صحف عالمية: تدمير أنفاق غزة المهمة الأصعب لإسرائيل وماكرون يحاول استدراك انحيازه
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تواصل الصحافة العالمية تسليط الضوء على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها المختلفة على مستوى الوضع المحلي وكذلك انعكاساته دوليا.
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية قالت إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من خلال التراجع عن دعمه المطلق لإسرائيل، يحاول استداركَ ما فات بلادَه في الشرق الأوسط.
وتساءلت الصحيفة هل سيفيد هذا التغيّر، خصوصا أن مفاتيح التأثير في الصراع أصبحت في أيدي أطراف أخرى مثل قطر والولايات المتحدة ومصر، ونقلت عن دبلوماسي فرنسي تشكيكه في أن يكون التحول الفرنسي وجد آذانا مصغية لدى العرب.
أما صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية فزعمت أن بعض التقديرات تشير إلى أن شبكة أنفاق غزة تفوق حجما شبكة قطارات أنفاق لندن، وأضافت "علاوة على أنها مجهزة بكل متطلبات الحياة، هي أيضا عصيّة على القصف والتجسس".
وأوضحت أن الأنفاق أداة قديمة جدا من أدوات الحروب، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طوّرت استعمالَها إلى مستوى آخر "لذلك سيكون تدميرها الجانب الأصعب في مهمة الجيش الإسرائيلي".
بدوره تطرق موقع "ذا ديلي بيست" إلى دعوة جنود إسرائيليين سابقين حكومة تل أبيب إلى ما سموه "تصحيح المسار"، وحذروا من أن الانتقامَ ليس خطة حرب.
ونقل الموقع عن أوري جيفاتي -المسؤول في منظمة "كسر الصمت" التي تضم محاربين قدامى يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية- أنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن ترد على هجمات حماس، لكن بطريقة أخرى غير القسوة والانتقام.
ودعت صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها إسرائيل إلى ضرورة الاستجابة للنداءات الأميركية بتقليل الخسائر بين المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
وأشارت إلى أن تجاهل ذلك سيؤدي إلى خسارة إسرائيل الدعمَ الدولي، كما أن واشنطن تحتاج إلى تعاون تل أبيب حتى تحافظ على دعمها المطلق لها في الحرب على غزة.
مشاهد مأساوية
وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الضوء على قصة إنسانية مؤلمة عن 4 رضع في مستشفى النصر بغزة كانوا بحاجة إلى رعاية خاصة لأنهم وُلدوا مبكرا.
وبينت الصحيفة أن الممرض الوحيد الذي كان مشرفا على حالتهم اضطُر لمغادرة المستشفى، وتركهم وراءَه تحت تهديد الجيش الإسرائيلي باقتحام المكان خلال دقائق.
وتضيف "غادر الممرض والألم يعتصر قلبَه، وبعد هدنة الأسبوع الماضي عاد ليجد جثث الرُضع كما تركها، موصولة بأجهزة التنفس، لكن الكلاب الضالة نهشتها، وانتشرت الديدان في ما تبقى منها".
وكذلك أعادت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية التركيز على حرب إسرائيل على مستشفيات غزة، وقالت إنه جاء الدور على مستشفيات جنوب القطاع هذه المرة لتعيش مشاهد مأساوية تفوق الوصف، مثلما كان حال مستشفيات الشمال قبل الهدنة.
ورأت الصحيفة أن مستشفى ناصر الطبي في خان يونس -أكبر مستشفيات جنوب القطاع- يختزل الوضع كله، وبينت أن مستشفيات الجنوب تستقبل جرحى يجري إجلاؤُهم من الشمال إضافة إلى المصابين من سكان المنطقة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافية
طالب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، السلطات الإيرانية على تقديم توضيحات حول ما وصفه بـ"أنفاق غامضة" قرب منشأة نطنز النووية، مشددًا على ضرورة احترام قواعد الإبلاغ والشفافية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأنشطة النووية.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها جروسي الأربعاء من العاصمة الأمريكية واشنطن، في أعقاب تقارير كشفت عن وجود إنشاءات جديدة تحت الأرض في المنطقة.
وكان "معهد العلوم والأمن الدولي"، وهو مركز بحثي مقره واشنطن، قد نشر صورًا التقطتها أقمار اصطناعية، تُظهر أعمال حفر لنفق عميق جديد بالقرب من نفق قديم في محيط منشأة نطنز، إلى جانب وجود تحصينات وإجراءات أمنية إضافية، ما أثار شكوكًا حول طبيعة الأنشطة الجارية في الموقع، واحتمال أن يكون مرتبطًا بتخزين مواد غير مصرح بها.
وفي تصريحاته، أشار جروسي إلى أن الوكالة سبق وأن أثارت هذه المسألة مع الجانب الإيراني أكثر من مرة، لكنه أوضح أن الردود كانت دائمًا "بأن الأمر لا يعني الوكالة"، ما دفعه إلى تجديد مطالبته لطهران بالإفصاح عن طبيعة هذه الأنشطة. وأضاف: "لا يمكننا استبعاد احتمال استخدام هذه الأنفاق لتخزين مواد غير معلنة، لكنني لا أرغب في إصدار أحكام مسبقة أو تخمينات بشأن النوايا".
كما أكد جروسي أن إيران لا تمتلك حاليًا أسلحة نووية، وفق تقييمات الوكالة، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن طهران أجرت في الماضي أنشطة قد تكون على صلة بتطوير مثل هذه الأسلحة، ما يجعل من الضروري تعزيز الرقابة الدولية على برامجها النووية، ومنع أي تجاوزات قد تُعيد فتح هذا الملف الشائك.
ورغم القلق من التصعيد المحتمل، أبدى جروسي تفاؤله حيال الجولة الجديدة من المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرًا إلى عقد جولتين سابقتين بين الطرفين، والاستعداد لجولة ثالثة "فنية" يتوقع أن تُعقد نهاية الأسبوع الجاري. وأعرب عن أمله بأن تجري هذه المحادثات في أجواء بنّاءة، بما يسمح بالوصول إلى اتفاق يمكن للوكالة الدولية التحقق منه ميدانيًا وبصورة مستقلة.
وتعكس تصريحات جروسي حالة التوتر المتزايد بين إيران والمجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، لا سيما في ظل انقطاع طويل للتعاون التقني بين طهران والوكالة، وعدم السماح للمفتشين بدخول بعض المواقع أو الاطلاع على سجلات المراقبة، وهو ما دفع عواصم غربية عدة إلى التحذير من "الخطوات التصعيدية" التي قد تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.