قال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، إن قطاع غزة بغض النظر عن الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب منه فإنه يقع تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويحكمه قانون الاحتلال الحربي بموجب كل اتفاقيات حقوق الإنسان.

وأضاف خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل أعلنت أن قطاع غزة كيانا معاديا، وهذا مخالف للقانون الدولي، لأن الدولة القائمة بالاحتلال قانون لا يمكن لها إعلان الحرب على الأرض التي تحتلها، ولكنها تتنصل من حماية المدنيين.


وتابع أن إسرائيل أعلنت حصار قطاع غزة، وهو عقاب جماعي للسكان وهذا مخالف للقانون، والأهم أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية قال إن حق الدفاع عن النفس لا يطبق بين الدول وحركات المقاومة.

ولفت إلى أن إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال لا تلتزم بالقوانين الدولية وخالفت جميع مبادئ القانون الدولي والإنساني الذي ينظم القواعد الأساسية للحرب، ومنها مبدأ حمياة المدنيين والنسبة والتناسب والقصف العشوائي، فهي ارتكبت جملة جرائم حرب وإبادة جماعية يجب أن تحاسب عليها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة الاحتلال العسكري الإسرائيلي القاهرة الاخبارية

إقرأ أيضاً:

مصر أول من حذر من خطورة مخططات إسرائيل.. ودورها فى إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ركيزة لاستقرار المنطقة

«الوطن»، نظمت صالوناً تحت عنوان «دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية وانتصار الدبلوماسية فى التفاوض»، ليكون منصة نقاشية تجمع نخبة من المفكرين والخبراء والمتخصصين، لقراءة نجاحات مصر فى التوسط لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، واستعراض أدوات الدبلوماسية المصرية والقوة الناعمة والتنسيق الإقليمى والدولى، وآليات الدبلوماسية المصرية فى ضمان حقوق الفلسطينيين دولياً، فضلاً عن التحديات التى تواجه الدبلوماسية المصرية فى ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية. 

كما ناقش الصالون دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية منذ النكبة حتى الآن، ودعم مصر للمقاومة الفلسطينية دولياً وعربياً، فضلاً عن جهود الوساطة المصرية فى وقف التصعيدات المتكررة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والدور البرلمانى لتوصيل الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية خارجياً. 

وشارك «الوطن»، خلال هذه الفعالية، السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، والدكتور عبدالمُهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى.

استهل الصالون صلاح البلك، نائب رئيس تحرير جريدة «الوطن»، بكلمة قال فيها: «نسلط الضوء على قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، ولكن من زاوية خاصة تعكس دور مصر المحورى فى دعم هذه القضية العادلة، إذ يتناول النقاش الدور المصرى الذى امتد عبر عقود فى دعم فلسطين على كافة المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية، مع التركيز على نجاح مصر فى التوصل إلى وقف إطلاق النار الأخير وحماية المدنيين فى غزة، ومنذ عام 1948 وحتى اليوم، ظلّت مصر فى طليعة الدول التى دعمت القضية الفلسطينية، شعباً وجيشاً ودبلوماسية، هذا الدور كان ثابتاً فى مختلف العصور السياسية، ولم يتغير التزام الشعب المصرى تجاه فلسطين، ليصبح هذا الدعم جزءاً من الهوية الوطنية المصرية، وفى ظل الاعتداء الإسرائيلى الأخير الذى استمر 15 شهراً وخلّف آلاف الشهداء والجرحى، برز الدور المصرى بجهود واضحة، سواء المعلنة أو غير المعلنة، فى وقف العدوان وحماية أرواح الفلسطينيين فى غزة، ونحن نناقش فى هذا اللقاء النجاحات المصرية فى دعم الشعب الفلسطيني، والدروس المستفادة من هذا الدور المحوري فى مسار القضية الفلسطينية».

حسين هريدي: عدوان إسرائيل على غزة بعد «هجمات 7 أكتوبر» كان مخططاً مسبقاً

وبدأ السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، كلمته قائلاً: «الحرب التى شُنت على قطاع غزة بذريعة هجمات 7 أكتوبر كانت مخططة مسبقاً، بغض النظر عن الأحداث التى وقعت فى ذلك التاريخ، فالخطة التى يتم تنفيذها منذ اندلاع العدوان وحتى الآن فى قطاع غزة، إلى جانب الممارسات الاستيطانية فى الضفة الغربية، كان مخططاً لها وموضوعة ضمن استراتيجية سرية تم الإعلان عنها والاعتراف بها منذ عام 1997، أى بعد أقل من عام على تولى بنيامين نتنياهو أول حكومة له فى إسرائيل، فى مفارقة هى الأغرب من نوعها، إذ إن الأصوات التى أتت بنتنياهو رئيساً للوزراء هى أصوات عرب إسرائيل، الذين عاقبوا شيمون بيريز على مذبحة قانا الواقعة قبل الانتخابات بعدة أشهر والتى اعتذر عنها بيريز».

وأضاف «هريدى» أن ما نشهده حالياً من أحداث وتداعيات لهجوم وقع قبل نحو 15 شهراً ليس سوى جزء من خطة صهيونية إسرائيلية طويلة الأمد، تهدف لتحقيق حلم دولة إسرائيل الكبرى، مؤكداً أن اللحظة الحالية تُعد من أصعب اللحظات التى تمر بها القضية الفلسطينية، حيث تشهد تعقيداً متزايداً بفعل التطورات الإقليمية والدولية، خاصة بعد انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى دعم إسرائيل بقرارات مصيرية خلال ولايته الأولى، ما عزز الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

وتابع: «شهدت ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب السابقة سلسلة من القرارات والإجراءات التى شكّلت تحولاً جذرياً فى دعم الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الإسرائيلى على حساب الحقوق الفلسطينية، وبدأ ذلك فى ديسمبر باعتراف ترامب بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها فى مايو 2018، مما أخرج ملف القدس من أى مفاوضات مستقبلية، كما قطعت الإدارة الأمريكية المساعدات عن السلطة الفلسطينية وعن وكالة الأونروا، وأوقفت دعم مستشفيات القدس، كما أغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن وطردت السفير الفلسطينى، ودمجت قنصليتها العامة فى القدس بالسفارة الأمريكية، كما تصاعدت الإجراءات بدعم السياسات الإسرائيلية التوسعية، حيث اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان فى مارس 2019 وشرعن المستوطنات الإسرائيلية، فضلاً عن إعلان صفقة القرن، فى يناير من العام 2020، والتى تضمنت إقامة حكم ذاتى فلسطينى مجزأ، مما أثار رفضاً قاطعاً من الجانب الفلسطينى، بالإضافة إلى ذلك، دعمت الإدارة الأمريكية خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية، وأطلقت سلسلة من اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال وعدة دول عربية، فى خطوة اعتبرها الفلسطينيون تقويضاً للحاضنة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية».

وأشار «هريدى» إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلى، منذ تأسيسها فى 1948، لم تلتزم بحدود ثابتة، ففى عهد ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل، تم ترسيخ فكرة أن حدود الاحتلال الإسرائيلى تتحدد عند أبعد نقطة يصل إليها الجندى الإسرائيلى، مؤكداً أن هذا المفهوم جعل القضية الفلسطينية أكثر تعقيداً، حيث بات الحديث عن حل الدولتين، الذى يستند إلى قرار مجلس الأمن 242 الصادر فى نوفمبر 1967، أكثر صعوبة، وهذا القرار الأممى، الذى ينص على عدم جواز الاستيلاء على الأراضى بالقوة، شكّل الأساس لمعاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، وارتبط بشكل وثيق بحل القضية الفلسطينية، موضحاً أن مصر سعت، منذ توقيع معاهدة السلام، لتفعيل مفاوضات الحكم الذاتى الفلسطينى، التى كانت تنص على منح الفلسطينيين حق تقرير المصير بعد خمس سنوات، لكن وبعد عام ونصف من المفاوضات، قررت مصر الانسحاب بسبب اختلاف التفسيرات بين الجانبين، فبينما اعتبرت مصر أن الاتفاق يتيح للفلسطينيين تقرير مصيرهم وتولى الحكم على الأراضى الفلسطينية بعد انتهاء المهلة، كان التفسير الإسرائيلى يقتصر على أن يكون حكماً إدارياً فقط.

 نحن أمام مفترق طرق إما الصمود أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية أو مسايرة هذه الأطروحات

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الوضع الحالى يمثل مفترق طرق حقيقياً للعرب والفلسطينيين، حيث يواجهون خيارين، يتمثلان فى «إما الصمود أمام الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، أو مسايرة هذه الطروحات»، مشيراً إلى أن الموقف المصرى يستند إلى اعتبارات الأمن القومى، حيث تعدّ فلسطين بوابة مصر الشرقية، خصوصاً أن قطاع غزة تحديداً، كان دائماً ممراً للغزاة القادمين من الحدود الشرقية، ما يجعل الدور المصرى فى القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من حماية الأمن القومى.

وعبّر مساعد وزير الخارجية الأسبق عن ارتياحه لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، مشيراً إلى أنه رغم الخسائر البشرية والمادية، يُعدّ الاتفاق خطوة ضرورية لتخفيف التوتر، وأوضح أن الاتفاق، فى تقديره، جاء نتيجة مقايضات سياسية بين إدارة نتنياهو والإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، حيث تضمنت هذه المقايضات دعم الولايات المتحدة الأمريكية للاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية ضمن ما يُعرف بـ«صفقة القرن»، كما شملت المقايضات التزامات إسرائيلية تجاه حلفائها فى الداخل، حيث قبلت قوى يمينية مثل وزير الأمن القومى الإسرائيلى المستقيل إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلى الذى أبدى اعتراضه على الصفقة بتسئيل سموتيرش، التهدئة كإجراء تكتيكى، مع الإبقاء على خيار استئناف الحرب وضم مزيد من الأراضى فى المستقبل.

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول عدم ثقته باستمرار التهدئة، إذ قال خلال حفل تنصيبه، إنه ليس واثقاً من استمرار التهدئة، متابعاً «هذه ليست حربنا، بل حربهم»، مشيراً إلى أن إدارته قد تسهم فى إعادة إعمار غزة، التى وصفها بأنها «موقع هدم ضخم»، علق «هريدى» بأن هذه التصريحات خطيرة وتدعو إلى الهدوء فى التعامل والتعاطى معها، والصمود العربى والفلسطينى أمام الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وخصوصاً الأوضاع فى غزة والضفة الغربية.

وأشار «هريدى» إلى أن مصر كانت من أولى الدول التى دقت ناقوس الخطر إزاء المخططات الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه التحركات لم تكن مجرد رد فعل على هجمات 7 أكتوبر من العام 2023، بل جاءت بناءً على قراءة دقيقة للمشهد، إذ إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال قمة القاهرة للسلام، حدد موقف مصر بحضور الدول الأوروبية، مشيراً إلى رفض مصر للعنف الإسرائيلى وطرحها مبادئ شاملة لحل القضية، إلا أن الدول الغربية، وفقاً لـ«هريدى»، أخذت فقط ما يتناسب مع مصالحها، بينما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل بشكل كامل، مانحة إياها الوقت والدعم اللازمين لتحقيق أهدافها، داعياً إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى، مؤكداً أن استمرار الانقسام الداخلى سيُضعف قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات المقبلة، واعتبر أن الوقت الحالى هو الأنسب لتحقيق هذه الوحدة.

«القاهرة» استهدفت منذ اللحظة الأولى تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.. وطالبت بإعادة تقييم جذرى للتعامل الدولى مع القضية

وكانت مصر قد دعت لعقد مؤتمر القاهرة للسلام، فى 21 أكتوبر 2023، حضره قادة وممثلو دول إقليمية ودولية للتشاور بشأن احتواء الأزمة المتفاقمة فى قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى الذى أودى بحياة آلاف المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة فى 7 أكتوبر، كما استهدفت مصر من هذه القمة بناء توافق دولى يُعلى قيم الإنسانية، ويدعو إلى وقف الحرب، وكذلك احترام القانون الدولى، وحماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما حذرت من مخاطر توسع نطاق الصراع فى المنطقة، وطالبت بإعادة تقييم جذرى للتعامل الدولى مع القضية الفلسطينية، بما يمهد الطريق لسلام حقيقى يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

وأكدت أن الأزمات الراهنة كشفت قصوراً فى جهود المجتمع الدولى لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، فضلاً عن ازدواجية فى إدانة قتل الأبرياء، وكأن حياة الفلسطينيين أقل قيمة، وشددت على ضرورة تحقيق العدالة، وضمان حقوق الفلسطينيين كاملة، بدءاً من الحق فى الحياة وصولاً إلى إقامة دولة تُجسد هويتهم الوطنية، كما أكدت التزامها بمواصلة جهودها لتحقيق السلام العادل والدائم، ودعم الحقوق الفلسطينية، مع الحفاظ على سيادتها وأمنها القومى فى ظل التحديات الراهنة.

وفى سؤال طرحه محمد على حسن، رئيس قسم الشئون الخارجية بـ«الوطن»، حول مصير حل الدولتين فى ظل انتخابات إسرائيلية قريبة، وتوقعات بتولى شخصيات يمينية مثل بينى غانتس أو نفتالى بينيت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أكد السفير هريدى أن الأولوية الآن هى تثبيت وقف إطلاق النار، موضحاً أن هناك حاجة لإتمام المرحلة الأولى من التهدئة، تليها مفاوضات لتحقيق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلى من قطاع غزة.

الحرب التى شنتها تل أبيب على القطاع أخلت بموازين القوى بالمنطقة وعلى العرب التكاتف لمواجهة التحديات المقبلة

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، قائلاً إن المرحلة الأهم تتمثل فى إعادة إعمار قطاع غزة، وهى خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار وتمهيد الطريق نحو حل شامل، وعن كيفية مواجهة مصر للاستراتيجية الإسرائيلية بناءً على تغييرات موازين القوى فى المنطقة، أكد السفير أن مصر تلتزم بمبادئها الثابتة فى دعم الحقوق الفلسطينية، لكنها تدرك أن اختلال موازين القوى يستوجب تحركاً عربياً مشتركا. 

وأوضح أن مصر لا تستطيع بمفردها التعامل مع هذه التحديات دون دعم عربى وفلسطينى، مشدداً على أهمية توحيد المواقف الإقليمية لمواجهة التحالفات الجديدة، والحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية ووحدتها الداخلية، مشدداً على أن الشعب المصرى يُمثل الحصن الأساسى لدعم القيادة والجيش، وأن استقرار الجبهة الداخلية يُعدّ عنصراً أساسياً فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

سماء سليمان: تطورات القضية الفلسطينية دائماً ما كانت مرتبطة بقوة مصر وقدرتها على إدارة الأزمات الإقليمية.. و«القاهرة» وضعت ثوابت واضحة فى سياستها الإقليمية تجاه التعامل مع الدول العربية منذ بداية الصراع

الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ، قالت إن الدور المصرى فى إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يُعد ركيزة أساسية فى الحفاظ على استقرار المنطقة، خاصة فى هذه الفترة الحرجة التى تشهد حالة من عدم الاستقرار الإقليمى والدولى، مؤكدة أن القوى الإقليمية والدولية تسعى لتوظيف القضية الفلسطينية سياسياً لخدمة أجنداتها الخاصة، وهو ما يُلقى بمزيد من الأعباء على الدور المصرى، مشيرة إلى وضوح الدور المصرى فى وقف إطلاق النار بقطاع غزة، إذ يُعد أحد أبرز الأدوار الفاعلة فى المنطقة.

عبدالمُهدى مطاوع:القوى المتنازعة سياسياً تسعى لتحقيق مكاسب من الأوضاع فى فلسطين.. والعديد من الدول لا تسعى إلا إلى مصالحها خلال تناولها «القضية» ومعاناة الشعب الفلسطينى

وأن مصر تحتل موقعاً استراتيجياً يؤهلها للقيام بدور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، خاصة فى ظل الأزمات المتكررة التى يشهدها الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ويجعلها شريكاً أساسياً لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تجمعها علاقات دبلوماسية متوازنة مع الطرفين، وخلال أوقات التصعيد فى غزة، غالباً ما تكون مصر هى الدولة الأكثر نشاطاً فى جهود الوساطة، إذ تسعى لتحقيق توازن دقيق فى هذه الوساطة.

أمريكا تعمل منذ عقود على بسط نفوذها بلا منازع فى منطقة الشرق الأوسط وتسعى للسيطرة على النظام العالمى من خلال التحكم فى الموارد الإقليمية والممرات المائية وتقدم دعماً عسكرياً ومالياً ضخماً للاحتلال الإسرائيلى

وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل منذ عقود على بسط نفوذها بلا منازع فى منطقة الشرق الأوسط، وتسعى للسيطرة على النظام العالمى، من خلال التحكم فى الموارد الإقليمية والممرات المائية، وهو ما لم يُعلن عنه بشكل مباشر، وفى ظل هذه التحديات تدرك مصر دورها المحورى فى المنطقة، وتعى جيداً أن كل ما يحدث هو اختبار لقدرتها على إدارة الأزمات الإقليمية، مشيرة إلى أن الدور الأمريكى أثار انتقادات واسعة نظراً لدعمه غير المشروط لإسرائيل، خاصة فى حالات التصعيد ضد الفلسطينيين.

وأوضحت وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعماً عسكرياً ومالياً ضخماً للاحتلال الإسرائيلى، وهو ما يعد عاملاً أساسياً فى استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، كما أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن الدولى فى العديد من الحالات لمنع إصدار قرارات تدين إسرائيل، مما يعزز الانطباع بانحيازها الكامل للجانب الإسرائيلى.

وأوضحت «سماء» أن هناك فرقاً جوهرياً بين الدور المصرى والدور الأمريكى فى التعامل مع الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ففى حين تسعى مصر إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية وأمن المنطقة، فإن السياسات الأمريكية تُركز على تعزيز التفوق العسكرى الإسرائيلى، دون مراعاة حقوق الفلسطينيين أو استقرار منطقة الشرق الأوسط، معتبرة أن هذا الانحياز الأمريكى يعرقل فرص تحقيق السلام المستدام فى الشرق الأوسط، وأن مصر ستظل تلعب دوراً محورياً فى جهود إحلال السلام بالمنطقة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجى وعلاقاتها الدبلوماسية، وتأثيرها الإقليمى، مشيرة إلى أن القاهرة لن تدخر جهداً فى السعى لتحقيق تهدئة دائمة، مع الحفاظ على موقفها الداعم للحقوق الفلسطينية العادلة، بما يضمن استقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل والمستدام.

وتابعت وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ: «أن تطورات القضية الفلسطينية كانت دائماً مرتبطة بقوة مصر وقدرتها على إدارة الأزمات الإقليمية، إذ إن مصر لعبت دوراً محورياً فى مختلف المراحل، إلا أن الصراع الإسرائيلى العربى لم يُحسم بعد بشكل نهائى، مما يجعل استمرار الدور المصرى أمراً حتمياً».

وكشفت أن مصر وضعت منذ البداية ثوابت واضحة فى سياستها الإقليمية تجاه التعامل مع الدول العربية، وشملت هذه الثوابت اللجوء إلى الحلول السلمية، والحفاظ على الدولة الوطنية، ودعم مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، مضيفة أن مصر واجهت العديد من المحاولات لإضعاف دورها الإقليمى، خاصة فى سياق الصراع العربى الإسرائيلى، لكنها نجحت فى التصدى لهذه المحاولات من خلال قراءة دقيقة للمشهد الإقليمى والدولى، والتعامل مع التطورات بحنكة ودبلوماسية عالية.

مؤسسة الرئاسة لعبت دوراً بارزاً فى إدارة الأزمة.. و«القاهرة» ستظل الحصن والدرع للقضية الفلسطينية

وأثنت وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ على الدور البارز الذى لعبته مؤسسة الرئاسة المصرية فى إدارة الأزمات، خاصة فى رفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الشعب الفلسطينى، وأكدت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى عبر عن هذا الموقف الثابت فى العديد من المحافل الدولية والإقليمية والوطنية، كما سلطت الضوء على جهود وزارة الخارجية فى توضيح الموقف المصرى للعالم، مشيرة إلى أن هذا الدور لم يقتصر على المستوى الرسمى فقط، بل امتد إلى المستوى الشعبى، حيث قامت المؤسسات التشريعية مثل مجلس النواب ومجلس الشيوخ بعقد جلسات طارئة لدعم الموقف المصرى، إلى جانب المساندة الشعبية من الأحزاب والمواطنين.

وأوضحت أن مجلس الشيوخ عقد جلسة طارئة، رافضاً للعدوان الإسرائيلى على غزة وانتهت بتفويض الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ كل ما يراه مناسباً للوقوف بجانب الأشقاء فى فلسطين وحماية الأمن القومى المصرى والعربى، فى اليوم التالى عقد مجلس النواب المصرى جلسة طارئة أيضاً لمنح الرئيس السيسى تفويضاً باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الأمن القومى المصرى والعربى، والوقوف ضد مخطط إسرائيل بالعمل على نزوح الفلسطينيين من قطاع غزة وتوطينهم فى سيناء. وفى الإطار، انطلقت تظاهرات شعبية فى عدة ميادين بمحافظات مصر تعلن تأييدها للسيسى فى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع مخطط إسرائيل لتوطين الفلسطينيين فى سيناء بعد تهجيرهم من أراضيهم قسرياً.

وبيّنت «سماء» أن مصر ترفض بشكل قاطع استخدام العنف فى قطاع غزة، حيث ترى أن المدنيين العزل هم الخاسر الأكبر فى هذه المواجهات، وأضافت أن مستقبل القضية الفلسطينية مرتبط بمجموعة من العوامل، من بينها وضع الحكومة الإسرائيلية وموقف الإدارة الأمريكية من الصراع، وطرحت تساؤلات حول إمكانية فصل مسار القضية الفلسطينية عن بقية قضايا المنطقة، مشددة على أن المستقبل القريب يتوقف على هذه المتغيرات.

وأشادت بالجهود الدبلوماسية المصرية، التى أثمرت عن نجاح الهدنة فى قطاع غزة، مؤكدة أن مصر لعبت دوراً محورياً فى تحقيق هذا الاتفاق الذى أسهم فى إنهاء التصعيد العسكرى، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، مشيرة إلى أن صفقة تبادل المحتجزين والأسرى التى تم التوصل إليها تُعد إنجازاً كبيراً للدبلوماسية المصرية، التى أثبتت مرة أخرى أنها الوسيط القوى والمفاوض المسئول فى أصعب الظروف، حيث إن هذا الاتفاق يمثل بارقة أمل نحو استقرار الأوضاع الإنسانية فى القطاع، ويؤكد التزام مصر بدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وفى ردها على سؤال وجهه صلاح البلك، نائب رئيس تحرير جريدة «الوطن»، حول مدى استمرار مصر فى دعم القضية الفلسطينية، شددت «سليمان» على أن مصر ملتزمة بدعمها دون أى إطار زمنى، مشيرة إلى أن هذا الدعم مستمر منذ عام 1948 وحتى الآن، وأوضحت أن مصر كانت ولا تزال تعمل على تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية، مع التنسيق مع الدول العربية والإقليمية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتُعد الدولة الوحيدة التى لم توظف القضية الفلسطينية سياسياً لصالح أجندتها، بل تعاملت معها كقضية عربية وقومية بحتة، مشيرة إلى أن التحدى الأكبر الذى تواجهه الدبلوماسية المصرية يتمثل فى انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل، وهو ما يُشكّل عائقاً كبيراً أمام الدور المصرى المتوازن وغير المسيس، لكنها أكدت أن الموقف المصرى الثابت ومسئوليته تجاه الدول العربية يجعلانها مستمرة فى ترتيب الأوضاع الإقليمية بما يضمن استقرار المنطقة. وأضافت أن مصر تعمل بحرص على الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، مع توجيه رسالة واضحة من الشعب المصرى بدعمه الكامل للقيادة السياسية والجيش المصرى، مما يعزز تماسك الجبهة الداخلية.

وأكدت وكيل لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ أن مصر ستظل تمثل الحصن والدرع للقضية الفلسطينية، وأنها ستواصل جهودها الدؤوبة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، ويُرسّخ الاستقرار فى المنطقة، وشددت على أن توحيد الجبهة الداخلية المصرية يُعدّ العنصر الأهم فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن إعلان التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى إطلاق قافلته الإغاثية التاسعة إلى قطاع غزة، حاملة على متنها مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لتلبية احتياجات الأسر المتضررة، وذلك فى إطار دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، موضحة أن مصر أول الداعمين لغزة، والتحالف الوطنى يقود قوافل الإنسانية والخير بكل فخر، ولفتت إلى أن هذه الخطوات تؤكد الدور الريادى الذى يقوم به التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى تقديم الدعم الإنسانى للأشقاء فى غزة، وذلك من خلال إطلاق القافلة التاسعة للمساعدات الإغاثية بعد نجاح اتفاق الهدنة الأخير، موضحة أن هذه الجهود تأتى فى إطار التزام مصر الدائم بدورها التاريخى والإنسانى تجاه القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن التحالف الوطنى أظهر نموذجاً مشرفاً فى العمل الأهلى والتنموى، الذى يسهم فى تعزيز قيم التضامن والدعم الإنسانى.

فيما وجه نور الدين القلعاوى، مساعد رئيس تحرير جريدة «الوطن»، سؤالاً إلى المحلل السياسى الفلسطينى، الدكتور عبدالمهدى مطاوع قائلاً: بالحديث عن العدوان الإسرائيلى على غزة فى يوم 7 أكتوبر 2023، فى ظل ما تمت الإشارة إليه، إلى أى مدى حققت 7 أكتوبر أهدافها وما وجهة نظرك الشخصية ووجهة نظر «حماس» والشعب الفلسطينى تجاهه؟ ورداً على السؤال أكد المحلل السياسى الفلسطينى أن ما حدث فى 7 أكتوبر يعكس بشكل مباشر التبعات المستمرة لحالة الانقسام الفلسطينى الداخلى، وأضعف الموقف الموحد فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.

منظومة دولية تدعم «الاحتلال» وتعمل على ضمان بقائه.. ووجوده جزء من مشروع كبير لتحقيق أهداف سياسية على المدى البعيد

وأضاف «مطاوع» أن جوهر الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يكمن فى طبيعة الاحتلال ذاته، حيث يختلف عن أى احتلال آخر فى التاريخ الإنسانى، وبيّن أن الاحتلال الإسرائيلى مدعوم ليس فقط من دولة بعينها، بل من منظومة دولية واسعة تعمل على ضمان بقائه، معتبراً أن وجوده يمثل جزءاً من مشروع عالمى كبير يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية على المدى البعيد، فإعلان دولة إسرائيل عام 1948 كان مصحوباً بقرارات استراتيجية من بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، أهمها توحيد الجيش الإسرائيلى. وأوضح أن هذا القرار كان موجهاً لتوحيد العصابات الصهيونية المسلحة التى كانت تستهدف الفلسطينيين، إلا أن بعض الأطراف الإسرائيلية عارضته، ما أدى إلى تصفية المعارضين باستخدام ما عُرف بـ«المدفع المقدس».

وبيّن أن بن جوريون واجه اتهامات بالخيانة لإعلانه قيام الدولة دون السيطرة على كامل مدينة القدس وبعض الأراضى الأخرى، وهو ما جعل المفكرين الإسرائيليين يعتبرون نصر 1948 غير مكتمل، معتمدين على مقولة «شعب بلا أرض لأرض بلا شعب»، مشدداً على أن إسرائيل، منذ نشأتها وحتى العدوان الأخير، وضعت هدفها الأساسى تخفيف عدد السكان الفلسطينيين بطرق متعددة.

اليمين المتطرف استغل معركة «طوفان الأقصى» لبدء حرب إبادة جماعية ممنهجة لم يشهدها التاريخ الحديث هناك مخطط إسرائيلى لتقليص عدد الفلسطينيين على أرضهم.. والمقاومة الفلسطينية تعمل على تعزيز وجودهم  المطالبة بالسلام تُعد ضربة للحلم الإسرائيلى الذى يقوم على التوسع وفرض الهيمنة على المنطقة العربية

وتناول المحلل الفلسطينى أزمة المشروع الإسرائيلى، موضحاً أن التحدى الحقيقى لإسرائيل لا يتمثل فى التهديدات بفنائها، بل فى المطالبة بالسلام، وقال إن المطالبة بالسلام تُعد ضربة للحلم الإسرائيلى الذى يقوم على التوسع وفرض الهيمنة، واتفاقيات أوسلو، رغم كونها نقطة تحول فى القضية الفلسطينية، شكلت تهديداً للحلم الإسرائيلى من خلال تحديد حدود للدولة الإسرائيلية، مؤكداً أن الهدف الأساسى لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يتمثل فى منع إقامة دولة فلسطينية بأى شكل من الأشكال.

وتطرق «مطاوع» إلى تداعيات أحداث 7 أكتوبر، مشيراً إلى أن الخسائر التى لحقت بالجانب الفلسطينى لم تغيّر من الاستراتيجية الإسرائيلية فى التعامل مع القضية، مؤكداً أن الصراع الإسرائيلى يُعد فى جوهره صراعاً ديموجرافياً، حيث تسعى إسرائيل إلى تقليص عدد الفلسطينيين على أرضهم بطرق مباشرة وغير مباشرة، بينما تعمل المقاومة الفلسطينية على تعزيز وجود الفلسطينيين وتنميتهم على أرضهم، وهو من بين وسائل المقاومة الناجحة، بينما أى تحركات تُضعف الوجود الفلسطينى تُعتبر هزيمة للمشروع الوطنى الفلسطينى.

واستعرض المحلل السياسى الفلسطينى آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية، عن ضحايا العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة طوال 15 شهراً، إذ ارتفعت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 47 ألفاً و107 شهداء، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر من العام 2023، مضيفة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111 ألفاً و147 جريحاً، منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، فضلاً عن 10 آلاف و100 مجزرة، كما تمت إبادة 2٫092 عائلة فلسطينية، مما أسفر عن 5 آلاف و967 شهيداً، فيما سُجل 17 ألفاً و861 شهيداً من الأطفال، بما فى ذلك 214 طفلاً رضيعاً، و12 ألفاً و316 شهيدة من النساء، وارتقى ألف و155 شهيداً من الطواقم الطبية و205 شهداء من الصحفيين، وبين الجرحى نحو 15 ألفاً بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، كما تم تسجيل 6 آلاف و600 حالة اعتقال منذ بدء الحرب، أما الدمار فأدى إلى نزوح 2 مليون شخص، وتدمير 216 مقراً حكومياً، و137 مدرسة، و161٫600 وحدة سكنية. وبلغت نسبة الدمار فى قطاع غزة 88%.

ولفت المحلل السياسى الفلسطينى إلى أن أكبر تهديد لإسرائيل هو الوضع الديموجرافى الفلسطينى، حيث أجرى الاحتلال الإسرائيلى عام 2001 ما يُعرف بفحص «مناعة الدولة»، الذى أظهر أن التحدى الأكبر لها هو النمو السكانى الفلسطينى، وبالتالى المقاومة هى تعزيز وجود الفلسطينيين على أرضهم وتنميتهم هى المقاومة المنتصرة، أما المقاومة التى تضعف وجود الفلسطينيين على الأرض هزيمة، وبالتالى كان على الاحتلال استغلال الوضع لممارسة الإبادة الجماعية التى شهدناها منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن والتى أدت إلى تراجع أعداد السكان فى قطاع غزة.

وأشارت دراسة سابقة أجرتها الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، عن ديموجرافيا فلسطين منذ حرب 1948، شهد الفلسطينيون فى إسرائيل نمواً سكانياً كبيراً، حيث زاد عددهم تسعة أضعاف حتى 2015 ليصل إلى 1.4 مليون، بينما زاد عدد السكان اليهود إلى 6 ملايين بنفس النسبة، مدفوعاً بالهجرة اليهودية الكبيرة، ومع ذلك، تراجعت معدلات الخصوبة الفلسطينية بشكل منتظم بعد أن بلغت ذروتها بين 1960-1965، بينما استمرت معدلات الخصوبة اليهودية بالارتفاع بدعم من سياسات حكومية، بينما فى الأراضى المحتلة، ظل معدل الخصوبة الفلسطينى مرتفعاً خلال الانتفاضة الأولى، لكنه انخفض بشكل ملحوظ بعد الانتفاضة الثانية بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

الوضع الديموجرافى الفلسطينى أكبر تهديد لـ«تل أبيب».. وحكامها استغلوا الانقسام الفلسطينى لتحويل «غزة» إلى منطقة محاصرة

فى المقابل، شهد المستوطنون اليهود ارتفاعاً كبيراً فى الخصوبة بفضل الدعم المالى والأيديولوجيات الدينية والقومية، وتوصلت الدراسة إلى أن وفقاً للتقديرات فبحلول 2048، يُتوقع أن يصل عدد السكان فى فلسطين التاريخية إلى 20 مليون نسمة، مع تحول اليهود إلى أقلية بسبب النمو السكانى السريع فى غزة، حيث يُتوقع أن يبلغ عدد الفلسطينيين 10.7 مليون مقابل 9.2 مليون يهودى، وأكّد المحلل الفلسطينى أن إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطينى الداخلى لتحويل قطاع غزة إلى منطقة مغلقة ومحاصرة، تستخدمها كورقة ضغط سياسى واستراتيجى.

دور مصر فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة أثبت أنها الدولة الوحيدة التى لا تسعى لمصلحة سياسية

وكشف أن هناك تبايناً فى الرؤى بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، مما زاد من تعقيد المشهد الفلسطينى وأضعف الموقف الموحد فى مواجهة المخططات الإسرائيلية، مؤكداً أن استمرار الانقسام الفلسطينى يصب فى مصلحة الاحتلال الإسرائيلى، الذى يراهن على هذا التفكك لتحقيق أهدافه، ودعا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وبناء استراتيجية مقاومة تُعزز من وجود الفلسطينيين على أرضهم وتحمى حقوقهم الوطنية فى مواجهة المشروع الإسرائيلى. كما شدد على أن الحل يبدأ بإنهاء الانقسام الداخلى والعودة إلى موقف فلسطينى موحد قادر على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية.

ووجه «مطاوع» النيران تجاه القوى المتنازعة سياسياً، والتى تسعى لتحقيق مكاسب من الأوضاع فى فلسطين، مشيراً إلى أن العديد من الدول لا تسعى إلا إلى مصالحها خلال تناولها القضية الفلسطينية، مشيداً بالدور المصرى المنفرد الذى يسعى دائماً للمصلحة الفلسطينية ودعم الحق الفلسطينى.

مقالات مشابهة

  • مصر أول من حذر من خطورة مخططات إسرائيل.. ودورها فى إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ركيزة لاستقرار المنطقة
  • مسؤول ألماني: سموتريتش يضر بموقف إسرائيل أمام الجنائية الدولية
  • إيران تشكك في اختصاص محكمة العدل الدولية بقضية الطائرة الأوكرانية
  • محمد وداعة يكتب: تدمير شبكة الكهرباء .. جريمة حرب
  • احذر.. الحبس سنتين عقوبة انتحال الصفة طبقا للقانون
  • العدل والمساواة: قتصر دور المجتمع الدولي والاقليمي على التيسير والتسهيل وفق إرادة سودانية خالصة دون تدخل في الشأن السوداني
  • غوتيريش: أي ضم إسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية سيمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي
  • غوتيريش: ضم الضفة الغربية «انتهاك صارخ» للقانون الدولي
  • الإعلام الدولي من معبر رفح: مصر شريان الحياة للشعب الفلسطيني في غزة
  • غوتيريس: ضم الضفة انتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي