يمانيون|

برنامجُ الغذاء العالمي يعلنُ سقوطَه في فخاخ الابتزاز الأمريكي بحق اليمنيين

وثائقُ تكشفُ حصولَ البرنامج على تمويل للعام الجاري بمليار و160 مليون دولار في ظل توقف توزيعها

تكدُّسُ وتلف كميات كبيرة من المواد الإغاثية في المخازن وحرمان مستحقيها منها

يوماً تلو الآخر تتضحُ حقيقةُ الكيانات الدولية، لا سيَّما الأممية، ويتبين دورها الحقيقي البعيد عن الأهداف والمسؤوليات التي أنشِئت؛ مِن أجلِها، لتكون آخر الفضائح هي ما أقدم عليه ما يسمى “برنامج الغذاء العالمي” التابع للأمم المتحدة، من فعل فاضح يتمثل في إيقاف المساعدات الممنوحة للشعب اليمني دون أي مبرّر؛ لتؤكّـد الأمم المتحدة أنها تحَرّك كياناتها ومنظماتها وفقاً للإرادَة الأمريكية التي كشفت عن استخدامها لهذه المساعدة كأدَاة ضغط وورقة حرب تعزز مساراتها العدائية في تجويع الشعب اليمني.

 

وبعد الفضيحة المدوية التي ارتكبها برنامج الغذاء العالمي في أغسطُس الماضي عبر إعلانه تقليص الأعمال الإغاثية بحجّـة نقص التمويل في الوقت الذي كان المانحون يدرون بمئات الملايين من الدولارات، وانكشاف تلك الخطوة بأنها كانت موازاةً لممارسات العدوان والحصار والضغط على الشعب اليمني، سقط البرنامج مجدّدًا في فخاخ الغطرسة الأمريكية ووقع في فضيحة مدوية تمثلت في إعلانه عن وقف الأنشطة الإغاثية وقطع المساعدات الممنوحة للشعب اليمني، ولكن هذه المرة كانت الفضيحةُ أكثرَ شناعةً، حَيثُ كان السبب هو وقوف الشعب اليمني وقواته المسلحة اليمنية في مساندة فلسطين واستهداف الكيان الصهيوني؛ لتؤكّـد المنظمة الأممية وكياناتها أنها مُجَـرّد أدوات بيد واشنطن لتنفيذ أهداف مشبوهة وبواجهات إنسانية.

 

وفي ظل هذه الفضيحة وتصاعد ردود الفعل حيالها، تناقضت التبريرات الأممية؛ فتارة تحجج الغذاء العالمي بأن القرار سببه نقص التمويل، وتارةً أُخرى قلة الإمْكَانيات وصعوبة التحَرّكات؛ بسَببِ الحرب الأوكرانية الروسية وغيرها، ولكن اتضح جليًّا من خلال الرسائل الأمريكية والتهديدات أن السببَ الحقيقي هو الضغط على اليمن لوقف مساندته وعملياته النوعية المساندة لفلسطين، حيثُ إن حجّـةَ نقص التمويل عزَّزت من فضيحة المنظمة الأممية، لا سِـيَّـما مع انتشار وثائق وأرقام تؤكّـد وفرة الأموال التي قدَّمها المانحون كمساعدات لليمن توزع عبر برنامج الغذاء العالمي.

 

وفضلاً عن الكشف عن حقيقة تكدس المساعدات الإغاثية الغذائية في مخازن الغذاء العالمي خلال الأشهر الماضية وتعرضت للتلف في ظل وقف توزيعها وحرمان مستحقيها، فَــإنَّ الوثائق والأرقام تؤكّـد أن التمويلات التي حصل عليها برنامج الغذاء حتى سبتمبر الماضي من العام الجاري تجاوزت مليار و160 مليون دولار؛ أي بفارق زيادة عن العام الماضي 60 مليون دولار، وهذا ما يفضح حقيقة الدوافع والحيثيات التي جرت برنامج الغذاء العالمي للغوص في مستنقع المساومة الأمريكية والابتزاز بحقوق الشعب اليمني ومستحقاته.

 

كما كشفت الوثائق أن البرنامج حصل ويحصل باستمرار على أموالٍ طائلة من المانحين المستجيبين للنداءات الأممية الإغاثية وهو ما يقطع الطريق أمام كُـلّ الحُجُجِ التي يتذرع بها الكيان الأممي الذي كشف عن كونه أدَاةً للضغط على الشعوب الحرة ومساومتها على مبادئها ومواقفها المبدئية.

 

ومن خلال ما كشفته الوثائق فَــإنَّ إيقاف برنامج الأغذية العالمي للمساعدات تأتي بتوجيهات أمريكية، وذلك كعقاب للشعب اليمني الداعم لفلسطين ومقاومته في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، خَاصَّةً بعد استيلاء الجيش اليمني على سفينة إسرائيلية من البحر الأحمر، كما أن تنفيذَ العملية الواسعة، أمس، ضد سفينتَينِ إسرائيليتين سيقودُ واشنطنَ لاستخدام أوراق ضغط أُخرى ضد الشعب اليمني؛ بسَببِ الموقف اليمني.

 

وما يؤكّـد أن هذه الخطوة تأتي استجابة للأوامر الأمريكية، هو الكشف الرسمي لصنعاء عن تلقيها تهديدات أمريكية تقضي بـ (التهديد المباشر بعودة الحرب وإشعال الجبهات، وكذلك إعاقة سير التفاوض السعوديّ اليمني، والإفصاح الأمريكي الرسمي في التهديدات عن الإقدام على وقف المساعدات الممنوحة للشعب اليمني)، وبهذا تتجلى كُـلّ الحقائق وتتطاير كُـلّ الأتربة عن رفوف الحقائق.

 

يُشارُ إلى أن صنعاءَ في وقتٍ سابق خاطبت برنامج الغذاء العالمي، على لسان عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي، الذي أكّـد في رسالته لمديرة البرنامج في اليمن، أنه لا توجد أية مبرّرات حقيقية لوقف المساعدات، لا سيَّما في ظل وفرة التمويل، وكذا في ظل التسهيلات العديدة التي قدّمتها صنعاء؛ مِن أجل توسيع العمل الإغاثي وإعانة المنظمات في تأدية مسؤوليتها وإيصال الحقوق إلى مستحقيها من أبناء الشعب اليمني.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: برنامج الغذاء العالمی للشعب الیمنی الشعب الیمنی

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق أربعة إصدارات جديدة عن”واقع اللغة العربية في العالم”

أصدر مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية اليوم أربعة إصداراتٍ جديدةٍ، ضمن سلسلة “العربية في العالم”، وسعيًا إلى مد جسور التواصل مع الناطقين بالعربية في جميع أنحاء العالم؛ حيث يُسلّط الضوء فيها على واقع اللغة العربية في عددٍ من البلدان؛ لتوفير البيانات والمعلومات عن (الأفراد، والمؤسسات، والجهات) التي تُعنى بخدمة اللغة العربية.
وتضمُّ الإصدارات الجديدة من سلسلة “العربية في العالم” لعام 2024م عناوين الكتب الآتية: (اللغة العربية في تشاد، واللغة العربية في تايلند، واللغة العربية في قرغيزستان: دراسة وصفية تحليلية نقدية، واللغة العربية في جزر القمر(، التي يمكن تنزيلها، والاستفادة من محتواها المنهجي من قبل الباحثين في واقع اللغة العربية والتخطيط والسياسة اللغوية العربية، والأكاديميين اللغويين، فضلًا عن المؤسسات اللغوية داخل المملكة العربية السعودية .
وأشار الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، إلى أن إطلاق مشروع “المسار البحثي العالمي المتخصص” يندرج ضمن تحقيق أهداف المجمع الإستراتيجية؛ حيث إنه يأتي تلبيةً للاحتياجات العلمية، ومواجهةً للتحديات اللغوية، وسدًّا للفجوات المتعلقة بالبحث والنشر العلمي، وفتحًا للآفاق العلمية والمعرفية المتنوعة محليًّا وعالميًّا، واستكمالًا لمسارات النشر اللغوية المتخصصة وَفقًا لمستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية “أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030”.
وقال: “إن المشروع يُسهم في تعزيز دور المجمع، وإيصال رسالته بتغطية مساحات متنوعة من التخصصات والفنون المتعلقة باللغة العربية، وإثراء المحتوى العلمي ذي العلاقة بمجالات اهتمام المجمع، ودعم الإنتاج العلمي المتميز وتشجيعه، وفتح المجال أمام الباحثين والمختصين، وتوثيق صلتهم بالمجمع؛ وذلك بإشراكهم في أعماله”.
ويسعى المجمع من وراء سلسلة “العربية في العالم” إلى تجسير التواصل بين المؤسسات والأفراد المعنيين باللغة العربية في الدول العربية، وبين أشقائهم في الدول غير العربية، ويمهد ذلك لمشروعاتٍ علميّةٍ وعمليةٍ يقوم بها، أو تقوم بها الجهات ذات الهدف المشترك. ودعا الباحثين من أنحاء العالم كافة إلى التواصل معه؛ للإسهام في هذه السلسلة، أو في سلاسل المركز الأخرى؛ لإثراء تراكم المعرفة، وزيادة اتساعها، ولتكوين مرجعيةٍ موثوقةٍ ترصد حالة اللغة العربية في كل أنحاء العالم، وتوفر المعلومة للمستفيدين، وتكون إرثًا باقيًا، وتقديرًا للجهود التي بذلها المخلصون في خدمة اللغة العربية الشريفة.
ويأتي ذلك ضمن سياق برنامج النشر في المجمع، وهو برنامجٌ موسعٌ وممتدٌّ، يتناول جوانب لغوية مختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج شارك فيه (1097) باحثًا، يمثلون (76) دولةً، وقد تناولت الدراسات (84) دولةً موزعةً على قارات العالم كافة، وعدد الكتب (218) كتابًا، وتناولت موضوعات البرنامج البحثية جوانب مختلفة، وتأتي ضمن المسار البحثي الموسع المجلاتُ العلميةُ الست، التي يصدرها المجمع، ويبلغ مجموع أعدادها (51) عددًا.
ويتيح المجمع (للباحثين، والمختصّين، والمهتمين) نشر نتاجهم العلمي والبحثي عبر البريد الشبكي المخصص التالي: (nashr@ksaa.gov.sa).

مقالات مشابهة

  • ضمن العرس الجماعي الرابع.. ميدان السبعين يشهد مشاركة واسعة لعرسان هيئة الزكاة في مسيرة “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • مشاركة واسعة لعرسان هيئة الزكاة بصنعاء في مسيرة “مع غزة..جبهات الإسناد ثبات وجهاد “
  • خروج 22 مسيرة حاشدة بصعدة تحت شعار “مع غزة جبهات الإسناد ثبات وجهاد””
  • خروج مليوني بالعاصمة صنعاء بمسيرة “مع غزة.. جبهات الإسناد ثبات وجهاد”
  • الخارجية تدين امتداد إنتهاكات المليشيا المتمردة لمناطق الانتاج الزراعي
  • ” معجزة الشفاء ” تشارك في معرض #الغذاء العالمي بسنغافورة 2024
  • يمن الإيمان يجسِّد أروع صور التلاحم مع قضية المقدسات الإسلامية
  • “المركزي اليمني” يوقف خمس شركات صرافة
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق أربعة إصدارات جديدة عن”واقع اللغة العربية في العالم”
  • أنتونوف: المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام كييف تشجعه على ارتكاب جرائم جديدة