جلسات مسقط الحوارية تؤكد ضرورة تعزيز الجوانب الترفيهية والتوسع في أنسنة المدن
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
- السيد سعود البوسعيدي: إشراك الشباب والاستماع إليهم في خطط التنمية
- د.حنان الجابرية: تفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان
منار الريامية: إيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك
بدأت اليوم جلسات مسقط الحوارية (نحو مستقبل مستدام مزدهر) التي نظمتها محافظة مسقط؛ استكمالًا لسلسلة اللقاءات والحوارات السابقة.
واستعرضت الجلسات التي أقيمت بنادي الشفق بالعذيبة محور أنسنة وصناعة الترفيه، ومحور التطوع البيئي ودوره المتمثل في جعل البيئة المُعاشة أكثر استدامة.
رعى افتتاح الجلسات معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، الذي أكد على أهمية إشراك الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم في خطط التنمية، باعتبارهم ثروة الوطن ومحركه الأساس نحو التنمية والتطور والازدهار.
وقال معاليه: إن محافظة مسقط تمضي قدما لمستقبل مشرق عبر رؤية واضحة ورسالة موجهة؛ للاستفادة من طاقات الشباب وإمكاناتهم وقدراتهم وعزائمهم في شتى المجالات، معربا معاليه عن ترحيبه بأفكار الشباب الهادفة واقتراحاتهم الطموحة، مشيرا إلى أن الجلسات تأتي لدعم وتعزيز الشباب والاستفادة من آرائهم البناءة ومقترحاتهم المثرية وأفكارهم النيرة، مؤكدًا ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات باعتبارها صورة من صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات، حيث إن الشباب هم ثروة الوطن، ومحركه الأساس نحو التنمية والتطور الازدهار، وهم هدف التنمية وغايتها الأولى.
وأوضح أن محافظة مسقط ومن خلال رؤيتها ورسالتها تعمل جنبا إلى جنب مع سائر القطاعات الحكومية من جهة، ومع مؤسسات وأفراد المجتمع من جهة أخرى؛ لتحقيق الشراكة الفاعلة، وتعد هذه اللقاءات إحدى أهم صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات، كما تأتي المقترحات التطويرية والأفكار البناءة التي تخرج من هذه اللقاءات داعما لتحقيق المزيد من النجاحات، فبالشراكة والتواصل نرتقي بمشاريعنا وتتحقق الرفاهية للمجتمع.
بعد ذلك بدأت الجلسة الافتتاحية باستعراض الحوارات السابقة المنبثقة من التوجيهات السامية، كما تم استعراض محاور الجلسات الحوارية الأربعة وهي أنسنة المدن وصناعة الترفيه، والتطوع البيئي، والفرص الاستثمارية، والتقنية والابتكار، وأهدافها المتمثلة في تحديد الفرص والتحديات وطرح الحلول والمقترحات التي سترفد الخطط التنموية الاستراتيجيّة لمحافظة مسقط وولاياتها، إضافةً إلى مادة فيلمية أخرى عن مقومات محافظة مسقط، وأبرز المشاريع المنجزة فيها والمقترحة.
المدن والإنسان
وناقش المحور الأول من الجلسات النقاشية (أنسنة المدن وصناعة الترفيه)؛ وذلك من خلال استعراض أهمية إيجاد مدن حديثة تتوفر فيها الأماكن العامة والمساحات المفتوحة التي تُعدّ متنفسًا للسكان في المدن العصرية، وكيفية العمل على تطويرها وتحسينها وفق معايير تخطيطية متطورة والتأكيد على أهمية الوصول إلى الغايات التي توفر على الإنسان مدنا ذات طابع حديث تلبي متطلباته و توفر له بيئة سكنية ملائمة نابضة بالحياة وملبية لاحتياجات السكان، من النواحي الاجتماعية والصحية و متطلبات الحياة اليومية.
و استعرضت الدكتورة حنان الجابرية المديرة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في الجلسة عددا من الجوانب في التخطيط العمراني الحديث وأنسنة المدن، وقدمت عرضا عن منهجية التخطيط العمراني، و التأكيد على أهمية جودة الأماكن العامة من خلال إيجاد مدن صغيرة داخل المدن الكبيرة تهدف بشكل أساسي إلى تسهيل الوصول لجميع الخدمات بسهولة ويسر؛ الأمر الذي ينعكس أثره اقتصاديًّا نتيجة سهولة الوصول للعقارات المختلفة لتلبية احتياجات المستفيدين، كما تم استعراض موضوع المدن المستقبلية التي تمثل أحد النماذج المعززة لموضوع أنسنة المدن، مثل: مدينة السُّلطان هيثم، ومسقط الكبرى، وصلالة الكبرى، ونزوى الكبرى، والتي تهدف إلى أن تكون شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وذات جودة خدمات مرتفعة، و علاقات إنسانية مُعززة داخل المجتمعات، ومعززة لصحة ورفاهية السكان.
وأشارت الجابرية إلى مبادرة "الأماكن العامة النابضة بالحياة" التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية وجود الأماكن العامة والمساحات المفتوحة في الأحياء السكنية، وأنسنة المدن وفق نمط حياة مستدام، والتقليل من حدة الكتل الإسمنتية في المدن، والإسهام في التنوع الاقتصادي، والعمل على التكامل مع الجهات الأخرى المعنية، وتفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان.
التطوع البيئي
وناقشت الجلسة الثانية محور التطوع البيئي، حيث استعرضت منار الريامية - أخصائية جودة وخبيرة متحدثة من هيئة البيئة ـ مرتكزات التطوع البيئي، وأهمية إشراك الأفراد بالمجتمع في تبنّي هذه الثقافة، وبينت الريامية أهم الأهداف والمنجزات والتجارب الوطنية في المجال البيئي، وتجارب دول الجوار، مع تحليل الوضع الحالي ومقومات ولايات محافظة مسقط، مشيرة إلى أن رؤية عُمان 2040 تركز في مضامينها على إيجاد بيئة عناصرها مصانة وآمنة، وتكون نظمها متزنة وموارها متجددة.
وقالت: إن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة مع ضرورة إشراك المجتمع والأفراد في تبنّي القضايا البيئية، وتفعيل أدوارهم من خلال التطوع البيئي في المجالات المختلفة.
كما ناقشت الجلسة في محور التطوع البيئي الأهداف الوطنية القائمة على إيجاد أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث، وإيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك ورفع سقف الوعي البيئي اللازم لتطبيق قواعد الاستهلاك والإنتاج المستدامين، إلى جانب الأهداف الوطنية التي تركز على تكوين اقتصاد أخضر يستجيب للاحتياجات الوطنية، وبيئة تحقق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بقواعد التنمية المستدامة.
كما تم استعراض المنجزات والتجارب الوطنية الناجحة حول التطوع البيئي، وما يحققه على مستوى دعم السياحة البيئية، وحماية البيئة والمرافق والممتلكات، مع التطرق إلى المقومات الوطنية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة الطبيعية، وتعمل على استدامة العطاء الفردي في الجانب البيئي وتشجيع الابتكار.
تبنّي الأفكار
وبعد استعراض محاور الجلستين، تم تقسيم المشاركين من الشباب و الأكاديميين والمختصين، إلى مجموعات، لوضع توصياتهم ومقترحاتهم حول (أنسنة المدن) و (التطوع البيئي)، حيث صاغ المشاركون عددا من الأفكار والمقترحات الهادفة بما يخص المدن و التطوع البيئي.
وقد تركزت آراء ومقترحات الشباب التي سيتم تدارسها و اتخاذ التوصيات بشأنها على ضرورة تعزيز الجوانب الترفيهية في إحياء محافظة مسقط، و التوسع في المشاريع الخاصة بأنسنة المدن، ووضع الحلول لسكن العمال وسط الاحياء السكنية، وإيجاد احياء تتمتع بتواصل مجتمعي بين سكان الحي الواحد، و العمل على مد مزيد من جسور التواصل بين أفراد المجتمع.
وفيما يخص الجانب البيئي فقد أكد المشاركون على ضرورة أن يساهم المجتمع مع الجهات الحكومية في تعزيز الجوانب البيئية والحفاظ على المشاريع البيئية والمساهمة في الحملات التطوعية من خلال إيجاد حلقة تواصل بين المجتمع والجهات الرسمية لإشراكهم في الحملات التطوعية، والحث على إيجاد مساحات تعنى بالحفاظ على البيئة وسط الأحياء السكنية.
وتستكمل الجلسات الحوارية أعمالها غدًا الأربعاء لمناقشة محور الفرص الاستثمارية وأهمية تمكين بيئة رواد الأعمال للتنافسية وإيجاد الفرص الممكنة للاقتصاد وتوليد المشاريع، كما سيناقش ضمن الجلسات محور التقنية والابتكار، بهدف إبراز أهمية أدوار تكنولوجيات المعلومات والابتكار المعلوماتي عند تخطيط وتنفيذ المشاريع، مع استخراج الأفكار ومناقشة التحديات والفرص بالمحافظة من وجهة نظر الشباب المشاركين في جلسات المحاور.
أقيمت الجلسات الحوارية بحضور سعادة أحمد بن حمد الحميدي رئيس بلدية مسقط، وبعض الأعضاء المكرمين من مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وأصحاب السعادة الولاة، وأعضاء المجلس البلدي، وممثلي الجهات الحكومية، وعدد من أبناء محافظة مسقط.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأماکن العامة التطوع البیئی محافظة مسقط أنسنة المدن على أهمیة من خلال
إقرأ أيضاً:
جماليات العيد تزين شوارع المدن والأحياء وتقهر العدوان
رغم العدوان والحصار، يظل العيد في بلادنا مناسبة مفعمة بالحياة والفرح، حيث يتمسك اليمنيون بتقاليدهم العريقة ويصنعون البهجة.
ويتفرد الشعب اليمني على مر العصور بصموده وثباته أمام التحديات، كما هي التي فرضها العدوان والحصار، ليرسم أجمل صور الصبر والثبات والإصرار على تجاوز الصعاب وإيجاد البدائل واستغلال المتاح لإحياء الأعياد والمناسبات المختلفة.
استطلاع/ أسماء البزاز
البداية مع العلامة الحسين السراجي، الذي تحدث قائلاً: إن عيدنا عيد الصبر والصمود مع اكتمال العام العاشر ودخول الحادي عشر من ثباتنا وصبرنا وشموخنا وتطورنا وسيطرتنا في البحر وإرغام عدونا.
وأضاف: وبالرغم من كل المآسي التي نعيشها بآلام غزة وجراحها ونكبات أهلها. وبالرغم من القصف الأمريكي الذي يطال المناطق والمدن اليمنية، إلا أن الناس يعيشون العيد ومظاهر بهجة العيد تملأ نفوسهم .
وقال: لقد خرج الناس للمصليات والمساجد مكبرين ومهللين ومبتهجين بيوم عيدهم فالناس يتزاورون ويتواصلون ويتراحمون ويملؤون الشوارع والحدائق والمنتزهات والمطاعم .
اليمنيون يعيشون حياتهم متجاوزين الظروف والصعاب والأوجاع .
وقال: شعبنا قوي وعزيز يصيب العدو بالصداع من قوته وصبره وتماسكه وشجاعته
مظاهر فرائحية:
من جهتها تقول الإعلامية أمل الحوثي (معدة البرامج) في قناة اليمن الوثائقية: رغم العدوان والحصار، يظل العيد في بلادنا مناسبة مفعمة بالحياة والفرح، حيث يتمسك اليمنيون بتقاليدهم العريقة ويصنعون البهجة رغم التحديات.
وأضافت: يتفرد الشعب اليمني بصموده وثباته أمام التحديات التي فرضها العدوان والحصار، ليرسم أجمل صور الصبر والصمود والإصرار على تجاوز التحديات وإيجاد البدائل واستغلال المتاح لإحياء الأعياد والمناسبات المختلفة.
مبينة أن من أبرز مظاهر وجماليات العيد البارزة في اليمن، أداء صلاة العيد في الساحات العامة، إذ صارت تشكل مظهرًا عامًا، يميز صباح اليوم الأول للعيد، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، ويتعالى صوت التكبيرات، لتتجسد مشاعر الفرح والطمأنينة.
وقالت الحوثي: كما ينشغل اليمنيون صباح أيام العيد في التزاور، وزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء، وتبادل التهاني وتوزيع العيديات، خاصة للأطفال لإدخال الفرح في قلوبهم.
وأوضحت أن من العادات اليمنية- التي ربما تكون مقصورة على اليمن- خروج بعض سكان المدن إلى ضواحيها حيث يصحب أرباب الأسر عوائلهم لمشاهدة المناظر الطبيعية التي تشتهر بها بلادنا، وخاصة من على قمم الجبال التي تشرف على الوديان الخضراء، ورغم الظروف الصعبة، يحرص اليمنيون على شراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار، وهو تقليد يعكس مظاهر الفرح والبهجة بالعيد.
وتابعت: كذلك تعد زيارات المقابر والتصدق، أحد مظاهر العيد الهامة، حيث يقوم البعض بزيارة قبور أحبائهم وأقاربهم، وقراءة الفاتحة، وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين. فالعيد في اليمن ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو تأكيد على أن الفرح والمقاومة يسيران جنبًا إلى جنب، وأن إرادة الشعب اليمني أقوى من أي عدوان.
جماليات لا تنسى
من ناحيته يقول محمد حيدر- أعمال حرة: لعل أبرز جماليات العيد هو التزاور بين الأهل والأقارب وصلة الرحم والزيارات المجتمعية والتنزه وزيارة الأماكن الأثرية والمنتزهات الخضراء أو ذهاب الأسر للبحر والشلالات فبلادنا مليئة بالمناظر الجذابة والخلابة.
وأضاف: العيد يسمو على النزاعات والخلافات ويوحد القلوب ويزيل دوائر التفرقة بين الناس، كيف لا وفرحتنا واحدة وعيدنا واحد وثقافتنا واحدة وملبسنا واحد حتى مظاهر العيد متشابهة .
عيد وصمود:
الأستاذة طيية الكبسي ثقافية في الهيئة النسائية الثقافية العامة محافظة ذمار تستهل حديثها بقوله تعالى ???? ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
وقالت: لا يخفى على العالم بأسره، أن أبرز مظاهر العيد هو عندما يطوي الشعب اليمني العام العاشر من الصمود الأسطوري الذي قل نظيره وندر مثيله صمودا وثباتا وتضحية ليثمر عزا وكرامة وشموخا إباء وانتصارا ليظهر مساندا ومدافعا عن القضية المركزية للأمة الإسلامية القضية الفلسطينية جراء الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على يد قطعان الصهاينة ومن خلفهم أم الإرهاب الولايات المتحدة الأميركية.
وتابعت : كما أن مما يزيد جماليات عيد الفطر المبارك هو أن الشعب اليمني رغم همجية تحالف العدوان في استهدافه لمساكن المواطنين تحت جُنح الظلام وحصد أرواح المواطنين نساء وأطفال وشيوخ في مشهد لا يمكن أن ينساه اليمنيون ثأرا وانتصارا لتلك الدماء الطاهرة الزكية والأرواح البرئية، ومثيلها طيلة سنين العدوان، كذلك يرافق الإجرام بإجرام أكثر بشاعة ينم عن حجم الحقد الخبيث المتراكم في نفوس آل سعود ومشغلهم الأمريكي حيث استخدموا جميع أنواع الحروب الإعلامية والناعمة والنفسية والأمنية والاقتصادية ، التي نجدها من أخطر الوسائل لأنها تهدف إلى إركاع الشعوب ليتسنى لهم قوتهم الضروري، رغم كل ذلك يعيش هذا الشعب الأبي لحظات العيد بجمالها وفرحها.
وقالت: لله الحمد وجدنا شعب الأنصار كما عهدناه، يحتفل بعيد الفطر المبارك وكله شغف وشوق ولهفه وسبق إلى تعظيم شعائر الله وتقديس إتمام نعمة الهداية والشكر لله عز وجل، رغم صعوبة المعيشة ويتراحم بعضه لبعض وتكاتفه ويتبادل الزيارات ويتفقد الأرحام وكل ذلك زاد أجواء العيد جمالاً . وهو ما يغيظ أعداء الله ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وأعداء الأمة الإسلامية.