وصف سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى دولة قطر، العلاقات الثنائية بين البلدين بـ "القوية والمتينة"، وتوقع أن تشهد تطورا إيجابيا بعد الزيارة الحالية لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية إلى الدوحة، من حيث تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مما ينعكس على الشراكة الإقليمية والتفاهم المشترك في القضايا الإقليمية والدولية.


وذكر سعادة السفير كوكصو، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الزيارة الحالية لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان تأتي بالتزامن مع أعمال الدورة الـ 44 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدوحة، كما سيناقش مع أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مستجدات الأحداث في غزة، بعد أن برز الدور الدبلوماسي القطري في الحرب القائمة بقطاع غزة.
ورجح سعادته أن تحمل زيارة الرئيس أردوغان لقطر، علاوة على ذلك، أهدافا اقتصادية، خصوصا أن بلاده ستستضيف في الفترة بين 11 و13 ديسمبر الجاري المنتدى الاقتصادي الخليجي - التركي في مدينة إسطنبول.
وتوقع أن تؤدي الزيارة الحالية للرئيس التركي دورا حيويا في تعزيز العلاقات الأخوية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية الحساسة، مما يجعلها أمرا ذا أهمية في مجال تنسيق المواقف بين تركيا وقطر في قضايا متعددة.
وأكد سعادة السفير كوكصو أن قطر وتركيا تتبعان سياسة خارجية مشتركة، تعتمد على دعم العدالة والمضطهدين، والترويج للقيم الإنسانية، والوقوف على الحق.
وقال في هذا السياق: "ما يميز علاقة تركيا وقطر هو التزامهما المشترك بدعم العدالة والروح التضامنية. هذا النهج يمثل مصدر أمل للشعوب المظلومة في منطقتنا وفي جميع أنحاء العالم".
وأشار إلى انعقاد الاجتماع التاسع للجنة الاستراتيجية العليا بين تركيا وقطر برئاسة سمو الأمير وفخامة الرئيس أردوغان، مؤكدا أنه "منذ تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا عام 2014، وهي أهم آلية ثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وقطر، تم التوقيع على حوالي 100 اتفاقية بين بلدينا حتى الآن، تشمل مختلف القطاعات".
وأضاف: "هناك العديد من الاتفاقيات الجديدة التي ستبرم بين البلدين على هامش انعقاد اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا، وستتركز في قطاعات مختلفة أبرزها التكنولوجيا والثقافة والاقتصاد والتعليم والقطاع المالي والصناعة والصناعات الدفاعية".
وأوضح أن قطر وتركيا تجمعهما علاقات استراتيجية قوية، تطورت عبر التاريخ منذ تأسيسها عام 1973 حتى الآن، وقد احتفل البلدان في شهر يوليو 2023 بالذكرى الـ 50 لتأسيس العلاقات، التي تحولت من علاقات عادية إلى علاقة استراتيجية خلال السنوات الأخيرة، وشملت العديد من المجالات المختلفة مثل: الاقتصاد، والصناعة، والدفاع، والأمن، والاستثمار، والطاقة، والثقافة، والملكية الفكرية، والجامعة، والشباب.
وأعرب عن أمله في أن تدفع القمة بين الجانبين بالعلاقات الاستراتيجية بين الدولتين إلى أوسع الآفاق، وتقدم مساهمات كبيرة في تنويع العلاقات وتعميقها.
وأشار سعادته إلى أن المجال الاقتصادي يعد أهم ركائز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما حتى نهاية عام 2022، ما يقارب 1.8 مليار دولار، وتسعى الدولتان إلى زيادة هذا الرقم إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2025.
وقال: إن الشركات التركية تحظى بحضور واسع في قطر، حيث تتواجد أكثر من 760 شركة تركية في قطر، وفي المقابل تعمل حوالي 200 شركة قطرية في تركيا، فيما بلغ حجم الاستثمارات القطرية في تركيا 33.2 مليار دولار، وبلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الإنشاءات التركية في البنية التحتية القطرية 22 مليار دولار.
ولفت إلى أن قطر تملك أسهما في العديد من الشركات التركية من أبرزها شركة BMC المصنعة للمحركات والدبابات، حيث تملك قطر 49.9% من أسهم الشركة، كما تملك استثمارات في العديد من الشركات والمشاريع التركية، وعلى رأسها مشروع قناة إسطنبول المخطط تنفيذه خلال السنوات المقبلة.
وعلى الصعيد السياحي، أشار سعادة السفير كوكصو إلى تضاعف عدد السياح القطريين القادمين إلى تركيا عام 2022 إلى 140 ألف سائح، بعد أن كان عددهم عام 2016 يقارب 30 ألفا، مما ساهم في ازدهار قطاع السياحة التركي، أحد أهم القطاعات الاقتصادية بالنسبة لبلاده.
ونوه بالتعاون العسكري القائم بين البلدين، والذي شهد تطورا ملحوظا عقب توقيع اتفاقية التعاون العسكري والصناعات الدفاعية بينهما عام 2014، ودخولها حيز التنفيذ عام 2017 بعد التصديق عليها من قبل مجلس الأمة التركي، مضيفا أن الاتفاقية تتيح تبادل الخبرات العسكرية وتطوير الصناعات العسكرية، وتسمح باستخدام كل بلد الموانئ البحرية للبلد الآخر، وطائراته ومجاله الجوي والاستفادة من منشآته العسكرية.
وفي المجال الثقافي، أبرز سعادة السفير أهمية افتتاح المركز الثقافي التركي "يونس إمره" في الدوحة عام 2015 لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، مبينا أنه في العام 2018 أبرمت اتفاقية بين البلدين تشمل تبادل الوثائق التاريخية والمصادر العلمية وتبادل الخبرات الثقافية، كما أبرمت اتفاقية أخرى عام 2021 بين "مكتبة قطر الوطنية" و"مكتبة الأمة" التركية في المجالات العلمية والتقنية والثقافية.
وعلى الصعيد التعليمي، أشار إلى افتتاح أول مدرسة تركية في قطر عام 2016، مبينا وجود حوالي 10 جامعات تركية مدرجة على قائمة وزارة التعليم والتعليم العالي، وذلك في الوقت الذي حظي فيه التعاون في قطاع التعليم العالي باهتمام ملحوظ، تجلى في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون التي غطت مجالات أكاديمية وبحثية وطلابية.
وقال سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة في ختام حواره مع /قنا/: "لقد قمنا بعدد من المبادرات مع المسؤولين في قطر لتوفير منح دراسية للطلاب الأتراك، وبما أن التعليم من أهم المجالات الاستراتيجية للتعاون بين البلدين، فقد قامت إدارة جامعة قطر بتقديم 30 منحة سنوية للطلاب الأتراك من أجل الدراسة باللغة العربية، وكذلك الأمر بالنسبة لجامعة لوسيل، التي تمنح 20 طالبا سنويا مقعدا دراسيا لدراسة العديد من التخصصات، وجميع هذه المجالات تثري التعاون بين تركيا وقطر، وتحقق التقدم المشترك والفوائد المتبادلة".

 

 

المصدر: العرب القطرية

إقرأ أيضاً:

خبراء عراقيون: صادرات النفط لأميركا تعزز العلاقات وتمنع العقوبات

بغداد- كشفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية -في تقريرها الأخير، اليوم الأحد- عن حجم الصادرات النفطية العراقية إلى الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط الماضي حيث بلغت ما يقارب 5 ملايين برميل.

وأظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة انخفاضا ملحوظا في حجم صادرات النفط العراقية مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني الماضي الذي سجل تصدير ما يزيد عن 6 ملايين برميل.

وشهدت صادرات العراق من النفط الخام إلى الولايات المتحدة خلال فبراير/شباط تباينا ملحوظا في المعدلات اليومية حيث بلغ متوسط التصدير في الأسبوع الأول 257 ألف برميل يوميا ثم انخفض إلى 228 ألف برميل في الأسبوع الثاني وشهد الأسبوع الثالث تراجعا كبيرا ليصل إلى 46 ألف برميل فقط فيما استقر متوسط التصدير في الأسبوع الرابع عند 170 ألف برميل يوميا.

كما صنف التقرير العراق في المرتبة السادسة بين الدول المصدرة للنفط إلى الولايات المتحدة وفي المرتبة الثانية عربيا بعد السعودية

تعزيز العلاقات

يرى الدكتور طارق الزبيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بغداد، أن هذا الارتفاع يندرج ضمن جهود العراق لتعزيز العلاقات مع واشنطن وتأمين إمدادات الطاقة المحلية.

وأشار الزبيدي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن العوامل الآنية، مثل انخفاض درجات الحرارة وزيادة الطلب على النفط، ساهمت بهذا الارتفاع، مؤكدا أن العلاقة النفطية مع الدول الأخرى تخضع لمعادلة العرض والطلب، مع التزام العراق بقرارات منظمة أوبك.

إعلان

وأعلن المدير العام لشركة نفط البصرة باسم عبد الكريم -في بيان- أن متوسط صادرات العراق من النفط الخام بلغ خلال فبراير/شباط الماضي 3.3 ملايين برميل يوميا من موانئ التصدير في محافظة البصرة (جنوبي البلاد).

كما أكد أن استجابة العراق السريعة للطلب الأميركي تعكس رغبته في تفادي الأضرار المحتملة من إلغاء الإعفاءات المتعلقة بالعقوبات على إيران، متوقعا أن يسعى العراق لتجديد هذه الإعفاءات لتأمين احتياجاته من الغاز والبنزين.

وشدد على أن العراق مضطر للتعامل بواقعية مع الولايات المتحدة لتجنب الأزمات الاقتصادية التي قد تهدد استقرار الحكومة والنظام السياسي، محذراً من أن أي اضطراب في أسعار النفط أو الإمدادات قد يؤثر سلباً على حياة العراقيين، خاصة في ظل أزمة الكهرباء المزمنة.

أي اضطراب بأسعار النفط أو الإمدادات يؤثر سلبا على العراقيين حيث يعتمد على إيرادات النفط (غيتي)

وتواجه المنظومة الكهربائية في العراق ضغوطا متزايدة، مما يؤثر على استقرار التيار الكهربائي وتلبية احتياجات المواطنين.

وتزود إيران بغداد بحوالي 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بما يغطي حوالي ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاواط من الكهرباء، إلا أن هذا الكم لا يكفي لتلبية احتياجات العراق أوقات الذروة.

وحذر الزبيدي من أن إلغاء الإعفاءات سيؤدي إلى نقص حاد في الغاز لتشغيل محطات الكهرباء وزيادة الاعتماد على الاستيراد، مؤكداً أن العراق يسعى لتطوير التعاون النفطي مع الولايات المتحدة وجذب الشركات الأميركية للاستثمار فيه لتوطيد العلاقات الثنائية وتجنب العقوبات والمشاكل الإقليمية المحتملة.

علاقة إيران

من جانبه، أوضح الخبير في الشأن النفطي علي نعمة أن الارتفاع الأسبوعي في الصادرات لا يمكن اعتباره مؤشراً على تغير وجهة الصادرات.

وأكد نعمة -في حديث للجزيرة نت- أن الكميات المخصصة للصادرات تحدد سنوياً من قبل شركة سومو، وأن الارتفاع الحالي يعود إلى رفع شحنة كبيرة خلال الأسبوع الماضي، في حين لم يتم رفع أي كمية خلال الأسبوع السابق.

إعلان

وأضاف أنه لم يتم تصدير النفط الخام رسمياً من قبل شركة النفط العراقية "سومو" إلى إيران، مشددا على أن الكميات المخصصة للأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية تم تحديدها مسبقاً نهاية عام 2024.

وأوضح نعمة أن الحديث عن وجود علاقة بين صادرات العراق إلى إيران واختيار السوق الأميركي بديلاً لها هو افتراض لا أساس له من الصحة.

مقالات مشابهة

  • أول اتصال هاتفي بين أردوغان وترامب يتناول العلاقات الثنائية والوضع بأوكرانيا وسوريا
  • خبراء عراقيون: صادرات النفط لأميركا تعزز العلاقات وتمنع العقوبات
  • وزير الاستثمار يزور الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • وزير الاستثمار يتوجه إلى الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • تركيا تتحول إلى مركز العالم
  • طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
  • سفير مصر في ألمانيا يجري مباحثات موسعة خلال زيارة لولاية ساكسونيا الحرة
  • وزيرا خارجية سوريا والعراق  يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها
  • وزيرة التضامن تتحادث مع نظيرتها التركية
  • أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب