جريدة الوطن:
2025-05-02@11:45:36 GMT

رأي الوطن : سكان غزة محاصرون بين الموت والصمت

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

يأتي تأكيد عددٍ من المؤسَّسات الإغاثيَّة الأُمميَّة والعالَميَّة على تصاعد العدوان الصهيونيِّ بشكلٍ فاق كُلَّ التصوُّرات بعد الهدنة المؤقَّتة، وتأكيدها على أنَّ معاناة المَدنيِّين في قِطاع غزَّة لا تطاق في ظلِّ استمرار أعمال القتل والأعمال العدائيَّة الَّتي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيونيِّ، وهو ما أكَّدنا عَلَيْه أثناء الهدنة، أي نيَّة الكيان الصهيونيِّ المارق الَّذي تَقُودُه حكومة يمينيَّة هي الأشدُّ تطرُّفًا وإرهابًا في التاريخ الإنسانيِّ الحديث.

فما يخرج من تلك المنظَّمات من بيانات متواترة تؤكِّد أنَّ الاستئناف الوحشيَّ لجرائم الحرب في غزَّة أضحى له تأثير مرعب على المَدنيِّين، الَّذين باتوا محاصَرِين بالموت من كافَّة الاتِّجاهات، فإن نجَا البعض من القصف، مات عطشًا أو جوعًا، أو مرضًا؛ جرَّاء انهيار المنظومة الصحيَّة في القِطاع المحاصَر، الَّذي يمنع عَنْه كيان الاحتلال كافَّة الاحتياجات الإنسانيَّة.
إنَّ تأكيد كافَّة المُنصِفين أنَّ المعاناة الَّتي يتعرض لها المَدنيون الفلسطينيون العُزَّل في قِطاع غزَّة وحتَّى الضفَّة الغربيَّة أكبر بكثير من قدرة البَشَر على التحمُّل تُدلِّل على حجم الإرهاب النازيِّ المصبوب فوق رؤوس هؤلاء الفلسطينيِّين العُزَّل، والَّذي لا يزال يصبُّ حممه وسط دعم ومساندة غربيَّة مكشوفة ومفضوحة وممجوجة، تحُولُ بَيْنَ الجهات الأُمميَّة وبَيْنَ إصدار قرار يوقف آلةَ القتل تلك، ويمنعها من تحقيق أهدافها الملعونة، والَّتي تسعى إلى تهجير الفلسطينيِّين قسريًّا؛ بهدف سرقة ما تبقَّى من أرض فلسطين التاريخيَّة، وذلك عَبْرَ تدمير كُلِّ أشكال الحياة المَدنيَّة والاجتماعيَّة، وإعادة الفلسطينيِّين إلى المرحلة البدائيَّة بعد تحويل العدوِّ الصهيونيِّ القِطاع، بما في ذلك المنازل والمصانع والشركات والبنى التحتيَّة، إلى أكوام من الركام.
إنَّ العالَم أجمع مطالَبٌ بوقف آلة القتل النازيَّة الصهيونيَّة، وإجبار تلك الكيان الإرهابيِّ على وقف ما يرتكبه من حرب إبادة جماعيَّة. فمئات الآلاف من الفلسطينيِّين محصورون في مناطق أصغر من أيِّ وقتٍ مضى في جنوب غزَّة، دُونَ صرفٍ صحيٍّ مناسب، أو إمكان الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه والإمدادات الصحيَّة، ألا يكفي تحذير مفوَّض الأُمم المُتَّحدة السَّامي لحقوق الإنسان من عدم وجود مكان آمِنٍ في غزَّة، لِيتحرَّك العالَم الصامت، ويشرعَ بالتحقيق في الانتهاكات المُتعدِّدة والجسيمة للقانون الدوليِّ ومحاسبة المسؤولين عَنْها؟ لضمانِ امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدوليِّ، ومنع ارتكاب الجرائم الدوليَّة، الَّتي نراها ترتكب على الهواء مباشرةً، بل ويعلنها أعضاء حكومة الاحتلال الصهيونيِّ بمنتهى الوقاحة.
ولا رَيْبَ أنَّ التحرُّك الآنيَّ لَمْ يَعُدْ يُمثِّل إنقاذًا للفلسطينيِّين فحسب، بل هو تحرُّك ينقذ الإنسانيَّة جمعاء، الَّتي تُنتَهك حقوقها وكرامتها على يَدِ كيان الاحتلال الصهيونيِّ، والَّذي يوفِّر أعذارًا وتبريرات لكُلِّ الكيانات الإرهابيَّة في تجاوز القانون الدوليِّ بهذا الشَّكل المُرعِب. إنَّنا الآن أمام لحظةٍ فاصلة إمَّا تغيير المسار الحاليِّ ومحاسبة الَّذين ينتهكون القانون الدوليَّ بكُلِّ صوَره وأشكاله، والتأكيد على عدم وجود أحَدٍ فوق القانون، وإمَّا مواصلة الصَّمْت وانتظار انهيار منظومة القانون الدوليِّ بما تملكه من قِيَم، والعودة إلى صراعات الغابة، حيث البقاء للأقوى، ما ينذر بسباق تسلُّح قَدْ يقضي على البَشَريَّة جمعاء.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

إبادة ممنهجة للنسل الفلسطيني... وغزة تستغيث: افتحوا المعابر

"الاحتلال لا يكتفي بالقصف، بل يمنع الماء والدواء والغذاء عن أطفالنا... إنه يُبيد النسل الفلسطيني"، بهذه الكلمات اختصر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، مشهدًا صحيًا وإنسانيًا هو الأقسى منذ عقود، متهمًا الاحتلال الإسرائيلي بممارسة جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والنساء.

وفي مقابلة تليفزيونية، أكد البرش أن إغلاق المعابر بشكل كامل منذ بداية الحرب فاقم من انهيار المنظومة الصحية، وأدخل المستشفيات في "حالة تدهور غير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي ينهار بشكل تدريجي، وسط غياب الأدوية والمستلزمات الطبية، وحرمان الطواقم من الحركة.

أشار البرش إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من تداعيات الحصار والحرب، موضحًا أن أكثر من 40 ألف طفل أصبحوا أيتامًا، وأن 100 طفل فقدوا حياتهم وهم ينتظرون فتح المعبر لتلقي العلاج. ولفت إلى أن نحو مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة، في ظل تعمد الاحتلال منع دخول أي إمدادات إنسانية.

وأضاف أن عدد الضحايا جراء التبعات غير المباشرة للحرب، كالجوع والمرض والعطش، بات يتجاوز أولئك الذين قضوا تحت القصف، في دلالة واضحة على اتساع رقعة الموت الصامت.

من بين 38 مستشفى في غزة، لا يعمل سوى 20 بشكل جزئي فقط، وسط عجز تام عن تقديم خدمات الجراحة والطوارئ والعناية المركزة. وتابع البرش: "نفتقد إلى الماء والكهرباء، ولا نستطيع تشغيل الأجهزة الطبية... ما تبقى من المستشفيات ينهار أمام أعيننا".

وفي تطور خطير، كشف البرش أن الاحتلال اعتقل أكثر من 360 من الكوادر الطبية في غزة، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يُوجب حماية العاملين في القطاع الصحي زمن الحرب.

وختم الدكتور البرش تصريحاته بتوجيه نداء عاجل للمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، مطالبًا إياها بـ"تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية"، والعمل فورًا على فتح المعابر، وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من الأرواح في قطاع يحتضر.

طباعة شارك غزة الاحتلال النسل

مقالات مشابهة

  • الدويري .. لا تكتبوا عن بطولات المقاومة ، اكتبوا عن الخذلان والصمت العربي
  • بشرى لـ سكان الإيجار القديم في إيجار أو تمليك شقق تابعة للدولة
  • مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة سكان القطاع وحماس تدعو إلى حراك عمّالي عالمي
  • ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟
  • شبح المجاعة يغرس مخالبه في أجساد سكان غزة ويفتك بأطفالها
  • البرش”: العدو الصهيوني يتعمد إبادة النسل الفلسطيني
  • إبادة ممنهجة للنسل الفلسطيني... وغزة تستغيث: افتحوا المعابر
  • اغتيال خلف القضبان.. عبدالله البرغوثي يواجه الموت في سجون الاحتلال
  • “البرش”: العدو الصهيوني يتعمد إبادة النسل الفلسطيني
  • سموتريتش: لا وقف للحرب قبل تهجير سكان غزة وتفكيك سوريا (شاهد)