ما المقصود بـ قضية القراءتان في آيات سورة العلق؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في بيان قضية القراءتان، وهو أن هناك قراءة للقراءة، وقراءة للأكوان، تشير إليها آيات سورة العلق، وهي أول ما نزل.
قضية القراءتانوتابع: حيث كرر الله فيها الأمر بالقراءة، وعلق الأولى على الخلق والثانية على الوحي، فقال : (اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) [ العلق : 1 : 4]، والقلم إشارة إلى الوحي، كقوله تعالى (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) [ القلم :1].
وأكمل علي جمعة: نرى هنا أنه بدأ بالخلق وثنى بالوحي، وكأن الإنسان لابد عليه أن يطلع العالم وما حوله ليكون قادرًا على فهم الوحي، وكذلك لابد عليه من إدراك الوحي إدراكًا صحيحًا من أجل أن يغير واقعه نحو التغيير الصحيح، ولذلك نرى أن الخلق والأمر يتكاملان في دائرة واحدة يصح أن نبدأ من أي نقطة منها فنصل إلى تمامها، ونرى قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ) [ الرحمن : 1 : 3] فيه إشارة إلى تلك الدائرية.
وأكمل: لذلك نرى أن النعي على مطابقة النص القرآني للواقع، وإنكار ذلك بصورة مطلقة ليس بسديد؛ لأن فيه سد باب القراءتين من ناحية، وفيه إنكار للواقع من ناحية أخرى، إن القرآن الكريم نزل مركبًا يرسم شبكة علاقات يستطيع المتدبر فيه استنباط مبادئ ومقررات كثيرة من تقاطعات هذه الشبكة، وكذلك الواقع في تطوره وتدهوره يكون شبكة، وليس دالة خطية كما يعبر علماء الرياضيات.
حقيقة علاج المحسود بماء وضوء الحاسد.. علي جمعة يوضح كيف يكون باب العبد بين الترغيب والرجاء ؟.. علي جمعة يوضح قوله تعالى «ثم قست قلوبهم»وفي بيان قوله تعالى «ثم قست قلوبهم» قال علي جمعة: يبين لنا ربنا سبحانه وتعالى الخطة الرشيدة التي يجب أن يتعامل بها البشر إذا ما نزل بلاءٌ {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} فإن الفطرة الإنسانية السليمة تتوجه إلى الله تعالى؛ حيث إنه تحيي في نفسه معنى جليل، وهو معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله" فيلتجئ إلى الله، وينسى ما يُشرك، لكن ليس البشر سواء؛ فهذا في غالب البشر ممن لم تُعكَّر فطرتهم، وممن لم تُغبَّش عليهم أحوالهم، ومما لم يقطع عليهم الطريق، لكن هناك طائفة من البشر قُطع عليها الطريق، وغُبِّشت أحوالهم وقلوبهم مع الله سبحانه وتعالى، وقطع الطريق يكون أولًا بهوى النفس الأمارة بالسوء، ويكون ثانيًا بالشيطان، ويكون ثالثًا بحب الدنيا الذي ارتكز في القلب وأخذ ينكت فيه نُكَتًا حتى صار قلبًا أسود؛ فمعوقات، مشوشات، مغبِّشات على النفس في طريق الله سبحانه وتعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} ولوافق ذلك {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ولعفا الله عنهم، وسامحهم فيما كانوا قد أشركوا من قبل، ولكن بعض الناس تعوقهم العوائق؛ فما تلك العوائق؟
أول عائق : {قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} فقسوة القلب عائق من العوائق التي تعكر عليك السير إلى الله سبحانه وتعالى.
ثاني عائق: من أين تأتي قسوة القلب ؟ تأتي من النفس الأمارة، أو من الهوى، أو من الدنيا التي انطبعت في قلبك حتى صار قلبك أسود من الداخل المقابل من الخارج، فما هو الخارج؟ لخصناها في الشيطان الذي يوسوس للإنسان، والذي لا يريد له الخير، والذي يريد أن يهجم عليه في كل شاردة وواردة {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} العنصر الخارجي "الشيطان"، والداخلي "قسوة القلب"، {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الشيطان أخذ في وضع العقبات في الطريق إلى الله للتغبيش وللتلويش، الإنسان العاقل ينبغي أن يربي نفسه، ينبغي أن يقاوم هذا القلب القاسي.
وحول قسوة القلب بماذا تنتهي؟ والشيطان بماذا يبعد؟ فال علي جمعة: بالذكر، قسوة القلب تذهب بالذكر، يلين قلبه بالذكر، والشيطان وسواس خناس كلما سمع الأذان خنَّس، كلما سمع ذكر الله ذهب{إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا} والتذكر يجعله يذكر ربنا فيذهب الشيطان {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} ، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الطمأنينة ضد القسوة {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} يعني تلين وتخشع لذكر الله، ولذلك فذكر الله يقاوم البلاء الداخلي، والبلاء الخارجي،فما الذي علينا فعله ؟ اذكروا الله سبحانه وتعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة الله سبحانه وتعالى ق ل وب ه م علی جمعة إلى الله
إقرأ أيضاً:
آيات وأدعية لحفظ الأبناء من المس والسحر والحسد.. علموهم الأذكار
الدعاء عبادة عظيمة تُمثل صلة مباشرة بين العبد وربه، وسلاح المؤمن في مواجهة التحديات الروحية والمادية، في ظل ما يواجهه الأبناء من مخاطر المس والسحر والحسد، يصبح الدعاء وسيلة قوية لتحصينهم وحمايتهم من الأذى.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الله سبحانه وتعالى أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]. لذا، ينبغي على المسلمين أن يلجؤوا إلى الله بالدعاء الصادق لحفظ أبنائهم، مستعينين بالأذكار الشرعية وآيات القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين، فالدعاء للأبناء يعزز شعور الآباء بالطمأنينة، فهم يضعون أبناءهم في رعاية الله وحفظه، ومن أفضل الأدعية: «اللهم احفظ أبنائي من كل سوء، واصرف عنهم شر الحاسدين والسحرة والمسّ، واجعلهم في ودائعك التي لا تضيع».
آيات للتحصين من العين والحسد والسحركما يُستحب أن يعلم الآباء أبناءهم أهمية التحصن بالأذكار اليومية، مثل أذكار الصباح والمساء، ويغرسون فيهم التوكل على الله، فبالدعاء يتحقق السكينة والرضا، وتظل الأسرة في حماية الله ورعايته وقد ورد في القرآن الكريم آيات للتحصين من العين والحسد والسحر، وفيما يأتي ذكرها: (اللَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يؤوده حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
(وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ* فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ* فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ* وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ).
(قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى* قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى*فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى* قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى* وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى).
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا* فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا* إِنَّ إِلَـهَكُمْ لَوَاحِدٌ* رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ* إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ* لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ).
(قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
أدعية للتحصين من العين والحسد والسحرومن الأدعية التي يمكن ترديدها للتحصين من العين والحسد والسحر خاصة للأبناء : أعوذ بكلمات الله التامّة من كلِّ شَيطانٍ، وهامَّةٍ، ومن كلِّ عيْنٍ لامَّةٍ) ومن الممكن أن نقول أعيذكم. (بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يشْفِيك، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ)، (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ)، ومن الممكن أن نقول أعيذكم.
اللهم إني أستودعك أبنائي فاحفظهم من شر الحاسدين، وحقد الحاقدين، يا أكرم الأكرمين، اللهم يا ودود يادود، أستودعك يا الله أبنائي، فاحفظهم من الأذى والحسد والعين، إنك أنت الحفيظ العليم.
اللهم إني أسألك أن تحفظ أبنائي من أعين الحاسدين كما حفظت نبيك يونس -عليه السلام- في بطن الحوت.
اللهم إنَّ العين حق فأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تصرف عنهم أعين الحاسدين، وأسألك ربي أن تتولاهم بحفظك العظيم وكرمك الواسع.
اللهم يا سميع يا بصير، يا من هو على كل شيء قدير، أسألك اللهم أن تحفظ أبنائي من رفقة السوء، إنك أنت اللطيف الخبير.
اللهم احفظ أبنائي من رفقاء السوء و المنافقين وأصدقاء المصلحة. اللهم أسألك أن تحفظ أولادي من أصدقاء السوء كما حفظت نبيك يونس -عليه السلام- في بطن الحوت.
اللهم جنب أبنائي رفاق السوء اللهم سلمهم من الأشرار آناء الليل وأطراف النهار في الإعلان والإسرار، واهدهم لما تحبه وترضاه.
اللهم جنبهم من أراد بهم شراً أو مكروهاً يا قادر يا عظيم واحرسهم بعينك التي لا تنام.
(بسمِ الله أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعِقابِه وشرِّ عِبادِه ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ)، (أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ)، اللهم إنى استودعك أبنائى من شر ووسوسة الشيطان.
أعوذ بالله العلي العظيم أبنائي من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن شر إبليس وجنده، ومن شر شياطين الإنس والجن.
حصنت أبنائي بذي القوة والجبروت، ومن شرور الشياطين وشرور الإنس. اللهم يا سميع يا عليم، يا حافظ من كل شيطان رجيم، ويا مالك الملك ويوم الدين أسألك أن تحفظ أبنائي من شر الإنس والجن.
حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من خبث وخبائث الشياطين، حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من مكر ومكائد الشياطين.
حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من وساوس ومس وسلطان الشياطين، وأعوذ بالله العلي العظيم أن يحضرون.