جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@12:37:55 GMT

الأمم المتحدة لا تحمي المغفلين

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الأمم المتحدة لا تحمي المغفلين

 

 

علي بن مسعود المعشني

Ali95312606@gmail.com

هناك مقولة شهيرة يتداولها الناس مفادها "أن القانون لا يحمي المغفلين"، وهذه العبارة عادة ما يتشدق بها من أوقع ضعيفًا في فخ العدالة، أو انتصر عليه، وكأنه يريد القول بأن القانون يحمي الأقوياء والمحتالين!! بينما فلسفة القانون أنه لابد أنْ يحمي الضعفاء، ومنهم المغفلون الذين يجهلون القانون، أو غير مدركين لنتائج أفعاله؛ لهذا أوجد القانون في قواعده المتمثلة في روح القانون الشفاعة لهؤلاء بمنح سلطة تقديرية للقاضي تُخوِّله تقدير العقوبة، وتكييفها مع الجُرم ووضعية الجاني، ومراعاة الظروف المحيطة وقت وقوع الجريمة.

وفي عالمنا اليوم، نجد أنَّ الأمم المتحدة -والتي أنشئت لحماية الأمن والسلام الدوليين، والمساواة بين أعضاء الأسرة الدولية في الحقوق والواجبات- نجدها تسير وفق قاعدة القانون لا يحمي المغفلين، وكأنها وُجِدَت لتكون أداة للأقوياء وسيفًا مُسلطًا على رقاب الضعفاء.

الأمم المتحدة في ميثاقها تُمثل الشرعية الدولية، وتسعى لتحقيقها، ومجلس الأمن أداة تنفيذ لمخرجات الأمم المتحدة الممثلة في الجمعية العامة، والتي تمثل جميع الأمم في العالم، والتي تملك عضوية كاملة بها.

سطوة الكبار من مُخلَّفات العهود الاستعمارية وغطرستهم، جعلت من منظمة الأمم المتحدة أداة لقمع الشعوب وتطويعها خدمة لمصالحهم، وجعلت من مجلس الأمن الأداة الوصية على المنظمة بدلا عن كونها أداة تنفيذية لقراراتها، وبهذا تحولت المنظمة إلى خصم وحكم في آن، وبما يمليه عليها الغرب الاستعماري ويُحقق مآربه ومصالحه، وأبقت للضعفاء "المغفلين" التمسك بقشور المنظمة ومواد ميثاقها والتي أصبحت شعارات فارغة كـ"الشرعية الدولية"، و"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، و"القانون الدولي الإنساني"...إلخ.

الأمم التي تنبَّهت لسوء حال منظمة الأمم المتحدة واختراق الغرب لها أفقيًّا ورأسيًّا، أيقنت أنَّ العالم لا يعترف بغير منطق القوة؛ فتسلحت بكل أسباب القوة، وما يحمي سيادتها ويضمن استقلاليتها وبُعدها عن التبعية للغرب، بعد أن احتكم الغرب لقانون القوة بدلًا عن قوة القانون.

وبقي النظام الرسمي العربي ضحيَّة للشرعية الدولية رغم جلاء حقوقه، وهذا نتيجة عدم استيعابه للتحولات العالمية من حوله؛ فالمنظومة الغربية لم تختطف منظمة بحجم الأمم المتحدة فحسب، بل اختطفت كل ما يتصل بها من منظمات إنسانية وفنية كذلك، وجعلتها طوع بنانها، وتجلى هذا الاختراق والتطويع في تخندقها الشرس جميعها ضد روسيا الاتحادية في ملف الصراع على أوكرانيا، واصطفافها مع الغرب.

فيما مضى كان بعض العالم يُدرك أن منظمة الأمم المتحدة مخطوفة من قبل الغرب وعلى رأسهم أمريكا؛ وبالتالي يترحَّم عليها ولا يرجو لها مستقبلًا أكثر من حاضرها، لكنه كان في المقابل يرى المنظمات المنبثقة عنها ما زالت تقوم بدور إنساني ودعم فني واستشاري لأعضائها، ولكنه خاب رجاء العالم بها بعد انكشاف ولائها المعيب للغرب في الأزمة الأوكرانية على وجه الدقة والتحديد.

منظمة الأمم المتحدة اليوم في حال مُطابق لحال عُصبة الأمم، والتي أنشئت بعد الحرب الأوروبية الأولى (العالمية)؛ بهدف حماية الأمن والسلم الدوليين، وأُلغِيت بسبب سطوة الكبار ومخالفتهم لميثاقها.

وبالشكر تدوم النعم...،

------------------

قبل اللقاء: "العالم يحتاج منظمة دولية تحمي الضعفاء المغفلين بالفعل، وتردع المحتالين وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات؛ خدمةً للأمن والسلم في العالم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بن جامع يدعو إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي قدمته فلسطين

أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، السفير عمار بن جامع على أهمية العمل المتعدد الأطراف في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإن تأسف في الوقت نفسه،  على محدودية أطره بما في ذلك الأمم المتحدة ذاتها، نتيجة العجز عن تمكين الفلسطينيين من كل حقوقهم غير القابلة للتصرف.

وفي كلمة القاها بن جامع في إجتماع الدورة الإستثنائية الطارئة العاشرة حول فلسطين التي تنعقد يومي 17 سبتمبر و18 سبتمبر 2024 نوه بن جامع ‎ أنه لولا القانون الدولي والمحافل ‎الأممية، لكانت القضية الفلسطينية قد طواها النسيان في عالم تهيمن عليه المصالح الضيقة، ومن ناحية أخرى، أظهر العمل المتعدد الأطراف عدم قدرته على امضاء قرارات الشرعية الدولية.

ودعا بن جامع هذه الدورة الإستثنائية والتي من المرتقب أن تشهد التصويت على مشروع قرار تقدمت به فلسطين، لأوّل مرة في تاريخ الأمم المتحدة، إلى تنفيذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بتاريخ 19 جويلية 2024.

وبالمناسبة ‎عزى بن جامع هذا الفشل إلى القوة القائمة بالاحتلال التي  تتجاهل القانون الدولي نتيجة غياب المساءلة والعقاب، وتتصرف كما لو أنها فوق القانون.

وفي ذات الكلمة أدان بن جامع ‎ مواصلة المحتل الإسرائيلي القتل والاعتقال في غزة والضفة الغربية، و يدنس الأماكن المقدسة في القدس الشريف، ويهجر سكانه قسرا. و ينكر علنا حقوق الشعب الفلسطيني، ويسعى إلى تقويض إقامة دولته.

‎وشدد ممثل الجزائر الدائم على أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي اتخذته أعلى هيئة قضائية في العالم والذي يفند رواية الاحتلال ويفضح سياسات الفصل العنصري التي يمارسها ويؤكد من جديد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضرورة إنهائه.

‎وذكر بن جامع، بما قاله رئيس الجمهورية،: “نحن، دعاة السلام العادل، نتحمل المسؤولية عن إنهاء الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني، وهي نتيجة لا يمكن تحقيقها إلا بإجبار السلطة القائمة بالاحتلال على الانصياع للقانون الدوليوحتام كلمته، شدد بن جامع على ضرورة الحرص على التنفيذ الكامل لفتوى محكمة العدل الدولية، ودعا كافة الدول الأعضاء إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي تقدمت به دولة فلسطين إلى الجمعية العامة والذي يعتبر أول قرار تقدمه دولة فلسطين بصفتها الوطنية في تاريخ الأمم المتحدة. هذا القرار الذي يحدد خارطة طريق واضحة لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من التمتع الكامل بحقوقه.

‎وفي الختام قال بن جامع “يجب أن نقف معا دفاعا عن القانون الدولي. يجب أن نقف متحدين من أجل السلام.”.

مقالات مشابهة

  • منظمة حقوقية: إظلام إسرائيل المتعمد لقطاع غزة أداة لتحقيق الإبادة الجماعية
  • عضو «التحرير الفلسطينية»: اعتماد الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال انتصار للقضية الفلسطينية
  • وزير الداخلية المكلف ومدير عام الشرطة يلتقيان ممثل منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونسيف)
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بانتهاك القانون الإنساني
  • سلام: على الأمم المتحدة ومجلس الأمن فتح تحقيق عاجل وجدّي بشأن حادثة البيجر
  • الأهلي يجدد شراكة التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة
  • روسيا تدعو إلى حرمان الغرب من إمكانية "التلاعب" بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • موسكو تدعو لحرمان الغرب من إمكانية التلاعب بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي
  • بن جامع يدعو إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي قدمته فلسطين
  • مجلس الأمن يناقش إيصال المساعدات إلى غزة