاحة لما يدور في العالم من خبرات وتجارب، إلى آخر الوظائف المهمة الضرورية لتربية الإنسان وإعداده، والواجبة على الجميع أفرادا ومؤسسات.


وفي ختام كلمته، بعث وكيل الأزهر بعدد من الرسائل الهامة والمؤثرة في سبيل إعداد الإنسان لعالم متغير، والتي جاءت كالتالي:

أولا: إن النظر الواسع الذي يتجاوز البقعة الجغرافية الضيقة مطلب شرعي، وضرورة عصرية وحضارية.

ثانيا: إن إعداد الإنسان لعالم متغير ليست فكرة مثالية تحلم بها بعض العقول، وليست أمنية شاعرية تهفو إليها بعض الأفئدة، وليست كذلك حبرا على ورق تسطره بعض الأقلام، ولكنه ركن ديني، وواقع تطبيقي، وثمرات نافعة.

ثالثا: إذا كان المؤتمر معنيا باستشراف رؤية أزهرية في قضية بناء الإنسان لعالم متغير؛ فإن هذه الرؤية لا بد أن تضمن التوازن بين متطلبات الروح والعقل والجسد، وأن تعلي من قيمة الاحترام والتسامح والتعايش السلمي مع المحافظة على الهوية ومكوناتها، وأن تقرأ العالم مع قراءة الذات، وأن تنتفع بعطاء العصر من غير تهديد لخصوصية أو عبث بمكونات هوية، وأن تتبنى التعلم المستمر والذاتي ومهارات التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.

رابعا: إننا نحتاج إلى تربية النشء على العالمية منذ نعومة أظفارهم حتى لا تؤثر فيهم عزلة، ولا وهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المعاهد الأزهرية قطاع المعاهد الأزهرية المؤتمر الدولي التاسع لكلية التربية جامعة الأزهر التربية وبناء الإنسان رؤية أزهرية الإنسان لعالم متغیر المعاهد الأزهریة وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

تنظيم مؤتمر دولي حول «مناهضة الفساد» في طرابلس

أعلن مركز البحوث الجنائية والتدريب، التابع لمكتب النائب العام، “عن تنظيم المؤتمر الدولي الثاني حول “مناهضة آفة الفساد”، في العاصمة طرابلس يومي التاسع والعاشر من ديسمبر القادم”.

وقال مكتب النائب العام في بيان له:”إن المؤتمر يأتي ضمن مخطط  مركز البحوث الجنائية والتدريب الملحق بمكتب النائب العام، للقيام بواجبه في خدمة المجتمع، بحسبانه الذراع التطويري لهيئة النيابة العامة في سعيها إلى تطوير منظومة العدل وإنفاذ القانون و حماية حقوق الإنسان”.

وأشار إلى أن “المركز عزم على تنظيم مؤتمره الدولي الثاني، وخصصه لحشد الأفكار، وتكاتف الجهود، وتضافر العزائم المسهمة في قمع ظاهرة تعددت مسبباتها، وكثرت أنواعها، وزادت صورها فصارت مؤرّقة لعجلة التنمية في المجتمع، وأمنه، واستقراره، وعدله؛ هي آفة الفساد”.

وأضاف أن “الفساد هادم لقيم المجتمع، وأخلاقياته، ومثبط لفعالية سيادة القانون، ومضاد لحقوق الإنسان معيق لإنفاذ خطط النماء؛ فهو آفة تنهك الدول، وتستنزف مقدراتها، وتعمق مختلف أزماتها؛ فتتآكل معه مقومات استقرارها، وتعرض سلمها، ووئامها المجتمعي للخطر، فصار واجباً قمع هذه الآفة على كل دولة، وعلى المجتمع الدولي، بمختلف مؤسساتهما، وتنوع فعالياتهما”.

وأوضح أن “محاور المؤتمر تتمثل في، التأسيس الدستوري، للوقاية من الفساد ومكافحته، وبنائهما المؤسساتي وهو المحور الأول، والثاني مناهج الوقاية من الفساد، وتدابيرها في القطاعين العام، والخاص ” فحص، تقييم، مواءمة، تطوير”.

ولفت إلى أن “المحور الثالث، تمثل في الخصوصيات في جرائم الفساد ” المنع؛ التجريم؛ العقاب”، والرابع تعزيز إجراءات كشف جرائم الفساد، وملاحقة مرتكبيها”.

وأوضح أن “المحور الخامس تمثل في آثار التنامي المتسارع للتطور التقني ” توظيف؛ تحديات؛ إشكالات؛ مخاطر؛ حلول”، وأخيرًا السادس خصوصية الوقاية من الفساد، ومواجهته في المراحل الانتقالية”.

آخر تحديث: 3 يوليو 2024 - 08:42

مقالات مشابهة

  • قطاع الأزهر بالإسكندرية: أهمية وحدة البناء المعرفى والدعم النفسى للطلاب بالمدارس
  • حدث في 8 ساعات| توجيهات السيسي للحكومة الجديدة وضوابط التحويل بين المعاهد الأزهرية والمدارس
  • وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الأول ‏للشهادتين الابتدائية والإعدادية لـ "أبناؤنا في الخارج"
  • وكيل الأزهر يعتمد نتيجة الدور الأول ‏للشهادتين الابتدائية والإعدادية للمصريين بالخارج
  • وزير التعليم العالى يشهد الجلسة الختامية لعرض نتاج أعمال "ستوديو التصميم الدولي"
  • رئيس جامعة بني سويف يشهد فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للبيئة والتنمية المستدامة
  • وزير التعليم العالي يشهد الجلسة الختامية لعرض نتاج «استوديو التصميم الدولي»
  • وزير التعليم العالى يشهد الجلسة الختامية لعرض نتاج أعمال "استوديو التصميم الدولى" 2024
  • تنظيم مؤتمر دولي حول «مناهضة الفساد» في طرابلس
  • وكيل الأزهر يستقبل وفدا إندونيسيا لبحث سبل التعاون في التعليم