جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@04:05:56 GMT

شكاوى الصناعيين مستمرة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

شكاوى الصناعيين مستمرة

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

ما زالت هناك فجوة كبيرة بيننا وبين عدد من الدول الصناعية في العالم وفي المنطقة في مجال التصنيع، حيث احتلت سلطنة عُمان المرتبة الـ56 عالميًّا في القطاع الصناعي وفق بيانات التقرير الصناعي التنافسي للعام 2023، والصادر من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، والذي صدر مؤخراً.

ورغم أننا نقفز سريعاً في تنمية هذا القطاع الحيوي الذي حقَّقت فيه السلطنة قفزات جيدة خلال السنوات السبع الماضية، بصعودها من المرتبة الـ72 في العام 2016م إلى المرتبة الـ56 في العام 2023، إلا أننا نحتاج تقديم المزيد من التسهيلات وإبداء المرونة وتوفير الخدمات للقطاع الصناعي؛ لكي يشعر رجل الصناعة العماني بالرغبة في الاستمرار في تحقيق مزيد من التقدم في هذا القطاع، والاستمرار في ضخ مبالغ استثمارية جديدة في مصانع أخرى، وليس دفعه للهرب بهذه الاستثمارات إلى الدول المجاورة التي تقدّم للصناعة والقطاعات الاقتصادية الكثير من التسهيلات والمرونة في تلك الأعمال.

رجل الصناعة في عُمان، ورغم مرور هذه السنوات العديدة على العمل في هذا القطاع، لا يزال يتطلع إلى أن تتعامل الجهات المعنية معه ومع الظروف الصناعية التي يواجهها بكل أريحية، وليس من خلال تحرير المخالفات وإرسال الفرق التفتيشية الفجائية إلى المصانع للتأكد ومعرفة إن كان المصنع يلتزم في معاملاته اليومية بصورة شرعية أو غير شرعية. فلا يمكن أن يُقام أي مصنع إلا بتصريح صناعي ووفق الاشتراطات والمعايير التي تتوافق عليها الجهات المعنية، ولكن الأمر يحتاج أحيانا إلى إبداء بعض المرونة خاصة في غياب الفنيين والعمال المُتخصِّصين الأجانب لكي يقوم الآخرون منهم بمتابعة تلك الأعمال لحين تسويتها بصورة صحيحة.

ما أود قوله هنا إنَّ مجموعة من الصناعيين يشتكون من الحملات التي تقوم بها وزارة العمل أثناء تأدية العُمَّال أعمالهم في المكاتب وأماكن التصنيع، وإلزام بعضهم بفتح أجهزة الاتصالات الخاصة بهم (لاب توب) وقراءة رسائلهم، ومعرفة إن كانوا هم من يقومون بإرسال هذه الرسائل أم مديرون آخرون في المصنع. وإذا ما شعروا بأنَّ المرسل لتلك الرسائل ليس هو الشخص المختص، يقوم المفتش بتحرير المخالفة للمصنع أو لصاحبه؛ الأمر الذي يؤدي لزيادة تكاليف المصنع، بل ونفور بعض هؤلاء الأشخاص العاملين من الاستمرار في ذلك المصنع.

إنَّ غياب المرونة في مثل هذه القطاعات، سيؤدي لتفاقم مشكلات الصناعيين، خاصة إذا كان هؤلاء بحاجة لبعض التخصصات اليدوية التي لا تتوافر في السوق المحلي؛ فهذه المصانع تقوم أولاً بتوفير فرص عمل للعمانيين، والبعض لديها ما بين 60 و70 أو أكثر من الأفراد العمانيين الذين يعملون في مختلف التخصصات، مع العلم بأنَّ المنتج الصناعي في السلطنة يكلّف كثيراً مقارنة مع نفس المنتج المصنوع في الدول المجاورة؛ باعتبار أن الرواتب التي تدفعها المصانع للعمالة المحلية تفوق كثيراً ما تدفعه المصانع المماثلة خارج السلطنة للعمالة الوافدة؛ لأنها غير مُلزمة بتشغيل العدد الكبير من العمالة الوطنية؛ الأمر الذي لا يعطي فرصة كبيرة للمصانع الصغيرة والمتوسطة ومنتجاتها للمنافسة في كثير من الأسواق العالمية.

ومن هذا المنطلق، فإن إبداء المرونة للمصانع العمانية أصبح من الضرورات لاستمرارها في العمل، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة القادمة من الخارج، خاصة من المصانع الخليجية التي تعفى منتجاتها من أي ضريبة في إطار اتفاق دول مجلس التعاون فيما بينها بإعفاء المنتجات من أي رسوم جمركية. لذا؛ فأي إقفال للمصنع المحلي سيؤدي لتفاقم مشكلة المسرحين من العمالة المحلية في البلاد، وهذا ما يجب على الجهات مراعاته واجتنابه، مع تأهيل وتدريب العمالة المحلية لتزويد المصانع بها.

إنَّ التحسن الذي شهده القطاع الصناعي في السنوات الماضية تحقق نتيجة الخدمات التي تقدمها الجهات المعنية، مع الإعفاءات والتسهيلات الأخرى التي وفرتها الحكومة لهذا القطاع. والمرحلة الحالية تحتاج إلى مرونة في التصنيع. فهذا القطاع ليس كقطاعات اقتصادية أخرى؛ لأنه يحتاج إلى كوادر وكفاءات في مختلف التخصصات الفنية التي أحيانا تكون غير متوفرة في السوق المحلي، فيتم إحضارها من الخارج. فأكبر الدول الصناعية في العالم ما زالت تستعين بالعمالة الوافدة أحيانا، مع تشغيل العنصر الوطني لديها، وهذا ما يجب العمل به في السلطنة ليشعر رجل الصناعة بأن جميع متطلبات التصنيع متوفرة، ويشعر بالمرونة في العمل اليومي، وإلا فإنَّ هذه المصانع سوف تغلق في يوم ما أو يتم نقل مقارها للدول المجاورة التي تقدّم الكثير من التسهيلات والمرونة في تلك الأعمال.

ومع الاستمرار في فهم القضايا المتعلقة بالصناعة والصناعيين، فإنَّ ذلك سيؤدي لتنويع الأنشطة الصناعية وزيادة القيمة المضافة لهذا القطاع، وكذلك زيادة حجم صادراته السنوية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير العمل: القطاع الخاص شريك يستطيع منحي نتائج مبهرة

أكد محمد جبران، وزير العمل، أن الحالة النفسية للعامل فى المناطق النائية والصحراوية أو الجبلية، ترتبط بقدرته أثناء التعيين، مشددا على ضرورة أن تكون المقابلة الشخصية "الانترفيو" حقيقى لمعرفة مثل هذه الأمور.

حالتهم مستقرة .. أسماء المصابين في انقلاب ميكروباص بالمنوفيةإسلام صادق: صن داونز رهيب ومرعب.. وكولر يقترب من الرحيل

وأضاف خلال لقائه بالإعلامية رانيا هاشم، ببرنامج "بصراحة" الذى يذاع على قناة الحياة: "هل العامل الذى سيعمل فى الجبل، هى هو مهيأ نفسيا لذلك، وهل مهيأ جسديا؟ وهل يمكنه الابتعاد عن أهله وذويه؟ دور المؤسسات الاختيار السليم للعامل من البداية بهدف تحقيقه المرجو منه".

وتابع: "سنقوم بعمل دورات تدريبية لمثل هذه الأمور، فبالنسبة للتدريب، فنحن نحن لدينا 38 مركز ثابت، وهناك 38 أو أكثر من المراكز المتنقلة، ومن هنا كان لابد أن يكون وجهة نظر أو رؤية جديدة للتدريب فى مصر، ونحن لم نكن نرضى على التدريب، لذلك توجهنا إلى القطاع الخاص".

وقال: "القطاع الخاص الشريك الذى سيمكنه أن يمنحنى نتائج مبهرة، وبدأنا مع وزارة التربية والتعليم أن نقوم بعمل بروتوكول، لتدريب الطلاب، وأتحنا التدريب بمراكز مناسبة للطلاب".

طباعة شارك العمل وزير العمل محمد جبران

مقالات مشابهة

  • إبادة مستمرة.. مقتل 35 فلسطينيا في قصف إسرائيلي متفرق على غزة
  • وزير العمل: القطاع الخاص شريك يستطيع منحي نتائج مبهرة
  • «المشاط»: معدلات التشغيل وتنمية مهارات الشباب أحد أكبر التحديات التي تواجه قارة أفريقيا
  • السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانع
  • إعادة نشاط المنطقة الصناعية أمدرمان .. والي الخرطوم يرحب باستئناف نشاط مصنع أصيل للصابون
  • حسم الجدل حول عمليات الإنجاب بالتلقيح الصناعي وأسباب ارتفاع تكاليفها
  • فايننشال تايمز: مصانع صينية تأثرت بالحرب التجارية مع أميركا
  • اتحاد عمال حمص يطلع على بيئة العمل في حسياء الصناعية
  • الحرب التجارية .. الصين تبطئ الإنتاج وتخفض ساعات العمل
  • اختتام معرض إثراء للتوظيف في العين