(CNN)-- على مدى أسابيع، كان صحفي شبكة CNN، إبراهيم دهمان، يقدم تغطية من غزة تزامنا مع غارات جوية إسرائيلية جلبت الدمار واليأس إلى القطاع المحاصر، عقب هجمات حماس الإرهابية في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

فر دهمان (36 عامًا) إلى مصر مع عائلته الصغيرة بعد شهر تقريبًا، لكنه سمع الأحد أنباءً عن مقتل تسعة على الأقل من أقاربه المحاصرين في شمال غزة في غارة جوية على منزل عمته.

تعرض منزل طفولته في مدينة غزة للتدمير في غارة منفصلة على مبنى مجاور في  اليوم نفسه.

وقال دهمان: "لن أستطيع أن أنسى أبدًا كل حجر وركن في المنزل الذي ولدت وترعرعت فيه وولد فيه أطفالي".

سيُذكر يوم الأحد إلى الأبد باعتباره يومًا مظلمًا لعائلة دهمان، بعد أن بدأت الرسائل تتدفق على مجموعتهم للتراسل بأن غارة إسرائيلية أصابت المبنى الذي كان يعيش فيه أقاربه في بيت لاهيا بشكل مباشر، مما أسفر عن مقتل عمه وزوجة عمه، ابنة وحفيدين، فضلا عن عمته وزوجها وطفليها. وهناك اثنان آخران من الأقارب على الأقل في حالة حرجة، ولا يزال آخرون مدفونين تحت الأنقاض.

وقال دهمان: "لقد كانوا أناسًا مسالمين وبسيطين للغاية، وكرَّسوا حياتهم بأكملها للعمل وتربية أبنائهم وبناتهم فقط. ليس لهم أي انتماء لأي منظمة أو جماعة… ندعو الله أن يرحمهم جميعا”. ويأتي القصف وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة حماس.

ويُظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي آثار الانفجار الذي أودى بحياة أقارب دهمان. ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من المبنى المدمر الذي تحول إلى كومة من القطع الخرسانية والمعادن الملتوية، وسط تناثر الحطام عبر الشارع.

وقبل يومين فقط، انتقل عم دهمان، الذي كان يعمل في إسرائيل، مع عائلته إلى منزل شقيقته من منزلهم في منطقة الشيخ زايد شمال غزة، بعد اشتداد القصف هناك. وكانت عمة دهمان تعاني من مرض السرطان المزمن في ذلك الوقت.

وقبل أن يعلم بمقتل عائلته المأساوي، اتصل شقيق دهمان به ليخبره أن منزله في مدينة غزة، التي ولد ونشأ فيها، أصبح حطامًا.

كان إبراهيم دهمان قد انتهى من تجديد الشقة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، قبل ثلاثة أشهر فقط من 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يكن هناك أحد عندما بدأ القصف.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

مستشار إسرائيلي: أطفال غزة لن يغفروا ولن ينسوا قتل عائلاتهم وتدمير بيوتهم

في الوقت الذي توقف فيه إطلاق النار في غزة، وبدأت فرق التفاوض تبحث اليوم التالي في غزة، تسود قناعات إسرائيلية متزايدة مفادها أن حماس لن تستسلم، وستبقى تسيطر على القطاع حتى إشعار آخر، وهذا تطور سيئ للاحتلال، الذي روّج لفرضية أن الحركة باتت مردوعة.

موشيه بن آتار، مؤلف كتاب "الرحلة لإسرائيل الأخرى"، أمضى سنوات طويلة في التخطيط الاستراتيجي، وترأس المجلس الصهيوني في "إسرائيل"، ومدير معهد الأبحاث والتعليم بمؤسسة كاتسنلسون، ومساعد مقرب لعدة وزراء، ومستشار رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ، أكد أن "نهاية حرب غزة أثبتت أن كل ما يخدم بقاء بنيامين نتنياهو السياسي كان سيئاً بالنسبة للدولة، وكل ما هو جيد لها كان سيئاً له، وبسببه أهدر الإسرائيليون كمّاً كبيرا من الدماء والدمار والدموع".

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "واقع غزة اليوم يعني استمرار حماس بإنتاج مقاتلين جدد كل يوم، والشباب المنضمين إليها ليس لديهم ما يخسرونه، مع انعدام المستقبل والأمل والحياة، وبات أكبر ضرر استراتيجي في الحرب على الجانب الفلسطيني هو بناء الجيل القادم من الانتقام من الاحتلال، لأن أطفالها الذين يكبرون لن ينسوا ولن يغفروا تدمير منازلهم وقتل عائلاتهم، وسيستغرق الأمر أجيالاً للتعافي من الصدمة التي حفرت عميقاً في وعي من نشأوا في غزة في ظلام وظلال الموت".


وأشار إلى أنه "في ظل هذا الواقع المعقد، لا بد من اتخاذ قرار بقيادة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية الغنية لإنشاء حكومة موالية لإعادة الإعمار في غزة، والسير تدريجياً نحو عالم جديد، وهذه مسألة تتعلق بجيل أو أكثر، وستستمر حماس بالسيطرة على المنطقة، فيما يواصل نتنياهو استراتيجيته الانتخابية، وهو يعمل منذ 14 عاما من الحكم دون تغيير؛ يمنع الحوار مع السلطة الفلسطينية، ويواصل سياسة الفصل بين الضفة وغزة، وقد أنتجت سياسته هذا التدهور الحالي".

وذكر بن آتار أن "السلطة الفلسطينية صحيح أنها فاسدة، وباتت غير فعّالة، لكنها الجسم البديل الوحيد الموجود على الأرض، رغم أن أبا مازن لا يحظى بدعم الأغلبية الفلسطينية، لكن العالم العربي يرفض تجاوز السلطة، ما يستدعي خلق آلية جديدة ومهنية تستفيد من دعمها، وتنسق معها، فيما تشكل القوات الدولية حلّاً مستقبلياً".

في المقابل، فإن "حكومة نتنياهو المتطرفة تواصل إنشاء عشرات البؤر الاستيطانية في قلب التجمعات الفلسطينية الكثيفة، وتدمر فرصة الانفصال عنها، ما يعني افتقارها للقدرة على المضي قدماً في ترتيبات بناء المستقبل مع الفلسطينيين وإجراء محادثات معهم، وسيثبت نتنياهو أنه ارتكب خطأً فادحاً عندما أضعفها لمدة 14 عاماً، رغم أن الاعتراف بالخطأ ليس من ضمن أجندته، بل هو غير قادر عقليا على الاعتراف بأن الاستراتيجية بأكملها التي بنت مسيرته السياسية قد تحطمت، وأدت إلى الكارثة الأكثر فظاعة في تاريخ الاحتلال".


 وأشار إلى أن "رحيل نتنياهو وحده كفيل بتغيير في السياسة، لأن الفشل الاستراتيجي والتكتيكي لحكومته والجيش في إدارة حرب غزة لا يترك مجالًا كبيرًا للمناورة أمام تغيير الواقع، وبالتالي فإن من الضروري استبدال من يتولون القيادة السياسية اليوم، رغم أن القيادة العسكرية تتحمل المسؤولية بالفعل، وأعلنت استقالتها، لأن القادة الذين فشلوا، وقادوا للكارثة الكبرى يجب أن يتنحوا عن مناصب صناع القرار، ويسمحوا لقادة جدد بقيادة رؤية جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات تاريخية تغير مسار الأمور".

ودعا "المعارضة الإسرائيلية إلى المزيد من العزم، وتقليع أظافرها في النضال ضد حكومة الحرب، باعتبارها الخطوة الأولى على الطريق للخروج من حالة الجمود والظلام التي تعيشها دولة الاحتلال، تمهيدا لتحقيق مطلب الانتخابات المبكرة".

مقالات مشابهة

  • في حادثتين منفصلتين.. انتشال جثة من نهر دجلة والعثور على فتاة مقتولة بالسليمانية
  • «حلم حياته».. محمود حميدة يكشف سرا من طفولته لأول مرة
  • جثة فوق السرير .. مصدر أمني يكشف ملابسات واقعة مقتل ربة منزل على يد زوجها
  • مقتل فتى فلسطيني في غارة إسرائيلية على جنين
  • وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر.. قضى طفولته في مخيمات اللاجئين
  • مستشار إسرائيلي: أطفال غزة لن يغفروا ولن ينسوا قتل عائلاتهم وتدمير بيوتهم
  • بعد 483 يوماً من جحيم لا يمكن تصوره..ماكرون: أتقاسم الفرح مع أقارب الرهينة الإسرائيلي الفرنسي
  • لقطة إطلاق سراح يادن بيباس من حماس.. هل يؤكد مقتل عائلته؟
  • أمن تعز يطيح بمطلوبين في قضيتي قتل منفصلتين
  • شرطة محافظة تعز تقبض على مطلوبين في قضيتي قتل منفصلتين